كانبيرا تطوي صفحة خلافها مع باريس

صورة تعود لعام 2018 ويظهر فيها ماكرون (الثاني من اليسار) وإلى يساره رئيس وزراء أستراليا مالكوم تيرنبال على ظهر غواصة أسترالية (أ.ف.ب)
صورة تعود لعام 2018 ويظهر فيها ماكرون (الثاني من اليسار) وإلى يساره رئيس وزراء أستراليا مالكوم تيرنبال على ظهر غواصة أسترالية (أ.ف.ب)
TT

كانبيرا تطوي صفحة خلافها مع باريس

صورة تعود لعام 2018 ويظهر فيها ماكرون (الثاني من اليسار) وإلى يساره رئيس وزراء أستراليا مالكوم تيرنبال على ظهر غواصة أسترالية (أ.ف.ب)
صورة تعود لعام 2018 ويظهر فيها ماكرون (الثاني من اليسار) وإلى يساره رئيس وزراء أستراليا مالكوم تيرنبال على ظهر غواصة أسترالية (أ.ف.ب)

أسدلت أستراليا الستار على خلافها المرير مع فرنسا، بخصوص فسخ عقد «تاريخي»، أبرم قبل 10 سنوات، والبالغة قيمته مليارات الدولارات، وشهد سجالات على مستوى القادة بين البلدين، وهدد بنسف المحادثات بشأن اتفاق تجاري بين أستراليا والاتحاد الأوروبي. وقررت كانبيرا تعويض مجموعة «نافال» الفرنسية عن قرار فسخ شراء أسطول من الغواصات، لتطوي بذلك صفحة خلاف أدى إلى تدهور العلاقات مع باريس لمدة عام تقريباً.
وأفاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، بأن الشركة الفرنسية وافقت على «تسوية منصفة» بقيمة 555 مليون يورو (584 مليون دولار أميركي) كتعويض، بعد أن قررت أستراليا التوجه إلى السوقين الأميركية والبريطانية، لشراء 10 غواصات تعمل بالديزل.
وكانت أستراليا قد ألغت العام الماضي طلبية شراء غواصات مع المجموعة الفرنسية لصناعة السفن الحربية، واختارت بدلاً من ذلك صفقة ثلاثية تتعلق بأسطول من الغواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أميركية وبريطانية.
وتوصلت الحكومة الأسترالية الجديدة التي يقودها حزب «العمال» إلى التسوية، في خطوة تأمل كانبيرا أن تساعد في تسوية الخلاف بين البلدين. وقال ألبانيزي في بيان منفصل: «نظراً لخطورة التحديات التي نواجهها في المنطقة والعالم على حد سواء، من المهم أن تتحد أستراليا وفرنسا مرة أخرى للدفاع عن مبادئنا ومصالحنا المشتركة».
توجه أستراليا إلى السوقين، البريطانية والأميركية، أثار غضب باريس، وتسبب في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، كما أثار أيضاً غضب الصين، القوة الرئيسية الصاعدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وأبدت أستراليا والولايات المتحدة وفرنسا وشركاؤها قلقهم بشأن نفوذ الصين المتزايد في المحيط الهادئ، وهي منطقة كانت تقليدياً تحت نفوذهم. وزادت مخاوفهم بعد أن وقعت الصين وجزيرة سولومون اتفاقية أمنية في وقت سابق من العام.
وقال ألبانيزي: «نحن نحترم بشدة دور فرنسا ومشاركتها الفعالة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ». وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إن الاتفاق «يسمح لنا بطي صفحة في علاقاتنا الثنائية مع أستراليا، والتطلع إلى المستقبل». وأفاد ألبانيزي بأنه سيتوجّه قريباً إلى فرنسا «لإعادة إطلاق» العلاقات التي خيّم عليها توتر «واضح للغاية».
وبدأ الخلاف في سبتمبر (أيلول) 2021، عندما فسخ رئيس الوزراء الأسترالي حينذاك سكوت موريسون، بلا سابق إنذار، عقداً أُبرم منذ زمن طويل، مع مجموعة «نافال» الفرنسية المدعومة من الدولة لبناء الغواصات. وفاجأ باريس أيضاً بإعلانه عن محادثات سرية لشراء غواصات أميركية وبريطانية تعمل بالطاقة النووية، في تحوّل بالنسبة لبلد لا يملك إمكانيات نووية تذكر. وأثار القرار حفيظة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اتهم موريسون علناً بالكذب، واستدعى سفير بلاده لدى أستراليا للاحتجاج. وطرأ جمود على العلاقة بين الطرفين حتى مايو (أيار) عندما انتُخب ألبانيزي (يسار وسط) رئيساً للوزراء. ومنذ توليه السلطة، سارع ألبانيزي لإصلاح علاقات بلاده مع فرنسا ونيوزيلندا ودول المحيط الهادئ الجزرية التي انتقدت مماطلة الحكومة المحافظة السابقة في ملف التغيّر المناخي.
وقال ألبانيزي، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»، بعدما تحدّث مع ماكرون بشأن التسوية: «نعيد تأسيس علاقة أفضل بين أستراليا وفرنسا». وأضاف: «أتطلع لقبول دعوة الرئيس ماكرون لزيارة باريس في أقرب فرصة».
واعتُبر عقد الغواصات في صلب مساعي أستراليا الحثيثة لتطوير إمكانياتها العسكرية، في ظل المخاوف من ازدياد نفوذ الصين في عهد الرئيس شي جينبينغ. وفي المجموع، كان عقد الغواصات مع فرنسا سيكلّف دافعي الضرائب الأستراليين 2.4 مليار دولار أميركي من دون مقابل ملموس، بحسب ألبانيزي.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.