سينما المرأة تلتهم نصف جوائز مهرجان أفلام السعودية

ارتاده نحو 15 ألف زائر... ونقاد لـ«الشرق الأوسط»: يبشر بنضج التجارب الشابة

فريق فيلم «قوارير» الحائز على 4 جوائز
فريق فيلم «قوارير» الحائز على 4 جوائز
TT

سينما المرأة تلتهم نصف جوائز مهرجان أفلام السعودية

فريق فيلم «قوارير» الحائز على 4 جوائز
فريق فيلم «قوارير» الحائز على 4 جوائز

انتعاشة كاسحة، عاشها السينمائيون السعوديون على مدى ثمانية أيام عامرة بالإبداع السينمائي، في مهرجان أفلام السعودية، الذي ودّع عشاق الفن السابع مساء الأول من أمس، في حفل جمع حشداً كبيراً من صناع الأفلام والنقاد والمهتمين بالحراك السينمائي، واكتسح فيلم «قوارير» مسابقة الدورة الثامنة من المهرجان، بحصده أربع جوائز عن أربع فئات مختلفة، وسط منافسة على 12 جائزة.
وطغت قضايا المرأة على عدد من موضوعات الأفلام الفائزة، ففيلم «قوارير» تأتي تسميته استعارة عربية للمرأة من منظور اجتماعي، ويعرض قصة خمس فتيات يواجهن تحديات متنوعة، في حين أن الفيلم الإماراتي «حلم صغير»، الذي حاز على جائزة أفضل فيلم خليجي، يتناول قصة فتاة تحاول الإفلات من ضغوط المجتمع المحافظ، كي تتمكن من تحقيق حلم السباحة في البحر.
وعند الحديث عن هاتين التجربتين اللتين انتزعتا خمس جوائز في المهرجان، بما يعادل نصف الجوائز مجتمعة، فقد عكستا للمشاهد حالة من العمق الإنساني والطرح الجريء الذي أدهش النقاد، في محاولة واضحة من صناع هذين الفيلمين بتغيير الصورة النمطية للمرأة، وهو الأمر الذي تفاعل معه الجمهور بالتصفيق الحار، احتفاءً بفوز هذه الأعمال.

والمهرجان الذي يترقبه السينمائيون السعوديون بشغف كل عام، يُبشر بحالة من النضج السينمائي وصل إليها عدد من المشاركين، وهو ما أكده أعضاء لجان التحكيم خلال كلمتهم في الحفل، متفقين على أن السينما السعودية اليوم تختلف كلياً عما كانت عليه في السابق، الأمر الذي بدا واضحاً في المهرجان الذي تنظمه جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.

تنوّع سينمائي
ربما يعتقد البعض أن مهرجان أفلام السعودية يلقي الضوء حصراً على السينما السعودية، إلا أنه استطاع أن يجمع السينمائيين العرب من كل حدب وصوب، من الناقد والسيناريست والمخرج والمنتج، الذين قدموا من شتى الدول، وجمعتهم نقاشات ممتدة، لتبدو أروقة المهرجان مساحة حرة وعريضة تشخّص واقع صناعة الأفلام، من قلب المهرجان، في مركز إثراء في الظهران.
وأجمع السينمائيون الذين التقتهم «الشرق الأوسط» على أن انتعاش الحراك السينمائي السعودي من شأنه التأثير على الدول المجاورة ودفع السينما العربية بشكل كبير، كما يرى الناقد المصري أحمد شوقي، وهو نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقاد ورئيس لجنة تحكيم مشاريع مهرجان أفلام السعودية، الذي يصف حراك السينما السعودية قائلاً: «هو مدهش على كل المستويات، بمعنى أنه لا يقتصر الأمر على الدعم الحكومي، الذي من الواضح أن الدولة تتجه له بشكل كبير، بل يشمل كذلك تنمية الموهوبين وتنمية صناعة القطاع عموماً».

وبسؤاله عن المشاريع التي عمل على تحكيمها، يقول: «الملاحظة الأساسية عليها هو التنوع الشديد، في الشكل والمضمون وكذلك في مناطقها الجغرافية، فهناك أفلام صُورت في الرياض وفي جدة وتبوك والأحساء وغيرها». ويتابع: «هذا يشير لوجود صناعة نشطة وهناك مواهب تريد أن تعبر عن نفسها، وليست هناك مركزية كذلك، فمثلاً السينما المصرية التي تعد صناعة قديمة عمرها يقارب القرن من الزمان، إلا أنها طيلة تاريخها تعد صناعة مركزية مكانها القاهرة مع بعض المحاولات الطفيفة في الإسكندرية، لكن الذي يحدث في السعودية يظهر أن هناك تنوعاً جغرافياً، وكل منطقة لديها أفلامها وحكاياتها وصناعتها».

السينما العربية
ومع هذا الحضور السينمائي العربي المكثف، يقفز السؤال: كيف يبدو حال السينما العربية اليوم؟ يجيب الناقد المصري أحمد شوقي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أنه لا يتفق مع هذه النظرة الجمعية، باعتبار أن السينما تبدو مختلفة في كل دولة على حدة، ويضيف: «السينما في تونس تشهد حراكاً كبيراً في الفترة الأخيرة، وهي تعيش أفضل لحظاتها عند الحديث عن السينما العربية».
ويشير إلى أن مصر نشطة دائماً في صناعة الأفلام، وكل سنة تنتج ما لا يقل عن 40 فيلماً طويلاً، تنقسم ما بين تجارية بحتة تُصنع لشباك التذاكر فقط، وأفلام فنية بحتة تُصنع لجمهور المهرجانات ولا يشاهدها الجمهور على الشاشات». ويتابع: «الدول العربية مجتمعة تنتج سنوياً ما يقارب 120 فيلماً طويلاً، والسينما العربية أصبحت موجودة وممثلة بشكل دائم في كل المهرجانات السينمائية الكبرى».

حصيلة المهرجان
وكانت إدارة مهرجان أفلام السعودية أعلنت في وقت سابق عن قبول 106 أفلام من أصل 117 جرى تسجيلها حتى نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، وترشيح 69 فيلماً منها للعرض في الدورة الثامنة، التي انطلقت في الثاني من يونيو (حزيران) الحالي، من بينها 36 فيلماً للمشاركة في جميع المسابقات، بواقع 8 أفلام عن فئة الفيلم الطويل، و28 فيلماً عن فئة الفيلم القصيرة، كما رشحت 33 فيلماً للعروض الموازية، فيما تنافست الأفلام الخليجية للمرة الأولى مع الأفلام السعودية المشاركة في المسابقة، على جوائز «النخلة الذهبية».
وجاءت سوق الإنتاج كأحد أهم مرتكزات المهرجان، الذي امتد لخمسة أيام واختتم مساء الأربعاء الماضي، بعد إقامة 17 فعالية متنوعة، ما بين دورات مختصة ولقاءات مفتوحة وتوقيع كتب. وضمت سوق الإنتاج 15 جهة إنتاجية وداعمة، كما استقبلت 103 مشاركات، وقع الاختيار على 14 سيناريو منها، وشهدت أروقة السوق مناقشة 35 اتفاقية لعروض أفلام في المحافل الدولية.
كما شهدت السوق تدشين مجلة «كراسات سينمائية» كأول مجلة سعودية مختصة في مجال الصناعة السينمائية.
وبلغة الأرقام، فإن مهرجان أفلام السعودية استطاع جذب أكثر من 15 زائراً في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، حيث اكتظت صالات عروض الأفلام بمرتاديها، وغصت أروقة سوق الإنتاج بالمهتمين بمتابعة تطورات القطاع، فضلاً عن الندوات الثقافية التي أقيمت في المسرح لتناقش أوضاع السينما من منظور ثقافي وأدبي، ليجد السينمائيون أنفسهم بعد إسدال ستار المهرجان مُحملين بالكثير من الأفكار والأحلام بمستقبل سينمائي أكثر إشراقاً.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

أول عمل فنّي أنجزه روبوت «بشريّ» يُباع بمليون دولار

آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)
آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)
TT

أول عمل فنّي أنجزه روبوت «بشريّ» يُباع بمليون دولار

آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)
آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)

بيعت لوحة فنّية أنجزها روبوت الذكاء الاصطناعي لشخصية عالم الرياضيات الشهير، آلان تورينغ، الذي كان رمزاً لفكّ الشيفرات خلال الحرب العالمية الثانية، بمبلغ 1084800 دولار أميركي (836667 جنيهاً إسترلينياً) في مزاد علني.

وذكرت «بي بي سي»، أنه وفق دار «سوذبيز» للمزادات، كان ثمة 27 عرضاً لشراء العمل الفنّي الرقمي «معبود الذكاء الاصطناعي»، الذي قُدِّر في البداية أن يُباع بين 120 ألف دولار (9252 إسترلينياً) و180 ألفاً (139 ألف إسترليني).

وإذ يُعدّ آلان تورينغ رائداً في مجال علوم الكومبيوتر، ويُعرف بأنه «والد الذكاء الاصطناعي»، قالت دار المزادات إنّ هذه الصفقة التاريخية «تفتح آفاقاً جديدة في سوق الفنّ العالمية، وتُحدّد معياراً لبيع الأعمال الفنّية التي أنجزتها الروبوتات بشرية الشكل».

وأضافت أنّ العمل من إنتاج الروبوت «آي - دا»، وهو «أول عمل فنّي يُباع في مزاد بواسطة روبوت بشري الشكل».

العمل هو صورة كبيرة الحجم للعالِم الذي درس في كلية «كينغز كوليدج» بكامبريدج. ولعب تورينغ دوراً حاسماً في فوز الحلفاء على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، إذ ساعد في فكّ الشيفرات وفهم آلة «إنيغما» الشهيرة في «بلتشلي بارك»، التي كانت ألمانيا ترسل من خلالها رسائل سرّية مشفَّرة.

بعد الحرب، صمَّم مفصلاً لجهاز كومبيوتر رقمي بالمعنى الحديث.

وقالت «سوذبيز» إنّ المزاد الإلكتروني أسفر عن شراء اللوحة من مشترٍ مجهول بمبلغ «تجاوز كثيراً التقدير الأولي للسعر».

لحظة مهمة في عالم الفنون البصرية (إ.ب.أ)

وأضافت أنّ السعر الذي حقّقه «يُعدّ لحظة فارقة في تاريخ الفنّ الحديث والمعاصر، ويعكس التزاوج المتنامي بين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وسوق الفنّ العالمية».

بدوره، قال روبوت «آي - دا»، الذي يستخدم نموذجَ لغة متقدِّماً للتحدُّث: «القيمة الرئيسية لعملي هي قدرته على تحفيز الحوار حول التقنيات الناشئة». وأضاف أن العمل «يدعو المشاهدين للتفكير في طبيعة الذكاء الاصطناعي والحوسبة، وفي الوقت عينه النظر في التحدّيات الأخلاقية والاجتماعية لهذه التطوّرات».

وتابع الروبوت: «آلان تورينغ أدرك هذه الإمكانية، وهو ينظر إلينا، بينما نركض نحو هذا المستقبل».

في السياق عينه، قال مدير استديوهات روبوت «آي - دا»، آيدان ميلر: «يمثّل المزاد لحظة مهمة في عالم الفنون البصرية، إذ يلفت عمل (آي - دا) الأنظار إلى التغيّرات في عالم الفنّ والمجتمع، بينما نتعامل مع عصر الذكاء الاصطناعي المتنامي».

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)