«ألكسندر ماكوين» تصوغ مفهوم الأنوثة بعيون وأدوات فنية متنوعة

في معرض مؤقت تستعرض الدار حرفيتها ورومانسيتها

دعت المصممة سارة بيرتون 12 فنانة لترجمة أحد التصاميم من تشكيلتها لخريف وشتاء 2022 - مستدامة كما ألهمها فستان بتنورة مستديرة - الفنانة الأميركية جيني جيون لي استلهمت  القطعة الخزفية من هذا الفستان الأحمر من الجلد المُزين بحواشٍ من الدانتيل الناعم
النحاتة التشيلية مارسيلا كوريا استوحت هذه المنحوتات من أحد الفساتين في المعرض
دعت المصممة سارة بيرتون 12 فنانة لترجمة أحد التصاميم من تشكيلتها لخريف وشتاء 2022 - مستدامة كما ألهمها فستان بتنورة مستديرة - الفنانة الأميركية جيني جيون لي استلهمت القطعة الخزفية من هذا الفستان الأحمر من الجلد المُزين بحواشٍ من الدانتيل الناعم النحاتة التشيلية مارسيلا كوريا استوحت هذه المنحوتات من أحد الفساتين في المعرض
TT

«ألكسندر ماكوين» تصوغ مفهوم الأنوثة بعيون وأدوات فنية متنوعة

دعت المصممة سارة بيرتون 12 فنانة لترجمة أحد التصاميم من تشكيلتها لخريف وشتاء 2022 - مستدامة كما ألهمها فستان بتنورة مستديرة - الفنانة الأميركية جيني جيون لي استلهمت  القطعة الخزفية من هذا الفستان الأحمر من الجلد المُزين بحواشٍ من الدانتيل الناعم
النحاتة التشيلية مارسيلا كوريا استوحت هذه المنحوتات من أحد الفساتين في المعرض
دعت المصممة سارة بيرتون 12 فنانة لترجمة أحد التصاميم من تشكيلتها لخريف وشتاء 2022 - مستدامة كما ألهمها فستان بتنورة مستديرة - الفنانة الأميركية جيني جيون لي استلهمت القطعة الخزفية من هذا الفستان الأحمر من الجلد المُزين بحواشٍ من الدانتيل الناعم النحاتة التشيلية مارسيلا كوريا استوحت هذه المنحوتات من أحد الفساتين في المعرض

الزائر إلى لندن هذه الأيام سيستمتع بكمّ المعارض الفنية التي أصبحت فيها الأزياء والمجوهرات بطلاً مهماً. من معرض يتتبع مفهوم الذكورة عبر التاريخ في متحف فيكتوريا أند ألبرت، مروراً بمعرض تحتفل فيه دار «تيفاني» بإرثها في قاعة ساتشي، إلى معرض مؤقت لدار «ألكسندر ماكوين» في محلها الواقع بـ«أولد بوند ستريت». في هذا الأخير، وتحت عنوان Process دعت مصممة الدار سارة بيرتون 12 فنانة من كل أنحاء العالم، من الولايات المتحدة والصين وبريطانيا والنرويج ونيجيريا وإيرلندا وتشيلي وغيرها؛ لكي يُترجمن تصاميمها بأساليبهن الخاصة. الهدف منه أن تستعرض الدار حرفيتها ونظرتها للرومانسية والأنوثة، لكن بأدوات فنية مختلفة.
النقطة التي انطلقت منها سارة بيرتون هي أن النظرة إلى الشيء الواحد تختلف من شخص إلى آخر، وهو ما يخلق حواراً فكرياً وجدلاً فنياً مثيراً.
العلاقة بين الموضة والفن ليست جديدة. فقد نُسجِت خيوطها منذ بداية القرن الماضي على يد مصممين من أمثال كوكو شانيل وإلسا سكاباريللي وكريستيان ديور ثم إيف سان لوران، وغيرهم. في كل هذه الحالات تقريباً، كان المصمم يستلهم من أعمال الفنان وليس العكس، إلا أن بعض بيوت الأزياء ارتأت في العقود الأخيرة أن ترسخ في المخيال المعاصر أن أعمالها تحاكي الفن وبالتالي من حقها أن تكون مصدر إلهام للفنانين. وربما هذا ما حفّز سارة بيرتون، أن تطلب من 12 فنانة من جنسيات وثقافات مختلفة ترجمة تشكيلتها لخريف وشتاء 2022 كل برؤيتها الفنية وأدواتها التي تتباين بين النحت والرسم والتصوير الفوتوغرافي والنسيج والسيراميك. تقول بيرتون، إن الفن ألهم الناس «لأجيال لأنه يعبّر عن قصص ويعكس العصر الذي عايشه كل فنان، وهذه عناصر مهمة لنا أيضاً كدار أزياء».

الفنانة الآيرلندية جاكي نيكرسون ترجمت حب الدار للطبيعة بشكل عصري يعكس ما تعاني منه من استنزاف وتلوث

وأضافت «أردت أن أخلق حواراً إبداعياً من نوع جديد حتى تأخذ التشكيلة بُعداً آخر. كنت متحمسة لرؤية كيف فسرت كل فنانة التصميم الذي اختارته كمادة، وزاد حماسي وأنا أرى وجهات النظر المختلفة التي تمخضت عنها التجربة». بعضها كان ناعماً في رومانسيته وبعضها الآخر درامياً بأحجامه. كانت التيمة الغالبة هي الأنوثة التي عبرت عنها كل فنانة من وجهة نظرها وبيئتها وثقافتها. اختيارها فنانات من الجنس اللطيف لم يكن اعتباطاً. كانت تقصد أن ترى معنى الأنوثة بلغة نسوية، خصوصاً أنها تعرف مسبقاً أن المرأة يمكن أن ترى التفاصيل اليومية وتوليها اهتماماً أكثر من الرجل. لهذا؛ تركت لهن مطلق الحرية في أن تختار كل واحدة منهن القطعة التي لمست وجدانها لتصوغها بطريقتها من دون قيد أو شرط حتى «يأتي الحوار سلساً وحراً، والعملية ككل راسخة في الأرض قريبة من الواقع تركز على الخطوط»، حسب قولها.
كان لافتاً كيف استوحت كل واحدة من عُنصر واحد في فستان من الجلد أو من التول المطرز أو من كشاكش حول الأكتاف أفكاراً كثيرة. بالنسبة للفنانة جيني جيون لي، وهي من الولايات المتحدة، فإن أكثر ما شدها أن عملية تطوير القطعة الخزفية المستلهمة من فستان من الجلد المُزين بحواشٍ من الدانتيل الناعم، بدأت معها بإلقاء أوعية عدة على العجلة، ثم دمجتها مع بعض لصُنع وعاء طويل قبل أن تضع الطبقة الأولى وتعمل على تزجيج الأسطح بالصلصال كما لو كانت تعيد تصميم الفستان الجلدي الأحمر من جديد. أما كيف ترجمت حواشي الدانتيل، فمن خلال مقبض بأربع حلقات، الأربع في الجزء العلوي وجوانب قطعة الإناء. تشرح الفنانة وجهة نظرها قائلة «من خلال الجمع بين السمات التي أسرتني في الفستان الجلدي الغارق في درجات اللون الأحمر الغامق، والجوانب المعدنية للحلقة على جسم العمل الخزفي، آمل أن أكون قد استحضرت المشاعر التي تشعر بها المرأة وهي ترتدي هذا الفستان».
أما جاكي نيكرسون، وهي رسامة من آيرلندا، فتشرح عملها بأنه صياغة معاصرة للطبيعة. تقول، إنها عندما عادت إلى أرشيف الدار لتدرسه، اكتشفت مدى حب ألكسندر ماكوين للطبيعة كما أثارها وصف سارة بيرتون تصاميمها بأنها «درع ناعمة للنساء». لم تأخذ مفهوم الطبيعي بشكل حرفي، من خلال ورود متفتحة أو مناظر متباينة. بالعكس، ترجمته بشكل يعكس ما تعاني منه الطبيعة من استنزاف وتلوث. من هذا المنظور تقول، إن «المواد التي استخدمتها إشارة إلى البحر والتحديات التي نواجهها بسبب التلوث البحري، واستخدمت فيها نوعاً من ورق التغليف القابل لإعادة التدوير والتوسيع في الوقت ذاته لتمثيل التجارة العالمية وما تُخلفه من تأثيرات سلبية على المناخ والنظام البيئي ككل».
من جهتها، اختارت النحاتة البريطانية مارسيا مايكل فستاناً من دانتيل الشانتيلي الأسود مع ياقة واسعة وتطريزات معدنية مُزنية بالخرز والترتر كمصدر إلهام. رؤيتها كانت مختلفة تماماً. بينما يتضمن الفستان الكثير من الرومانسية والنعومة، تضمنت منحوتتها مفهوم الأنوثة من زاوية عفوية أقرب إلى البدائية. تشرح وجهة نظرها قائلة بأنها «مستمدة من صورة رسمتها في خيالها لنساء صمدن عبر الزمن رغم الإجحاف الذي تعرضن له، وناضلن من أجل تصحيح صورة غير واقعية رسمها لهن الغير». تضيف، أن التطريز بالخرز والترتر والمعادن التي تستعملها سارة بيرتون بشكل ناعم في تصاميمها كان الخيط الذي اعتمدته لتتواصل مع المصممة. تقول «التطريز أظهر لي أنه يمكن استعماله بثقة، وأنه قد يكون جزءاً من لحظة قوة حاسمة تنتقل إلى من يرتديها لتتعزز مع كل حركة وتتحول درعاً واقة».
إلى جانب باقي الإبداعات الفنية المتراصة في الطابق الأرضي والعلوي بشكل استراتيجي، فإن أول ما سيستقبل الزائر ويُودعه، منحوتات درامية يطغى عليها اللون الأصفر والبرتقالي للنحاتة التشيلية مارسيلا كوريا. خلف هذه المنحوتات عُلق فستان من الفاي الأصفر الساطع بكورسيه وأكتاف مكشوفة تُزينها درزات واضحة وأكمام منفوخة، ليقول للزائر أنه مصدر إلهامها. كان هذا العمل نتيجة طورت فيها مارسيلا كوريا سلسلة من النماذج الصغيرة تم بناؤها على شكل كولاج ثلاثي الأبعاد، اعتمدت فيه على الورق اللاصق وقصاصات المجلات وراتنجات الايبوكسي والألياف الزجاجية. ولأن الفنانة بدأت العملية في عز الجائحة «في غياب الوجوه وسيطرة الذكريات المكسورة»، فإن تنفيذه استغرق منها وقتاً أطول من المعتاد، لكنه سيبقى راسخاً في أرشيف «ألكسندر ماكوين» التي ستحتفظ بكل هذه الأعمال الفنية لتبقى جزءاً من إرثها وتاريخها.


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تختار أجمل الساعات لعام 2024

لمسات الموضة التحدي بالنسبة لحرفيي دار «بياجيه» كان إدماج نظام توربيون في المساحة نفسها من دون أن تتأثر باقي المكونات (بياجيه)

«الشرق الأوسط» تختار أجمل الساعات لعام 2024

كان معرض «Watches & Wonders» «ساعات وعجائب» لعام 2024 غنياً بالأفكار والصور والقصص. تدخل جناحاً، فتداهمك فيه ابتكارات أقرب إلى الاختراعات. ما إن تفك طلاسمها…

جميلة حلفيشي (جنيف)
لمسات الموضة اعتمدت المصممة على الأسلوب العملي والمريح الذي يفرضه إيقاع نيويورك السريع (أ.ب)

«ديور» في نيويورك... تتوخى السلامة والبساطة

«ديور» لا تتوقف عن السفر والبحث عن مصادر إلهام جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)

في سوق حقائب اليد... كلما خلا تصميمها من التفاصيل الكثيرة ارتفعت أسهمها

هيلاري كلينتون سياسية مخضرمة ومثقفة تتمتع بمؤهلات كثيرة قد يتفق عليها البعض أو لا يتفقون. لكن المؤكد أن الأناقة ليست واحدة منها، إذ يستحيل وضع اسمها ضمن خانة…

لمسات الموضة أيشواريا راي في فستان من رامي قاضي

كيف كسب المصممون العرب قلوب نجمات بوليوود؟

أسماء كثيرة وكبيرة عشقت اللمسات الشرقية، واعتمدت كل من أيشواريا راي باتشان، وديبيكا بادكون، وكارينا كابور، سونام كابور أهوجا، وعليا بهات، أزياء مصممين عرب.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
لمسات الموضة بروش على شكل قطة من «كارتييه» 1991 قيمته التقديرية ما بين 70 ألف و90 ألف فرنك سويسري (سوذبيز)

«سوذبيز - دبي» تزيح الستار عن أبرز معروضات مزاد جنيف للمجوهرات الفريدة

تعرض «سوذبيز - دبي» هذا الشهر أبرز المعروضات التي سيضمّها مزاد المجوهرات الفريدة المرتقب في جنيف خلال شهر مايو (أيار) المقبل، بما في ذلك مجوهرات من مزاد لمالك…

«الشرق الأوسط» (لندن)

مانشستر يونايتد سيفتقد راشفورد ومكتوميناي أمام شيفيلد

يونايتد يفتقد راشفورد خلال مواجهة شيفيلد يونايتد (د.ب.أ)
يونايتد يفتقد راشفورد خلال مواجهة شيفيلد يونايتد (د.ب.أ)
TT

مانشستر يونايتد سيفتقد راشفورد ومكتوميناي أمام شيفيلد

يونايتد يفتقد راشفورد خلال مواجهة شيفيلد يونايتد (د.ب.أ)
يونايتد يفتقد راشفورد خلال مواجهة شيفيلد يونايتد (د.ب.أ)

قال إريك تن هاغ مدرب مانشستر يونايتد عشية مواجهة شيفيلد يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الأربعاء، إن فريقه قد يفتقد المهاجم ماركوس راشفورد ولاعب الوسط سكوت مكتوميناي للإصابة عندما يستضيف متذيل ترتيب الدوري في أولد ترافورد.

وقدم راشفورد (26 عاما) موسما رائعا في 2022-2023 عندما سجل 30 هدفا في المسابقات كافة وحصل على لقب أفضل لاعب في يونايتد في العام، لكن الدولي الإنجليزي سجل ثمانية أهداف فقط هذا الموسم.

وفي الوقت نفسه، سجل مكتوميناي عشرة أهداف في المسابقات كافة هذا الموسم.

وأصيب الثنائي خلال قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي يوم الأحد الماضي أمام كوفنتري سيتي والتي فاز بها يونايتد بركلات الترجيح، بعدما فرط في تقدمه 3-صفر على ملعب ويمبلي.

وقال تن هاغ للصحافيين: «كانت لدينا مشكلة مع أليخاندرو غارناتشو ولهذا السبب استبدلناه خلال المباراة، لكنني أعتقد أنه سيكون على ما يرام».

وتابع: «علينا أن نقيم حالة سكوت اليوم، إن مشاركته مشكوك فيها حقا. يوجد شك أيضا في مشاركة ماركوس وتوجد مشكلة أيضا مع برونو فرنانديز تتعلق بيده، ولكني أعتقد أنه قادر على المشاركة».

مكتوميناي مشاركته مشكوك بها (رويترز)

ويواجه يونايتد بالفعل أزمة دفاعية بسبب إصابات ليساندرو مارتينيز ورافائيل فاران وفيكتور ليندلوف وجوني إيفانز ولوك شو وتايرل مالاسيا.

ويحتل يونايتد المركز السابع في ترتيب الدوري برصيد 50 نقطة ويتأخر بفارق 16 نقطة عن أستون فيلا صاحب المركز الرابع قبل ست جولات على نهاية الموسم.

ويكافح شيفيلد يونايتد للنجاة من الهبوط ويقبع في قاع الجدول، بعد أن فاز بثلاث فقط من 33 مباراة.


الاستماع لدعوى مؤسسة فلسطينية بوقف الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل

القبة الحديدية الإسرائيلية (أرشيفية - رويترز)
القبة الحديدية الإسرائيلية (أرشيفية - رويترز)
TT

الاستماع لدعوى مؤسسة فلسطينية بوقف الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل

القبة الحديدية الإسرائيلية (أرشيفية - رويترز)
القبة الحديدية الإسرائيلية (أرشيفية - رويترز)

حدد قاض في بريطانيا، اليوم (الثلاثاء)، شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعداً لنظر المحكمة العليا في لندن دعوى منظمة حقوقية فلسطينية لوقف صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، استناداً إلى أنها تنتهك القانون الدولي من خلال الحرب في قطاع غزة، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وتتحرك مؤسسة الحق، ومقرها الضفة الغربية، قانونياً ضد بريطانيا بشأن تراخيص تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية. وتعمل المؤسسة على توثيق ادعاءات الانتهاكات الحقوقية لإسرائيل والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب.

وتقول مؤسسة الحق، التي تشترك في قضايا مماثلة في كندا والدنمارك، إن هناك خطراً واضحاً من أن يتم استخدام الأسلحة المُصدرة من بريطانيا في انتهاك القانون الإنساني الدولي، ما يجعل استمرار تصديرها غير قانوني.

وتتعرض حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لضغوط شديدة لإلغاء تراخيص تصدير الأسلحة، حيث أدت الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة، التي جاءت رداً على هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر على إسرائيل، إلى مقتل عشرات الآلاف.

وحثت محامية مؤسسة الحق، فيكتوريا ويكفيلد، المحكمة العليا، على نظر قضيتها في أقرب وقت ممكن؛ نظراً «للوضع اليائس حقاً على الأرض في غزة».

ورغم ذلك تقبلت المؤسسة عدم إمكانية تحديد جلسة قبل أكتوبر بعد أن قالت بريطانيا إنها بحاجة لمزيد من الوقت لفحص المعلومات التي يُحتمل أن تكون حساسة.

وقال وزير الخارجية ديفيد كاميرون في وقت سابق من هذا الشهر إن بريطانيا لن توقف مبيعات الأسلحة بعد مراجعة أحدث الاستشارات القانونية في هذا الشأن.


«مالمو للسينما العربية» يمتد إلى 6 مدن سويدية ودنماركية

ضيوف مهرجان مالمو (إدارة المهرجان)
ضيوف مهرجان مالمو (إدارة المهرجان)
TT

«مالمو للسينما العربية» يمتد إلى 6 مدن سويدية ودنماركية

ضيوف مهرجان مالمو (إدارة المهرجان)
ضيوف مهرجان مالمو (إدارة المهرجان)

كرم «مهرجان مالمو للسينما العربية» في افتتاح دورته الـ14 المخرج المصري خيري بشارة، عن مشواره الفني الطويل، الذي قدّم خلاله عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وذلك في احتفالية أُقيمت مساء الاثنين في «سينما رويال» وهي من أكبر صالات السينما في السويد.

وشهد حفل افتتاح المهرجان حضور عدد كبير من الفنانين العرب، من بينهم الفنانون المصريون شيري عادل، وبشرى، وأحمد وفيق، وصناع فيلم «وداعاً جوليا» السوداني، كما شهد الحفل حضور عدد من قيادات مدينة مالمو السويدية، من بينهم كاترين خيرنفيلديت يامه رئيسة مجلس بلدية مالمو، التي رحّبت بضيوف المهرجان، معبرة عن سعادتها لتقديم هذه الدورة، قائلة: «انطلق المهرجان عام 2011، وتطور ليصبح أهم مهرجان للسينما العربية خارج المنطقة العربية».

الفنانة المصرية بشرى على ريد كاربت مهرجان مالمو (إدارة المهرجان)

وأثنت على دعم المهرجان لصوت المرأة، وتعزيز ثقافة التنوع والمساواة التي تهتم بها المدينة. وأضافت أن «المهرجان أصبح جزءاً من ثقافة المدينة».

وعقب تكريم بشارة، عرض المهرجان فيلم افتتاح الدورة الـ14، «وادعاً جوليا» للمخرج السوداني محمد كردفاني، في عرضه السويدي الأول، بعد النجاحات الكبرى التي حققها على مدار العام الماضي، التي مُنح على أثرها عشرات الجوائز السينمائية، أبرزها جائزة «الحرية» من «مهرجان كان»، وجائزة «أفضل فيلم أفريقي» في جائزة «سبتيموس»، وجائزة «روجر إيبرت» في «مهرجان شيكاغو الدولي للسينما» وجائزة «السينما من أجل الإنسانية»، وشهد العرض حضور مخرج ومؤلف الفيلم محمد كردفاني، وبعض طاقم العمل.

المصرية شيري عادل على ريد كاربت مهرجان مالمو (إدارة المهرجان)

وأكد المخرج محمد قبلاوي، المستشار الإداري والفني لمهرجان مالمو للسينما العربية، أن المهرجان أصبح وجهة صناع السينما العربية في أوروبا، مضيفاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «مهرجان مالمو أصبح بعد مرور 13 عاماً على انطلاقة وجهة ومركز السينما العربية في أوروبا، التي يشهد توسعاً في مدنها، ودائماً ما يكون نقطة لتبادل المعرفة السينمائية، وملتقى لتجمع أكبر عدد من صُنّاع السينما العربية من فنانين ومخرجين ومؤلفين».

وأشار قبلاوي إلى أن «الدورة الحالية تتوسع في دولتَي السويد والدنمارك، حيث من المقرر أن تقام فعاليات المهرجان في 6 مدن، من بينها 5 مدن في السويد وهي استوكهولم، ويوتيبوري، وأوميو، وهلسنبوري، ومالمو، بالإضافة لكوبنهاغن عاصمة الدنمارك».

وأشاد المستشار الإداري والفني لـ«مهرجان مالمو للسينما العربية» بالمشاركة السعودية، ووصفها بـ«المتميزة»: «من أكثر المشاركات العربية تميزاً هذا العام تأتي المشاركة السعودية، حيث سيتم عرض فيلم (مندوب الليل) في المسابقة الرسمية، بالإضافة لفيلمي (ترياق) و(سليق) ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، كما سيتم بالتنسيق مع هيئة الأفلام السعودية عرض 4 أفلام على هامش المهرجان من بينها (هجان) و(حوجن) و(أمس بعد بكرة) بهدف الترويج للأفلام السعودية عالمياً، ودعم صناعها».

أما المخرج المصري خيري بشارة فقد لخّص تكريمه قائلاً: «عدت إلى شبابي». وشكر إدارة المهرجان على تكريمه.

محمد قبلاوي يكرم خيري بشارة (إدارة المهرجان)

وتشهد الدورة الحالية للمهرجان عرض 26 فيلماً، من بينها 12 فيلماً طويلاً و14 فيلماً قصيراً من 13 دولة عربية، مع شراكات إنتاجية من 10 دول أجنبية.

وتتضمّن المسابقة الرسمية أفلام «وداعاً جوليا» من السودان، و«المرهقون» من اليمن، و«وراء الجبل» من تونس، و«مندوب الليل» من السعودية، و«الأستاذ» من فلسطين، و«أنف وثلاث عيون» من مصر، و«ميسي بغداد» من العراق، و«كذب أبيض» من المغرب، و«بنات ألفة» من تونس، و«تحت سماء دمشق» من سوريا، و«باي باي طبريا» من فلسطين.


حكومة سوناك تمرر «خطة رواندا» وتصرّ على تنفيذها رغم التنديدات

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)
TT

حكومة سوناك تمرر «خطة رواندا» وتصرّ على تنفيذها رغم التنديدات

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق إنقاذ في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)

بدأت بريطانيا، الثلاثاء، تعدّ العدّة لاحتجاز لاجئين في خلال أيّام قبل ترحيلهم إلى رواندا، بموجب خطّة مثيرة للجدل اعتمدها البرلمان ليل الاثنين - الثلاثاء، وقوبلت بانتقادات لاذعة من الأمم المتحدة ومجموعات حقوقية.

وبعد نزاع حاد بين غرفتي البرلمان البريطاني استمرّ حتى ساعة متأخّرة من ليل الاثنين، أُقرّ القانون الجديد الذي يعدّ من المشاريع الرئيسية للحكومة المحافظة في سعيها إلى احتواء الهجرة غير النظامية.

سوناك في مؤتمر صحافي مؤكداً نية حكومته تنفيذ خطة الترحيل إلى رواندا الاثنين (أ.ب)

وينصّ التشريع على إرسال طالبي اللجوء الوافدين إلى بريطانيا من دون وثائق الدخول اللازمة إلى رواندا، حيث من المرتقب النظر في طلباتهم والسماح لهم، في حال حصلوا على الموافقة، بالبقاء في رواندا.

وكشف رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أنه من المرتقب أن تبدأ عمليات الترحيل في خلال 10 إلى 12 أسبوعاً مع احتجاز المهاجرين المقرّر إرسالهم في الرحلة الأولى اعتباراً من هذا الأسبوع. وقال الاثنين: «حالما يتمّ تمرير القانون... سوف نباشر بإجلاء هؤلاء الذين اختيروا للرحلة الأولى». أضاف: «حضّرنا لاحتجاز الأشخاص خلال الاستعداد لترحيلهم. وزدنا قدرتنا على استيعاب المحتجزين».

وأشادت رواندا باعتماد الخطّة، مؤكّدة أنها تتطلّع «لاستقبال من سيعاد توطينهم» في أراضيها.

إعادة النظر

غير أن الأمم المتحدة دعت بريطانيا إلى إعادة النظر في خطّتها التي من شأنها أن تهدّد سيادة القانون، وتشكّل «سابقة خطرة في العالم».

وحضّ المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، حكومة بريطانيا على «اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة التدفقات غير النظامية للاجئين والمهاجرين، تقوم على التعاون الدولي واحترام القانون الإنساني الدولي».

وقال فولكر تورك إن «هذا التشريع الجديد يقوّض بدرجة كبيرة سيادة القانون في بريطانيا ويشكّل سابقة خطرة في العالم»، مشيراً إلى أنه ينقل المسؤولية الواجبة إزاء اللاجئين، ويضيّق صلاحيات المحاكم البريطانية، ويخفّض من فرص اللجوء إلى الطعون القضائية، ويحدّ من نطاق الحمايات الوطنية والدولية لحقوق الإنسان.

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)

وصرّح فيليبو غراندي في البيان أن «حماية اللاجئين تقتضي أن تلتزم كلّ البلدان - وليس فحسب تلك المجاورة لمناطق الأزمات - باحترام واجباتها. ويرمي هذا التدبير إلى نقل واجب المسؤولية عن حماية اللاجئين، مقوّضاً بذلك التعاون الدولي، ومحدثاً سابقة عالمية مقلقة».

ومن شأن هذا النصّ القانوني، في حال «تنفيذه» أن «يفسح المجال أمام إرسال طالبي اللجوء، بمن فيهم العائلات مع أولاد، بإجراءات موجزة إلى رواندا لتقديم طلبات اللجوء، مع انعدام آفاق العودة إلى بريطانيا».

ودعا مجلس أوروبا بدوره الحكومة البريطانية إلى العدول عن قرارها، علماً أن البلد عضو في المجلس الذي يضم 46 دولة، ويسهر على حُسن تطبيق الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وطالب مفوض حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، مايكل أوفلارتي، بـ«الامتناع عن الترحيل بموجب خطّة رواندا، والعدول عن انتهاك استقلالية القضاء الذي يشكّله مشروع القانون هذا».

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون على رصيف ميناء دوفر الثلاثاء (رويترز)

وذكّر أوفلارتي أنه لا يحقّ لبريطانيا، بموجب المادة الثالثة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، ردّ طالبي لجوء إلى بلدانهم الأصلية، حتّى بطريقة غير مباشرة عبر بلد ثالث.

غير أن النصّ «يحرم الأفراد من فرصة اللجوء إلى المحاكم البريطانية بشأن مسألة إعادتهم»، بحسب المفوض الأوروبي الذي عدّ أنه «يحظر صراحة على المحاكم البريطانية تقييم مدى خطورة قيام رواندا بترحيل الأشخاص إلى بلدان أخرى وتقويم إجراءات اللجوء في رواندا من حيث الإنصاف وأصول العمل».

في يونيو (حزيران) 2022 أوقفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في اللحظة الأخيرة الرحلة الأولى المقرّرة من لندن إلى رواندا.

وفي أواخر 2023، قال سوناك إنه لن يدع «محكمة أجنبية» تمنع الرحلات إلى رواندا.

خطّة مكلفة

تخضع حكومة سوناك الذي من المُتوقّع أن يهزم حزبه في الانتخابات العامة المقرّرة بنهاية السنة، لضغوط متزايدة للحدّ من الأعداد القياسية للمهاجرين الذين يعبرون المانش بزوارق صغيرة من فرنسا، لا سيّما بعدما تعهّد «حزب المحافظين» بالصرامة إثر الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وتفيد تقديرات المكتب الوطني لمراجعة الحسابات بأنّ ترحيل أول 300 مهاجر سيكلّف المملكة المتحدة 540 مليون جنيه إسترليني (665 مليون دولار) أي ما يعادل حوالي مليوني جنيه إسترليني لكل شخص.

ولم يُرسل أي مهاجر إلى رواندا حتى اللحظة بموجب الخطّة التي ما زال ينبغي لرئيس الدولة الملك تشارلز الثالث أن يصدّق عليها لتدخل حيّز التنفيذ.

وبينما تعد رواندا التي تضم 13 مليون نسمة من البلدان الأفريقية الأكثر استقراراً، إلا أن مجموعات حقوقية تتهم رئيسها بول كاغامي بالحكم في ظل مناخ من الترهيب والقمع.

وما زال من الممكن الطعن في هذه الخطّة أمام القضاء. وحذّر خبراء حقوقيون من ارتداداتها السلبية على الخطوط الجوية والهيئات الناظمة للطيران التي قد تعدّ مقصّرة في واجب حماية حقوق الإنسان في حال شاركت في عمليات الترحيل.


جيرو يتوصل إلى اتفاق للانتقال إلى لوس أنجليس

أوليفييه جيرو (أ.ف.ب)
أوليفييه جيرو (أ.ف.ب)
TT

جيرو يتوصل إلى اتفاق للانتقال إلى لوس أنجليس

أوليفييه جيرو (أ.ف.ب)
أوليفييه جيرو (أ.ف.ب)

توصّل أفضل هداف في تاريخ المنتخب الفرنسي أوليفييه جيرو إلى اتفاق مع نادي لوس أنجليس إف سي الأميركي للانتقال إلى صفوفه الصيف المقبل، وفقاً لما أفاد مقرّبون من مهاجم ميلان الإيطالي الحالي، تأكيداً لخبر تناولته إذاعة «آر إم سي».

وتعاقد جيرو، البالغ 37 عاماً، الذي ينتهي عقده مع ميلان نهاية الموسم مع النادي الأميركي لمدة سنة ونصف السنة، على أن يلتحق به في الأول من أغسطس (آب) المقبل، حسب الإذاعة.

وسيخوض جيرو، الذي لعب لصالح ميلان خلال ثلاثة مواسم وتوّج معه بلقب الدوري عام 2022 في موسمه الأول الذي شهد تسجيله 14 هدفاً و3 تمريرات حاسمة، مغامرته الثامنة بقميص فريق جديد.

وواصل المهاجم الفرنسي برغم تقدمه في السن تألقه في ميلانو، فسجّل في موسمه الثاني 18 هدفاً ومرّر 7 كرات حاسمة في 47 مباراة في مختلف المسابقات، منها 38 بصفته لاعباً أساسياً. هذا الموسم، سجل 15 هدفاً ومرّر 9 كرات حاسمة في 42 مباراة.

واستهل جيرو مسيرته مع غرونوبل وتنقل بين إيستر وتور، قبل أن تنفجر موهبته مع مونبلييه الذي فاز معه بلقب الدوري الفرنسي عام 2012. انتقل لاحقاً إلى الدوري الإنجليزي حيث دافع عن آرسنال 2012 - 2018 وتشيلسي 2018 – 2021، وفاز مع الـ«بلوز» بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2021.

وسيلاقي جيرو أفضل هداف في تاريخ منتخب «الديوك» مع 57 هدفاً في 131 مباراة دولية والفائز معه بمونديال روسيا 2018، زميله القائد السابق للمنتخب الحارس هوغو لوريس الذي اعتزل اللعب دولياً بعد مونديال قطر 2022.

وتعاقد لوريس أكثر اللاعبين دفاعاً عن ألوان المنتخب الفرنسي بـ145 مباراة دولية مع لوس أنجليس إف سي الشتاء الماضي.


«كتائب القسام» تدعو إلى التصعيد على كل الجبهات

المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» أبو عبيدة (أرشيفية - رويترز)
المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» أبو عبيدة (أرشيفية - رويترز)
TT

«كتائب القسام» تدعو إلى التصعيد على كل الجبهات

المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» أبو عبيدة (أرشيفية - رويترز)
المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» أبو عبيدة (أرشيفية - رويترز)

دعا أبو عبيدة المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الثلاثاء، إلى التصعيد على كل الجبهات، وذلك في خطاب بثه التلفزيون بمناسبة مرور 200 يوم على بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقال أبو عبيدة: «ندعو كل جماهير أمتنا إلى تصعيد الفعل المقاوم بكل أشكاله وفي كل الساحات».

وأكد أبو عبيدة أن الضربات الموجهة إلى إسرائيل ستستمر طالما أن جيشها مستمر في «العدوان»، وتعهد بعدم التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وتابع: «لن نتنازل عن حقوق شعبنا وعلى رأسها وقف الحرب في غزة والانسحاب ورفع الحصار وعودة النازحين إلى ديارهم».

وفيما يتعلق برغبة إسرائيل المعلنة في دخول رفح الفلسطينية للقضاء على «حماس» هناك، قال: «إسرائيل تحاول إيهام العالم أنها قضت على غالبية الكتائب العسكرية لنا وتبقت كتائب رفح».


مجلس الشيوخ سيصوت بأغلبية كبيرة على مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا

بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)
بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)
TT

مجلس الشيوخ سيصوت بأغلبية كبيرة على مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا

بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)
بايدن مع زيلينسكي (أ.ب)

يصوت مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، على النسخة الموحدة من مشروع القرار الذي صوّت عليه، السبت الماضي، مجلس النواب لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل وتايوان بقيمة 95 مليار دولار. ومن المتوقع أن يكون الدعم في مجلس الشيوخ ساحقاً، ويحظى بتأييد الحزبين، حيث حض الرئيس الأميركي جو بايدن المشرعين على تبنيها بسرعة؛ حتى يتمكن من التوقيع عليها لتصبح قانوناً.

ميتش ماكونيل زعيم الأقلية

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، «إلى أصدقائنا في أوكرانيا، وإلى حلفائنا في (الناتو)، وإلى حلفائنا في إسرائيل وإلى المدنيين في جميع أنحاء العالم الذين يحتاجون إلى المساعدة: كونوا مطمئنين». وأضاف قائلاً إن «أميركا ستفي بالوعد مرة أخرى»، عادّاً إقرار مجلس النواب للتشريع بأنه «لحظة فاصلة للدفاع عن الديمقراطية».

السيناتور تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ب)

ورغم ذلك، يتوقع أن يعارض بعض الجمهوريين المتشددين الذين يعارضون الاستمرار في إرسال المساعدات إلى أوكرانيا، وكذلك بعض الديمقراطيين الليبراليين، الذين قالوا إنهم لا يستطيعون تأييد إرسال مزيد من الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل التي أدت إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص في غزة، وصنعت أزمة جوع.

حزمة كبيرة من العتاد

في هذا الوقت، نقلت وسائل الإعلام الأميركية عن مسؤولين قولهم إن إدارة بايدن، تستعد لتقديم حزمة أكبر من المعتاد من المساعدات العسكرية لكييف، والتي ستشمل مركبات مدرعة، بالإضافة إلى المدفعية والدفاعات الجوية التي تشتد حاجة أوكرانيا إليها، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

الجمهوري مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي (رويترز)

وبينما قال المسؤولون إن مسؤولي وزارة الدفاع ما زالوا يضعون اللمسات الأخيرة على الشريحة الجديدة، لكنهم يريدون أن تكون جاهزة للتسليم، بعد وقت قصير من توقيع الرئيس بايدن على مشروع القانون الذي يتيح تقديم أكثر من 60 مليار دولار إضافية لكييف. وسوف تذهب هذه الأموال نحو تجديد مخزون البنتاغون المقدم إلى كييف، فضلاً عن إرسال أسلحة ومعدات جديدة.

المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر (أ.ب)

وهددت روسيا بتعزيز الهجمات على أوكرانيا رداً على تقديم مساعدات عسكرية جديدة للحكومة في كييف. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو قال، الثلاثاء، خلال اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين: «سوف نعزز من حدة الهجمات على المراكز اللوجيستية وقواعد تخزين الأسلحة الغربية في أوكرانيا». وأضاف أن روسيا سوف تعزز قواتها المسلحة و«إنتاج الأسلحة الأكثر طلباً والمعدات العسكرية» رداً على دعم أميركا وحلفائها لأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر للصحافيين، الاثنين، إن وزارة الدفاع مستعدة للبدء في تقديم القدرات العسكرية اللازمة لأوكرانيا، عادّاً تقديم المساعدات، بأنها ستجعل الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها أكثر أماناً. وأضاف رايدر أن ذلك، «يقدم دليلاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن افتراضه أن المجموعة التي تدعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي سوف تنهار، كان خاطئاً تماماً».

ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الحزمة التي تعمل عليها وزارة الدفاع، ستكون أكبر كثيراً من الدفعة الأخيرة البالغة 300 مليون دولار، والتي سلمتها واشنطن، الشهر الماضي. وستشمل مركبات مدرعة، بينها مركبات «برادلي» القتالية وعربات «هامفي» وناقلات جند مدرعة «إم 113» قديمة، بالإضافة إلى الصواريخ وقذائف المدفعية والدفاعات الجوية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يؤدي النشيد الوطني خلال حفل توزيع جوائز لجنود في كييف الاثنين (أ.ف.ب)

وفي مكالمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الاثنين، تعهد بايدن بتقديم «حزم مساعدة أمنية جديدة كبيرة بسرعة لتلبية احتياجات أوكرانيا الملحة في ساحة المعركة والدفاع الجوي» بمجرد توقيع المساعدة الجديدة لتصبح قانوناً. وقالت سيليست فالاندر، مساعدة وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، للمشرعين أخيراً، إن وزارة الدفاع تخطط لنقل المساعدات «في غضون أسبوع أو أسبوعين» بعد الموافقة عليها.

60 مستشاراً أميركياً

وبالإضافة إلى المساعدات، تدرس الولايات المتحدة إرسال ما يصل إلى 60 مستشاراً عسكرياً إلى كييف لتسهيل عمليات نقل الأسلحة، ولن ينخرطوا في أي دور قتالي.

جنود في الجيش الأوكراني على حدود باخموت (أ.ب)

وقد حذر كبار المسؤولين الأميركيين أخيراً من أن روسيا تكتسب زخماً مع نفاد ذخيرة القوات الأوكرانية على الخطوط الأمامية، وقد تتفوق القوات الروسية عليها قريباً في العتاد، بنسبة 10 إلى 1 تقريباً في قذائف المدفعية. وقال مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز للمشرعين، الأسبوع الماضي، إنه دون أسلحة أميركية جديدة فإن أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية العام.

وبعيداً من استعادة الأراضي المفقودة، تخوض القوات الأوكرانية معركة يائسة للحفاظ على أراضيها، حيث تركز روسيا هجومها الأخير على بلدة تشاسيف يار الشرقية في منطقة دونيتسك المحتلة جزئياً.

وفي مقابلة مع شبكة «إن بي سي»، أشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى أن بلاده قد أضاعت وقتاً ثميناً في أثناء انتظار إقرار الكونغرس المساعدات. وأضاف: «العملية متوقفة منذ نصف عام، وتكبدنا خسائر في عدة اتجاهات في الشرق». وقال: «كان الأمر صعباً جداً، وفقدنا المبادرة هناك»... «الآن لدينا كل الفرصة لتحقيق استقرار الوضع، وأخذ زمام المبادرة، ولهذا السبب نحتاج إلى امتلاك أنظمة الأسلحة بالفعل».

ارتياح أوروبي

وحذر مشرعون أميركيون، زار بعضهم أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر، من «التهديد الضمني الشامل الذي سيواجه بقية أوروبا إذا سُمح لروسيا بتعزيز مكاسبها الإقليمية في أوكرانيا». وقالوا إن «ابتلاع روسيا حقول الغاز والثروات المعدنية غير المستغلة في أوكرانيا، من شأنه أن يمنح موسكو «طريقاً واضحاً» إلى قلب أوروبا.

وفي أوروبا، لاقى تصويت مجلس النواب على تقديم المساعدات لأوكرانيا ترحيباً من أنصارها. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك على مواقع التواصل الاجتماعي: «أن تأتي متأخراً خير من أن تأتي بعد فوات الأوان»... «آمل ألا يكون الوقت قد فات بالنسبة لأوكرانيا».

سوناك وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في وارسو الثلاثاء (أ.ب)

ذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سيتعهد بتقديم حزمة قياسية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في أثناء وجوده في وارسو وبرلين للقاء قادة بولندا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وأضافت الوكالة أن سوناك في إطار تحذيره من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لن يتوقف عند الحدود البولندية» إذا لم يجرِ إحباط هجومه على أوكرانيا، سيعلن عن 500 مليون جنيه إسترليني (617 مليون دولار) كتمويل عسكري إضافي وأكبر تبرع بريطاني على الإطلاق بالمعدات الرئيسية. وستكون المحطة الأولى في جولته في العواصم الأوروبية، الثلاثاء، إلى بولندا المجاورة لأوكرانيا، حيث من المقرر أن يناقش التعاون الأمني، ودعم كييف في اجتماعات مع رئيس الوزراء البولندي الجديد دونالد توسك والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. وسيسافر سوناك بعد ذلك إلى ألمانيا لإجراء محادثات فردية مع المستشار أولاف شولتس، يوم الأربعاء.

وقال محللون أميركيون، إن إعادة تنشيط الجيش الأوكراني، قد تمكنه من اختراق الخطوط الروسية في نقطة حاسمة واحدة، والعمل على تطويق القوات الروسية وعزلها غرب ممر الاختراق هذا. وكتب مايكل أوهانلون في صحيفة «واشنطن بوست» قائلاً: «مع 60 مليار دولار أخرى من المساعدات الأميركية، وزيادة في التجنيد، ودفع عسكري عبر جزء صغير من خط المواجهة، قد يكون لدى أوكرانيا فرصة، في أواخر هذا العام أو أوائل العام المقبل، لتحرير نصف أو أكثر من أراضيها المحتلة». وأضاف: «الاحتمالات صعبة، لكنها ليست ميؤوساً منها».


مصمِّمة المجوهرات اللبنانية لينا جودي لـ«الشرق الأوسط»: مدينتي والمرأة تُشكّلان إلهامي

لينا جودي تستوحي تصاميم مجوهراتها من مدينتها صُور (حسابها الشخصي)
لينا جودي تستوحي تصاميم مجوهراتها من مدينتها صُور (حسابها الشخصي)
TT

مصمِّمة المجوهرات اللبنانية لينا جودي لـ«الشرق الأوسط»: مدينتي والمرأة تُشكّلان إلهامي

لينا جودي تستوحي تصاميم مجوهراتها من مدينتها صُور (حسابها الشخصي)
لينا جودي تستوحي تصاميم مجوهراتها من مدينتها صُور (حسابها الشخصي)

تعشق اللبنانية لينا جودي مدينة صُور الجنوبية التي شهدت على طفولتها وشبابها وتفتُّح موهبتها. فهي لا تزال تستقر فيها، وتعدّها مصدر إلهام لا يجفّ لتصاميم مجوهراتها المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتاريخها، وبلبنان عموماً. أعمالها لفتت وزارة الثقافة، فساندتها وشدّت على يدها لإكمال الطريق. من هذه المدينة، وُلدت مجموعة تصاميمها للمجوهرات «أسطورتي – صور أصل الحكاية».

الرحلة بدأت قبل 7 سنوات، حين انتقلت من تخصُّصها في علم النفس إلى عالمَي الجمال والتصميم. قرارها جاء على إثر وفاة والدها. عادت إلى لبنان، وسكنت في مدينتها مصطحبةً أولادها ليتشرّبوا حبّ الأرض كما فعلت. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «تأثّرتُ كثيراً برحيل والدي، وبينما أصلّي أمام قبره، وُلدت الفكرة. شعرتُ بأن تراب صُور صار مجبولاً بترابه. نظرتُ إلى معالم المدينة وآثارها قرب المدفن، فرأيتها بصورة مغايرة. عندها قرّرتُ تكريمه من خلال كتاب تصاميم استوحيته من المكان».

أحد تصاميمها من مجموعة «أسطورتي» (صور لينا جودي)

في تلك اللحظة، دقّقت جودي في الآثار وغاصت في زخرفتها. استغرق الأمر وقتاً لتُنجز هديتها إلى والدها ومدينتها، وبعدها ولدت مجموعتها «أسطورتي» للمجوهرات التاريخية. توضح: «جمعتُ في تصاميمي التاريخ القديم لصُور والحداثة التي نعيشها. وبالألماس، والذهب، والأحجار الكريمة، ترجمتُ جمالها ووفائي لوالدي».

المجموعة تتألف من 5 حقبات شهدتها المدينة، مسقطها: الفينيقية، والرومانية، والبيزنطية، والإغريقية، والإسلام، لكل منها تصاميم مختلفة. خصّصتْ حيّزاً كبيراً من موضوعاتها لنساء صُور الشهيرات، وللمرأة الناجحة في تلك الحقبات. كما رغبتْ في إبراز الاختلاف بين المجتمعات اللبنانية من خلال تلك القطع. تتابع: «هذا الاختلاف ترجمتُه باستعمالي صوراً ومواد لا تتشابه، لكنها معاً تؤلّف تغليفة جميلة ونادرة. إنها حال مجتمعنا الذي لا يشبه غيره بانفتاحه وتعدّديته، وهو ما نلحظه في علاقاتنا بحالات الزواج، والصداقة، والحبّ، وغيرها».

لينا جودي تأثّرت بمدينتها... فروت حكاياتها بتصاميمها (حسابها الشخصي)

تكمل أنّ مشروعها «أسطورتي» أسهم في نضجها وتناولها الحياة من منظار آخر: «وضعتُ، ضمن كتاب يتألّف من 86 صفحة، المعلومات والقصص التي توثّق ثقافاتنا، فنتجت عنها حكاية صُور العظيمة بانفتاحها وتصديرها لملكات تركن بحنكتهنّ بصمات عبر التاريخ. كما تناولتُ الحسَّ التجاري لدى اللبناني الموروث عن الفينيقيين، بالإضافة إلى ولادة الحَرف من رحم هذه الأرض، أسوةً بالصباغ الأرجواني، والأساطير، والحكايات الشهيرة الأخرى».

تعكس تصاميم لينا جودي قوّة النساء اللبنانيات وجرأتهن على تغيير واقعهن. من جلد ثور الملكة إليسار استلهمتْ فكرة، ومن أوروبا المخطوفة من قِبل زوس ألّفتْ تصميماً آخر، ومن أحجار وورود وزخرفات معالم أثرية زيّنتْ قطعها الفنية.

تتابع: «كانت للحلى في تلك الحقبات أهميتها عند النساء. ومن قطع معدنية تاريخية، رويتُ حكاياتي بتصاميمي. واستخدمتُ الذهب والألماس لإعطائها نفحة تاريخية راقية وفخمة. كما لوّنتُ تلك القطع لأمنحها روح الحياة. طوّرتُ في الأساطير لحَمْلها إلى الحداثة. ومن نقوش النواويس والملاعب الرومانية، تحدّثتُ عن حضارات إسبانية وبيزنطية. حتى ورق الغار ودوره المهم عند ملوك تلك الحقبات، استخدمته في تصاميمي، فعكستُ كل ما رسمته في خيالي من جمالية وفنّ. وعبر صوَر فوتوغرافية وتسجيلات فيديو، رويتُ قصة كل تصميم بدقيقة. وركنتُ إلى الذكاء الاصطناعي لأولّد شكل الملوك في تلك الحقبات».

قطعة مجوهرات استُخدمت في مسلسل «تاج» (صور لينا جودي)

وعن كيفية انضمامها إلى المسلسل السوري «تاج» (من بطولة تيم حسن، وعُرِض في رمضان)، توضح: «حصل ذلك من خلال كتابي، فاستعملوا اسم مجموعتي (أسطورتي) لمحل مجوهرات يقع في مدينة المرجة السورية، بُني خصيصاً لتصوير هذا العمل التاريخي. وارتدت بطلته فايا يونان سلسلة ذهبية من تصميمي».

تتوجّه لينا جودي قريباً إلى طرابلس الشمالية لتأليف مجموعة تصاميم: «أنكبُّ على مشروعي وأزور المدينة يومياً. وبطلب من وزارة الثقافة، أستوحي تصاميم قطع المجوهرات من معالمها الحاضرة على لوغو (طرابلس عاصمة الثقافة العربية)، من بينها معرض رشيد كرامي، والجوامع، والكنائس، وقلاعها الشهيرة».

تختم لـ«الشرق الأوسط»: «أعشق لبنان ومدنه، ولصُور مكانة كبيرة عندي. أعدُّها قطعة من قلبي، وتصاميمي هي امتداد لكلّ هذا الحبّ الذي أكنُّه لبلدي. أتمنى أن تثير عند اللبنانيين مشاعر الوفاء لأرض أعطتهم كثيراً».


«بيكر هيوز» تتلقى طلب توريد 17 ضاغطاً مركزياً لتوسعة شبكة الغاز بالسعودية

مقر شركة «بيكر هيوز» في مدينة هيوستن الأميركية (من الموقع الإلكتروني للشركة)
مقر شركة «بيكر هيوز» في مدينة هيوستن الأميركية (من الموقع الإلكتروني للشركة)
TT

«بيكر هيوز» تتلقى طلب توريد 17 ضاغطاً مركزياً لتوسعة شبكة الغاز بالسعودية

مقر شركة «بيكر هيوز» في مدينة هيوستن الأميركية (من الموقع الإلكتروني للشركة)
مقر شركة «بيكر هيوز» في مدينة هيوستن الأميركية (من الموقع الإلكتروني للشركة)

ذكرت «بيكر هيوز» لخدمات حقول النفط، الثلاثاء، أنها تلقت طلباً لتوريد معدات للمرحلة الثالثة من مشروع شركة النفط العملاقة «أرامكو السعودية»، الذي يهدف لتوسعة شبكة الغاز في المملكة.

وستتولى «بيكر هيوز» الأميركية، توريد 17 ضاغطاً للطرد المركزي لشبكات خطوط الأنابيب بالمشروع.

يهدف مشروع «أرامكو» إلى زيادة توزيع الغاز في أنحاء المملكة.

يأتي طلب التوريد الأحدث الذي تسلمته «بيكر هيوز» في الربع الأول من العام الحالي عقب تسليم 18 ضاغطاً للطرد المركزي ضمن المرحلتين الأولى والثانية من المشروع.

وقالت «بيكر هيوز»، إنها تستثمر أيضاً في توسيع موقع التصنيع الخاص بها في إحدى المناطق التابعة للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن).


200 يوم من حرب غزة… «عناق الدببة» طاغ على مناكفات العلاقة الشائكة بين بايدن ونتنياهو

الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 18 أكتوبر 2023 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 18 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

200 يوم من حرب غزة… «عناق الدببة» طاغ على مناكفات العلاقة الشائكة بين بايدن ونتنياهو

الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 18 أكتوبر 2023 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 18 أكتوبر 2023 (رويترز)

رغم خروج خلافاتهما إلى العلن مرات عدة حتى قبل هجوم «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتزات الإسرائيلية المحيطة بغزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ظلّت صورة «عناق الدببة» طاغية على ما عداها من مناكفات في العلاقة الشائكة القديمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

انعكست حرب غزة المتواصلة منذ 200 يوم بشدة على العلاقة المتوترة بين بايدن ونتنياهو. غير أنها لم تغيّر شيئاً في التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل. واصلت إدارة بايدن بالسرّ والعلن إرسال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، متجاوزة الموافقات المطلوبة من الكونغرس أحياناً والخلافات العميقة بين الديمقراطيين والجمهوريين في كثير من الأحيان، فضلاً عن مشاركة القوات الأميركية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط والبحار المحيطة بفاعلية في التصدي لخطر الصواريخ والمسيرات الآتية مباشرة من إيران أو عبر وكلائها في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان.

مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (أ.ف.ب)

واحتفلت هذه الإدارة أخيراً بالتصويت لمصلحة مساعدات بعشرات المليارات من الدولارات الأميركية لدعم قدرات الردع الإسرائيلية في مواجهة الأشكال المختلفة من التهديدات. يظهر ذلك في تباهي بايدن الشخصي بأنه «صهيوني» وبأنه «لو لم تكن إسرائيل موجودة لعملت على إيجادها».

تعاطف ثم غضب

ولئن سادت الصدمة والغضب على غالبية الأميركيين مع توالي الأنباء الأولى عن هجمات «حماس» التي أدت إلى مقتل نحو 1200 شخص وخطف نحو 250 آخرين، وفقاً لما أعلنته السلطات الإسرائيلية، فإن هذا التعاطف من الحليفة الأقرب والأقوى لبلادهم في الشرق الأوسط بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً بين المجتمعات الأميركية المختلفة في ظلّ الحرب التدميرية التي بدأتها حكومة نتنياهو ضد زهاء 2.3 مليون من الفلسطينيين في القطاع المحاصر أصلاً منذ أكثر من 15 عاماً، وأدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 34 ألفاً غالبيتهم من الأطفال والنساء، طبقاً لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية. بل إن وسائل الإعلام الأميركية التي تعاملت مع هذه الحرب أولاً وكأنها على أرض الولايات المتحدة، بدأت منذ أشهر تنتقد علناً «سياسة الأرض المحروقة» الإسرائيلية ضد غزة وسكانها من دون تمييز أو اعتبار لقوانين الحرب الدولية. ولا يزال «الشارع الأميركي» يشهد غضباً متزايداً في التعبير عن الاعتراض على سياسة الرئيس بايدن الداعمة لإسرائيل من دون شروط.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

خلافاً لما يشيعه ناشطو القوى والجهات الداعمة لإسرائيل في أميركا حول الأصوات الأميركية المرتفعة ضد حرب غزة وحول الانتماءات «اليسارية» لهؤلاء، وخصوصاً بين الشابات والشباب في الجامعات والمعاهد عبر الولايات المتحدة، فإن الكثيرين من كتاب المقالات في الصحف الأميركية المكرسة بدأوا يعبرون عن هذا الاستياء. وكما كتب نيكولاس كريستوف في مقالته الطويلة لعطلة نهاية الأسبوع الماضي في «نيويورك تايمز» متسائلاً: «ماذا حصل لجو بايدن الذي أعرفه؟» منذ عقود، كانت هناك انتقادات عدّة من كتاب معروفين آخرين مثل توماس فريدمان في «التايمز» أيضاً وديفيد أغناثيوس في «واشنطن بوست» ومارغريتا ستانكاتي في «وول ستريت جورنال» وفريد زكريا في «سي إن إن»، دعك من صحافيي وسائل الإعلام الحديثة النشأة مثل «بوليتيكو» و«باك» و«ريل كلير بوليتيكس» وحتى «ذا هيل» و«أكسيوس». هناك الكثير مما يمكن أن يقال عن العلاقة بين بايدن ونتنياهو. الأول يخوض معركة سياسية داخلية ضارية للبقاء أربع سنوات إضافية في البيت الأبيض بعد انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ضد غريمه المرجح حتى الآن عن الجمهوريين الرئيس السابق دونالد ترمب. أما نتنياهو فيواجه أيضاً مستقبلاً سياسياً غامضاً بسبب التشنجات الداخلية مع بقية القوى الإسرائيلية وتداعيات الحرب التي لم تنته فصولها بعد.

عناصر من شرطة نيويورك يقيدون طالباً مؤيداً للفلسطينيين في جامعة نيويورك (أ.ف.ب)

مناكفات سياسية

وعندما تحادث بايدن ونتنياهو عبر الهاتف أخيراً، لم يكن لدى الرئيس الأميركي القليل من المسائل الثقيلة لمناقشتها مع نظيره الإسرائيلي، في ظل سعي واشنطن إلى التوصل لاتفاق موقت لإطلاق النار وإطلاق الرهائن، كبداية لإعادة إطلاق المسار الدبلوماسي نحو حل الدولتين. وفيما لا تزال هذه المسائل متعثرة، بدا التوتر واضحاً بسبب خلافاتهما السياسية. وعكست وسائل الإعلام الأميركية غضب نتنياهو من تسريبات مسؤولين في إدارة بايدن عن العمل من أجل تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل. لكن البيت الأبيض نفى لاحقاً وجود مثل هذا التوجه باعتباره مجرد تصريحات عابرة في زمن الحرب، رغم إلحاح بايدن على «القيادة الإسرائيلية» لاعتبار أن المساعدات الإنسانية للفلسطينيين «لا يمكن أن تكون ثانوية أو ورقة مساومة» في سياسة إدارته.

صورة مركّبة للرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

وما كان بايدن ليتخذ هذا الموقف لولا تآكل دعمه بين مجموعات انتخابية رئيسية مثل الأميركيين المسلمين والعرب والتقدميين والناخبين الشباب الغاضبين من رفض بايدن الدعوات إلى وقف دائم لإطلاق النار. وكان هذا المأزق السياسي الذي يواجهه بايدن واضحاً عند منعطفات رئيسية.

الأقوال والأفعال

وهذه المجموعات المتباينة بشكل صارخ من المصالح تختبر بشكل متزايد العلاقة المشحونة حالياً بين بايدن ونتنياهو. فالرجلان، اللذان يعرفان بعضهما بعضا منذ عدة عقود، حظيا بنصيبهما من المحادثات الصريحة والصريحة في الآونة الأخيرة، من دون نقص في الكلمات الحادة والتعبير عن المظالم.

ومع ذلك، يصر المقربون من الإدارة على أن العلاقة بين بايدن ونتنياهو «لا تزال على حالها إلى حد ما» رغم أن وجهات نظرهما المتباينة «ليست سراً على الإطلاق». وعندما سُئل عن علاقته بنتنياهو قبل نحو شهر، قال بايدن: «كما كانت الحال دائماً».

منذ 200 يوم، ولا تزال الولايات المتحدة تحول دون اتخاذ أي موقف ذي مغزى من مجلس الأمن لوقف الحرب.

وهذا ربما ما يعكس على أفضل حال أن كلمات بايدن لا تشبه أفعاله على الإطلاق. ولعل «عناق الدببة» هو التعبير الأفضل عن علاقته حالياً بنتنياهو.