أوكرانيا تعتمد على الأسلحة الغربية بعد استنفاد ترسانتها السوفياتية

قاذفة صواريخ «هيمارس» الأميركية (أ.ف.ب)
قاذفة صواريخ «هيمارس» الأميركية (أ.ف.ب)
TT
20

أوكرانيا تعتمد على الأسلحة الغربية بعد استنفاد ترسانتها السوفياتية

قاذفة صواريخ «هيمارس» الأميركية (أ.ف.ب)
قاذفة صواريخ «هيمارس» الأميركية (أ.ف.ب)

استنفدت أوكرانيا ترسانتها من الأسلحة روسية الصنع وباتت حالياً تعتمد بشكل كامل على حلفائها للحصول على الأسلحة؛ لتتمكن من التصدي للغزو الروسي، بحسب مصادر عسكرية أميركية.
ولطالما اعتمدت الدولة السوفياتية سابقاً على المعدات السوفياتية والروسية في بناء جيشها وقطاع الدفاع التابع لها، من أسلحة صغيرة ودبابات ومدفعيات هاوتزر، وغيرها من الأسلحة ذات المعايير الروسية التي لا يمكن الاستعاضة عنها بتلك التابعة لجيرانها الغربيين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأفادت المصادر الأميركية، بأن هذه المعدات استُنفدت أو دُمّرت في المعارك على مدى أكثر من ثلاثة أشهر منذ اندلع النزاع عندما غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
واليوم، تستخدم قوات كييف، أو تتعلم كيفية استخدام، أسلحة صنعت في الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين المنضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وبدا الغرب حذراً في بداية الحرب حيال تزويد كييف بالكثير من الأسلحة؛ خشية إمكانية تسبب ذلك باندلاع نزاع بين الناتو وروسيا.
كما شعر الغرب بالقلق من إمكانية سقوط تكنولوجيا الأسلحة المتقدمة في أيدي روسيا.
بدلاً من ذلك، قدّم حلفاء أوكرانيا لها مخزوناتهم من المعدات ذات المعايير الروسية، بما في ذلك الدبابات والمروحيات لدعم قوات كييف.
وقادت الولايات المتحدة جهود تمشيط دول سوفياتية سابقة أخرى للحصول على ذخيرة وقطع ومعدات إضافية تلبي احتياجات أوكرانيا.
لكن استُنفدت كل هذه المعدات أو دُمّرت.
وقال مسؤول أميركي في حديثه عن الأسلحة السوفياتية أو ذات المعايير الروسية «لم تعد موجودة في العالم».
يعني ذلك، أنه بات على القوات الأوكرانية الانتقال إلى أسلحة غير مألوفة بالنسبة لها صُنعت بناء على مواصفات غربية.

وتخلّت الولايات المتحدة وشركاؤها في «الناتو» عن مخاوفها السابقة من إمكانية اتساع رقعة النزاع أو وصول تكنولوجيا حساسة إلى روسيا وقررت إرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، مثل مدفعيات هاوتزر ونظام هيمارس الصاروخي المدفعي عالي الحركة، علماً بأن الأخير قادر على إطلاق صواريخ على مدى أبعد وبدقة تفوق تلك المتوفرة في الأسلحة الروسية.
وتحت مظلة «مجموعة الاتصال» المخصصة لأوكرانيا التي تضم 40 عضواً، ينسّق قادة جيوش الدول الحليفة مساعداتهم لتمكين قوات كييف من الحصول على الذخيرة وقطع الغيار والأسلحة بلا انقطاع، بحسب مسؤول عسكري أميركي آخر.
لكن مسؤولين شددوا على أنه إذا بدا أن الأسلحة تصل ببطء، فيعود السبب الرئيسي في ذلك إلى أن الحلفاء يرغبون في التأكد من أن القوات الأوكرانية ستتمكن من استيعابها بشكل ثابت وآمن.
وتهدف هذه الوتيرة البطيئة لتدفق الأسلحة أيضاً إلى الحد من مخاطر تسبب القصف في أوكرانيا بتدمير أي أسلحة مخزّنة.
وبالتالي، ترسل الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية إلى أوكرانيا على مراحل.
وتشمل آخر حزمة بقيمة 700 مليون دولار أُعلن عنها في الأول من يونيو (حزيران) أربع راجمات صواريخ من طراز «هيمارس» وألف صاروخ مضاد للدبابات من طراز «جافلين» وأربع مروحيات بمعايير سوفياتية من طراز «مي - 17».
كما تشمل 15 ألف قذيفة «هاوتزر» و15 مدرّعة خفيفة وغير ذلك من الذخيرة.
وقال المسؤول الأميركي الثاني «نحاول المحافظة على تدفق (الأسلحة) بشكل ثابت».
طلبت كييف مراراً بأنظمة «هيمارس» ذات المدى الأبعد، لكن واشنطن لم توافق على تزويدها بها إلا عندما شعرت بأن أوكرانيا باتت جاهزة لاستخدامها.
وأفاد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي الأربعاء، بأنه بينما يتم إعداد أربعة من أنظمة هيمارس المخصصة لأوكرانيا، فإن برنامج التدريب يتركز على تأسيس فصيل واحد في كل مرة لتشغيلها، وهي عملية يمكن أن تبطئ عملية تسليمها.
وأضاف ميلي للصحافيين أن هيمارس «نظام بعيد المدى ومعقد للغاية»، مشيراً إلى أنه «يتعين علينا المصادقة على تدريب هؤلاء الأشخاص للتأكد من معرفتهم كيفية استخدام النظام بشكل صحيح».
وقال ميلي في إشارة إلى هيمارس «إذا استخدموها بشكل صحيح وفعال، سيكون لها تأثير جيد للغاية في ساحة المعركة».
لكن بحسب مسؤول أميركي، فإن الولايات المتحدة غير مستعدة لإرسال مسيّراتها التكتيكية من طراز «غراي إيغل» إلى أوكرانيا، خشية استخدامها في ضرب عمق الأراضي الروسية، وهي خطوة تحمل خطر جر واشنطن إلى نزاع مباشر مع موسكو.


مقالات ذات صلة

كييف: سنعمل مع واشنطن للتوصل لاتفاق مقبول للطرفين بشأن المعادن

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

كييف: سنعمل مع واشنطن للتوصل لاتفاق مقبول للطرفين بشأن المعادن

كييف تعمل مع واشنطن للتوصل لاتفاق مقبول للطرفين بشأن المعادن وترمب واثق من أنّ بوتين «سينفّذ نصيبه» من الاتفاق وموسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بخرقه

«الشرق الأوسط» (كييف - واشنطن - موسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين مساء الأحد أثناء عودته على متن طائرة الرئاسة إلى واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

ترمب منزعج من بوتين وزيلينسكي في ظل تعثر مفاوضات السلام

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد طرفي النزاع الروسي - الأوكراني، معرباً عن إحباطه في ظل استمرار تعثر جهود استئناف محادثات وقف النار لإنهاء الحرب.

هبة القدسي (واشنطن)
أوروبا رجال شرطة أوكرانيون في موقع تعرض لهجوم روسي بطائرات مُسيّرة  يوم أمس (إ.ب.أ)

مقتل أربعة أشخاص في أوكرانيا جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة

قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 19 في مدينة دنيبرو بشرق أوكرانيا جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة ألحق أضرارا بمبان وأدى إلى اندلاع حرائق، وفق ما أفاد مسؤولون.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجل يقف بجوار حفرة انفجار في موقع غارة بطائرة مسيّرة في خاركوف (أ.ف.ب) play-circle

روسيا تتّهم أوكرانيا باستهداف منشآت طاقة

اتّهمت روسيا، الخميس، أوكرانيا بإطلاق مسيّرات استهدفت مواقع للطاقة تابعة لها في منطقة بريانسك الحدودية والقرم التي ضمتها موسكو.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في باريس يوم 17 فبراير 2025 (رويترز)

«حلفاء أوكرانيا» يبحثون في باريس ضمانات أمنية دعماً لكييف

يشارك 31 رئيس دولة وحكومة في «قمة السلام والأمن لأوكرانيا»، التي تستضيفها باريس الخميس، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون وبالتنسيق مع رئيس الوزراء البريطاني.

ميشال أبونجم (باريس)

الفاتيكان: البابا يقضي جزءاً من أيامه وهو يعمل في مكتبه ويشارك في القداس

البابا فرنسيس (أ.ب)
البابا فرنسيس (أ.ب)
TT
20

الفاتيكان: البابا يقضي جزءاً من أيامه وهو يعمل في مكتبه ويشارك في القداس

البابا فرنسيس (أ.ب)
البابا فرنسيس (أ.ب)

ذكر الفاتيكان اليوم الثلاثاء أن البابا فرنسيس يقضي جزءاً من أيامه وهو يعمل في مكتبه، كما يشارك في القداس يومياً في مصلاه الخاص.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، تعد تلك مؤشرات على استمرار تحسن حالة البابا الصحية خلال فترة النقاهة التي يقضيها في الفاتيكان، بعد أن تغلب على إصابته بالالتهاب الرئوي المزدوج الذي هدد حياته خلال فترة إقامته بالمستشفى لمدة خمسة أسابيع.

وأضاف الفاتيكان: «يستمر البابا في العلاج الطبيعي والتنفسي، مع تحقيق النتائج المتوقعة، وهو ما يعني أن صوته يتحسن أيضاً... ومن الواضح أن هناك وقتاً متاحاً لديه للعمل أيضاً، وهو ما يقوم به البابا بصورة جزئية وهو جالس على مكتبه».