كييف: سنعمل مع واشنطن للتوصل لاتفاق مقبول للطرفين بشأن المعادن

ترمب واثق من أنّ بوتين «سينفّذ نصيبه» من الاتفاق وموسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بخرقه

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف مع نظيرها أندريه سيبيها (إ.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف مع نظيرها أندريه سيبيها (إ.ب.أ)
TT
20

كييف: سنعمل مع واشنطن للتوصل لاتفاق مقبول للطرفين بشأن المعادن

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف مع نظيرها أندريه سيبيها (إ.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف مع نظيرها أندريه سيبيها (إ.ب.أ)

أبدت كييف رغبتها للعمل مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين فيما يتعلق بصفقة المعادن. وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها الثلاثاء في مؤتمر صحافي إن جولة من المشاورات حول مسودة جديدة لصفقة المعادن جرت بالفعل، وإن أي اتفاق يفضي إلى وجود اقتصادي أميركي قوي في أوكرانيا سيسهم في البنية التحتية الأمنية للبلاد.

فيما قال الكرملين، الثلاثاء، إن روسيا تواصل حوارها مع الولايات المتحدة وسط تهديدات ترمب بفرض عقوبات ثانوية إذا لم تعمل موسكو على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف مع نظيرها أندريه سيبيها (إ.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف مع نظيرها أندريه سيبيها (إ.ب.أ)

ورداً على سؤال حول تصريحات ترمب الأخيرة بشأن رغبته في أن يعقد بوتين صفقة بشأن أوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين الثلاثاء: «نواصل اتصالاتنا مع الجانب الأميركي. الموضوع معقد للغاية. إن الجوهر الذي نناقشه والمتعلق بالتسوية الأوكرانية معقد للغاية. وهذا يتطلب كثيراً من الجهد الإضافي».

وصرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه يريد أن يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفاً خلال حديثه لصحافيين في البيت الأبيض أنه لا يريد أن يشرع في تطبيق رسوم جمركية ثانوية التي هدد سابقاً بفرضها على مشتري النفط الروسي.

واتهمت موسكو كييف بخرق اتفاق تم التوصل إليه بوساطة أميركية ينص على عدم استهدف منشآت الطاقة في البلدين. وقالت وزارة الدفاع إن أوكرانيا قامت بمهاجمة البنية التحتية الروسية للطاقة مرتين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية رغم الاتفاق بينهما. وقالت الوزارة كما نقلت عنها «رويترز» إن طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا ضربت محطات كهرباء فرعية في منطقة زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا في جنوب شرقي أوكرانيا وفي منطقة بيلغورود جنوب روسيا مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن السكان. ولم يرد أي تعليق بعد من أوكرانيا التي تتهم روسيا أيضاً بانتهاك الاتفاق.

لكن قالت القوات الجوية الأوكرانية، الثلاثاء، إن أوكرانيا شهدت أول ليلة من دون هجمات بطائرات الدرون منذ ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، في حين أنها أشارت إلى أن القوات الروسية أطلقت صاروخين من طراز كروز. وتهاجم القوات الروسية منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي أهدافاً أوكرانية يومياً بالآلاف من طائرات الدرون، التي عادة ما يتم إطلاقها ليلاً. ووفقاً للبيانات التي أصدرتها كييف، فإنه تم إطلاق أكثر من 10 آلاف و700 طائرة درون قتالية ووهمية - بهدف دفع الدفاعات الجوية الأوكرانية لإطلاق النار - منذ بداية العام. وأوضحت البيانات أنه تم إرسال أكثر من 4200 طائرة درون خلال مارس (آذار) الماضي فقط.

وكان قد أعلن الرئيس ترمب، الاثنين، أنّه واثق من أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين «سينفّذ نصيبه» من الاتفاق الرامي لإرساء هدنة في أوكرانيا. وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: «أريد التأكّد من أنّه سيفي بالتزاماته. أعتقد أنّه سيفي بما قاله لي، وأعتقد أنه سينفّذ نصيبه من الاتفاق الآن».

وكان ترمب انتقد الأحد كلاً من بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اللذين يحاول إقناعهما بالتوصل لاتفاق يوقف الحرب الدائرة بين بلديهما منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأضاف الرئيس الأميركي: «هناك كذلك زيلينسكي، وآمل أن يفي هو أيضاً بالتزاماته».

وفيما يتعلق بالنفط الروسي، قال ترمب إنه لا يعتزم «فرض رسوم جمركية إضافية (...) لكن أعتقد أنّني سأفعل شيئاً إذا رأيت أنّه (بوتين) لا يفعل ما ينبغي عليه فعله».

تعرّضت العاصمة الأوكرانية كييف لقصف روسي ليلة 23 مارس (رويترز)
تعرّضت العاصمة الأوكرانية كييف لقصف روسي ليلة 23 مارس (رويترز)

والأحد، قالت المذيعة على شبكة «إن بي سي» كريستين ويلكر إنّ ترمب اتّصل بها للتعبير عن إحباطه لاستمرار تعثر جهوده الرامية لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، وكذلك أيضاً لإبداء «غضبه» من تشكيك بوتين بقيادة زيلينسكي. وبحسب ويلكر، فقد هدّد ترمب بفرض رسوم جمركية على الشركات التي تستورد النفط الروسي.

وأضافت المذيعة أنّ ترمب قال لها إنّه «كان غاضباً جداً ومنزعجاً»، عندما بدأ بوتين بالإدلاء بتعليقات بشأن صدقية زيلينسكي، وأخذ يتحدث عن ضرورة أن تكون هناك قيادة جديدة في أوكرانيا من أجل إبرام اتفاق سلام. لكنّ ترمب خفّف لاحقاً من نبرته تجاه بوتين ليصبّ غضبه على زيلينسكي، محذراً إياه من مواجهة مشاكل في حال تراجعَ عن إبرام اتفاق يمنح الولايات المتّحدة حق التعدين في أوكرانيا.

ورفض بوتين خطة أميركية - أوكرانية مشتركة لوقف إطلاق النار لمدّة 30 يوماً، واقترح الجمعة أن يتنحى زيلينسكي في إطار عملية السلام، الأمر الذي عكس تشدداً أكبر في موقف موسكو التفاوضي وأثار غضب كييف.

وفي سياق متصل اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف الثلاثاء، الرئيس الروسي بأنه «يراهن على عامل الوقت» في المفاوضات. وقالت بيربوك في بيان نشرته وزارتها، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق نار فوري. بوتين هو من يراهن على عامل الوقت، ولا يريد السلام ويواصل حربه العدوانية في انتهاك للقانون الدولي». وقالت خلال زيارتها التاسعة لأوكرانيا منذ بدء الحرب إن بوتين «يتظاهر بالاستعداد للتفاوض، لكنه لا يحيد قيد أنملة عن أهدافه».

وتزور بيربوك كييف للمرة الأولى منذ إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قلب العلاقات الأميركية الأوروبية رأساً على عقب بتواصله مع روسيا؛ سعياً لإنهاء النزاع متجاوزاً القادة الأوروبيين. وأثار هذا التحول في السياسة قلقاً بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي، ودفع أوروبا للتركيز على تعزيز قدراتها الدفاعية، وزيادة دعمها لأوكرانيا.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف مع نظيرها أندريه سيبيها (إ.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لدى وصولها كييف مع نظيرها أندريه سيبيها (إ.ب.أ)

وافقت ألمانيا في مارس على تقديم ثلاثة مليارات يورو (3.25 مليار دولار) مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بعد اعتماد حزمة إنفاق جديدة رئيسة خففت من قواعد الديون الصارمة التي كانت تفرضها سابقاً. وقالت بيربوك إن «في ظل الجمود بين الولايات المتحدة وروسيا، من الضروري جداً أن نظهر وقوفنا إلى جانب أوكرانيا... وأن ندعمها الآن أكثر من أي وقت مضى». وأُقيمت في بوتشا الأوكرانية، الاثنين، مراسم في الذكرى السنوية الثالثة لمقتل مئات المدنيين في مجزرة يُتهم الجيش الروسي بارتكابها.


مقالات ذات صلة

14 قتيلاً على الأقل في هجوم صاروخي روسي على كريفي ريغ الأوكرانية

أوروبا رجال الإطفاء يخمدون حريقاً اندلع بعد هجوم صاروخي روسي بكريفي ريغ الأوكرانية (أ.ب)

14 قتيلاً على الأقل في هجوم صاروخي روسي على كريفي ريغ الأوكرانية

قُتل 14 شخصاً، وأُصيب 50 آخرون، الجمعة، في هجوم روسي بصاروخ باليستي على مدينة كريفي ريغ الأوكرانية التي يتحدر منها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا ترمب هدَّد بفرض «رسوم جمركية ثانوية» على النفط الروسي وقال إنه يخطط للتحدث مع بوتين الأسبوع المقبل (أ.ف.ب)

بوتين وترمب لا يعتزمان التحدث هاتفياً عقب زيارة مبعوث الكرملين إلى واشنطن

لا يعتزم بوتين وترمب التحدث هاتفياً عقب زيارة مبعوث الاول إلى واشنطن، وماركو روبيو يقول إذا لم تكن روسيا جادة فستضطر واشنطن إلى إعادة تقييم موقفها.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو (أ.ف.ب)

هل سيتمكن «الناتو» من الاتفاق على خطة إنفاق ترضي ترمب؟

هل سيتمكن الناتو من الاتفاق على خطة إنفاق ترضي ترمب؟ .. وزراء خارجية دوله يستأنفون المحادثات في بروكسل وسط ضغط أميركي لزيادة حصصهم

أوروبا رجال الإطفاء يخمدون حريقاً اندلع في أعقاب هجوم صاروخي روسي في كريفي ريغ بأوكرانيا (أ.ب)

مبعوث بوتين في واشنطن لبحث تحسين العلاقات

بدأ المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المعنيّ بالشؤون الاقتصادية، كيريل دميترييف، أمس، زيارة إلى واشنطن تدوم يومين، في ضوء التقارب الجاري بين روسيا

«الشرق الأوسط» (واشنطن-بروكسل)
الاقتصاد صورة مركبة تجمع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

روسيا غير مدرجة في رسوم ترمب الجمركية... والبيت الأبيض يكشف السبب

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الأربعاء)، خططاً لفرض رسوم جمركية متبادلة شاملة، قائلاً: «لقد تعرَّضت بلادُنا للنهب والسلب» من قبل دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روسيا: أوكرانيا هاجمت منشآت للطاقة 14 مرة أمس

موظفو الطوارئ يحملون جثة شخص قُتل في منطقة سكنية جراء ضربة صاروخية روسية في كريفي ريه (رويترز)
موظفو الطوارئ يحملون جثة شخص قُتل في منطقة سكنية جراء ضربة صاروخية روسية في كريفي ريه (رويترز)
TT
20

روسيا: أوكرانيا هاجمت منشآت للطاقة 14 مرة أمس

موظفو الطوارئ يحملون جثة شخص قُتل في منطقة سكنية جراء ضربة صاروخية روسية في كريفي ريه (رويترز)
موظفو الطوارئ يحملون جثة شخص قُتل في منطقة سكنية جراء ضربة صاروخية روسية في كريفي ريه (رويترز)

نقلت وكالة «تاس» للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم السبت إن أوكرانيا هاجمت البنية التحتية للطاقة في روسيا 14 مرة أمس على الرغم من اتفاق لوقف الضربات على منشآت الطاقة توسطت فيه الولايات المتحدة.

وقالت الوكالة نقلا عن الوزارة إن الضربات تسببت في أضرار في مناطق بريانسك وبيلغورود وسمولينسك وليبيتسك وفارونيش في روسيا، إلى جانب منطقتي لوغانسك وخيرسون الأوكرانيتين اللتين تسيطر موسكو على أجزاء منهما.

عمال الإنقاذ يظهرون في موقع غارة صاروخية روسية على حي سكني أسفرت عن مقتل مدنيين بينهم أطفال في كريفي ريه (أ.ب)
عمال الإنقاذ يظهرون في موقع غارة صاروخية روسية على حي سكني أسفرت عن مقتل مدنيين بينهم أطفال في كريفي ريه (أ.ب)

من جهتهم، قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوما روسيا على مدينة كريفي ريه بوسط البلاد أمس الجمعة أدى إلى مقتل 19 مدنيا على الأقل بينهم تسعة أطفال، لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إنها استهدفت تجمعا عسكريا هناك.

وندد الجيش الأوكراني بالبيان الروسي ووصفه بأنه معلومات مضللة.

وقال سيرجي ليساك حاكم المنطقة على تطبيق «تلغرام» إن صاروخا أصاب مناطق سكنية، ما أدى إلى مقتل 18 شخصا، وإشعال حرائق. وفي وقت لاحق، هاجمت طائرات روسية مسيرة منازل وقتلت شخصا واحدا، وفقا لما ذكره أوليكسندر فيلكول، مدير الإدارة العسكرية للمدينة.

وأظهرت صور نُشرت على الإنترنت جثث القتلى والجرحى ملقاة على الأرض بينما يتصاعد الدخان الرمادي في السماء.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في منشور على «تلغرام»، أن «ضربة عالية الدقة» استهدفت «اجتماعا لقادة وحدات ومدربين غربيين» في مطعم.

وأضافت الوزارة: «نتيجة لهذه الضربة، بلغ إجمالي خسائر العدو 85 من الجنود ومن ضباط الدول الأجنبية، بالإضافة إلى ما يصل إلى 20 مركبة».

رجال الإنقاذ يقومون بإجلاء أحد السكان المسنين بعد هجوم طائرة من دون طيار روسية في خاركيف (أ.ب)
رجال الإنقاذ يقومون بإجلاء أحد السكان المسنين بعد هجوم طائرة من دون طيار روسية في خاركيف (أ.ب)

ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي تولى منصبه في يناير (كانون الثاني) بعد تعهده بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، إلى التوسط لإنهاء الصراع. وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها توصلت إلى اتفاقين لوقف إطلاق النار مع روسيا وأوكرانيا، أحدهما يقضي بوقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة في كل منهما.

وقالت يوليا البالغة من العمر 47 عاما، لـ«رويترز» وهي تتفقد الأضرار التي لحقت بشقتها: «كان هناك أطفال موتى ملقون على الأرض، وآباء يبكون، كان الأمر مروعا».

وكريفي ريه هي مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ويعد الهجوم الذي تعرضت له من أعنف الهجمات التي شنتها موسكو هذا العام في الصراع، والذي بدأ مع غزو الكرملين الشامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وأفادت خدمات الطوارئ بإصابة ما لا يقل عن 50 شخصا، مشيرة إلى أن العدد في ازدياد. وقال حاكم المنطقة إن أكثر من 30 شخصا، بينهم رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، يتلقون العلاج في المستشفى.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين، لكن الآلاف قُتلوا وجُرحوا في الغزو.

وأمس الجمعة تبادلت روسيا وأوكرانيا اتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار على البنية التحتية للطاقة.