أوستن يزور منطقة الهادئ والهندي «الواقفة عند مفترق طرق مهم»

وزارة الدفاع الصينية طلبت اجتماعاً رسمياً معه على هامش «حوار شانغريلا»

TT

أوستن يزور منطقة الهادئ والهندي «الواقفة عند مفترق طرق مهم»

أعلن مسؤول عسكري كبير أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن سيتوجه إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ في زيارة تستمر أياماً، حيث يلقي كلمة رئيسية في مؤتمر «حوار شانغريلا» في سنغافورة، على أن يقوم أيضاً بـ«تفقد» القوات الأميركية في تايلاند، في وقت «تقف فيه المنطقة عند مفترق طرق مهم».
وقال المسؤول العسكري إن قادة الدفاع الصينيين طلبوا عقد اجتماع مع أوستن على هامش مؤتمر شانغريلا. وأضاف: «تلقينا في الواقع هذا الأسبوع طلباً رسمياً من وزارة الدفاع الصينية لعقد اجتماع، ونناقش حالياً الوقت المحتمل والموقع والمدة المحتملة لمثل هذا الاجتماع... لكن ليس لدي أي تفاصيل أخرى في هذا الوقت باستثناء القول إننا نتوقع، من وجهة نظرنا، أن يركز جوهر ذلك الاجتماع على إدارة المنافسة والقضايا الإقليمية والعالمية».
وفي حال حصول الاجتماع مع الصينيين، فسيكون الاجتماع الشخصي الأول بين الطرفين، منذ بداية جائحة كوفيد - 19.
وقال المسؤول إن زيارة أوستن إلى المنطقة هي الرابعة له منذ تسلمه منصبه، وينبغي أن تسمح له باستئناف العمل «على إقامة منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة إلى جانب حلفائنا وشركائنا».
وأوضح المسؤول أن الاجتماعات هي فرصة مثالية لصياغة التزام أميركا الدائم تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأن أوستن أكد على «أنها المسرح الدولي الرئيسي للوزارة»، على حد قوله.
وتأتي زيارة أوستن عقب رحلة الرئيس جو بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان الشهر الماضي، والاجتماع الذي عقدته الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرقي آسيا في واشنطن الشهر الماضي أيضاً. وتشكل دليلاً على الأهمية التي توليها أميركا للمنطقة، حيث يواصل كبار المسؤولين الأميركيين رحلاتهم إليها، ويواصلون التفاعل مع قادتها، بحسب المسؤول الدفاعي.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تستثمر أموالها في مكانها الصحيح، حيث طلبت في مشروع موازنة العام المالي 2023، استثمار أموال كبيرة لتعزيز وضع القوات الأميركية والبنية التحتية والوجود والاستعداد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويشمل ذلك 6.1 مليار دولار من «الاستثمارات المركزة» لمبادرة الردع في منطقة المحيط الهادئ.
وأوضح المسؤول أن «الرسالة الرئيسية الثانية هي التزامنا بتعزيز رؤيتنا المشتركة للمنطقة إلى جانب شركائنا... من الآسيان إلى الرباعية، حيث أوضحت دول المحيطين الهندي والهادئ، أنها تسعى إلى منطقة متجذرة في الشفافية وحرية الملاحة وفي الحل السلمي للنزاعات واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها».
ورأى أن بكين لا تشارك هذه المعتقدات، حيث دقت تحركاتها في بحر الصين الجنوبي والمطالبات المفرطة في مناطق أخرى، أجراس الإنذار، خصوصاً بعدما أظهر «الغزو» الروسي الوحشي لأوكرانيا، خطورة ما يحدث «عندما ينهار هذا النظام الدولي».
وأشار المسؤول إلى أن «الوزير أوستن، سيظهر في اجتماعاته وخطابه كيفية تعزيز عملنا بشكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا لتقوية ردعنا الجماعي وقدرتنا على الصمود، فضلاً عن مناقشة الشراكة في العمل وكيف تتقدم الولايات المتحدة عبر المنطقة». وقال إن الجزء العسكري سيتضمن أيضاً توسيع نطاق التدريبات وتعقيداتها، مشيراً إلى أن مناورة «ريم أوف باسيفيك» في وقت لاحق من هذا الشهر، ستكون الأكبر بمشاركة 26 دولة. أضاف: «نحن أيضاً نعزز قدرات شركائنا من خلال توسيع الدفاع والتعاون الصناعي والإنتاج المشترك والتنمية المشتركة، وفرص البحث والتطوير».
ومن المقرر أن يتوجه أوستن بعد رحلته إلى منطقة المحيطين الهادئ والهندي إلى بروكسل، لحضور اجتماع وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحضور الاجتماع الثاني لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية.


مقالات ذات صلة

أوزبكستان تجري استفتاء لتعديل دستوري «يرسّخ» سلطة الرئيس

آسيا أوزبكستان تجري استفتاء لتعديل دستوري «يرسّخ» سلطة الرئيس

أوزبكستان تجري استفتاء لتعديل دستوري «يرسّخ» سلطة الرئيس

تجري أوزبكستان استفتاء دستورياً (الأحد) سيتيح بقاء الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف في السلطة، في البلد الذي يضم أكبر عدد من السكان بين دول آسيا الوسطى وشهد قمعاً لمظاهرات العام الماضي، رغم ما يبديه الرئيس من رغبة في الانفتاح، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وتجاوزت نسبة المشاركة 73 في المائة بعد 7 ساعات على فتحها، بحسب اللجنة الانتخابية الأوزبكية. وقالت السلطات الأوزبكية إن تعديل ثلثي الدستور سيتيح إرساء الديمقراطية وتحسين مستوى معيشة 35 مليون نسمة. ومن بين أبرز الإجراءات هناك، الانتقال من ولاية مدتها 5 سنوات إلى فترة 7 سنوات وعدم احتساب ولايتين رئاسيتين، ما سيتيح نظرياً للرئيس الحالي (65 عاما

«الشرق الأوسط» (طشقند)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا دوري أبطال آسيا: الهلال لتعزيز سطوته القارية... وأوراوا للقب ثالث

دوري أبطال آسيا: الهلال لتعزيز سطوته القارية... وأوراوا للقب ثالث

بعد أكثر من سنة على انطلاقها، سيسدل الستار على نسخة 2022 من دوري أبطال آسيا في كرة القدم، عندما يلتقي الهلال السعودي مع أوراوا ريد دايموندز الياباني السبت في ذهاب النهائي في الرياض، قبل مواجهتهما إياباً في سايتاما في 6 مايو (أيار) المقبل. حجز أوراوا بطاقة النهائي قبل نحو تسعة أشهر، فيما ساهمت نهائيات كأس العالم 2022 في قطر والتعقيدات الناجمة عن جائحة «كوفيد - 19» بإقامة الدور النهائي بعد أكثر من سنة على انطلاق البطولة القارية. يبحث حامل اللقب الهلال وصاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب (4)، عن تعزيز سطوته، فيما يرغب أوراوا في لقب ثالث بعد 2007 و2017. وأظهر الهلال قدرته على المنافسة قارياً وحتى دول

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا أميركا ودول آسيا الوسطى لحل النزاعات دبلوماسياً

أميركا ودول آسيا الوسطى لحل النزاعات دبلوماسياً

أعلنت الولايات المتحدة وخمس دول رئيسية في آسيا الوسطى، أنها توافقت على تعاون متعدد الأبعاد اقتصادياً وبيئياً، بما يشمل مصادر الطاقة، مشددة على مواجهة التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وعلى «صون السلم والأمن وحلّ النزاعات بالطرق الدبلوماسية» طبقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، في إشارة ضمنية إلى رفض دول المنطقة، التي كانت يوماً من الجمهوريات السوفياتية، لغزو روسيا لأوكرانيا. وأصدر وزراء الخارجية: الأميركي أنتوني بلينكن، والكازاخستاني مختار تليوبردي، والقرغيزستاني جنبيك كولوباييف، والطاجيكستاني سيروج الدين محيي الدين، والتركمانستاني رشيد ميريدوف، والأوزبكستاني بختيار سيدوف، بياناً مشتركاً في ضوء

علي بردى (واشنطن)

رئيس كوريا الجنوبية يتعهد بالقتال «حتى آخر لحظة» دفاعاً عن منصبه

الشرطة تغلق الطريق أمام المتظاهرين المطالبين بعزل الرئيس في سيول الخميس (رويترز)
الشرطة تغلق الطريق أمام المتظاهرين المطالبين بعزل الرئيس في سيول الخميس (رويترز)
TT

رئيس كوريا الجنوبية يتعهد بالقتال «حتى آخر لحظة» دفاعاً عن منصبه

الشرطة تغلق الطريق أمام المتظاهرين المطالبين بعزل الرئيس في سيول الخميس (رويترز)
الشرطة تغلق الطريق أمام المتظاهرين المطالبين بعزل الرئيس في سيول الخميس (رويترز)

قال الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، الخميس، إنه «سيقاتل حتى النهاية»، فيما تشير التوقعات إلى أن حزبه سيُصوّت مع المعارضة لصالح مساءلته، تمهيداً لعزله بسبب إعلانه الأحكام العرفية، وهي الخطوة التي ألقت بالدولة الآسيوية الحليفة للولايات المتحدة في بوتقة الاضطرابات. وفي خطاب مطول بثه التلفزيون، قال رئيس رابع أكبر اقتصاد في آسيا، إن كوريا الشمالية اخترقت لجنة الانتخابات في كوريا الجنوبية، مما ألقى بظلال من الشك على هزيمة حزبه الساحقة في الانتخابات في أبريل (نيسان)، كما نقلت وكالة «رويترز».

يون أمام خيارين

ويأمل يون أن يحتشد حلفاؤه السياسيون لدعمه، لكن هذا بدا أقلّ احتمالاً بعد خطابه الناري؛ إذ ردّ زعيم حزب «سلطة الشعب» الحاكم بأن الوقت قد حان ليستقيل يون أو يعزله البرلمان. ومن المتوقّع أن يدعم سبعة أعضاء على الأقل من الحزب مقترحاً جديداً للمساءلة بهدف العزل، حيث أعلن عضوان أنهما سيصوّتان لصالحه. وهناك حاجة إلى ثمانية أصوات على الأقل من حزب «سلطة الشعب» لضمان أغلبية الثلثين المطلوبة لعزل يون. وقال يون إن المعارضة «تلعب بالنار» من خلال السعي لتجريد رئيس منتخب ديمقراطياً من السلطة، بعد تسعة أيام من محاولته التي أُحبطت لمنح سلطات كاسحة للجيش. وأضاف: «سأقاتل حتى النهاية. سواء قاموا بعزلي أو التحقيق معي، سأواجه كل شيء بثبات».

وتصريحاته هي الأولى منذ اعتذاره، السبت، ووعده بترك مصيره في يد حزبه. ومن المتوقع أن يواجه يون تصويتاً ثانياً بشأن مساءلته في البرلمان السبت، بعد أسبوع من فشل المحاولة الأولى بسبب مقاطعة غالبية نواب الحزب الحاكم التصويت.

وسيؤدي التصويت على المساءلة بغرض العزل إلى إحالة القضية إلى المحكمة الدستورية، التي أمامها ما يصل إلى ستة أشهر لتقرير ما إذا كان سيتم عزل يون من منصبه من عدمه.

انقسام حزبي

في أحدث مؤشر على أن يون يفقد قبضته على السلطة، قال زعيم حزب «سلطة الشعب»، هان دونغ هون، في اجتماع لأعضاء الحزب، الخميس، إنه ينبغي عليهم الانضمام إلى المعارضة لعزل الرئيس. لكن لا يزال الحزب منقسماً بشدة، ويواصل بعض نواب حزب «سلطة الشعب» دعم الرئيس.

وفي تأكيد على الانقسامات، اختار الحزب عضواً قريباً من الرئيس بوصفه زعيماً له بأغلبية الأصوات. وقال كويون سيونغ دونغ بعد اختياره إن السياسة الرسمية للحزب لا تزال معارضة لعزل يون. ويخضع الرئيس بشكل منفصل لتحقيق جنائي بتهمة التمرد بسبب إعلانه الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، والتي ألغاها بعد ساعات، مما أشعل أكبر أزمة سياسية في كوريا الجنوبية منذ عقود.

وفي تكرار لتصريحاته لتبرير إعلان الحكام العرفية، قال يون في خطابه إن «الجماعات الإجرامية» التي شلّت شؤون الدولة، وعطّلت سيادة القانون يجب منعها بأي ثمن من السيطرة على الحكومة. وكان يشير إلى الحزب الديمقراطي المعارض الذي أثار مزاعم عن مخالفات حكومية.

وتحدّث يون مُطوّلاً عن اختراق مزعوم من كوريا الشمالية للجنة الانتخابات الوطنية، العام الماضي، دون ذكر أدلة. وقال إن جهاز المخابرات الوطني اكتشف الهجوم الإلكتروني لكن اللجنة، وهي هيئة مستقلة، رفضت التعاون الكامل في التحقيق والتفتيش على نظامها. وأضاف أن الاختراق ألقى بظلال من الشك على نزاهة انتخابات أبريل، التي خسرها حزبه بأغلبية ساحقة، ودفعه إلى إعلان الأحكام العرفية.