الجولة الثامنة من «اللجنة الدستورية»... الجيش السوري «يُفجر» اجتماعات جنيف

وفد دمشق يقول إن تجربة العراق أدت إلى «كوارث»... و«الهيئة» المعارضة تحذر من تحول البلاد إلى «دولة فاشلة»

نص اقتراح وفد «هيئة التفاوض» المعارضة حول الدستور والاتفاقات الدولية  -  نص اقتراح «الوفد المسمى من الحكومة السورية» حول مؤسسات الدولة
نص اقتراح وفد «هيئة التفاوض» المعارضة حول الدستور والاتفاقات الدولية - نص اقتراح «الوفد المسمى من الحكومة السورية» حول مؤسسات الدولة
TT

الجولة الثامنة من «اللجنة الدستورية»... الجيش السوري «يُفجر» اجتماعات جنيف

نص اقتراح وفد «هيئة التفاوض» المعارضة حول الدستور والاتفاقات الدولية  -  نص اقتراح «الوفد المسمى من الحكومة السورية» حول مؤسسات الدولة
نص اقتراح وفد «هيئة التفاوض» المعارضة حول الدستور والاتفاقات الدولية - نص اقتراح «الوفد المسمى من الحكومة السورية» حول مؤسسات الدولة

مرة أخرى «فجر» الموقف من «مؤسسات الدولة» السورية، خصوصاً الجيش، جلسات اللجنة الدستورية في جنيف، وسط خلاف بين «الوفد المسمى من الحكومة» برئاسة أحمد الكزبري ووفد «هيئة التفاوض» المعارضة برئاسة هادي البحرة حول إصلاح المؤسسات. ومقابل تحذيرات القادمين من دمشق من «فشل تجارب إعادة هيكلة الجيش»، حيث إنها «أدت إلى كوارث في العراق» ورفض حيادية الجيش، دعا معارضون إلى الإصلاح لتجنب تحول سوريا إلى «دولة فاشلة»، مع المطالبة بـ«دور حيادي للجيش في تداول السلطة».
الجولة الأخيرة لـ«الدستورية»، وهي الثامنة، سجلت تحسناً في «الإيقاع - اللهجة»، وحصول بعض «القواسم المشتركة في المناقشات» بين المشاركين خلال وجودهم تحت سقف الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. لكن التعثر لا يزال قائماً إزاء نقل هذه «المشتركات» إلى «نصوص توافقية» تكون بمثابة أعمدة في الدستور السوري العتيد، الأمر الذي يتطلب قيام المبعوث الأممي غير بيدرسن، كما وعد بالجلسة الختامية يوم الجمعة، بجولة مكوكية إضافية بين الفاعلين السوريين واللاعبين الخارجيين قبل الجولة المقبلة.
وبموجب الترتيبات الأممية «التسهيلية» السابقة، فإن برنامج الجولة الثامنة، تضمن تقديم مبدأ دستوري كل يوم بدءاً من الاثنين، وترك اليوم الأخير للمناقشات والتوافقات. إذ قدم وفد المجتمع المدني المحسوب على دمشق، مقترح «الإجراءات القسرية أحادية الجانب من منطلق دستوري»، وقدم البحرة مقترح «سمو الدستور وتراتبية الاتفاقيات الدولية»، فيما طرح الكزبري مبدأ «الحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيزها»، ووفد المجتمع المدني المحسوب على المعارضة موضوع «العدالة الانتقالية». ولخص مسؤول غربي لـ«الشرق الأوسط» المناقشات خلال الأيام الخمسة للجولة الثامنة:
- إجراءات قسرية
ترأس الجلسة الكزبري، وتلقى مقترح «المجتمع المدني» المحسوب على دمشق، وتضمن أن «التدابير القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري تشكل إرهاباً اقتصادياً يمس بالحقوق الأساسية الدستورية للشعب السوري»، وهي تحد من «تأمين متطلباته الأساسية». واقترح أن يتضمن الدستور «التزام الدولة بالسعي إلى رفع التدابير القسرية أحادية الجانب ومطالبة الدول التي قامت بفرضها (العقوبات) بدفع التعويضات المناسبة واعتبار مناهضة ورفض العقوبات واجباً وطنياً على كل سوري». وزاد: الحق في التنمية وفي إعادة إعمار ما دمره الإرهاب والعدوان الخارجي، مشروع للشعب السوري بموجب الدستور، وأن حق اللاجئين في العودة الآمنة والطوعية إنساني لا يجوز ربطه بأي شروط سياسية خارجية».
ولدى مناقشة المبدأ، ركز «الوفد الحكومي» على «عدم توافق الإجراءات القسرية مع الشرعية الدولية» وربط هذه الإجراءات بـ«الحرب الإرهابية على سوريا»، فيما اعتبر وفد «الهيئة» الاقتراح «غير دستوري» وأن «الأعمار والتنمية حقان اقتصاديان ولا يجوز تقييدهما بالإجراءات الأحادية القسرية». وذهب بعض الحاضرين إلى اعتبار «كل من شجع على العقوبات خائناً».
- تحذير من «العرقنة»
في اليوم التالي، قدم الكزبري، في جلسة ترأسها البحري، مقترحاً حول «مؤسسات الدولة»، وتضمن أن «للمؤسسات صلاحيات محددة بالدستور وأن النيل منها أو تهديدها داخلياً أو خارجياً هو عمل يعاقب عليه القانون»، مع التأكيد على «مسؤولية مؤسسة الجيش عن حماية الوطن ضد الإرهاب والاحتلال وأن المحافظة عليها وتعزيزها واجب وطني».
في المناقشات، ركز أعضاء «الهيئة» على «حاجة المؤسسات السورية للكثير من الإصلاحات لأنها فقدت صدقها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان». واقترح حاضرون معارضون «ألا يطال الإصلاح إعادة هيكلة الجيش والمؤسسات التي قامت بانتهاكات مباشرة، بل إصلاحات جذرية للمنظومة المؤسسية»، مع تأكيد على «ضرورة الحيادية السياسية للمؤسسات وخاصة الجيش بحيث لا تتدخل في عمليات تبادل السلطة» و«فصل السلطات وعدم تغول السلطات»،
في المقابل، ركز وفد دمشق على «شرعية المؤسسات وصمودها رغم استهدافها من قبل الإرهاب والتدخلات الدولية». وقال أحدهم: «إعادة هيكلة المؤسسات في دول أخرى مثل العراق لم يفض إلا إلى كوارث... ووصفات المنظمات الدولية للإصلاح، فاشلة».
وإذ حث معارضون على ضرورة «عدم الهروب من الإصلاح كاستحقاق أساسي لإعادة المؤسسات إلى عملها في كل الأراضي السورية وإلا فستكون سوريا دولة فاشلة، وأن الإصلاح قد يتطلب في أماكن إعادة هيكلة للمؤسسات ويتطلب مساءلة للمسؤولين وعدم حصانة المسيئين وخاصة من الأجهزة الأمنية والجيش»، دافع «الوفد المسمى من الحكومة» عن اقتراحه. وقال: «مؤسسات الدولة قائمة وإن الإصلاح لا يعني إعادة الهيكلة ولا يجب أن تكون حجة لتهديم المؤسسات أو التدخل الخارجي»، مع التأكيد على أن «الجيش لا يمكن أن يكون حيادياً، فلا يوجد جيش حيادي في موضوع حماية الشعب، وأن الفساد والفشل المؤسسي هي حالات فردية ولم تنل من صمود المؤسسات السورية والتزامها بواجباتها». وقال أحد المشاركين: «الإصلاح قائم ومستمر ولا يمكن أن يصل إلى حد بناء مؤسسات بديلة، فتجربة المؤسسات البديلة في سوريا وفي دول أخرى فشلت فشلاً ذريعاً».
- الدستور والاتفاقات الدولية
أما مقترح «هيئة التفاوض»، الذي قدم البحرة في اليوم اللاحق برئاسة الكزبري، تناول «سمو الدستور وتراتبية الاتفاقات الدولية» واعتبار «الدستور هو القانون الأسمى والأعلى للبلاد»، وأن تكون الاتفاقات الدولية «في مرتبة أعلى من القوانين الوطنية» وأن تكون دستورية تراتبية القواعد القانونية ونشرها - «مبادئ ملزمة».
وجرت مناقشات حول الاقتراح مع الكثير من الأسئلة، مع إشارات إلى أن البند طبيعي ولا حاجة لذكره، مع تركيز على الاتفاقات الدولية. وطرح حاضرون أسئلة فنية، مثل: «هل تسمو هذه الاتفاقيات على القانون الوطني مباشرة عند توقيعها أو بعد مطابقتها مع المنظومة القانونية الوطنية وإصدار التشريعات المناسبة؟».
وإذ اقترح وفد «هيئة التفاوض» إيراد اتفاقيات حقوق الإنسان بالدستور، اعتبر وفد دمشق «استعمال الاتفاقيات الدولية في هذا المجال، باباً لاختراق السيادة السورية»، ورفض «اتهام الحكومة بأنها غير معنية بحقوق الإنسان». وأيد وفد «المجتمع المدني» المدعومة من دمشق، ذلك. وقال أحدهم إن هذا المبدأ يرمي إلى «وضع سوريا تحت الوصاية الدولية»، الأمر الذي فجر المناقشات وعلقها لفترة قصيرة.
- عدالة أم «انتقام»؟
قدم «مدنيون» محسوبون على «الهيئة» المعارضة مقترحاً حول «العدالة الانتقالية»، يتضمن التزام «الدولة خلال سعيها لمعالجة إرث الماضي من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان وببناء السلم المجتمعي، بتبني نهج شامل للعدالة الانتقالية»، مع تأكيد على «مبدأ عدم الإفلات من العقاب وأن هذه الجرائم لا تسقط بمرور الزمن أو بصدور عفو سابق مع سلسلة من الإجراءات والإصلاحات والمساءلات».
أيضاً كان النقاش حاداً بين المشاركين، حيث حذر وفد دمشق من أن هذا «يفتح الباب للتدخل الخارجي وهو مدخل خلفي لخلخلة مؤسسات الدولة والتماسك المجتمعي بحيث تنجز ما لم تستطع الحرب الدولية على سوريا أن تقوم به». واقترح بعضهم «عدالة لصالح تعويض سوريا عن الحرب التي أعلنتها دول خارجية»، محذراً أن النص «يجرم سلفاً الحكومة السورية»، الأمر الذي نفاه معارضون. وقال أحدهم: «المصطلح ورد في العديد من الدساتير العربية والدولية، ذلك أن العدالة الانتقالية هي عمليات وطنية»، وأن الموضوع «ليس انتقاماً... وهناك حزمة واسعة من الإجراءات المطلوبة لضمان السلم المستدام. ومنها إجراءات محاسبة قانونية وأخرى غير قانونية تتركز على برامج جبر الضرر وتخليد الذكرى وإصلاح المؤسسات».
- أوراق وتعديلات
في اليوم الأخير، الجمعة، قدم المشاركون تعديلات خطية على المقترحات التي قدمت تباعاً في الأيام الأربعة السابقة، قبل أن يشكر بيدرسن الكزبري والبحرة على «حسن إدارتهما للنقاش». ولاحظ تقدماً في مستوى النقاش وطريقته، و«إن لم يكن هناك تقدم في المحتوى المتفق عليه»، الأمر الذي دفعه للتعبير عن القلق من «استمرار النقاش بهذه الوتيرة قد يتطلب سنوات للنقاش حول المبادئ قبل أن نصل إلى صياغات نهائية». عليه، وعد بالتشاور مع الجميع لتطوير آليات أفضل قبل موعد الجولة التاسعة بين 25 و29 يوليو (تموز) المقبل. وقال علنا إنه اتفق مع الرئيسين المشتركين على أهمية إيجاد سبل لتسريع وتيرة العمل وتحقيق النتائج والتقدم المستمر.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.