مظاهرات للمُهجرين بريف حلب دعماً للعملية العسكرية التركية

مسيرة في بلدة أعزاز الحدودية شمال محافظة حلب أمس دعماً لتهديدات تركيا بشن هجوم عسكري (أ.ف.ب)
مسيرة في بلدة أعزاز الحدودية شمال محافظة حلب أمس دعماً لتهديدات تركيا بشن هجوم عسكري (أ.ف.ب)
TT

مظاهرات للمُهجرين بريف حلب دعماً للعملية العسكرية التركية

مسيرة في بلدة أعزاز الحدودية شمال محافظة حلب أمس دعماً لتهديدات تركيا بشن هجوم عسكري (أ.ف.ب)
مسيرة في بلدة أعزاز الحدودية شمال محافظة حلب أمس دعماً لتهديدات تركيا بشن هجوم عسكري (أ.ف.ب)

شارك آلاف المهجرين من مدينة تل رفعت والقرى المجاورة لها (خاضعة لسيطرة الفصائل الكردية)، الأحد 5 يونيو (حزيران)، في مظاهرة حاشدة، في مدينة أعزاز شمال حلب، احتجاجاً على استمرار نزوحهم من مناطقهم، وتهجيرهم من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، منذ ما يزيد عن 7 أعوام، وطالب المتظاهرون، بتحرير مناطقهم من «قسد»، فيما تواصل تركيا وفصائل المعارضة الموالية لتركيا، إرسال التعزيزات العسكرية إلى خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية في شمال حلب، وقوات النظام والميليشيات الإيرانية ترفع الجاهزية القتالية في مناطق شمال حلب، تحسباً للعملية العسكرية التركية (المرتقبة).
ولجأ أكثر من 250 ألف نسمة من أهالي مدينة تل رفعت الشيخ عيسى ومنغ والعلقمية والقرى المجاورة، في فبراير (شباط) 2016. إلى مدن أعزاز وعفرين والباب بريف حلب، إبان سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، على المنطقة، بدعم وإسناد جوي روسي، وحولتها إلى منطقة عسكرية متاخمة لمنطقة العمليات التركية «درع الفرات»، فصائل «الجيش الوطني السوري»، المدعوم من أنقرة.
ومع الاستعدادات العسكرية التركية والفصائل السورية الموالية لتركيا، وتصاعد وتيرة التهديدات مؤخراً، بشن عملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على منطقة تل رفعت، وإبعاد الفصائل الكردية عنها، خرج ناشطون والآلاف من أبناء المنطقة بمظاهرات حاشدة في مدن صوران والباب وأعزاز شمال حلب، دعماً للعملية العسكرية التركية المرتقبة، وطالبوا فيها بتحرير مناطقهم من «قسد»، وإعادة المهجرين إلى ديارهم بعد نزوح استمر لأكثر من 7 أعوام.
وقال محمود الحسن (58 عاماً)، وهو مُهجر من مدينة تل رفعت، إن «بضعة كيلومترات وسواتر ترابية وخنادق عسكرية، تفصل، بين مكان نزوحه الحالي في مخيم للنازحين، وبين منزله في المدينة، نتيجة تهجيره وأسرته من مناطقهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات النظام السوري، منذ ما يزيد عن 7 أعوام. وأعرب عن رغبته في العودة إلى منزله والعيش فيه بدلاً من العيش في المخيمات الجماعية، وهذا أبسط حق من حقوق الإنسان في العيش، بغض النظر عن جنسية النازح أو القومية التي ينتمي لها، سواء كان عربياً أو كردياً». وأضاف، أنه «يؤيد العملية العسكرية (المرتقبة)، للقوات التركية وفصائل (الجيش الوطني السوري)، لتحرير مناطق تل رفعت وجوارها من سيطرة (قسد)، والسماح للألاف من المهجرين بالعودة إلى ديارهم، وشارك في المظاهرة دعماً للعملية العسكرية التركية».
في سياق آخر، تواصل أطراف الصراع (فصائل الجيش الوطني السوري والقوات التركية من جهة وقوات النظام السوري و(قسد) والميليشيات الإيرانية من جهة ثانية) في شمال سوريا»، تعزيز مواقعها العسكرية القريبة من خطوط التماس بين مناطق النفوذ، بمزيد من التجهيزات العسكرية والقتالية استعداداً للعمليات العسكرية المرتقبة من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا.
وقال مسؤول عسكري في «الجيش الوطني السوري»، إنه «جرى رصد تحركات عسكرية مكثفة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، خلال اليومين الماضيين، وتبادل في المواقع العسكرية بينها، في مناطق تل رفعت ومنطقة الشهباء ونبل الزهراء شمال غربي حلب، إضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية لتلك القوى، إلى مناطق قريبة من خطوط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة، وذلك ضمن إطار التحضير والاستعداد للعملية العسكرية للقوات التركية والجيش الوطني السوري التي يجري التحضير لها».
وأضاف، أن «هناك تنسيقاً عالياً وواضحاً بين قوات النظام السوري و(قسد)، حول آلية التصدي للعملية العسكرية المرتقبة، وذلك من خلال ما تم تسريبه عن مصادر في (قسد)، مطالبتها النظام السوري بأنظمة دفاع جوي، ومعدات عسكرية أخرى لمواجهة العملية التركية، فضلاً عن تسليم عدد من المواقع العسكرية بمحيط منطقة مرعناز ومنغ لقوات النظام السوري، ورفع أعلام الأخير فوق مباني في مدينة تل رفعت شمال حلب».
وأوضح، أنه «تركيا وفصائل الجيش الوطني السوري، مصممون على تنفيذ العملية العسكرية التي أعلن عنها مسؤولون أتراك خلال الآونة الأخيرة، وربما تكون مناطق تل رفعت ومنغ ومرعناز ومنبج ومناطق أخرى هي الهدف الرئيس في تحريرها من (قسد) وقوات النظام السوري».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.