أحزاب كردية وعربية تدعو لمقاومة تركيا وقطع الطريق أمام تقسيم سوريا

مشيعون أمس لمدني ومقاتلة كردية من «وحدات حماية المرأة» قُتلا في غارة تركية بطائرة مسيرة شمال شرق سوريا (أ.ف.ب)
مشيعون أمس لمدني ومقاتلة كردية من «وحدات حماية المرأة» قُتلا في غارة تركية بطائرة مسيرة شمال شرق سوريا (أ.ف.ب)
TT

أحزاب كردية وعربية تدعو لمقاومة تركيا وقطع الطريق أمام تقسيم سوريا

مشيعون أمس لمدني ومقاتلة كردية من «وحدات حماية المرأة» قُتلا في غارة تركية بطائرة مسيرة شمال شرق سوريا (أ.ف.ب)
مشيعون أمس لمدني ومقاتلة كردية من «وحدات حماية المرأة» قُتلا في غارة تركية بطائرة مسيرة شمال شرق سوريا (أ.ف.ب)

أدانت أحزب سياسية كردية وعربية ومسيحية عاملة في مناطق شمال شرقي سوريا، التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد مناطق «قوات سوريا الديمقراطية»، وقالت بعد اجتماع موسع عقد في مدينة القامشلي، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصعد التهديد في مسعى لتحقيق المنطقة الآمنة، بغية تقسيم سوريا وتغيير تركيبتها السكانية وهويتها التاريخية عبر توطين سكان غرباء، على غرار ما يحصل بعفرين وتل أبيض ورأس العين، في وقت طالب فيه تحالف كردي معارض، بإدارة المناطق الكردية، لحمايتها من توغل عسكري مرتقب، واتهم خصومه في «حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري، بالترويج لـ«حزب العمال الكردستاني» التركي لإعطاء ضوء أخضر تركي بشن هجوم.
وأعلن 31 حزباً يعملون في مناطق نفوذ «الإدارة الذاتية لشمال شرقي» سوريا في بيان، نشر أمس، بعد اجتماع عقد في مدينة القامشلي، عن التكاتف بقوة في الدفاع «بكل ما نملك ضد هذه المشاريع، كما دافعنا ووقفنا ضد (داعش) ومثيلاتها من الذين حاولوا خرق مناطقنا لجعلها بؤرة تآمر على سوريا ووحدتها وعلى مستقبل شعبها». الأحزاب المنضوية تحت مظلة «مجلس سوريا الديمقراطية» والإدارة الذاتية، اتهمت تركيا باستثمار الأزمات والصراعات الدولية، لتمرير مشاريعها وأجنداتها السياسية على حساب الجغرافية السورية وأبناء شعوب المنطقة، بهدف «منع الاستقرار ومعاداة إرادة الشعوب والمشاريع التي تحقق الأمان والحقوق المشروعة لهذه الشعوب، لخلق الفوضى وإعادة المعنويات المنهارة لمرتزقة (داعش) بعد هزيمتهم بسجن الصناعة في الحسكة».
وقالت آسيا عبد الله الرئيسة السابقة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» إحدى أبرز الجهات السياسية الموقعة على البيان لـ«الشرق الأوسط»، إن التصعيد التركي وإعلانه عن تنفيذ مخططات المنطقة الأمنة، هو «بمثابة مشروع إبادة حقيقي يتقاطع مع كافة المشاريع الاحتلالية والإبادة التي تقوم بها تركيا في سوريا، لأن هدفها غير محصور بشمال شرقي البلاد، وإنما يمثل خطراً على كامل الأراضي السورية». وحذرت القيادية الكردية من تقسيم سوريا وعرقلة مساعي الحل والتوافق الوطني، وطالبت دول التحالف الدولي والجهات الفاعلة بالحرب السورية، بـ«ردع تركيا ورئيسها إردوغان وكف يدها عن التدخلات السافرة في جميع الأمور والقضايا السورية، وعدم استثمار الأحداث والتطورات الدولية وجر الناتو لمصالحه الشخصية».
بيان الأحزاب من جهته، ناشد جميع القوى الفاعلة في سوريا والموجودة على الأرض، بضرورة التحرك والوقوف في وجه العملية التركية، داعياً إلى تبني مواقف رادعة وواضحة، «تمنعها من تهديد استقرار المنطقة وخلق الفوضى والصراعات والحفاظ على المكاسب التي تحققت، ضد الإرهاب على مدار السنوات التي مضت من خلال تضحيات الآلاف من أبنائنا وبناتنا». وتوجه البيان بالنداء إلى المنظمات الأممية والجهات الحقوقية لملاحقة تركيا والجهات العسكرية السورية التابعة لها، «لما تقترفه من تجاوزات على القوانين والعهود والمواثيق الدولية بما فيها التهجير القسري والتوطين والاحتلال المدمر».
ورغم معارضة جميع الأحزاب السياسية الكردية الناشطة في مناطق الإدارة الذاتية لأي توغل تركي جديد؛ اتخذت أحزاب كردية أخرى، مواقف مختلفة، وحملت مسؤولية التصعيد التركي الأخير إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي السوري»، وسياساته التبعية لـ«حزب العمال الكردستاني» التركي. وعبر رئيس «حزب يكيتي الكردستاني» وعضو الهيئة الرئاسية للمجلس «الوطني الكردي» المعارض سليمان أوسو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن موقف المجلس من العملية التركية، بقوله: «المجلس يرفض أي اجتياحٍ للمناطق الكردية الحدودية من قبل تركيا»، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية التي يهمين عليها «حزب الاتحاد»: «تروج لحزب العمال الكردستاني التركي، في المناطق الكردية بسوريا، عبر نشاطاتها التي تدخل في خانة الدعوة الرسمية لتركيا لاجتياح تلك المناطق».
وذكر المسؤول الكردي، أن وفداً من مكتب العلاقات الخارجية للمجلس، عقد اجتماعاً مع الخارجية الفرنسية في العاصمة باريس، نهاية شهر مايو (أيار) الماضي، وقدم مشروعاً خطياً للتوسط لدى تركيا لتجنيب المناطق الكردية الحدودية من عملية عسكرية جديدة.
وأضاف أوسو: «خلال لقاء رفاقنا بالمسؤولين الفرنسيين، قالوا لهم إن الحل العسكري ليس ممكناً من قبل أي طرف كان، والحرب تزيد من تفاقم الأوضاع ولن تجلب سوى المزيد من المآسي لسكان المنطقة»، ولتبديد مخاوف أنقرة من انتشار مقاتلين من قوات «قسد» ووجود أعضاء من «حزب العمال الكردستاني» التركي في تلك المناطق، أشار إلى أن الوفد الكردي، نقل للدبلوماسيين الفرنسيين: «بأن المجلس وحلفاءه (جبهة السلام والحرية) ومكونات أخرى، مستعدون لإدارة تلك المناطق، شريطة تعاون كل الأطراف المعنية وعلى رأسها أميركا وفرنسا وتركيا وقوات (قسد)، لتجنيب المنطقة حرباً جديدة»، لافتاً إلى أن المسؤولين الفرنسيين أبدوا اهتماماً واستمعوا إليهم جيداً واستفسروا عن محتوى الخطة الكردية وآليات تطبيقها على الأرض.
يذكر أن القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مظلوم عبدي، توجه بدعوة إلى الحكومة السورية لحماية حدود البلاد واستخدام الدفاعات الجوية ضد الطيران التركي، وكشف في حديث تلفزيوني مع قناة «روناهي» الكردية، الجمعة الماضية، أن روسيا وعدت بأنها لن تقبل بتعرض مناطق سيطرتها في شمال شرقي لهجوم تركي، وأن لقسد، اتصالات يومية مع المسؤولين الأميركيين لقطع الطريق أمام التحرك التركي.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)

ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.

في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.

إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.

التعديلات والإضافات الحوثية للمناهج الدراسية تعمل على تقديس شخصية مؤسس الجماعة (إكس)

وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.

وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.

تدخلات «حزب الله»

واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.

تحفيز حوثي للطلاب على دعم المجهود الحربي (إكس)

وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.

وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.

وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.

مواجهة حكومية

في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.

اتهامات للحوثيين بإعداد الأطفال ذهنياً للقتال من خلال تحريف المناهج (أ.ف.ب)

ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.

وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».

ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».

قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.

ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.