باشاغا يلوّح بإمكانية تسليم السلطة لرئيس حكومة جديد

كحل لصراعه مع الدبيبة... وتجنيب الليبيين الاقتتال

باشاغا خلال لقائه عدداً من أهالي وقيادات ونخب مدينة مصراتة أمس (حكومة الاستقرار)
باشاغا خلال لقائه عدداً من أهالي وقيادات ونخب مدينة مصراتة أمس (حكومة الاستقرار)
TT

باشاغا يلوّح بإمكانية تسليم السلطة لرئيس حكومة جديد

باشاغا خلال لقائه عدداً من أهالي وقيادات ونخب مدينة مصراتة أمس (حكومة الاستقرار)
باشاغا خلال لقائه عدداً من أهالي وقيادات ونخب مدينة مصراتة أمس (حكومة الاستقرار)

لوّح فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية الجديدة، بإمكانية تخليه عن منصبه في حال توافق مجلسي النواب والدولة على اختيار رئيس ثالث للحكومة، كحل لصراعه على السلطة مع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
وخلال استقباله، أمس، في مقر الحكومة بمدينة سرت، شخصيات عسكرية ومدنية من مدينة مصراتة، أكد باشاغا التزام حكومته بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة بالتعاون مع الأمم المتحدة، محذراً من أن خطة غريمه الدبيبة لإجراء الانتخابات البرلمانية فقط «ستكون كارثة على البلاد». وقال إنه مستعد لتسليم السلطة مباشرة «في حال توافُق مجلسي النواب والدولة على شخصية أخرى»، مضيفاً: «سنستلم مقارنا في طرابلس، ونمارس مهامنا عندما تكون الظروف مواتية، ولن نقبل بإزهاق قطرة دم واحدة».
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها باشاغا، المعين من مجلس النواب في شهر مارس (آذار) الماضي، ولم يتمكن حتى الآن من تسلم مقار الحكومة في العاصمة طرابلس، عن احتمال تنصيب حكومة ثالثة في البلاد.
كما جدد باشاغا التأكيد على أنه لم يلجأ للقتال، وأنه «لا بديل عن خيار السلم والمصالحة، ولن نقبل بالاقتتال في ليبيا مجدداً... ونحن ملتزمون بالتداول السلمي على السلطة، وبتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية». ورأى أن أطرافاً دولية، لم يحددها، رفضت التوافق الذي نتج عنه حكومته «لأنه نتج عن أطراف ليبية دون تدخل خارجي».
وكان باشاغا، الذي لم يكشف عن هوية المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم في زيارته الخاصة إلى العاصمة الأميركية واشنطن، قد قال في تغريدة عبر «تويتر»، مساء أول من أمس، إن التركيز «سيظل على الحلول السلمية ونبذ العنف، وبناء مسار موثوق للمضي قدماً في انتخابات رئاسية، وبرلمانية حرة وشفافة في ليبيا... وما زلت ملتزماً بخدمة الشعب الليبي، وضمان وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها».
وجاءت هذه التصريحات بعدما كشف خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، النقاب عما وصفه بمبادرة شخصية للخروج من الانسداد الحاصل، وذلك عبر تشكيل حكومة مصغرة، تكون قادرة على إنجاز الاستحقاقات الانتخابية، مشيراً إلى أنه يرفض حكومة باشاغا، التي يتمسك بها مجلس النواب، بينما تواجه حكومة الدبيبة مشكلة في الاستمرار في السلطة بعد انتهاء ولايتها القانونية في 21 من الشهر الجاري. وقال المشري بهذا الخصوص: «لو استمر هذا الوضع فلن يستفيد منه أحد من الليبيين، وقد يكون أسوأ وضع لليبيا وهي مقبلة على الانتخابات»، معرباً عن اعتقاده بأن حكومة باشاغا «لن تبقى في مدينة سرت لفترة طويلة».
في سياق ذلك، جددت وزارة الخارجية بحكومة باشاغا مطالبتها للسفارات والبعثات والقنصليات الليبية بالخارج، بعدم التعامل مع حكومة الوحدة، أو الاعتداد بأي قرارات أو تعليمات صادرة عنها. لكن لم يصدر على الفور أي تعليق رسمي على هذه التطورات من حكومة «الوحدة» أو رئيسها الدبيبة، الذي افتتح أمس نقطة تسجيل المتقاعدين ببرنامج التأمين الصحي ببلدية طرابلس، وتساءل عن تأخر أعمال التسجيل، التي وصلت إلى ما يقارب 25 في المائة من إجمالي المستهدفين. كما أصدر تعليماته للبدء في المراكز الرئيسية الأخرى في مدن بنغازي وسبها ومصراتة، للقيام بالخطوات الأولى من الخطة، وتسهيل إجراءات التسجيل.
كما التزمت حكومة الدبيبة الصمت حيال تقارير، نشرتها وسائل إعلام محلية، عن ترقية الدبيبة لعبد الغني الككلي، أحد أبرز قادة الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومته وآمر جهاز حفظ الاستقرار التابع لها، إلى رتبة «عميد» بشكل استثنائي، بينما عين حسين العايب، رئيس جهاز المخابرات التابع للدبيبة، ميليشياوياً آخر يدعى محمد بحرون، الملقب بالفار، رئيساً لمكتب مخابرات المنطقة الغربية.
وراجت، مؤخراً، معلومات غير رسمية عن قيام الككلي، رفقة قادة آخرين من الميليشيات المسلحة، بزيارة غير معلنة إلى القاهرة للقاء عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، في محاولة للحصول على دعمهم لحكومة باشاغا المدعومة من المجلس في مواجهة حكومة الدبيبة.
من جهة أخرى، هنأت ستيفانيا بوتشالريللي، وكيلة وزارة الدفاع الإيطالية، البحرية الإيطالية على تدخل سفينة «جريكالي» لدعم زورقي صيد إيطاليين قبالة مدينة بنغازي بشرق ليبيا. ونقلت عنها وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء أن قارب دورية ليبياً اقترب بطريقة متعمدة من قاربي الصيد الإيطاليين، لويجي بريمو وسلفاتوري ميركوريو، معتقداً أنهما عازمان على الصيد في منطقة حماية الصيد التي أعلنها الليبيون.
وكانت وكالة «آكي» الإيطالية قد نقلت عن مصادر، إطلاق الزورق الليبي النار على قارب صيد إيطالي، يتبع لأسطول مرفأ مدينة كاتانيا عند إبحاره مساء الخميس الماضي في المياه الدولية، شمالي بنغازي، قبل تدخل فرقاطة من البحرية الإيطالية.
وتتهم سلطات روما ليبيا بما تصفه بتوسيع بشكل غير مشروع إبان عهد العقيد الراحل معمر القذافي نطاق مياهها الإقليمية، من 12 ميلاً بحرياً إلى 62 ميلاً.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
TT

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)

قال محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي، اليوم (الثلاثاء)، إن عناصر الإنقاذ انتشلوا 4 جثث و3 ناجين غداة غرق مركب سياحي قبالة السواحل المصرية، فيما لا يزال 9 في عداد المفقودين.

وأعلن حنفي في بيان: «نجاح الجهود التي تُجريها الجهات المعنية كافة وعلى رأسها رجال القوات البحرية في العثور على 7 أشخاص منهم 3 أحياء (2 منهم يحملون الجنسية البلجيكية وآخر مصري)، فيما جرى انتشال 4 جثث ما زالوا مجهولي الهوية». وأشار إلى أنه «حتى الآن إجمالي من جرى إنقاذهم بلغ 31 شخصاً».

ووقع الحادث في الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين)، بشحوط اللانش «سي ستوري» خلال رحلة غوص وسفاري، إذ كان يقلّ 31 سائحاً من جنسيات أجنبية مختلفة، بالإضافة إلى طاقمه المكون من 14 فرداً من بحارة وغطاسين. وحتى مساء أمس (الاثنين)، أنقذت الفرق المعنية 28 شخصاً، فيما استمرت عمليات البحث عن 17 مفقوداً.

وأعلن محافظ البحر الأحمر، في بيان، أن الناجين الذين تم إنقاذهم يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، مع تكثيف الجهود للعثور على باقي المفقودين.

من جانبه، قال المتحدث العسكري المصري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القيادة العامة للقوات المسلحة، كلَّفت قيادة القوات البحرية بدفع عدد من القطع البحرية وطائرات مركز البحث والإنقاذ فور تلقي بلاغ استغاثة يفيد بتعرض المركب السياحي «سي ستوري» للغرق في أثناء تنفيذ أعمال الغطس جنوب مدينة مرسى علم بنحو (35) كم، للمشاركة في أعمال البحث عن المفقودين والناجين، وذلك في ظل سوء الأحوال الجوية واتساع نطاق الحادث.

وذكر في البيان: «وقد أسفرت الجهود عن إنقاذ 28 فرداً بالتعاون مع إحدى السفن السياحية التي تَصادف وجودها في منطقة الحادث، كما تم تقديم الرعاية الطبية والإدارية اللازمة للناجين ونقل الحالات التي تستدعي رعاية طبية عاجلة إلى المستشفيات القريبة من موقع الحادث بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية لمحافظة البحر الأحمر، كما أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها للقوات البحرية بتكثيف جهودها لمواصلة عمليات البحث عن باقي المفقودين والناجين».