«الإفتاء» المصرية تطالب بتحرك فكري لمواجهة «تنظيمات الإرهاب»

خلال مشاركتها في اجتماع مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن

مستشار مفتي مصر إبراهيم نجم (دار الإفتاء المصرية)
مستشار مفتي مصر إبراهيم نجم (دار الإفتاء المصرية)
TT

«الإفتاء» المصرية تطالب بتحرك فكري لمواجهة «تنظيمات الإرهاب»

مستشار مفتي مصر إبراهيم نجم (دار الإفتاء المصرية)
مستشار مفتي مصر إبراهيم نجم (دار الإفتاء المصرية)

دعت «دار الإفتاء المصرية» إلى «تحرك فكري لمواجهة تنظيمات الإرهاب»، وذلك خلال اجتماع نظمه مجلس العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة الأميركية، بحضور عدد من العلماء والمسؤولين من الدول ذات الأغلبية المسلمة، لبحث «سبل التعاون في محاربة الأفكار المتطرفة».
وقال مستشار مفتي مصر، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم إبراهيم نجم إن «التحديات التي نواجهها على جميع المستويات، تفرض علينا ضرورة المواجهة والتواصل مع العالم، والارتفاع إلى مستوى الحدث ومواكبة التطور، وامتلاك القدرة الفكرية للتصدي لجماعات التأسلم السياسي».
وجاء هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه مصر بعد غد (الثلاثاء) مؤتمر «الإفتاء المصرية» حول التطرف الديني، بمشاركة مسؤولين وباحثين ومتخصصين وأكاديميين من 42 دولة حول العالم. ويهدف هذا المؤتمر إلى «تبادل الخبرات، والخروج بمشروعات ومبادرات عملية تدعم مكافحة التطرفـ وترسخ قيم السلام في المجتمعات».
وشدد مستشار مفتي مصر في كلمته أمام مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن على أن الإرهاب «لا يُمكن أن يخرج من رحم الإسلام، إنما هو مشرب عنيف متعلق بسلوكيات أفراد وجماعات، ومدركات مشوهة أسهمت في تشويه الصورة والإساءة إلى الأديان بشكل عام»، مضيفاً أن التحرك العسكري فقط «لا يكفي لوقف الزحف الإرهابي على بقاع العالم؛ بل لا بد من تحرك فكري موازٍ لقطع الطريق على التنظيمات الإرهابية من الموارد البشرية التي تلتحق بها»، وموضحاً أن دار الإفتاء المصرية أنشأت «مركز سلام لدراسات التطرف» لرصد ومتابعة «الفتاوى التكفيرية والمتطرفة» والرد عليها.
وأوضح نجم في إفادته، أمس، أن «مراكز البحوث ومؤسسات التفكير أصبحت الآن ضرورة، ولم تعد ترفاً يمكن لأي مجتمع يسعى إلى التطور أن يستغني عنه»، مشدداً على أنه «لا مجال لتقدم الدول من دون الاهتمام بمراكز الدراسات والبحوث، في عالم تتزايد فيه المتغيرات في كل المجالات، وتتنوع فيه التحديات، وهو ما أدركته الإفتاء المصرية بإنشاء العديد من المبادرات، التي تهدف إلى التواصل مع العالم في شرح صحيح الإسلام، والتصدي للفكر المتشدد».
وطالب نجم وسائل الإعلام الأميركية بـ«ضرورة تهميش الخطاب المتطرف وعدم إبرازه»، مؤكداً أننا «لاحظنا في أحيان كثيرة أن وسائل الإعلام تستجيب للإغراءات، وتعتبر المتطرفين الذين لا يمثلون إلا أنفسهم تياراً سائداً، وهو ما يؤجج ظاهرة الإسلاموفوبيا». كما أبرز نجم أن الإفتاء المصرية «سوف تُكثف جهودها الفترة القادمة للتعاون مع وسائل الإعلام الغربية لتقديم رؤية الدار في مكافحة التطرف، وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام، بدلاً من الصورة النمطية المشوهة، التي تعرضها بعض وسائل الإعلام». مشيراً إلى أن «الإفتاء المصرية» تؤكد أنها «لم تأل جهداً في حربها ضد جماعات التطرف، بدءاً من إنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، وصولاً إلى مركز سلام لمكافحة التطرف».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أوروبا أعضاء فرع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية يحضرون اجتماعاً في دير القديس بانتيليمون في كييف يوم 27 مايو 2022 (رويترز)

الأمم المتحدة قلقة من حظر أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يدرس حظر كييف للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بروسيا، قائلاً إنه يثير مخاوف جدية بشأن حرية المعتقد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
آسيا البابا فرنسيس أثناء وصوله إلى مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا (أ.ف.ب)

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في مستهل أطول رحلة خارجية خلال ولايته

البابا فرنسيس يصل إلى إندونيسيا في محطة أولى ضمن جولة له على 4 دول. وتتمحور الزيارة بشكل خاص حول الحوار الإسلامي المسيحي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال زيارته إلى القدس 6 فبراير 2024 (أ.ب)

كيف تحول تأييد الرئيس الأرجنتيني لإسرائيل واهتمامه المتزايد باليهودية مصدر قلق لبلاده؟

لقد أظهر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو كاثوليكي بالميلاد، اهتماماً عاماً متزايداً باليهودية، بل وأعرب حتى عن نيته في التحوّل إلى اليهودية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا رجال الشرطة يقفون للحراسة مع وصول المسلمين لأداء صلاة الجمعة في مسجد جيانفابي في فاراناسي 20 مايو 2022 (أ.ف.ب)

الهند: قوانين مقترحة للأحوال الشخصية تثير مخاوف المسلمين

من المقرر أن تطرح ولاية هندية يحكمها حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي قوانين الأحوال الشخصية العامة الجديدة المثيرة للجدل والتي ستطبَّق على جميع الأديان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال حفل الافتتاح (رويترز)

مودي يفتتح معبداً هندوسياً بُني على أنقاض مسجد تاريخي

افتتح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم معبداً هندوسياً، بني على أنقاض مسجد تاريخي، في خطوة تكتسي أهمية كبيرة في سياسته القومية المحابية للهندوسية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.