بنيت يدعو إلى مجابهة «سموم نتنياهو»

بمناسبة مرور سنة على حكمه

TT

بنيت يدعو إلى مجابهة «سموم نتنياهو»

في الوقت الذي يبدو فيه أن حكومة الأقلية الإسرائيلية تواجه أزمات داخلية بين مركباتها، أكبر من طاقتها، خرج رئيس الوزراء نفتالي بنيت، بهجوم شديد على معارضيه بقيادة بنيامين نتنياهو، واتهمهم بـ«إثارة القلاقل وبث السموم».
وتوجه بنيت إلى من اعتبرهم «الأكثرية الصامتة، التي أعرف أنها تؤيد الاستمرار لحكومتنا ولا تريد الانجرار إلى انتخابات خامسة وتفتش عن الاستقرار، وتريد لنا أن نواصل مسيرة العمل الطبيعية. وأقول لكم: لا تبقوا صامتين. اخرجوا لمواجهة أولئك الذين يريدون لإسرائيل أن تدار بواسطة عصابة فاسدة، كما كان الحال في السنوات الأخيرة قبل وصولنا إلى الحكم». وقد ساوى بنيت في رسالته بين أربعة قادة لأحزاب معارضة، «الليكود» بقيادة نتنياهو، و«الحركة الصهيونية الدينية» بقيادة بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير، و«القائمة المشتركة للأحزاب العربية» بقيادة أيمن عودة، واتهمهم ببث السموم والعنف والابتزاز.
واعتبرت هذه أقسى لهجة يتكلم بها بنيت منذ توليه رئاسة الحكومة في 13 يونيو (حزيران) من سنة 2021، وقال: «بعد هذا العام يقف الجمهور الإسرائيلي مرة أخرى أمام مفترق طرق تاريخي إما المضي قدماً في دولة المؤسسات الفعالة أو التدحرج إلى الوراء. فالحكومة التي أقمناها، تم تشكيلها في إحدى فترات التدني الصعب التي شهدتها الدولة، حيث سادتها آنذاك فوضى سلطوية عارمة ومعارك انتخابية متتالية وشلل في الدوائر الحكومية واضطرابات في مدن مثل اللد وعكا، بينما كانت هناك حكومة متلبكة سخرت موارد الدولة لغرض الدفاع عن مصلحة شخص واحد في محاكمته، وأبدت الضعف أمام عدو لدود أطلق الصواريخ باتجاه القدس». وتابع: «إن القرار بتشكيل الحكومة الحالية كان من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي، ولكنه كان قراراً صائباً من الناحية القومية الصهيونية».
وقد رد «الليكود» على بنيت باتهامه بالكذب المهين ومحاولة إلقاء فشله على الآخرين. وقال النائب ديفيد عمسالم، إن بنيت يدير حكومة خاضعة لحكم «مجلس الشورى الإسلامي» التابع لمنصور عباس، الذي يبتزه في كل يوم من جديد. وأضاف: «بنيت لا يرى ما يجري له داخل البيت. يحسب أن الجمهور لا يرى أن المشكلة كامنة في ائتلافه، الذي ينقص في كل يوم نائباً جديداً».
ووافق أحد الوزراء من حزب «يش عتيد»، حيلي غروفر، مع «الليكود»، وقال: «الصحيح أن معهم حقاً. فمشكلة الحكومة في هزال ائتلافها. نحن نواجه في كل يوم أزمة جديدة ونتعرض للابتزاز في الائتلاف نفسه». ودعا إلى لملمة أطراف الائتلاف واهتمام كل حزب في الحكومة برفاقه ونوابه حتى لا ينشقوا ويضيعوا فرصة الاستقرار في الحكم.
يذكر أن الصراعات الداخلية ولغة التخاطب السياسي العنيفة، تحولت إلى موضوع أساسي في أبحاث مؤتمر «الأمن والاستراتيجية» الذي أقيم في كلية نتانيا. وقد حذر رئيس أركان الجيش الأسبق، غادي ىيزنكوت، من هذه الصراعات قائلاً: «يخطئ من يعتقد بأن إسرائيل تواجه خطراً وجودياً من إيران أو الإرهاب الفلسطيني. العدو الأخطر هو في داخلنا. في هذه الحرب الدنيئة بين قادتنا السياسيين».
وقال الرئيس الأسبق لجهاز الموساد (المخابرات الخارجية)، تمير باردو، إن إسرائيل «على أعتاب الدخول في وضع التدمير الذاتي، والسير نحو الهاوية، بسبب حالة من التشرذم والكراهية المتبادلة». وأضاف خلال كلمته في المؤتمر المذكور: «رجاءً توقفوا قبل فوات الأوان. نحن لم نتعلم شيئاً كما يبدو. فنحن نعيش في قرية عالمية يرى ما بداخلها أمام الجميع والجميع يشاهدنا يومياً ويرى ما يحصل هنا، فهل نحن مستعدون لقراءة الخطر الذي ينتظرنا، للأسف لم نتعلم شيئاً».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، من الأربعاء إلى الجمعة، حيث التقى بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وناقش الوضع في سوريا وعدداً من المواضيع الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وفق «رويترز».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إن الجنرال كوريلا التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وحثت واشنطن إسرائيل على التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة بقيادة أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، قبل أيام، حكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاماً عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد.

ويراقب العالم لمعرفة ما إذا كان بمقدور حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت على مدى أكثر من 10 سنوات حرباً أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأثارت أزمة لاجئين كبيرة.

وفي أعقاب انهيار الحكومة السورية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا، ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة إلى أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

وقال بيان القيادة المركزية الأميركية: «ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع المستمر بسوريا، والاستعداد ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى».

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن كوريلا زار أيضاً الأردن وسوريا والعراق ولبنان في الأيام القليلة الماضية.

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلاموية.

وفي لبنان، زار كوريلا بيروت لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، في حرب تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص.

وتشن إسرائيل حرباً منفصلة في قطاع غزة الفلسطيني منذ نحو 14 شهراً. وحصدت هذه الحرب أرواح عشرات الآلاف، وقادت إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وهو ما تنفيه إسرائيل.