«ناسا» تعد بزات جديدة لرواد الفضاء

شخص يرتدي زي رواد الفضاء الجديد (أ.ف.ب)
شخص يرتدي زي رواد الفضاء الجديد (أ.ف.ب)
TT
20

«ناسا» تعد بزات جديدة لرواد الفضاء

شخص يرتدي زي رواد الفضاء الجديد (أ.ف.ب)
شخص يرتدي زي رواد الفضاء الجديد (أ.ف.ب)

أسندت «ناسا» إلى شركتين، هما «أكسيوم سبايس» و«كولينز ايروسبايس» لتصميم وتصنيع البزات الفضائية التي سيرتديها رواد الفضاء مستقبلاً على سطح القمر. وهذه البزات ستُستخدّم أيضاً في محطة الفضاء الدولية فتحلّ محل تلك الحالية المعتمدة منذ 40 عاماً تقريباً، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت مديرة مركز جونسون للفضاء التابع لـ«ناسا» فانيسا وايش، في مؤتمر صحافي، إن «التاريخ سيُصنع بهذه البزات». وأشارت إلى أن «أول شخص ملون وأول امرأة ستطأ أقدامهما سطح القمر سيكونان مرتديين هذه البزة». وكانت «ناسا» تعتزم تصميم هذا الجيل الجديد من البزات بنفسها، لكنها تأخرت كثيراً في ذلك.
ويتماشى تكليف شركتين هذه المهمة مع التوجه إلى إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص الذي اعتمدته «ناسا» في السنوات الأخيرة. وأوضحت فانيسا وايش، أن هذه السياسة تتيح للوكالة «توفير بعض الأكلاف» نظراً إلى كونها تتشارك «في الاستثمارات» مع شركات القطاع الخاص. وأشارت «ناسا» في بيان إلى أن الشركتين تستثمران «مبلغاً كبيراً من أموالهما الخاصة». ولم يُكشف عن قيمة العقدين مع الشركتين، لكن السقف الإجمالي للبرنامج هو 3.5 مليار دولار في مقابل خدمة تستمر إلى سنة 2034.
واحتفظت «ناسا» بالحق في اختيار واحدة فقط من الشركتين في نهاية المطاف، أو كليهما، أو حتى إضافة شركات أخرى. لكنّ البزات تبقى في كل الحالات ملكاً للشركة المصنّعة التي تتولى مسؤولية صيانتها. وتعتزم شركة «أكسيوم سبايس» التي سبق أن أرسلت سائحين إلى محطة الفضاء الدولية في مركبة «سبايس إكس»، لبناء محطتها الفضائية الخاصة. وستحتاج هي نفسها تالياً إلى بزّات فضائية لزبائنها في المستقبل.
وقال رئيس الشركة مايكل سوفريديني «لقد خططنا لتصنيع بزّة في إطار برنامجنا؛ لذلك سيكون من الرائع أن نفيد من خبرة (ناسا) في هذا المجال». ووضعت «ناسا» دفتر شروط ومواصفات للبزّات تتيح استخدامها للتنقّل على القمر أو للخروج من محطة الفضاء الدولية إلى المدار المنخفض المحيط بها.
وتختلف الاحتياجات في هاتين البيئتين؛ إذ إن وزن البزة مثلاً ليس مشكلة في ظل انعدام الوزن، لكنّ الغبار يجب أن يؤخذ في الاعتبار على القمر. وتركت «ناسا» لشركتي «أكسيوم سبايس» و«كولينز ايروسبايس» القرار في شأن تصنيع بزة واحدة أو اثنتين منفصلتين.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق تضاريس تختلف جذرياً عن المشهد القاحل (ناسا)

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

كوكب المريخ ربما شهد، في حقبة سحيقة، مناخاً دافئاً ورطباً نسبياً، ساعد على تساقط الأمطار والثلوج وجريان الأنهر...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نجمة البوب الأميركية كاتي بيري (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الحلم يصبح حقيقة»... نجمة البوب كايتي بيري تستعد للغناء في الفضاء

قالت نجمة البوب الأميركية كاتي بيري إنها تخطط للغناء في الفضاء ضمن فريق نسائي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم طائرة تمر أمام القمر الوردي في ألمانيا أمس (أ.ف.ب)

لماذا سُمي قمر شهر أبريل بالوردي رغم لونه الذهبي؟

أفاد تقرير إخباري بأن قمر شهر أبريل يبدو أصغر من المعتاد. وعلى الرغم من تسميته «القمر الوردي»، فإن لونه سيكون أبيض ذهبياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم يظهر شعار «ناسا» في منطقة عمل في مركز جونسون الفضائي التابع للوكالة في هيوستن بتكساس (رويترز)

ترمب يقترح تخفيض ميزانية «ناسا» العلمية إلى النصف

قد تُخفَّض ميزانية «ناسا» العلمية إلى النصف تقريباً بموجب نسخة مبكرة من اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب للميزانية المُقدَّم إلى الكونغرس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علماء يستكشفون المنطقة المسؤولة عن الوعي في الدماغ

هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا (د.ب.أ)
هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا (د.ب.أ)
TT
20

علماء يستكشفون المنطقة المسؤولة عن الوعي في الدماغ

هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا (د.ب.أ)
هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا (د.ب.أ)

الوعي هو جوهر الوجود البشري، لأنه القدرة على الرؤية والسمع والحلم والتخيل والشعور بالألم أو المتعة أو الخوف أو الحب وغيرها، لكن أين يقع هذا الوعي تحديداً في الدماغ؟ سؤال لطالما حيّر العلماء والأطباء، وتقدم دراسة جديدة رؤى حديثة عن تلك المسألة.

في مسعى لتحديد أجزاء الدماغ المسؤولة عن الوعي، أجرى علماء الأعصاب قياسات للنشاط الكهربائي والمغناطيسي، بالإضافة إلى تدفق الدم، في أدمغة 256 شخصاً في 12 مختبراً في أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا والصين أثناء مشاهدة المشاركين صوراً متنوعة. وتتبعت القياسات النشاط في أجزاء مختلفة من الدماغ.

ووجد الباحثون أن الوعي قد لا ينشأ في الجزء «الذكي» من الدماغ، وهي المناطق الأمامية حيث تحدث عملية التفكير التي نمت تدريجياً في عملية التطور البشري، لكنه قد ينشأ في المناطق الحسية في الجزء الخلفي من الدماغ الذي يعالج الإبصار والسمع، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال عالم الأعصاب، كريستوف كوك، من معهد ألين في سياتل: «لماذا كل هذا مهم؟». وكوك أحد المعدّين الرئيسيين للدراسة المنشورة هذا الأسبوع في دورية «نيتشر» العلمية.

وأوضح: «إذا أردنا أن نفهم ركيزة الوعي ومن يملكها، البالغون والأطفال قبل اكتساب اللغة، والجنين في الثلث الثاني من الحمل، والكلب والفأر والحبار والغراب والذبابة، فنحن بحاجة إلى تحديد الآليات الأساسية في الدماغ».

وعُرضت صور وجوه أشخاص وأشياء مختلفة على المشاركين في الدراسة.

وذكر كوك: «الوعي هو الشعور الذي نحس به عند رؤية رسم محمصة خبز أو وجه شخص. الوعي ليس السلوك المرتبط بهذا الشعور، على سبيل المثال الضغط على زر أو قول (أرى فلاناً)».

واختبر الباحثون نظريتين علميتين رائدتين حول الوعي. بموجب نظرية «مساحة العمل العصبية الشاملة»، يتجسد الوعي في مقدمة الدماغ، ثم تنتشر المعلومات المهمة على نطاق واسع في جميع أنحائه.

أما بموجب نظرية «المعلومات المتكاملة»، فينبع الوعي من تفاعل أجزاء مختلفة من الدماغ وتعاونها، إذ تعمل هذه الأجزاء معاً لدمج المعلومات المستقبلة في حالة الوعي. ولم تتفق النتائج مع أي من النظريتين.

أين يقع الوعي؟

قال كوك متسائلاً: «أين توجد العلامات العصبية التي تدل على الوعي في الدماغ؟ ببساطة شديدة، هل هي في مقدمة القشرة المخية، أي الطبقة الخارجية من الدماغ، مثل القشرة الجبهية، مثلما تنبأت نظرية مساحة العمل العصبية الشاملة؟».

طبيب ينظر إلى فحوص التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)
طبيب ينظر إلى فحوص التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)

والقشرة الجبهية الأمامية هي التي تجعل جنسنا البشري فريداً، فهي التي تحفز العمليات المعرفية العليا مثل التخطيط واتخاذ القرار والتفكير والتعبير عن الشخصية وتعديل السلوك الاجتماعي.

ومضى كوك في تساؤلاته: «أم أن علامات (الوعي) موجودة في المناطق الخلفية من القشرة؟». والقشرة الخلفية هي المنطقة التي تحدث فيها معالجة السمع والإبصار.

وقال: «هنا، تصبّ الأدلة بشكل قاطع في مصلحة القشرة الخلفية. إما أن المعلومات المتعلقة بالوعي لم يُعثر عليها في الأمام، وإما أنها كانت أكثر ضعفاً من تلك الموجودة في الخلف. وهذا يدعم فكرة أن الفصوص الجبهية، وإن كانت ضرورية للذكاء والحكم والاستدلال... إلخ، لا تشارك بشكل حاسم في الرؤية، أي في الإدراك البصري في حالة الوعي».

ومع ذلك، لم تتمكن الدراسة من تحديد ما يكفي من الاتصالات التي تستمر للمدة التي تستغرقها تجربة الوعي في الجزء الخلفي من الدماغ لدعم نظرية المعلومات المتكاملة.

وهناك تطبيقات عملية لتكوين فهم أعمق لديناميات الوعي في الدماغ.

وقال كوك إن ذلك سيكون مهماً لطريقة تعامل الأطباء مع المرضى في حالات الغيبوبة أو متلازمة اليقظة بلا استجابة، وهي حالة يكونون فيها مستيقظين، ولكن لا تظهر عليهم أي علامات على الوعي بسبب إصابة دماغية أو سكتة دماغية أو سكتة قلبية أو جرعة زائدة من المخدرات أو أسباب أخرى.

ومن بين هؤلاء المرضى، يموت ما بين 70 إلى 90 بالمائة بسبب اتخاذ قرار بسحب العلاج الذي يدعم الحياة.

وقال كوك: «مع ذلك، نعلم الآن أن نحو ربع المرضى في حالة الغيبوبة أو متلازمة اليقظة بلا استجابة يكونون واعين وعياً خفياً، ومع ذلك لا يستطيعون الإشارة إلى ذلك»، في إشارة إلى بحث منشور العام الماضي في دورية «نيو إنغلاند» الطبية.

وأضاف: «ستمكننا معرفة آثار الوعي في الدماغ من أن نرصد بشكل أفضل هذا الشكل غير الظاهر من (الوجود) دون القدرة على الإشارة».