ضربة للنيابة في محاكمة نتنياهو قد تؤدي لتبرئته من تهم الرشى

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في افتتاح الجلسة الصيفية للكنيست بداية مايو الماضي (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في افتتاح الجلسة الصيفية للكنيست بداية مايو الماضي (أ.ب)
TT

ضربة للنيابة في محاكمة نتنياهو قد تؤدي لتبرئته من تهم الرشى

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في افتتاح الجلسة الصيفية للكنيست بداية مايو الماضي (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في افتتاح الجلسة الصيفية للكنيست بداية مايو الماضي (أ.ب)

في اليوم نفسه الذي تلقى فيه رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تهديداً آخر بالقتل، وصفه بأنه «تهديد حقيقي خطير وغير مسبوق في جديته»، سجل محامو الدفاع عنه في المحكمة إنجازاً كبيراً، أجمع الخبراء على أنه يمكن أن يفضي إلى تبرئة نتنياهو من أخطر بنود الاتهام، تلقي الرشى. وخرج مؤيدو نتنياهو بهجوم كاسح على خصومه، قائلين، إن «جنونهم من رؤية لائحة الاتهام تنهار وخطتهم للتخلص منه تتهاوى، يجعلهم يلجأون إلى قتل جسدي».
وكان رئيس مكتب نتنياهو، تساحي برافرمان، قد توجه، أمس (الأربعاء)، إلى الشرطة، وقدم شكوى باسمه ضد منشور لأحد المواطنين، ممن عقّبوا على مقال في صحيفة «هآرتس» بعنوان «هذا الرجل أخطر شخصية سياسية على إسرائيل». وقد رد ذلك الشخص على المقال بجملة قال فيها «يجب قتل هذا الرجل في أسرع وقت ممكن، قبل أن يكون متأخراً». ووقّع باسم مستعار «جي & بي». وطلب برافريمان من الشرطة، التحقيق الفوري والوصول إلى كاتب هذا التهديد واعتقاله، وقال باسم نتنياهو «هذا التهديد ينضم إلى سلسلة تهديديات سابقة وجهت له ولأفراد عائلته، الزوجة سارة والولدان يائير وأفنر. لكن التهديد هذه المرة يبدو أكثر خطورة وجدية. ونرجو أن يعالج بالشكل اللازم وليس كما في المرات السابقة باستخفاف».
يذكر، أن محكمة بدايات إسرائيلية، كانت قد حكمت بالسجن مع وقف التنفيذ لثمانية أشهر على شخص هدد بقتل نتنياهو، لكن النيابة استأنفت على القرار إلى محكمة العدل العليا لأنه حكم مخفف، فقررت العليا تشديد الحكم إلى 22 شهراً سجناً فعلياً. واللافت، أن النشر عن تهديد نتنياهو جاء في يوم حصل فيه تطور درامي في محاكمته. فقد رفض القضاة الثلاثة طلب النيابة بتعديل لائحة الاتهام. وخرج محامو نتنياهو بتصريحات قالوا فيها، إن قرار القضاة دمر هذه الدعوى. وقالوا إن لائحة الاتهام انهارت واتضح أنها لا تستند إلى أساس. ووافق عدد غير قليل من الخبراء على هذا التقدير، ولو جزئياً، وأكدوا أن النيابة أظهرت ضعفاً ووقعت في إخفاقات عدة يمكنها أن تجعلها تخسر المعركة القضائية، بعد أن خسرت من زمان المعركة الجماهيرية في الشارع.
ولكن النيابة اعتبرت الأمر «خسارة معركة في حرب طويلة»، واقترحت على محامي نتنياهو ألا يستعجلوا في إثارة الأوهام، وأكد مصدر مقرب منها، أن الملف ضد نتنياهو متماسك بما يكفي لإدانته. وعلى صعيد آخر، كشف النقاب عن وجود اتصالات بين نتنياهو وخصمه اللدود، غدعون ساعر، وزير القضاء في حكومة نفتالي بنيت، حول إمكانية انسحابه من الائتلاف الحكومي وتشكيل حكومة بقيادة نتنياهو. وقد تحدثت هذه الأنباء عن تفاصيل اتفاق تجري بلورته في هذا الشأن، وبموجبه يصبح ساعر وزير خارجية في حكومة نتنياهو. لكن ناطقَين من الجانبين، سارعا إلى نفي هذا النبأ، وقالا إن ساعر هو الذي يبث هذه الأنباء لكي يضغط على بنيت ويحقق مكاسب ائتلافية، خصوصاً أنه فشل في تمرير عدد من القوانين.
المعروف أن ساعر يقود حزباً ممثلاً في الكنيست (البرلمان) بستة نواب، وهذا العدد لا يكفي لتشكيل حكومة برئاسة نتنياهو؛ لأن مجموع النواب معه حالياً هو 54 نائباً ويحتاج على الأقل إلى 61 نائباً. لكن قادة أحزاب المعارضة المسماة «كتلة نتنياهو»، قرروا الخروج بخطة لتقليص الائتلاف الحكومي أكثر وأكثر. وفي هذا السبيل، سيعارضون من الآن فصاعداً أي قانون حكومي يطرحه الائتلاف، من أجل إسقاط الحكومة. وقال عضو الكنيست تساحي هنغبي من (الليكود) لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، «لن يكون من المنطقي مطالبة المعارضة بإنقاذ الائتلاف الحاكم من نفسه، حتى لو اضطررنا إلى التصويت على ضد قضايا مهمة لنا».
وأوضح «إذا كانت هناك مقترحات نعتقد أنها تستحق التبني، كالمقترحات التي قدمناها للائتلاف فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وحول العرب في إسرائيل الذين ارتكبوا جرائم قتل وحرمان عائلاتهم من الضمان الاجتماعي، وهدم منازل منفذي العمليات، سيكون من الغريب لنا أن نفشل، وبشكل عام دور المعارضة بطبيعة الحال، مواجهة الحكومة». ورداً على سؤال حول إمكانية تشكيل حكومة بديلة في الكنيست الحالية، أجاب هنغبي «في رأيي لا يوجد مثل هذا الخيار الحقيقي، وصحيح أن هذا هو البديل الأفضل، وليس الذهاب إلى انتخابات أخرى بعد فترة طويلة من أزمة الانتخابات المتكررة».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إسرائيل ستستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - د.ب.أ)
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

إسرائيل ستستخدم عوائد الضرائب الفلسطينية لسداد ديون شركة الكهرباء

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - د.ب.أ)
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - د.ب.أ)

قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأحد، إن إسرائيل تخطط لاستخدام عوائد الضرائب التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية لسداد ديونها البالغة نحو ملياري شيقل (544 مليون دولار) لشركة الكهرباء الإسرائيلية المملوكة للدولة.

ووفقاً لـ«رويترز»، تجمع إسرائيل الضرائب على السلع التي تمر عبر إسرائيل إلى الضفة الغربية المحتلة نيابة عن السلطة الفلسطينية وتحول العوائد إلى رام الله بموجب ترتيب قائم منذ فترة طويلة بين الجانبين.

ويحتجز سموتريتش المبالغ المخصصة لنفقات الإدارة في غزة منذ أن أدى الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني.

وقال سموتريتش في اجتماع مجلس الوزراء، اليوم الأحد، إن الأموال المجمدة محفوظة في النرويج، وستُستخدم بدلاً من ذلك لسداد الديون المستحقة لشركة الكهرباء الإسرائيلية التي تبلغ 1.9 مليار شيقل.

وأضاف: «قمنا بهذا التحرك بعد إجراءات عدة معادية لإسرائيل منها اعتراف النرويج من جانب واحد بدولة فلسطينية».

وأردف: «لقد أدت ديون السلطة الفلسطينية لشركة الكهرباء الإسرائيلية إلى ارتفاع القروض وأسعار الفائدة، فضلاً عن الضرر الذي لحق بتصنيف الشركة الائتماني، وهو ما انعكس في نهاية المطاف على مواطني إسرائيل».

ويعارض سموتريتش القومي المتطرف إرسال الأموال إلى السلطة الفلسطينية التي تستخدم الأموال لدفع أجور القطاع العام. ويتهم السلطة الفلسطينية بدعم هجوم السابع من أكتوبر في إسرائيل بقيادة حركة «حماس» التي تسيطر على غزة. وتدفع السلطة الفلسطينية حالياً 50-60 في المائة من الرواتب.

كما تخصم إسرائيل أموالاً تعادل المبلغ الإجمالي لما يسمى مدفوعات «الشهداء» التي تدفعها السلطة الفلسطينية لأسر مسلحين ومدنيين قتلتهم السلطات الإسرائيلية أو سجنتهم.

ولم يصدر بعدُ تعليق من السلطة الفلسطينية.