الكاميرون: الجيش يحرر سيناتورة خطفها انفصاليون في الشمال

جنود دورية لواء المشاة الميكانيكي الحادي والعشرين في شوارع بويا بالمنطقة الجنوبية الغربية من الكاميرون (أ.ف.ب)
جنود دورية لواء المشاة الميكانيكي الحادي والعشرين في شوارع بويا بالمنطقة الجنوبية الغربية من الكاميرون (أ.ف.ب)
TT

الكاميرون: الجيش يحرر سيناتورة خطفها انفصاليون في الشمال

جنود دورية لواء المشاة الميكانيكي الحادي والعشرين في شوارع بويا بالمنطقة الجنوبية الغربية من الكاميرون (أ.ف.ب)
جنود دورية لواء المشاة الميكانيكي الحادي والعشرين في شوارع بويا بالمنطقة الجنوبية الغربية من الكاميرون (أ.ف.ب)

أعلن الجيش في الكاميرون أنه نفّذ عملية عسكرية ضد حركة انفصالية، أسفرت عن تحرير إليزابيث ريجين موندي، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الحاكم في البلاد، التي اختُطفت يوم 30 أبريل (نيسان) الماضي، من طرف حركة مسلحة تدعو لانفصال الشمال الناطق باللغة الإنجليزية عن الجنوب الناطق باللغة الفرنسية. وطالب الانفصاليون بتحرير عدد من مقاتليهم في سجون السلطات المركزية، مهددين بتصفية عضو مجلس الشيوخ (السيناتورة)، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، ولكنّ السلطات رفضت الدخول في مفاوضات مع الانفصاليين، وأطلق الجيش عملية عسكرية ليلة الاثنين، ضد معسكر تابع للانفصاليين في إقليم «أشونج»، شمالي البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش الكاميروني، سيريل أتونفاك جيمو، إن العملية العسكرية أسفرت عن تحرير عدة رهائن، بمن فيهم السيناتورة، وأضاف: «تم تحييد عشرات الإرهابيين»، مشيراً إلى «إصابة آخرين واعتقال ثلاثة». من جانبها قالت وزارة الدفاع الكاميرونية في بيان صحافي إن العملية العسكرية استهدفت «معسكراً يختبئ فيه إرهابيون بحوزتهم الكثير من الأسلحة الثقيلة»، مشيرةً إلى أن الإرهابيين «أطلقوا نيراناً كثيفة» لمنع تقدم القوات الكاميرونية، كما حاول الخاطفون الفرار مع مجموعة من الرهائن، ولكن عناصر الجيش -حسب الوزارة- نجحت في تحرير السيناتورة ومجموعة أخرى من الرهائن، دون أن تكشف بالضبط عدد الرهائن الذين تم تحريرهم، ولا هوياتهم. كما أعلنت وزارة الدفاع أن الجيش اعتقل ثلاثة مسلحين وصفتهم بأنهم «إرهابيون»، بالإضافة إلى مقتل أكثر من عشرة إرهابيين آخرين (12 إرهابياً)، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة.
واختُطفت السيناتورة إليزابيث ريجين موندي مع سائقها، يوم 30 أبريل الماضي في بامندا، شمال غربي البلاد، وهي المنطقة الناطقة باللغة الإنجليزية، التي يسعى مسلحون ضمن حركة «قوات الدفاع الأمبازونية» إلى استقلالها عن الكاميرون، وكثيراً ما ينفّذون عمليات ضد من يوالون السلطات المركزية.
ويشكّل الناطقون باللغة الفرنسية أغلب سكان الكاميرون، فيما يتركز المتحدثون باللغة الإنجليزية في مناطق من شمال غربي البلاد، حيث ينشط الانفصاليون، الذين حاولوا تفنيد رواية وزارة الدفاع الكاميرونية حول تحرير الرهائن، وقال زعيم في الحركة الانفصالية إن جماعته قررت الإفراج عن السيدة «رحمة وشفقة»، مؤكداً أن مقاتليه تركوها على الطريق حتى يعثر عليها الجيش، خلال عملية «انسحاب تكتيكي»، على حد وصفه.
وتعيش الكاميرون أوضاعاً أمنية صعبة بسبب نشاط الانفصاليين الراغبين في استقلال المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية، والحرب الدائرة على الحدود الشمالية ضد مقاتلي «داعش» في منطقة حوض بحيرة تشاد، حيث ينخرط جيش الكاميرون في قوات إقليمية مع تشاد ونيجيريا والنيجر. ولكن الأوضاع تزداد سوءاً بسبب تغير المناخ، حيث قُتل عشرات المدنيين العام الماضي خلال صدامات بين القبائل إثر خلافات على ملكية موارد المياه، وصدامات أخرى بين المزارعين وملّاك الأبقار، وذلك ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من خطورة تداعيات تغير المناخ وشح المياه على الأمن في الكاميرون.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».