6 ملايين يمني استفادوا من مشروعات الصندوق الإنساني للأمم المتحدة

توقعات بارتفاع نسبة «الجوع الكارثي» إلى 5 أضعاف

TT

6 ملايين يمني استفادوا من مشروعات الصندوق الإنساني للأمم المتحدة

أظهر التقرير السنوي لصندوق اليمن الإنساني التابع للأمم المتحدة، أن حوالي 6 ملايين شخص استفادوا من الدعم الذي قدمه الصندوق خلال العام المنصرم، عبر تمويل 106 مشروعات نُفذت في 21 محافظة يمنية لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً، في البلد الذي لا يزال يشكل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وساعد الصندوق في استدامة الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، ودعم توصيل الغذاء والمساعدات التغذوية والحماية، وغيرها من الإمدادات الحيوية لملايين الأشخاص المعوزين، وفق التقرير السنوي الذي وزعه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن.
وبحسب ما جاء في التقرير، ركز الصندوق على أكثر الناس ضعفاً، بما في ذلك الأقليات والأشخاص ذوي الإعاقة؛ حيث مكنته مرونته من ضخ التمويل بسرعة لدعم الاستجابة للنزوح الجديد في محافظة مأرب، وتوفير الوقود للخدمات الصحية المهمة وشبكات المياه، ودعم خدمات الطوارئ الإنسانية المشتركة، مثل خدمات النقل الجوي الدولي.
ومع مساهمة 25 جهة مانحة بأكثر من 96 مليون دولار أميركي للصندوق في العام الماضي، جعله ذلك أكبر الصناديق القطرية التي يديرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في العالم؛ حيث أتاح هذا التمويل تخصيص أكثر من 109 ملايين دولار، لدعم ما يقرب من 5.8 مليون شخص من خلال 106 مشروعات، نفذها 51 شريكاً في 21 محافظة بالبلاد.
الصندوق ذكر أن الاحتياجات الإنسانية استمرت في التعمق خلال السنة المنتهية، مدفوعة بتصاعد الصراع والأزمة الاقتصادية المتصاعدة، في حين زاد الوضع سوءاً بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، وأزمة الوقود التي طال أمدها، ووباء «كورونا»؛ حيث كان دور الصندوق محورياً في استجابة إنسانية فعالة وجيدة التنسيق ومتعددة المجموعات، لجهة أنه ساعد في استدامة الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، ودعم توصيل الغذاء والمساعدات التغذوية والحماية، وغيرها من الإمدادات الحيوية لملايين الأشخاص المعوزين، ولأنه ركز في أنشطته على أكثر الناس ضعفاً، بما في ذلك الأقليات والأشخاص ذوو الإعاقة.
وبحسب ما قاله مدير مكتب الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، فقد سعى الصندوق «لعدم ترك أحد خلف الركب» فعلى سبيل المثال، تم في مايو (أيار) تخصيص استجابة سريعة لمواجهة الطوارئ، بما يقرب من 40 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة وشركائها، للاستجابة للنزوح واسع النطاق، وتدهور الظروف المعيشية للسكان النازحين في محافظتي الجوف ومأرب.
التوسع الفوري والقدرة على الاستجابة للصندوق من خلال توفير النقل الجوي والدعم اللوجستي للشركاء في المجال الإنساني، وتقديم خدمات منقذة للحياة ومتعددة القطاعات، جعلته يستكمل تخصيص أول صندوق للصحة الإنسانية بقيمة 50.4 مليون دولار في منتصف العام الماضي؛ حيث أدى ذلك إلى دعم المأوى المنقذ للحياة، وإلى تقديم المساعدة غير الغذائية، وإعانات الإيجار للنازحين والأقليات الضعيفة، إلى جانب تدخلات الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له في المحافظتين.
كما واصل الصندوق -بحسب المسؤول الأممي- تنفيذ استجابة متكاملة، مع التركيز على التدخلات متعددة المجموعات في محافظات تعز والحديدة ومأرب؛ حيث تلقت هذه المحافظات الثلاث التي تجمع بين مستويات متعددة من نقاط الضعف، 103 ملايين دولار من أصل 149 مليون دولار مشترك، خصصها الصندوق اليمني للاستجابة للطوارئ والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ.
وخلال العام الجاري الذي تتطلب فيه خطة الاستجابة الإنسانية 4.27 مليار دولار لعكس التدهور المستمر للوضع الإنساني، لتلبية احتياجات 17.3 مليون من أصل 23.4 مليون شخص، يتوقع المسؤول الأممي أن يحتاج 19 مليون شخص إلى مساعدات غذائية في النصف الثاني من العام، وهو رقم قياسي مع الفئات السكانية الضعيفة، مثل النساء والأطفال والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة، وهم الأكثر تضرراً.
وقال غريسلي إن التوقعات المقلقة للغاية تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات كارثية من الجوع يمكن أن يزيد 5 أضعاف، من 31 ألف شخص حالياً إلى 161 ألف شخص خلال النصف الثاني من عام 2022، ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، عبر توفير التمويل لتجنب الكارثة الوشيكة.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».