بريطانيا تستبعد شتاء قارساً للأسر

تسعى الحكومة البريطانية لطمأنة الشارع حول أمن الطاقة والغذاء في ظل ظروف صعبة (رويترز)
تسعى الحكومة البريطانية لطمأنة الشارع حول أمن الطاقة والغذاء في ظل ظروف صعبة (رويترز)
TT

بريطانيا تستبعد شتاء قارساً للأسر

تسعى الحكومة البريطانية لطمأنة الشارع حول أمن الطاقة والغذاء في ظل ظروف صعبة (رويترز)
تسعى الحكومة البريطانية لطمأنة الشارع حول أمن الطاقة والغذاء في ظل ظروف صعبة (رويترز)

ذكر متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن المملكة المتحدة لديها «نظام طاقة آمن» في ظل إمكانية الوصول إلى احتياطيات النفط والغاز في بحر الشمال، ولا تتوقع اللجوء إلى ترشيد استخدام الكهرباء هذا الشتاء، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وقال جايمي ديفيز المتحدث باسم رئيس الوزراء إنه ربما يتم الإبقاء على محطات الفحم البريطانية المتبقية متاحة «لتوفير دعم كهرباء إضافي الشتاء الحالي في حال تم الاحتياج له».
يشار إلى أنه تم سؤال ديفيز بشأن تقرير نشرته صحيفة «تايمز» أفاد بأن ستة ملايين أسرة قد تواجه انقطاع الكهرباء في الشتاء بسبب تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا، وذلك في أسوأ سيناريو «معقول» للحكومة. وقال ديفيز: «نحن في موقف مختلف عن دول أخرى، حيث إننا لا نعتمد على الطاقة الروسية مثل البعض»، مضيفاً أنه «من المعقول النظر على كل السيناريوهات» بشأن إمداد الطاقة البريطاني.
وتأتي تصريحات ديفيز بعد جدل حكومي عنيف الأسبوع الماضي حول ضريبة الطاقة، إذ قال مسؤول كبير بمجلس الوزراء البريطاني إن فرض ضريبة مفاجئة على أرباح شركات الطاقة البريطانية سيكون مصاحباً «بتكاليف»، ما يسلط الضوء على وجود انقسامات بين حلفاء رئيس الوزراء بوريس جونسون بشأن خطوات يمكن أن تخفف من أزمة تكاليف المعيشة بالبلاد.
وذكرت «بلومبرغ» الأسبوع الماضي، أن هذا التصريح من جانب وزير التعليم البريطاني نديم الزهاوي جاء بعدما حذر المدير التنفيذي لشركة بريطانية كبرى لتوريد الطاقة، من أن هناك مخاطر من سقوط الملايين من الأسر في «فقر الطاقة»، وقال مركز للدراسات إن الأسر محدودة الدخل تتحمل العبء الأكبر.
ووفقاً لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، يؤيد وزير الخزانة ريشي سوناك فرض ضريبة مفاجئة متفاوتة تكون بمعدلات ضريبية مختلفة على شركات الطاقة، التي قفزت أرباحها بفضل القفزة في أسعار النفط والغاز، اعتماداً على حجم استعداد الشركات للاستثمار في قدرات الطاقة الجديدة.
وبموجب الاقتراح، ستتعرض شركات مثل «بريتش بتروليم» (بي بي) و«شل» لمعدل ضريبي أقل، إذا تعهدت بزيادة كبيرة في التمويل بمنشآت جديدة، وفقاً للصحيفة. وعند سؤاله عن إمكانية فرض ضريبة مفاجئة، قال الزهاوي، لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، إن مجلس الوزراء سينظر في كل الخيارات المتاحة أمامه. وقال: «يتعين أن تكون الاستثمارات حقيقية، وهو ما سيطالب به سوناك على ما أعتقد». وقال إن الحكومة في حاجة «لأن ترى خريطة طريق لهذه الاستثمارات». وأوضح أنه «لا يوجد خيار متاح خالٍ من التكلفة».
ووفقاً لتحليل مؤسسة «ريزوليوشن فاونديشن» البريطانية، تتسبب بالفعل فواتير الطاقة الآخذة في الارتفاع في اتساع فجوة تكاليف المعيشة بين الأسر الغنية والفقيرة في بريطانيا لأكبر مستوى منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2006... ووفقاً للتحليل، يبلغ معدل التضخم الرئيسي للعُشر الأفقر من الأسر الآن 10.2 في المائة، مقارنة مع 8.7 في المائة للأسر الأغنى.
ولا تقتصر مخاوف الشارع البريطاني على نقص الطاقة، إذ تمتد كذلك إلى الأمن الغذائي. وفي نهاية الأسبوع الماضي، قالت جو وايتفيلد، الرئيسة التنفيذية لشركة كو - اوب فوود، إنه يتعين على الحكومة البريطانية أن تفعل المزيد لضمان ألا تؤثر الأزمات مثل الحرب في أوكرانيا على إمدادات الغذاء بشكل كبير في المستقبل.
وتسببت الحرب في أوكرانيا في الحد من إمدادات كل شيء، من زيت عباد الشمس إلى القمح، ورفعت تكاليف المعيشة لمستويات عالية في المملكة المتحدة ودول أخرى، بينما يهدد منع الصادرات بحدوث مجاعة في أجزاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ».
وقالت وايتفيلد، في مؤتمر ريتيل ويك لايف في لندن الأربعاء الماضي، إن «الأزمة الروسية - الأوكرانية قد عززت بالفعل هذه النقطة حول انعدام الأمن الغذائي، ومن أين يأتي غذاؤنا ومدى اعتمادنا على أجزاء معينة من العالم للحصول على سلع معينة».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.