اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 2022 يركز على الأضرار البيئية

«الصحة العالمية»: استهلاك التبغ يعد السبب الرئيسي للوفاة في العالم

رجل باكستاني يدخن في بيشاور (إ.ب.أ)
رجل باكستاني يدخن في بيشاور (إ.ب.أ)
TT

اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 2022 يركز على الأضرار البيئية

رجل باكستاني يدخن في بيشاور (إ.ب.أ)
رجل باكستاني يدخن في بيشاور (إ.ب.أ)

خصصت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في كل مكان يوم 31 مايو (أيار) من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.
ويعد تعاطي التبغ أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، علماً بأنه يؤدي حالياً إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم، حسبما أفادت منظمة الصحة العالمية.
وذكر تقرير لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية أن أكثر من ثمانية ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يلقون حتفهم كل عام بسبب استخدام التبغ، وأنه إذا استمر استهلاك التبغ بالوتيرة الحالية، فمن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير بحلول عام 2030. مثل هذا الوضع سيمنع العالم من تحقيق أجندة التنمية المستدامة، والتي تهدف إلى تقليل الوفيات الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالتبغ بمقدار الثلث بحلول عام 2030.

وفقاً للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، فإن المدخنين معرضون بنسبة تصل إلى 50 في المائة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة وحتى الموت بسبب فيروس كورونا.
في كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين بموضوع مختلف يتعلق بالتبغ وصناعته. والهدف من ذلك هو زيادة الوعي بأضرار استخدام التبغ بأي شكل من الأشكال والآثار الصحية السلبية للتعرض للتدخين السلبي. ففي العام الماضي، اختارت منظمة الصحة العالمية أن تكون الحملة بعنوان «التزم بالإقلاع عن تعاطي التبغ أثناء جائحة كوفيد - 19» للتوعية بتهيئة بيئات صحية مواتية للإقلاع عن تعاطي التبغ، وهذا العام، اختارت المنظمة أن يكون موضوع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين هو «حماية البيئة».
يبرز موضوع هذا العام أيضاً كيف يتجاهل الناس في كثير من الأحيان الآثار البيئية الشديدة للتبغ. على سبيل المثال، فمثلاً يجب أن يكون هناك فهم أكبر لكيفية مساهمة أعقاب السجائر المهملة في التلوث البلاستيكي. إلى جانب ذلك، فإن زراعة التبغ تنطوي على استخدام كمية كبيرة من الماء والمبيدات.
يمكن استخدام حقيقة أن تدخين السجائر يطلق 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لتقييم التكلفة البيئية للسجائر، إذ ينبعث دخان التبغ من ثلاثة أنواع مختلفة من غازات الدفيئة.

وتعتبر «الصحة العالمية» أن تجنب استخدام التبغ لن يمنع الأمراض المزمنة المميتة مثل السرطان فحسب، بل سيساعد العالم أيضاً على الاقتراب من أهداف التنمية المستدامة.
في هذا العام، تدعو حملة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين صانعي السياسات إلى جعل منتجي التبغ (الصناعات) مسؤولين عن الأضرار البيئية الناجمة عن نفايات منتجات التبغ.
في أعقاب أزمة التبغ العالمية والوفيات والأمراض، وافقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على تخصيص اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 مايو 1987. ومنذ ذلك الحين، يتم الاحتفال بهذا اليوم كل عام لزيادة الوعي حول الأضرار التي تسببها منتجات التبغ.

وفقاً للعديد من الدراسات، فإن التدخين النشط يقطع نحو 13 عاماً من متوسط العمر المتوقع. والرقم أعلى بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض مصاحبة. وفقاً لبعض الدراسات، يعد التبغ «السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن الوقاية منها على مستوى العالم». ولا ننسى أن التدخين يؤثر أيضاً على خصوبة الفرد ويؤدي إلى أمراض تنفسية متعددة.
ومع ذلك، فإن منتجات التبغ تحظى بشعبية في جميع أنحاء العالم. وتعد الهند من بين أكبر 10 دول منتجة للتبغ في العالم، إلى جانب الولايات المتحدة والبرازيل وإندونيسيا والأرجنتين وملاوي وزيمبابوي وتنزانيا والصين وباكستان. الصين لديها أكبر عدد من المدخنين على مستوى العالم نحو 300 مليون.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين يكمن في المساهمة في حماية الأجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المدمرة، بل وأيضاً من المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.


مقالات ذات صلة

دراسة: المتزوجون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب

صحتك الزواج يقلل احتمالية الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

دراسة: المتزوجون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص غير المتزوجين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80 في المائة مقارنة بالمتزوجين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

للضوء دور كبير في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية. ولهذا السبب يميل كثير منا إلى الشعور بمزيد من الإيجابية في فصلَي الربيع والصيف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الدراسة وجدت أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من درجة حرارة غير المصابين بالمرض (رويترز)

دراسة تكشف عن وجود علاقة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم

كشفت دراسة علمية جديدة أن درجة حرارة الجسم لدى المصابين بالاكتئاب تكون أعلى من تلك الخاصة بغير المصابين بالمرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية القيام بذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)

لهذه الأسباب نحتاج إلى الضوضاء لنتمكن من النوم

هناك عدة أسباب قد تجعلنا نحتاج أو نريد الضوضاء للنوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الانتماء إلى الثلث الأكثر ثراءً من السكان يرتبط بانخفاض احتمالات التحول من الإصابة بالتدهور الإدراكي الخفيف إلى الخرف (أرشيفية)

كيف يمكن لوظيفتك وثروتك أن يؤثرا على إصابتك بالخرف؟

وجدت دراسة جديدة أن المهنيين الحاصلين على تعليم عالٍ في الثلث الأكثر ثراءً من السكان أقل عرضة للإصابة بضعف إدراكي خفيف، وهي الحالة التي تتطور إلى الخرف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هل تتجسس عليك القلايات الهوائية؟

هل تتجسس عليك القلايات الهوائية؟
TT

هل تتجسس عليك القلايات الهوائية؟

هل تتجسس عليك القلايات الهوائية؟

كشف تقرير حديث صادر عن مجموعة المستهلكين البريطانية «ويتش» عن تزايد مخاوف المراقبة في الأجهزة الذكية، مشيراً إلى أن أجهزة منزلية يومية مثل الساعات ومكبرات الصوت وحتى القلايات الهوائية مليئة ببرمجيات التتبع. وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وبحسب التقرير، فإن بعض هذه الأجهزة قد تطلب الوصول إلى بيانات حساسة عبر تطبيقات مرتبطة بها، مما يثير تساؤلات حول حماية خصوصية المستخدمين.

ووفقاً لاختبارات «ويتش»، تبين أن ثلاثة أنواع من القلايات الهوائية، التي أصبحت شائعة في المطابخ البريطانية، تتطلب إذناً لتسجيل الصوت عبر التطبيقات المرتبطة بها.

ورغم أن هذه الأجهزة تتيح للمستخدمين جدولة وجباتهم للطهي قبل عودتهم إلى المنزل، فإن البعض منها يعتمد على تطبيقات الهواتف الذكية التي قد تتصل بأدوات تتبع مثل «فيسبوك» و«تيك توك»، كما هو الحال مع تطبيق شركة «Xiaomi».

واكتشفت «ويتش» أن أجهزة من شركات مثل «Xiaomi» و«Aigostar» ترسل بيانات المستخدمين الشخصية إلى خوادم في الصين، وفقاً لإشعارات الخصوصية الخاصة بها.

ولم تقتصر المخاوف على القلايات الهوائية فحسب؛ إذ وجدت الاختبارات أن بعض الساعات الذكية تطلب أذونات مثل الوصول إلى الموقع وتسجيل الصوت والملفات المخزنة.

وأظهرت نتائج أخرى أن مكبرات الصوت الذكية محملة مسبقاً بأدوات تتبع لـ«فيسبوك» و«غوغل» وشركات تسويق رقمية.

وصرحت مفوضية المعلومات (ICO) في بريطانيا، وهي الجهة التنظيمية لحماية البيانات، بأن الاختبارات الأخيرة تكشف عن أن كثيرا من الأجهزة الذكية لا تفي بتوقعات حماية البيانات، وأعلنت عن إعداد توجيهات جديدة لمصنعي الأجهزة الذكية ستصدر في ربيع 2025 لتحديد معايير واضحة للامتثال.

في المقابل، ردت شركة «Xiaomi» بتأكيد التزامها بحماية خصوصية المستخدمين، ونفت بيع أي بيانات شخصية لأطراف ثالثة.

كما أشارت إلى أن إذن تسجيل الصوت في تطبيقها «Xiaomi Home» لا يتعلق بقلاياتها الهوائية، إذ إنها لا تحتوي على وظائف تعتمد على الأوامر الصوتية.

ومع تزايد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت في المنازل، بدءاً من الأجراس الذكية إلى التلفزيونات، شددت المفوضية على أهمية انتباه المستهلكين إلى إعدادات الخصوصية، وحثتهم على التأكد من أن مشاركة البيانات تقتصر على الحد الضروري لتشغيل الجهاز، خاصة عند شراء أجهزة جديدة في موسم العروض.