أعلنت تركيا التمسك بموقفها الرافض لانضمام السويد وفنلندا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأكدت في الوقت نفسه أنها ستواصل تشجيع روسيا وأوكرانيا على تفعيل قنوات الحوار والدبلوماسية فيما بينهما.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه لن يقبل بانضمام «دول داعمة للإرهاب» إلى الناتو ما دام رئيسا لتركيا. وأضاف في تصريحات لصحافيين أتراك رافقوه في رحلة العودة من أذربيجان نشرت أمس (الأحد)، أن تركيا عقدت مشاورات مع السويد وفنلندا في أنقرة قبل أيام لبحث المسائل العالقة بخصوص طلب انضمامهما إلى الناتو، وبالتزامن مع هذه المباحثات كانت السويد تسمح لمن وصفهم بـ«أنصار الإرهابيين» بمسيرات تحت حماية الشرطة في العاصمة استوكهولم. وتابع أنه ليلة المباحثات في أنقرة، أجرى التلفزيون السويدي لقاء مع «الإرهابي» صالح مسلم (القيادي بالحزب الديمقراطي الكردي السوري، الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا وتعتبره الواجهة السياسية لوحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني في سوريا).
وأجرى وفدان من السويد وفنلندا مباحثات في أنقرة، الأربعاء الماضي، حول رفض تركيا انضمام البلدين إلى الناتو، تناولت الموقف التركي والحساسيات التي تبديها أنقرة تجاه موقف البلدين من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، ومسألة حظر البلدين صادرات السلاح إلى تركيا بسبب شن عمليتها العسكرية «نبع السلام» ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وانفض الاجتماع دون التوصل إلى إقناع أنقرة بسحب اعتراضها على انضمام الدولتين الأوروبيتين إلى «الناتو»، وتأكيدها أنها لا تستعجل، في مؤشر على انتظارها حتى انعقاد قمة الحلف، في مدريد، في 29 يونيو (حزيران) المقبل. وأكدت تركيا أن عملية انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو» لن تمضي قدماً، ما لم تتم معالجة مخاوفها الأمنية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: «سلمنا رسالتنا بعبارات واضحة جداً، ومفادها أن العملية لن تمضي قدماً، ما لم تتم معالجة مخاوف تركيا الأمنية، من خلال خطوات ملموسة، وضمن جدول زمني معين».
وشدد إردوغان على أن تركيا لا يمكن أن تقع في الخطأ نفسه مرتين، خاصة بعد وقوعها في خطأ السماح لليونان بالانضمام مجددا إلى حلف الناتو عام 1980 بعدما انسحبت منه عام 1974، وأشار إلى أن اليونان كانت تتبنى ذات الخطابات (على غرار السويد)، وكانت تقول لن يحدث شيء، واليوم انظروا إلى اليونان عليها دين أكثر من 400 مليار يورو لأوروبا، وعلى أراضيها 9 قواعد عسكرية أميركية.
في الوقت ذاته، أكد إردوغان أن أنقرة ستواصل تشجيع روسيا وأوكرانيا على تفعيل قنوات الحوار والدبلوماسية، مشيرا إلى أنه سيجري اتصالين هاتفيين مع الجانبين اليوم الاثنين.
ولفت الرئيس التركي إلى معارضة روسيا لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، وعلى وجه التحديد فنلندا بحكم أن البلدين جاران ولديهما حدود مشتركة. وعبر عن رغبته في انتهاء الحرب الروسية - الأوكرانية في أقرب وقت، رغم صعوبة الوضع.
إردوغان يرفض ضم السويد وفنلندا إلى «الناتو»
إردوغان يرفض ضم السويد وفنلندا إلى «الناتو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة