قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي (غالبية حكومية) إن «ما تعاني منه اليوم ديمقراطياتنا والعمل الحكومي على وجه الخصوص ليس الوضعية الاقتصادية والمالية الصعبة الناجمة عن وضع دولي متأزم، بل غياب نقاش ديمقراطي عميق»، حول أهم القضايا والتحديات التي تعترض مسار المغرب في التنمية.
وأوضح وهبي، أمس، خلال كلمة ألقاها في افتتاح أشغال الدورة 26 للمجلس الوطني للحزب في مدينة سلا، أن الحكومات الديمقراطية القوية «تحتاج إلى معارضة ديمقراطية قوية ليستنير الرأي العام الوطني بالنقاش والحوار، ويعرف أهمية المنجزات والبرامج».
واعتبر وهبي، وهو أيضاً وزير العدل في حكومة عزيز أخنوش، أن الحكومة اليوم «ضحية معارضة، إما ضعيفة باهتة، تنتظر صحوتها لكي تناقش وتوضح أهمية عمل الحكومة، وإما معارضة من بعض الأصوات على قنوات التواصل الاجتماعي، وهي غير سياسية ولا فكرية ولا آيديولوجية، إذ تستغل هذه الأصوات سهولة استعمال قنوات التواصل الاجتماعي لتبث خطاباً لا علاقة له بالسياسة، ولا بالفهم الديمقراطي، وبالتالي لا تستحق الانتباه، لأنها تشيع حوار التضليل والرداءة ليس إلا».
في سياق ذلك، أوضح وهبي أن حزبه يستثمر كل الواجهات المؤسساتية ليترجم توجهه الإصلاحي، ويعمق مصداقية الديمقراطية، مبرزاً أن الحزب «كله آمال وطموح حول الآفاق التي يفتحها أمامنا نضالنا الديمقراطي، بفضل إرادتنا الوطنية لخدمة المجتمع»، وأن هذا اللقاء «ينعقد في ظروف داخلية ودولية دقيقة، إن لم نقل استثنائية وصعبة بالمشاكل، وفي مقدمتها حالة الطوارئ، بسبب الحرب ضد (كوفيد - 19). التي كانت لها تداعيات سلبية على الاقتصاد الوطني، والحرب الروسية - الأوكرانية، التي أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأساسية». وبهذا الخصوص، قال وهبي إن كل مكونات الأغلبية الحكومية «لا تتبنى خطاب الأزمة، أو خطاب التباكي إزاء الواقع الصعب، الذي يمر منه اقتصادنا الوطني، لأننا لا نعتبر الظرفية الصعبة، التي تمر منها بلادنا جراء التأثيرات المالية والعالمية قدراً سيئاً، أو نفهمها كسوء حظ في السياسة، بل يجب تقديم حلول»، معتبراً أن الحكومة التي يشارك فيها حزبه «هي حكومة الإصلاحات الاجتماعية الكبرى».
ويراهن حزب الأصالة والمعاصرة من خلال عقد مجلسه الوطني على إطلاق دينامية تنظيمية وسياسية داخلية، وفي هذا السياق، أوضح وهبي أنه أولى أهمية قصوى للبناء المؤسساتي للحزب، مدخله الأساسي مصالحة مفتوحة مع جميع المناضلات والمناضلين، وعمقه إعمال قيم ومبادئ الشفافية والاستحقاق والديمقراطية، داعياً أعضاء المجلس الوطني ومختلف المناضلين، إلى الانخراط بقوة في عملية المؤتمرات الجهوية، التي سننطلق في تنظيمها خلال الأيام القليلة المقبلة والتي «نراهن على أن تكون محطات نضالية بارزة داخل الساحة الوطنية، تعكس من جديد الحجم القوي والمكانة السياسية الكبرى لحزبنا في المشهد السياسي». كما أشاد بدينامية التنظيم النسائي، المجسدة في اللقاءات التواصلية الجهوية النوعية والمهمة، التي عُقدت داخل العديد من الجهات.
قيادي حزبي مغربي: الحكومة ضحية معارضة ضعيفة
قيادي حزبي مغربي: الحكومة ضحية معارضة ضعيفة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة