حظر نشاط حزب يساري يثير مخاوف المعارضة في الجزائر

TT

حظر نشاط حزب يساري يثير مخاوف المعارضة في الجزائر

أبلغت وزارة الداخلية الجزائرية، أمس، النشطاء اليساريين بـ«حزب العمال الاشتراكي»، بأنهم ممنوعون من النشاط السياسي، وبإغلاق مقراته ابتداء من اليوم (الأحد) على أساس قرار من القضاء الإداري، مبررة الخطوة بأن الحزب تجاوز المدة القانونية لعقد مؤتمره العادي.
ولم يصدر رد فعل عن الحزب، الذي يرأسه محمود رشيدي، والذي ينتمي إلى أقصى اليسار، فيما ذكر «حزب العمال»، بقيادة مرشحة انتخابات الرئاسة سابقاً لويزة حنون، في بيان، أنه أصيب بـ«دهشة» عندما علم بوقف أنشطة رفاقه، وإغلاق مكاتبهم في «حزب العمال الاشتراكي»، مبدياً «قلقاً كبيراً من تقهقر الديمقراطية»، كما قال إن قرار المحكمة الإدارية بحق الحزب «يشكل تطوراً غير مسبوق وانتهاكاً للمكاسب، التي انتزعها الجزائريون بفضل تضحيات أزيد من 500 شاب في أكتوبر (تشرين الأول) 1988»، في إشارة إلى الانتفاضة التي مهدت إلى الانفتاح الديمقراطي والتعددية السياسية.
كانت الغرفة الاستعجالية بـ«مجلس الدولة» (أعلى هيئة في القضاء الإداري)، قد أصدرت مطلع العام حكماً يقضي بحظر نشاط «حزب العمال الاشتراكي» وغلق مقراته مؤقتاً، وذلك إثر دعوى رفعتها وزارة الداخلية ضده. وأودعت قيادة الحزب طعناً، لكن بعد خمسة أشهر تم تثبيت الحكم. وقال الحزب يومها إن القرار «سياسي»، وعده «سابقة خطيرة، واعتداءً صارخاً على التعددية الحزبية، والحريات الديمقراطية في الجزائر».
أما الداخلية، فقد أكدت في المقابل أنها «طبقت قانون الأحزاب»، بشأن الدعوى التي رفعتها إلى المحكمة لوقف نشاط الحزب الذي يعني حله، وأوضحت أنه لم يعقد العام الماضي مؤتمره العادي ما يعد خرقاً للقانون، حسبما ورد في الشكوى.
ويعد الحزب عضواً في «تكتل البديل الديمقراطي» المعارض للسلطة، الذي يضم ثلاثة أحزاب أخرى هي: «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، و«الحركة الديمقراطية والاجتماعية»، و«حزب العمال»، علماً بأن «التجمع» تلقى عدة تحذيرات من الحكومة تخص إغلاق مقراته، بذريعة أنه «ينظم أنشطة بداخله لا تمت بصلة للعمل الحزبي». فيما قضى رئيس «الحركة الديمقراطية»، فتحي غراس، شهوراً بالسجن بتهمة «الإساءة إلى رموز الدولة»، وهددت الداخلية أيضاً بإغلاق مقراته ووقف نشاطه.
والعام الماضي، حلت السلطات بواسطة قرار قضائي الجمعية البارزة «تجمع عمل شبيبة»، المعروفة اختصاراً بـ«راج»، على أساس أنها «حادت عن القانون الذي ينظم الجمعيات». وتم سجن أغلب قياديّها المناضلين في «جبهة القوى الاشتراكية» (أقدم حزب معارض)، خلال فترة الحراك الشعبي، الذي اندلع في 22 فبراير (شباط) 2019 كرد فعل إعلان الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة رغبته في التمديد وهو مريض.
إلى ذلك، صرح محامون لصحافيين بالعاصمة، أمس، أن «غرفة الاتهام» بمحكمة الاستئناف المحلية أبلغتهم رفضها طلبهم بالإفراج المؤقت عن عبد المجيد سيدي سعيد، أمين عام «الاتحاد العام للعمال الجزائريين» (النقابة المركزية) سابقاً، ليبقى بذلك في الحبس الاحتياطي.
واعتقلت الشرطة سيدي السعيد مع نجليه حنفي وجميل يوم 11 من الشهر الحالي، وبعد استجوابهم تم إيداع الوالد وابنه جميل السجن، أما حنفي فتم وضعه تحت الرقابة القضائية، ووجهت لهم تهم فساد على خلفية المسؤوليات التي تولاها سيدي سعيد في الهيئات المرتبطة بالشغل والضمان الاجتماعي خلال 22 سنة من رئاسته أكبر نقابة عمالية في البلاد.
وحسب مصدر قضائي، فإن أهم تهمة تلاحقه مع ابنيه، تتعلق باختلاس مبالغ كبيرة من اشتراكات العمال في «الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي». كما تشمل لائحة التهم عقارات وأملاك عائلة سيدي سعيد بفرنسا «حصلت عليها بطرق مشبوهة». ويدخل سجن النقابي البارز ضمن حملة متابعة واتهام أبرز رموز نظام الحكم خلال الـ20 سنة الماضية.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي المصريين وتكاتفهم باعتبار ذلك «الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات». وشدد، خلال لقائه، مساء الأحد، قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، على أن امتلاك بلاده «القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات الشعب».

وقال السيسي، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن «الدولة تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استناداً لثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين في التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دولها».

وأضاف أن «الظروف الحالية برهنت على أن وعي الشعب المصري وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة»، مشيراً إلى «استمرار جهود التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر سعياً نحو تحقيق مستقبل يلبي تطلعات وطموحات أبناء الشعب».

جانب من اجتماع السيسي مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

اجتماع الرئيس المصري مع قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الأحد، حضره رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي عبد المجيد صقر، ووزير الداخلية محمود توفيق، ورئيس أركان القوات المسلحة أحمد خليفة، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد.

وقال متحدث الرئاسة المصرية، إن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري»، فضلاً عن «استعراض الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية في حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث».

وشدد الرئيس المصري على «ضرورة تعظيم قدرات كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها»، مؤكداً «أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحفاظ على الوطن، إيماناً منهما بالمهام المقدسة الموكلة إليهما لحماية مصر وشعبها العظيم مهما كلفهما ذلك من تضحيات»، بحسب الشناوي.

وفي سياق متصل، عقد الرئيس المصري اجتماعاً، الأحد، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع عدد من الإعلاميين والصحافيين، تناول «تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة والجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل»، بحسب متحدث الرئاسة المصرية.

الرئيس المصري خلال لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحافيين (الرئاسة المصرية)

وتناول اللقاء أيضاً التطورات في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات، كما تطرق اللقاء إلى «الأمن المائي باعتباره أولوية قصوى لمصر ومسألة وجود»، وفق المتحدث الرئاسي.

وأكد السيسي خلال اللقاء «قوة وجاهزية أجهزة الدولة، وبشكل خاص القوات المسلحة والشرطة المدنية، لمواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية»، مشدداً على أن «تماسك المصريين ووحدتهم العامل الأول والأهم في الحفاظ على الدولة».

وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده «مرت في الفترة الماضية بالأصعب فيما يتعلق بتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية». وقال: «نسير في الطريق الصحيح، الأمر الذي انعكس في ثقة مؤسسات التمويل الدولية في الاقتصاد المصري»، مشيراً إلى «حرص الدولة على توطين الصناعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وبالتالي تخفيض الطلب على العملة الصعبة».

وأكد السيسي أن «الدولة قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن «هناك بعض السلبيات التي نعمل بكل إخلاص على إصلاحها لبناء دولة قوية تكون عصيّة أمام أي معتدٍ».