أنقرة تقول إن عملياتها العسكرية «لا تستهدف سيادة الجيران»

TT

أنقرة تقول إن عملياتها العسكرية «لا تستهدف سيادة الجيران»

لم تحدد تركيا موعداً لعمليات عسكرية محتملة تستهدف القوات الكردية في شمال سوريا، لكنها أعلنت أن «العمليات العسكرية التي تنفذها الآن، أو التي ستنفذها في المستقبل على حدودها الجنوبية، لا تستهدف سيادة الجيران، لكنها ضرورية لأمنها القومي».
وقال مجلس الأمن القومي التركي، إن أنقرة وجهت دعوة للدول التي قالت إنها تنتهك القانون الدولي بدعم «الإرهاب» للتخلي عن موقفها، والأخذ بعين الاعتبار مخاوف تركيا الأمنية.
وتشكو تركيا من دعم الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «تحالف قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، التي تعدها امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنف من جانبها وحلفائها الغربيين تنظيماً إرهابياً، بالأسلحة المتطورة. بينما تعدها واشنطن أوثق حليف في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال البيان، الذي صدر ليل الخميس – الجمعة، عقب اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، إن تركيا التزمت دائماً روح وقانون التحالفات الدولية، وتنتظر المسؤولية والصدق ذاتهما من حلفائها.
والاثنين الماضي، قال إردوغان، إن بلاده «ستشن قريباً عمليات عسكرية جديدة على حدودها الجنوبية لمكافحة التهديدات الإرهابية هناك، واستكمال إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً في المناطق التي تسيطر عليها (قسد) في شمال وشمال شرقي سوريا».
ونفذت تركيا بالفعل 3 عمليات توغل في شمال سوريا منذ عام 2016، استهدفت بشكل أساسي «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، وقوات «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة، التي تتهمها تركيا بعدم تنفيذ تعهداتها بإبعاد الوحدات الكردية مسافة 30 كيلومتراً عن حدودها الجنوبية بموجب مذكرة تفاهم وقعت معها في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وبموجبها توقفت عملية «نبع السلام» العسكرية في شرق الفرات بعد أيام من إطلاقها.
وتعد دمشق عمليات التوغل انتهاكاً لسيادة البلاد ووحدة أراضيها. وقالت وزارة الخارجية السورية، إنها ستعتبر أي توغل عسكري تركي في أراضيها «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
والثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن أي هجوم جديد شمال سوريا سيقوض الاستقرار الإقليمي بدرجة أكبر، ويعرض القوات الأميركية المشاركة في الحملة على تنظيم «داعش» للخطر.
ويرى مراقبون أن إردوغان بإعلانه شن عمليات عسكرية قريباً لتوسيع المناطق الآمنة المقامة بالفعل عبر الحدود الجنوبية لتركيا، يزيد من احتدام الخلاف مع شركاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن رفضه انضمام فنلندا والسويد للحلف.
ويحتاج شن عمليات عسكرية جديدة إلى تنسيق مع الولايات المتحدة، وكذلك روسيا التي وقعت مع تركيا مذكرة تفاهم في 22 أكتوبر 2019 بشأن وقف عملية «نبع السلام» وانسحاب الوحدات الكردية مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحدود السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، إنه في حال حدوث الهجوم، يمكن أن ينسحب شركاء «قسد» من القتال ضد الجماعات الإرهابية، التي لا تزال تشكل تهديداً. وشدد في الوقت ذاته على أن تركيا شريك مهم في الناتو.
بدوره، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ، «نحن على تواصل مع المسؤولين الأتراك، حول مختلف الملفات، بما فيها الملف السوري، وقد عبرنا عن مخاوفنا بشأن التصعيد العسكري والمخاطر التي يحملها في المنطقة، وسنستمر في هذه المشاورات».
وحذر وربيرغ من أن «التصعيد العسكري من شأنه أن يعرض الجميع للخطر، بما في ذلك المدنيون السوريون، لأنه لا يصب في مصلحة أحد، ونأمل أن تلتزم تركيا باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في أكتوبر 2019»، مؤكداً أن الولايات المتحدة «لا تربط بين الملف السوري وملف انضمام السويد وفنلندا للناتو، ولن تربط بينهما، وبالنسبة لمخاوف تركيا الأمنية، فتتفهمها الحكومة الأميركية بشكل كبير، ولذلك تجري اتصالات الآن مع المسؤولين الأتراك لسماع مخاوفهم ومشاركة آراء الطرف الأميركي أيضاً».
في المقابل، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أنه لا أحد يستطيع أن يقيد أيدي تركيا بسبب تزايد الهجمات الإرهابية، وستقوم بما يلزم، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لم تلتزم باتفاق أكتوبر 2019.
وواصلت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، أمس الجمعة، (الهجوم) على مناطق انتشار القوات الكردية بريف حلب الشمالي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 7 من عناصر «قسد» في ريف حلب.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.