أميركا تلغّم طريق ديون موسكو

تقود إلفيرا نابيولينا البنك المركزي الروسي  وسط أوضاع شديدة الالتهاب (رويترز)
تقود إلفيرا نابيولينا البنك المركزي الروسي وسط أوضاع شديدة الالتهاب (رويترز)
TT

أميركا تلغّم طريق ديون موسكو

تقود إلفيرا نابيولينا البنك المركزي الروسي  وسط أوضاع شديدة الالتهاب (رويترز)
تقود إلفيرا نابيولينا البنك المركزي الروسي وسط أوضاع شديدة الالتهاب (رويترز)

قررت الولايات المتحدة أن تلغي اعتباراً من الساعة 00,01 الأربعاء (04,01 بتوقيت غرينتش)، الإعفاء الذي يتيح لروسيا سداد ديونها الخارجية بالدولار، وفق ما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في قرار من شأنه أن يسرّع تخلّف موسكو عن سداد مستحقاتها.
وبذلك يُلغى الإعفاء من العقوبات المالية الصارمة التي فُرضت على موسكو إثر غزوها أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، قبل يومين من موعد سداد الاستحقاق المقبل.
والاستحقاق المقبل في برنامج سداد الديون الروسية موعده في 27 مايو (أيار) الجاري ومقداره هو 100 مليون يورو. وهذا المبلغ هو قيمة فائدة تستحقّ على إصدارين، أحدهما يجبر روسيا أن تسدّد المبلغ بالدولار أو اليورو أو الجنيه الاسترليني أو الفرنك السويسري، أما الثاني فيمكنها سداده بالروبل. والإعفاء سار منذ بدء الدول الغربية فرض عقوبات على روسيا على خلفية غزو أوكرانيا، وهو كان قد مكّن موسكو من تجنب التخلف عن السداد. والأسبوع الماضي قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن واشنطن كانت قد اتّخذت القرار من أجل «توفير مهلة زمنية لإجراء تحويلات منتظمة ومن أجل تمكين المستثمرين من بيع الأوراق المالية». وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستوقف العمل على الأرجح بالإعفاء الذي يسمح لموسكو بأن تسدد ديونها الخارجية بالدولار.
وفي 29 أبريل (نيسان) أكّدت حاكمة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا أنّه «لا يمكننا الحديث عن تخلّف عن السداد»، معترفة في الوقت نفسه بأنّ موسكو تواجه «صعوبات في السداد».
وتبلغ قيمة الدين الخارجي لروسيا، وفقاً لوزارة المالية الروسية، ما يقرب من 4500 إلى 4700 مليار روبل (حوالي خمسين مليار يورو بسعر الصرف الحالي)، أي 20 في المائة من إجمالي الدين العام للبلاد. وسبق لروسيا أن تخلّفت عن سداد ديون محلية بالروبل خلال الأزمة المالية في 1998، لكنّ البلاد لم تتخلّف عن سداد دين خارجي منذ 1918 عندما رفض الزعيم البولشفي فلاديمير لينين الاعتراف بالديون التي ورثتها موسكو عن نظام القيصر بعدما أطاحت به الثورة البولشفية في 1917.
وفي غضون ذلك، أعلن «بنك روسيا» المركزي، في بيان يوم الأربعاء، أنه سيعقد اجتماعا استثنائيا اليوم الخميس بشأن سعر الفائدة الرئيسي. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن البنك أنه سيعقد اجتماعا يركز على مستوى سعر الفائدة الرئيسي، على أن يتم إعلان القرار الذي يتم اتخاذه صباح اليوم أيضا، بتوقيت موسكو.
وكان نائب محافظ البنك المركزي أليكسي زابوتكين قال في وقت سابق إن اتجاهات التضخم الحالية ومعدل ارتفاع الأسعار يتباطأ بشكل ملحوظ، مضيفا أن البنك يرى إمكانية إعلان المزيد من خفض الفائدة الرئيسية خلال 2022. وكان المركزي خفض الفائدة الرئيسية بـ 3 في المائة إلى 14 في المائة في 29 أبريل، وأرجع هذا إلى أن المخاطر ذات الصلة بالأسعار والاستقرار المالي لم تعد تشهد ارتفاعا. وكان البنك خفض الفائدة أيضا بـ3 في المائة إلى 17 في المائة في 8 أبريل، بعدما رفعها بشكل حاد من 9.5 إلى 20 في المائة في 28 فبراير، بعد أيام قليلة من انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان من المقرر عقد الاجتماع التالي في العاشر من يونيو (حزيران) المقبل.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)
رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قال مسؤول أميركي، اليوم (الأربعاء)، إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد متوسط ​​المدى المدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى في «الأيام المقبلة».

ويرى مسؤولون أميركيون أن صاروخ أوريشنيك التجريبي هو محاولة للترهيب أكثر من كونه تغييراً لقواعد اللعبة في ساحة المعركة في أوكرانيا، وفق مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المعلومات الحساسة، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال المسؤول إن روسيا لديها عدد قليل فقط من هذه الصواريخ، وإنها تحمل رأساً حربياً أصغر من الصواريخ الأخرى التي أطلقتها روسيا بانتظام على أوكرانيا.

أطلقت روسيا السلاح لأول مرة في هجوم صاروخي في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) على مدينة دنيبرو الأوكرانية. وأظهر مقطع فيديو لكاميرا المراقبة للضربة كرات نارية ضخمة اخترقت الظلام وارتطمت بالأرض بسرعة كبيرة.

في غضون ساعات من الهجوم على المنشأة العسكرية، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوة نادرة بالتحدث على شاشة التلفزيون الوطني للتفاخر بالصاروخ الجديد الأسرع من الصوت. وحذّر الغرب من أن استخدامه التالي قد يكون ضد حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي الذين سمحوا لكييف باستخدام صواريخهم الأبعد مدى لضرب داخل روسيا.

أنظمة صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز «يارس» روسية تسير على طول الساحة الحمراء خلال عرض عسكري في موسكو 9 مايو 2021 (رويترز)

وجاء الهجوم حينها بعد يومين من توقيع بوتين على نسخة منقحة من العقيدة النووية الروسية التي خفضت عتبة استخدام الأسلحة النووية. وتسمح العقيدة برد نووي محتمل من قبل موسكو حتى على هجوم تقليدي على روسيا من قبل أي دولة مدعومة بقوة نووية.

وجاءت تلك الضربة أيضاً بعد وقت قصير من موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن على تخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية الأبعد مدى لضرب عمق الأراضي الروسية.

وقال بوتين في ذلك الوقت: «نعتقد أن لدينا الحق في استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا».

وقال البنتاغون إن صاروخ أوريشنيك هو نوع تجريبي من الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى، أو IRBM، يعتمد على صاروخ RS-26 Rubezh الباليستي العابر للقارات الروسي، أو ICBM. كان هجوم 21 نوفمبر هو المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مثل هذا السلاح في حرب.

ويمكن للصواريخ المتوسطة المدى أن تطير بين 500 إلى 5500 كيلومتر (310 إلى 3400 ميل). وتم حظر مثل هذه الأسلحة بموجب معاهدة من الحقبة السوفياتية تخلت عنها واشنطن وموسكو في عام 2019.

ضغط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على بوتين للتحرك للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار مع أوكرانيا، واصفاً ذلك بأنه جزء من جهوده النشطة بصفته رئيساً منتخباً لإنهاء الحرب. كتب ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع الماضي، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «يرغب زيلينسكي وأوكرانيا في إبرام صفقة ووقف الجنون».