رئيس الصين ينتقد التدخل في شؤون بلاده الداخلية

أجرى لقاءً افتراضياً مع مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان

TT

رئيس الصين ينتقد التدخل في شؤون بلاده الداخلية

دافع الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس الأربعاء، عن أداء بلاده في مجال حقوق الإنسان بعدما كشفت معلومات صحافية جديدة عن أعمال قمع ضد أقلية الأويغور المسلمة في شينجيانغ. وعارض «تسييس» حقوق الإنسان واستخدامها ذريعة للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لبلاده.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جينبينغ خلال لقاء افتراضي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، قوله: «يجب عدم تسييس قضايا حقوق الإنسان واستغلالها أو الكيل بمكيالين» بشأنها. أضاف: «كل دولة لديها وضع مختلف يعتمد على تاريخها وثقافتها وتطورها الاقتصادي... بالتالي لديها طريق للتطور في مجال حقوق الإنسان يجب أن يتوافق مع ظروفها الوطنية». وعارض«تسييس» حقوق الإنسان، قائلاً: «الدول ليست في حاجة إلى محاضرين، كما يجب عدم تسييس حقوق الإنسان واستخدامها كأداة لتطبيق المعايير المزدوجة، أو كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».
وأكد أنه يجب احترام توجهات الدول نحو حقوق الإنسان، وقال: «ليست هناك دولة مثالية في مجال حقوق الإنسان». ما أورده التلفزيون الصيني الرسمي عن اللقاء الافتراضي لم يأت على ذكر شينجيانغ في أي وقت. وباشليه هي أول مسؤول حقوقي أممي يزور الصين منذ 2005. وتجري هذه الزيارة بعيداً عن الإعلام حتى الآن، لأن الوفد الأممي وضع ضمن فقاعة صحية تبقيه بعيدا عن الصحافة الأجنبية بسبب الوضع الوبائي في الصين. لم تنشر أي تفاصيل حول الأماكن المحددة التي ستزورها باشليه ما يثير تساؤلات حول حرية حركتها على الأرض عملياً.
كان يفترض أن تزور باشليه التي تواجدت الثلاثاء والأربعاء في شينجيانغ، عاصمة المنطقة أورومتشي التي شهدت في السابق عدة اعتداءات استهدفت مدنيين. وستزور باشليه أيضا مدينة كاشغار الواقعة في جنوب المنطقة حيث العدد الكبير من الأويغور وحيث أشارت تقارير إلى أن الحملة الأمنية كانت صارمة فيها. وأتت زيارة باشليه ثمرة مفاوضات استمرت سنوات مع بكين حول شروط زيارة المفوضة الأممية إلى شينجيانغ.
بحسب مكتبها، ستجري مباحثات مع أفراد من المجتمع المدني يعملون على حقوق الإنسان.
هذه الزيارة تبدو صعبة للرئيسة التشيلية السابقة التي يمكن ألا تحظى بإمكانية تنقل حر ويمكن أن تستخدمها السلطات الصينية لغايات دعائية كما قال مراقبون.
ومنذ سنوات عديدة، تتعرض شينجيانغ (شمال غرب) التي لطالما شهدت اعتداءات نُسبت إلى انفصاليين وإسلاميين من الأويغور، للقمع باسم مكافحة الإرهاب.
وتتهم تقارير وأبحاث غربية الصين باحتجاز نحو مليون من الأويغور وأفراد أقليات مسلمة أخرى في معسكرات إعادة تأهيل، أو حتى فرض«العمل القسري» عليهم وإخضاعهم لـ«تعقيم قسري». أما واشنطن فتذهب إلى حد اتهام بكين بارتكاب«إبادة».
وأول من أمس الثلاثاء، نشرت مجموعة تضم 14 وسيلة إعلام أجنبية سلسلة وثائق قالت إن مصدرها قرصنة أجهزة كمبيوتر للشرطة في شينجيانغ. وبين هذه الوثائق، آلاف الصور لا سيما بطاقات هوية تم عرضها على أنها التقطت في «معسكرات اعتقال» في المنطقة وتظهر وجوه الكثير من«الأشخاص المحتجزين» بينهم مراهقون ومسنون.
وأعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن استنكارها بعد تسريب بيانات صينية حول القمع ضد أقلية الأويغور المسلمة في الصين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس معلقاً على الملفات المسربة المنسوبة إلى الشرطة الصينية «إننا نستنكر هذه المعلومات وهذه الصور الصادمة».
وطالبت مفوضة الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، لويزه أمتسبرغ، باشليه بالإسراع في نشر تقريرها عن انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ، مؤكدة أهمية هذا الأمر.
واعتبرت في تصريحات لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس الأربعاء، زيارة باشليه الحالية للصين بأنها صحيحة، وقالت: «لكن يجب أن يمثل ذلك بداية التحقيق في المزاعم، خاصة وأننا نفترض أن باشليه لن تحصل على اطلاع على الوقائع دون عوائق».
ودعت أمتسبرغ إلى مواجهة الصين بشكل أكثر حسما في المحافل الدولية، مضيفة أن إفلات الصين من العدالة الدولية يمثل مشكلة. ودعت إلى تغيير كبير في سياسة ألمانيا تجاه الصين. وقالت: «لا ينبغي مواصلة العلاقات الثنائية على هذا النحو... نحن بحاجة إلى نقاش مفتوح حول اعتماداتنا الاقتصادية على الدول التي لديها مثل هذه السجلات المروعة في مجال حقوق الإنسان»، مضيفة أن ضرورة ذلك اتضحت بالفعل من الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا.
وذكرت أمتسبرغ أنه يتعين أولاً التأكد من أن الشركات الألمانية لا تشتري أي منتجات تم تصنيعها عبر العمل القسري. وأضافت: «الشركات الألمانية والحكومة الألمانية تتحمل مسؤولية مباشرة هنا»، مشيرة إلى أن قانون سلاسل التوريد الألماني يوفر إطاراً لذلك، ولكن يجب تحسينه بناء على لوائح الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.