«قسد» تستعد للهجوم التركي و«تتبادل الإحداثيات» مع قوى دولية

عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» يقوم بمهمة الحراسة خلال زيارة وفد روسي لمدينة القامشلي في الحكسة لتسلم أيتام من عائلات أفراد في تنظيم «داعش» يوم 14 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» يقوم بمهمة الحراسة خلال زيارة وفد روسي لمدينة القامشلي في الحكسة لتسلم أيتام من عائلات أفراد في تنظيم «داعش» يوم 14 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT

«قسد» تستعد للهجوم التركي و«تتبادل الإحداثيات» مع قوى دولية

عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» يقوم بمهمة الحراسة خلال زيارة وفد روسي لمدينة القامشلي في الحكسة لتسلم أيتام من عائلات أفراد في تنظيم «داعش» يوم 14 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
عنصر من «قوات سوريا الديمقراطية» يقوم بمهمة الحراسة خلال زيارة وفد روسي لمدينة القامشلي في الحكسة لتسلم أيتام من عائلات أفراد في تنظيم «داعش» يوم 14 أبريل الماضي (أ.ف.ب)

قالت «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» إنها تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة لمناطق نفوذها شمال شرقي سوريا، وتتبادل المعلومات والإحداثيات الميدانية مع القوى الدولية الضامنة للاتفاقيات مع أنقرة، في وقت كشفت فيه قيادات عسكرية ميدانية عن أن الجيش التركي بدأ التعزيز والتحشيد في مواقعه على طول مناطق التماس في كل من بلدة عين عيسى بريف محافظة الرقة الشمالي وبلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي.
وتعليقاً على التهديدات التركية والتصعيد العسكري؛ قال مدير «المركز الإعلامي» لقوات «قسد»، فرهاد شامي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن خريطة توزع وانتشار القوى الدولية الضامنة في مناطق شمال شرقي سوريا لا تشير إلى تغيير استراتيجي يذكر. وتابع أن «تسخين الأجواء واستعراض قوة الاحتلال من قبل الدولة التركية يأتيان في سياق محاولات ضرب الاستقرار»، متهماً تركيا بمحاولة «إعادة تنشيط فلول (داعش) الإرهابي». وأكد أن القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» تدرس مستوى التهديد التركي لمناطق نفوذها شرق الفرات و«نتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة».
ميدانياً؛ قالت قيادات عسكرية في صفوف «قسد» إن الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة الموالية لأنقرة يعززون مواقعهم ويحشدون قواتهم على طول خطوط التماس في بلدتي عين عيسى بالرقة وتل تمر بالحسكة، بالتزامن مع استقدام أسلحة ثقيلة وسط تحليق دائم ومكثف للطائرات المسيرة. وقال رياض الخلف قائد «مجلس تل أبيض العسكري» المنضوي في صفوف «قسد»، إن تركيا وحلفاءها «استقدموا تعزيزات كبيرة وحشدوا قوات على أطراف بلدة عين عيسى وعدد من القرى المجاورة، لشن هجمات جديدة للوصول إلى الطريق الدولي (إم 4) وفرض طوق عسكري ناري على عين عيسى».
وأسقطت قوات «قسد» قبل يومين طائرة مسيرة تابعة للقوات التركية شرق عين عيسى. ونشر موقع القوات الرسمي مقطعاً مصوراً يظهر حطام الطائرة، علماً بأن الجيش التركي يشن ضربات بالمدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ، إضافة إلى قصف من الطائرات المسيرة، على قرى المعلق والجديدة والخالدية والهوشان ومخيم عين عيسى بالريف الشرقي للبلدة. كما طال القصف قرى المشيرفة والفاطسة وجهبل بالريف الغربي لعين عيسى وقرية صيدا شمالها. وذكر الخلف أنهم سجلوا ووثقوا «أكثر من 120 انتهاكاً بمختلف أنواع الأسلحة؛ من بينها راجمات الصواريخ والقذائف المدفعية الثقيلة والمتوسطة، بالإضافة إلى استهداف المواطنين بالطيران المسير من قبل الاحتلال التركي».
ومنذ بداية أبريل (نيسان) الماضي، تحولت ناحية عيسى إلى مسرح لجهات متحاربة، فالقوات الروسية المنتشرة في محيط المنطقة رفعت سواتر ترابية وتعمل على حماية القوات الحكومية السورية، فيما خفضت من دورياتها وتحركاتها لضبط التوتر والهجمات المتكررة التي تنطلق من مناطق الفصائل السورية المسلحة التي تدعمها تركيا وتستهدف مناطق انتشار قوات «قسد» المتحالفة مع الولايات المتحدة وتسيطر على مركز الناحية والقسم الأكبر من ريفها.
وفي بلدة تل تمر شمال مدينة الحسكة حيث الجبهة الثانية الساخنة، قال فرهاد جان فدا؛ وهو قائد ميداني في صفوف «مجلس تل تمر العسكري» التابع لـ«قسد»، إنهم مستمرون في الدفاع عن المنطقة، موضحاً أن «هناك تحركات مكثفة للاحتلال التركي والفصائل الموالية على خطوط التماس، تزامناً مع استقدام أسلحة ثقيلة إلى قواعد ونقاط عسكرية وسط تحليق دائم للطيران المسير». وأشار إلى أن الهجمات طالت قرى آشورية مأهولة بالسكان، متحدثاً عن محاولة لـ«إفراغ المنطقة من سكانها ثم احتلالها... فالمحتل يستغل انشغال المجتمع الدولي بالحرب الروسية على أوكرانيا، لشن هجمات عسكرية موسعة على شمال شرقي سوريا واحتلال مزيد من الجغرافيا السورية».
ونفى القيادي تحرك وتدخل القوات الروسية المنتشرة في محيط المنطقة التي تعمل على ضمان اتفاقيات وقف إطلاق النار وخفض التصعيد مع تركيا في المنطقة، وشدد على أن نقاطها تعرضت للقصف قبل أيام غرب تل تمر. وتابع أن القصف التركي استهدف أيضاً «قوات حرس الحدود التابعة لحكومة دمشق، لكنها التزمت الصمت تجاه هذه الخروقات ولم ترد حتى على مصادر النيران».
سياسياً، دعت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، إلهام أحمد، الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية (الضامنة لاتفاقات وقف إطلاق النار مع تركيا) إلى وضع حد لهجمات تركيا على سكان بلدتي عيسى وتل تمر و«كبح انتهاكاتها». ونشرت أحمد تغريدة على حسابها الشخصي بموقع «تويتر» قالت فيها إن الهجوم التركي «على منطقة متعددة الثقافات يسكنها الأكراد والعرب والآشوريون هو استمرار لنهج الإبادة الجماعية ضد شعبنا. يجب وقف هذه الهجمات؛ خاصة من قبل الدول التي ضمنت اتفاق وقف إطلاق النار». وحذرت القيادية الكردية من الخطة التركية لتوطين مليون سوري وتبعات تدخل أنقرة في الأزمة السورية، عادّةً أن ذلك «يغلق أي مبادرة للحل... هذه السياسات (التركية) تضر بمصالح السوريين والقوى الفاعلة أيضاً.
فالمشروع التركي تطهير عرقي. تغيير ديمغرافية سكان تلك المناطق سيؤدي إلى توترات عرقية على المدى الطويل». وشددت على أنها مع عودة كل لاجئ سوري إلى مدينته وقريته الأصلية «بشكل طوعي وحر وآمن وليس بشكل قسري».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.