موافقة مصرية على استقبال رحلات «الهدنة اليمنية» من مطار صنعاء

TT

موافقة مصرية على استقبال رحلات «الهدنة اليمنية» من مطار صنعاء

حققت المساعي الأممية اختراقاً جديداً في مسار الهدنة اليمنية، بعد موافقة السلطات المصرية على استقبال رحلات تنطلق من مطار صنعاء الخاضع للميليشيات الحوثية، وذلك في وقت يشدد فيه مجلس القيادة الرئاسي على ضرورة فك الحصار عن تعز، بالتوازي مع المساعي التي يقودها المبعوث الأممي في هذا الشأن، ووسط آمال بتمديد الهدنة التي تنتهي مطلع الشهر المقبل.
وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في تغريدة أمس (الثلاثاء) عن شكر بلاده للسلطات المصرية على الموافقة على تسيير رحلات مباشرة بين صنعاء والقاهرة، وفقاً لاتفاق الهدنة.
وأوضح بن مبارك أن الجهات المختصة في البلدين «ستعمل خلال الأيام القادمة للتنسيق واستكمال الإجراءات الفنية لتسيير الرحلات»، على غرار ما هو معمول به في الرحلات القائمة إلى العاصمة الأردنية عمان.
وكانت الخارجية المصرية قد قالت في بيان، إن وزيرها سامح شكري تلقى اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عبر فيه عن خالص شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي للسماح بتسيير رحلات طيران مباشرة بين القاهرة وصنعاء، في إطار الهدنة الأممية في اليمن.
ونقل البيان عن الوزير شكري «أمله في أن تسهم تلك الخطوة في تثبيت الهدنة الأممية في اليمن، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، والإسهام في جهود إحلال الاستقرار والأمن في اليمن، ودعم إيجاد تسوية مستدامة للأزمة هناك».
ونص اتفاق الهدنة التي بدأت في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي لمدة شهرين على وقف شامل لإطلاق النار، وتسيير رحلات من صنعاء الخاضعة للحوثيين إلى القاهرة وعمان بواقع رحلتين أسبوعياً، مع السماح بدخول 18 سفينة وقود إلى الحديدة، والشروع في محادثات لفك الحصار عن تعز، وفتح الطرق الحيوية.
وعلى الرغم من الهدنة فإن الميليشيات الحوثية تواصل خروقاتها على نحو يومي في مختلف الجبهات؛ حيث أفاد الإعلام العسكري أمس (الثلاثاء) بصد هجوم للميليشيات الحوثية في جبهة مقبنة غرب تعز، وذلك غداة إطلاق الميليشيات طائرة مُسيَّرة من صنعاء، قبل أن تسقط وسط المدينة، وتؤدي إلى مقتل 3 مدنيين على الأقل في جولة «الرويشان» بشارع حدة.
ووسط المساعي التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لإطلاق مسارات متعددة من مشاورات السلام الشامل تأسيساً على الهدنة التي يأمل تمديدها في الأيام المقبلة، يخوض مفاوضون حكوميون وآخرون حوثيون في العاصمة الأردنية عمان مشاورات برعاية أممية، للتوصل إلى خطة مشتركة لفك الحصار عن تعز وفتح الطرق الحيوية، وهي القضية التي يشدد عليها مجلس القيادة الرئاسي. وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، قد كشف عن إصلاحات مرتقبة في المؤسستين العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب، خلال لقائه في عدن (الاثنين) السفير البريطاني ريتشارد أوبنهايم.
وأكد العليمي على ضرورة حشد الدعم الدولي لإصلاحات المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية، وخصوصاً في إعادة تأهيل وتحسين خدمات المناطق المحررة، وفي المقدمة العاصمة المؤقتة عدن.
وبحسب المصادر الرسمية، ناقش اللقاء «الإجراءات المطلوبة لتمديد الهدنة، في ظل استمرار تعنت الميليشيا الحوثية إزاء تعهداتها بموجب الاتفاق الذي أوفى فيه مجلس القيادة وتحالف دعم الشرعية بكافة التزاماتهم الإنسانية والعسكرية».
وأكد العليمي وأعضاء مجلس القيادة «أهمية الضغط الدولي والبريطاني من أجل دفع الجماعة المسلحة لتنفيذ التزاماتها، فيما يتعلق بمعابر تعز والمحافظات الأخرى، ودفع رواتب الموظفين من رسوم سفن المشتقات النفطية».
إلى ذلك، أعلن مكتب المبعوث الأممي أمس (الثلاثاء) أن هانس غروندبرغ اختتم اجتماعاً استمر يومين مع خبراء اقتصاديين يمنيين من مختلف الخلفيات، للتشاور معهم حول أولويات عملية السلام متعددة المسارات؛ حيث «أشاد المشاركون والمشاركات بالزخم الذي قدمته الهدنة حول القضايا الاقتصادية، وحددوا فرص تحفيز مزيد من التقدم في هذا المسار». وبحسب بيان رسمي بثه الموقع الرسمي للمبعوث: «ركزت النقاشات على تحديد أهم القضايا التي تجب معالجتها في المسار الاقتصادي لأي حوار ينشأ بين الأطراف في المستقبل، وفي المسار الاقتصادي لعملية متعددة المسارات تقودها الأمم المتحدة. وتضمنت هذه القضايا مسألة تنسيق السياستين المالية والنقدية، وتحقيق الاستقرار في سعر صرف العملة في كل أنحاء اليمن، والإيرادات الحكومية، وتمويل رواتب الخدمة المدنية، وارتفاع تكاليف السلع بسبب القيود المفروضة على حرية التنقل وازدواجية الضرائب، وإعادة الإعمار، والدين العام، إضافة إلى المسائل الاستراتيجية الأخرى ذات الأولوية».
وإضافة إلى ذلك: «ركزت النقاشات على ضرورة التنسيق بين القطاعات الحيوية التي يمكن أن يكون لها أثر مباشر على حياة المدنيين وسبل عيشهم» بحسب البيان.
ونقل البيان عن غروندبرغ قوله: «إنَّ التصدي لتدهور الاقتصاد اليمني سيكون محوراً مركزياً لرفع المعاناة المزمنة التي يرزح تحتها المدنيون اليمنيون، وكذلك للوصول إلى حل مستدام لبعض المسببات الرئيسة للنزاع».
وأضاف: «من المهم تحديد المجالات التي يمكن لجهودنا أن تثمر فيها بفعالية عن مساعدة الأطراف في العثور على أرضية مشتركة لمعالجة القضايا التي لها أثر على جميع اليمنيين في مختلف أنحاء اليمن».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.