انهيار قياسي جديد لليرة اللبنانية ينعكس تفاقماً في الأزمة المعيشية

الدولار يحلّق... والمصارف تحذّر المودعين: «الدولة ألغت مدخراتكم»

TT

انهيار قياسي جديد لليرة اللبنانية ينعكس تفاقماً في الأزمة المعيشية

لم يكن الانهيار القياسي المستجد في سعر صرف الليرة، الحدث الأسوأ الذي داهم اللبنانيين أمس، الذي يشي بتعميق أكثر حدة للأزمة المعيشية الحادة التي تستمر بالتفاقم على مدار الانهيارات المالية والنقدية المتواصل، منذ خريف العام 2019 والتي أوقعت نحو 83 في المائة من المقيمين تحت خط الفقر. بل نافس الطارئ من حيث الأهمية وما يلحقه من التداعيات الدراماتيكية، الخطاب المباشر الذي عممته جمعية المصارف، منذرة المودعين بأن الحكومة قررت بشطحة قلم إلغاء مدخراتهم في البنوك.
وبدت استعادة مشهدية الفوضى النقدية العارمة، مصحوبة بإرباكات واسعة النطاق في أسواق الاستهلاك، حسب مصادر مالية ومصرفية رفيعة المستوى تواصلت معها «الشرق الأوسط»، بمثابة المرآة العاكسة لوقائع عودة الحماوة إلى الإرباكات السياسية وتصاعد السجالات الداخلية بشأن ملفات حيوية يتقدمها ملف الكهرباء، تزامناً مع تحول المهام الحكومية إلى تصريف الأعمال بالنطاق الضيق، والضبابية التي تكتنف آليات الانطلاقة الجديدة للسلطة التشريعية بدءاً من انتخاب رئيس المجلس النيابي وهيئة المكتب ورؤساء اللجان.
وأسهم في تغذية سلبية هذه العوامل السياسية، وفقاً لتحليل المصادر، التأثير التلقائي لانحسار دور البنك المركزي في إدارة «اللعبة» النقدية عبر منصة «صيرفة». إذ إن تعهدات حاكم مصرف لبنان بتهدئة التعاملات النقدية وسعر صرف العملة الوطنية، انتهت مفاعيلها مع تمرير استحقاق الانتخابات النيابية، وأضحت صعبة التحقق لفترة أطول بسبب التقلص المتزايد في مخزون احتياطات العملات الأجنبية لديه إلى حدود 10 مليارات دولار، بينما تتراكم طلبات تغطية اعتمادات بالدولار لمصاريف الدولة ولمستوردات حيوية غير قابلة للتأجيل، وبينها مستحقات فواتير الأدوية المخصصة للأمراض المستعصية والمزمنة.
وبالفعل، شهدت التبادلات النقدية في الأسواق غير النظامية انحساراً حاداً لعرض الدولار الأميركي، مقابل صعود استثنائي في حركة الطلب من التجار والمستوردين والأفراد، ما أفضى إلى ارتفاعات صاروخية فورية في عمليات التسعير تعدى معها الدولار عتبة 33 ألف ليرة صباحاً، ليخترق ظهراً السقف القياسي متخطياً مستوى 34 ألف ليرة. بينما كانت العمليات الجارية عبر منصة «صيرفة» محدودة وانتقائية بسعر يقارب 25 ألف ليرة للدولار.
وفي تفاعل سريع وغير مفاجئ، رصدت «الشرق الأوسط»، انتقال عوامل الإرباك والفوضى إلى أسواق الاستهلاك، مسبوقة بتسجيل ارتفاعات جديدة وكبيرة في أسعار المشتقات النفطية كافة والغاز المنزلي مع قابلية للمزيد في الأيام القادمة ربطاً بترقب مواصلة البنك المركزي رفع سعر تداول الدولار على منصة «صيرفة» تماهياً مع المستوى المتداول في الأسواق الحرة. ولا سيما أن المنصة تغّطي، وحتى إشعار آخر، الطلب الخاص بشركات استيراد المحروقات.
ومع تسجيل غياب شبه تام لأي تحركات حكومية أو من السلطة النقدية لكبح جماح التدهور المستجد في أسواق الاستهلاك ومبادلات العملات، أظهر استقصاء ميداني أولي، تخلي أغلب أصحاب السوبر ماركت ومحلات البيع بالتجزئة وبالجملة عن السعر التحوطي السابق للدولار عند مستوى 35 ألف ليرة، وتغييره بسعر يقارب 40 ألف ليرة أو بالإحجام عن عرض المواد والسلع، مع ميل الكثيرين بينهم إلى اعتماد الخيارين معاً.
وأكد رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، أنّ الواقع الغذائي في لبنان الذي لم يشهد أي تحسّن منذ شهرين، ازداد سوءاً جراء الحرب في أوكرانيا والبلبلة في الأسواق العالمية، وكذلك جراء عودة سعر صرف الدولار إلى الارتفاع في السوق المحلية فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها مصرف لبنان في تمويل المواد الاستهلاكية الأساسية كالقمح والبنزين.
وفيما نوّه بعدم وجود أي مخاطر من فقدان المواد الغذائية، خصوصاً أن مستوردي المواد الغذائية كانت لديهم الكفاءة والمرونة في إيجاد البدائل للكثير من المواد الغذائية وفي أسواق عالمية مختلفة، إلا أنه نبّه من أمور لم تكن محسوبة بدأت تضغط بقوة على الأمن الغذائي للبنانيين، وتتمثل بما يسجله سعر صرف الدولار من ارتفاع متواصل يؤدي إلى انخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية وبالتالي ارتفاع أسعار كل السلع ومنها المواد الغذائية.
وشدد على أنّ «التحدي الأكبر اليوم، ليس في تأمين المواد الغذائية، إنما في قدرة المواطن على دفع ثمنها لا سيما بعدما اقترب سعر صرف الدولار من 34 ألف ليرة توازياً مع تدني القدرة الشرائية للمواطنين بشكلٍ أكبر»، مستخلصاً إزاء ذلك، «المطلوب فوراً من القوى السياسية إيجاد حلول جذرية للأزمة الاقتصادية قبل فوات الأوان»، ومبدياً خوفاً شديداً في حال استمرار الأمور بالتطوّر السلبي لا سيما على مستوى سعر الدولار، من عدم تمكّن شريحة كبيرة من اللبنانيين من الحصول على كامل احتياجاتها من الغذاء كما الدواء والخدمات الاستشفائية وخلافه.
وعلى منوال «المصائب لا تأتي فرادى»، صعق غالبية العملاء في البنوك اللبنانية بمضمون المخاطبة المباشرة التي بلغتهم عبر بيان رسمي لجمعية المصارف وَرَدَ فيه حرفياً: «أبشروا أيها المودعون، لأن الدولة اللبنانية ألغت ودائعكم بشخطة (شطحة) قلم. فهذا كلّ ما تمخّض عن عبقرية (الخبراء) على الرغم من وجود خطط بديلة واضحة، ولا سيما تلك التي اقترحتها (جمعية مصارف لبنان) والقاضية بإنشاء صندوق يستثمر، ولا يتملّك، بعض موجودات الدولة وحقوقها، ليعيد إلى المودعين حقوقهم، وإن على المدى المتوسط والبعيد».
ولوحظ أن البيان «الصاعق» خرج عن مألوف الخطابات الرسمية الهادئة للجمعية، ليطلق تحذيرات عالية السقف بالدعوة إلى تراصِّ المودعين مع المؤسسات المصرفية رفضاً لخطة النهوض المالي التي نشرت «الشرق الأوسط» تفاصيلها مطلع هذا الأسبوع بعدما أقرّتها الحكومة في آخر جلسة لها قبل التحول إلى مهام «تصريف الأعمال»، والقاضية بتحميل المودعين والبنوك كامل تبعات الفجوة المالية البالغة نحو 73 مليار دولار.
ومع رفع شعار «رضيت الضحية ولم يرضَ الجاني»، نوّه بيان الجمعية إلى «أن الدولة تتذرع بأن هذه العائدات هي ملك للشعب ولا دخل للمودعين بها كأن استنزاف أموال المودعين لدعم الشعب كان محللاً، أما استعادة المودعين لأموالهم فهي محرّمة. أما أن يتحفنا البعض بالقول إن المداخيل المستقبلية للدولة هي ملك الأجيال القادمة، فذلك مرفوض كون مدّخرات الآباء تعود للأجيال القادمة أيضاً، فلا تعدموا جيلين تحت مسمى الحفاظ على مستقبل الأجيال».
وفي ربط بين الاستهلال والاستنتاج ورد في متن البيان الذي جرى تعميمه أمس: «أبت الحكومة اللبنانية إلاّ أن تودِّع اللبنانيين بشكل عام والمودعين بشكل خاص، عبر إقرار خطة نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعاده الشامي القاضية بتنصّل الدولة ومصرف لبنان (المركزي) من موجباتهما بتسديد الديون المترتبة بذمتهما، وتحميل كامل الخسارة الناتجة عن هدر الأموال التي تتجاوز السبعين مليار دولار أميركي إلى المودعين، بعد أن قضت الخطة على الأموال الخاصة بالمصارف. أما في المحصّلة، فإن جمعية المصارف تجدّد رفضها لخطة كُتِبت بأموال المودعين وأموال المصارف وهي تقف صفّاً واحداً مع المودعين لرفض هذه الخطة التي لا نهوض فيها إلا في اسمها».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

مصادر محلية في اللاذقية: ما حصل من عنف خلال الاحتجاجات استغلال لحق التظاهر السلمي

تظاهر أفراد من الطائفة العلوية في اللاذقية مطالبين بالفيدرالية وإنهاء ما وصفوه بالقتل والانتهاكات (رويترز)
تظاهر أفراد من الطائفة العلوية في اللاذقية مطالبين بالفيدرالية وإنهاء ما وصفوه بالقتل والانتهاكات (رويترز)
TT

مصادر محلية في اللاذقية: ما حصل من عنف خلال الاحتجاجات استغلال لحق التظاهر السلمي

تظاهر أفراد من الطائفة العلوية في اللاذقية مطالبين بالفيدرالية وإنهاء ما وصفوه بالقتل والانتهاكات (رويترز)
تظاهر أفراد من الطائفة العلوية في اللاذقية مطالبين بالفيدرالية وإنهاء ما وصفوه بالقتل والانتهاكات (رويترز)

رأت مصادر محلية في محافظة اللاذقية أن ما حصل من تجاوزات وعنف خلال الاحتجاجات التي دعا لها الشيخ غزال غزال، هو استغلال لما أجازه القانون والدولة السورية، أي (التظاهر السلمي)، وتحويله إلى ما يخالف القانون ويهدد الأمن والاستقرار الداخلي.

وعملت عناصر الشرطة في بداية انطلاق المظاهرات على استيعاب تجاوزات واعتداءات قام بها متظاهرون في مدينتي اللاذقية وبانياس بريف طرطوس، ومنع حصول احتكاكات مع مشاركين في مظاهرات مؤيدة للحكومة.

لكن الأمر تطور لاحقاً إلى إطلاق نار على سيارات عناصر الأمن، ومن ثم على العناصر أنفسهم.

وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا، الأحد، أن مشهد هجوم فلول النظام البائد بوحشية على المتظاهرين السلميين يعد انتصاراً للثورة السورية.

وأكد البابا لـ«الإخبارية» أن قوى الأمن الداخلي تتعامل بقدر عالٍ من الانضباط والأخلاق الكريمة، مبيناً أن الاحتجاجات اليوم هي نتيجة دعوات انفصالية، ومشيراً إلى أن النظام البائد حرم الساحل من الخدمات وحوّل السكان إلى حطب.

إبعاد ضابط شرطة مصاب عن منطقة الاحتجاجات في اللاذقية (أ.ب)

وأوضح أن تحريك الغوغاء للابتزاز السياسي للدولة ومحاولة تحصيل مكاسب سياسية في التفاوض، لن يجدي نفعاً.

وبين أن تفجير المسجد في حمص استهدف عدة مكونات وليس مكوناً واحداً، وهناك رؤوس معينة تحرك ما يجري للإضرار بالشعب السوري في المنطقة الساحلية.

من جهته، اتهم النائب المنتخب في مجلس الشعب عن محافظة اللاذقية، الدكتور أوس فائز عثمان، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى الشيخ غزال غزال وفلول النظام التابعة له، باستغلال تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب، الجمعة الماضي، في حي وادي الذهب ذي الأغلبية العلوية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يريدون الذهاب بالبلاد إلى فتنة».

لقاء الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق وجهاء وأعيان محافظتي اللاذقية وطرطوس (سانا)

والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع منتصف ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في قصر الشعب بدمشق، وجهاء وأعيان محافظتي اللاذقية وطرطوس بحضور المحافظين المعنيين، وذلك في إطار جهود القيادة لتعزيز الاستقرار والمشاركة الشعبية في تطوير البلاد.

وذكر عثمان أنه تم التوصل خلال اللقاء إلى اتفاق لإخراج الموقوفين من أبناء المنطقة الساحلية وتسوية شؤون العسكريين وإعادة الموظفين إلى وظائفهم، وقد تمت أول خطوة منذ يومين بإخراج نحو 70 موقوفاً من اللاذقية، واليوم، كان من المقرر أن يخرج 250 آخرون، موضحاً أن الدولة تعمل على تنفيذ التزاماتها تجاه المنطقة الساحلية.

وأوضح: «نحن معتادون على عدم الحديث بالطائفية، فاللغة الطائفية هي اللغة الإيرانية»، لافتاً إلى أن غزال يتواصل مع مجموعة من فلول الأسد ويفتعلون هذه الأحداث.

مداخلة من أحد أعضاء وفد الساحل السوري في لقاء الرئيس أحمد الشرع بدمشق وجهاء وأعيان محافظتي اللاذقية وطرطوس (سانا)

ولفت عثمان إلى قيامه بمحاولات من أجل تهدئة الأمور، حيث أصدر وجهاء وأعيان في مدينة القرداحة بياناً يطالب بالهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة، عقب دعوة غزال. وأكد أن الأغلبية الساحقة في المنطقة الساحلية لا تريد التقسيم ولا الفيدرالية التي يطالب بها غزال وجماعته، وقال «نحن لا نقبل بهذا الأمر».

وذكر النائب أن غزال ومجموعات ما تسمى «سرايا درع الساحل» و«سرايا الجواد» و«سهيل الحسن»، هم من يقومون بهذه الأحداث التي تهدف إلى الفتنة، وأضاف: «يريدون تدمير ما تبقى من سوريا بعد أن دمر بشار الأسد الهارب وجماعته قسماً كبيراً منها»، لافتاً إلى أن الطائفة العلوية دفعت ثمناً غالياً جداً خلال حكمه.

وشدد عثمان على ضرورة أن تأخذ الأجهزة الأمنية دوراً أكثر تشدداً على الأرض باعتقال الرؤوس التي تمول وتدفع إلى هذه الأحداث.

وبعدما وصف أعداد المشاركين في المظاهرات بأنها «متواضعة»، قدر عثمان أعدادهم بما لا يتجاوز العشرين ألفاً على امتداد الساحل الذي يصل عدد سكانه من العلويين إلى نحو 4-5 ملايين؛ أي واحد ونصف في المائة من عدد سكان المنطقة.

وحول نوع الفيدرالية التي يطالب بها غزال وأتباعه، أوضح عثمان: «هم لا يعرفون ماذا تعني الفيدرالية. إذا كانوا يطالبون بفيدرالية سياسية فهي تقسيم. وعندما تسألهم في الشارع عن ذلك لا يعرفون حدودها، وحتى غزال نفسه الذي فر إلى خارج البلاد منذ التحرير لا يعرف ما هو معنى الفيدرالية».


تقرير: نتنياهو فكر في فتح معبر رفح قبل لقاء ترمب لكنه تراجع

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 4 فبراير 2025 (أرشيفية - إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 4 فبراير 2025 (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

تقرير: نتنياهو فكر في فتح معبر رفح قبل لقاء ترمب لكنه تراجع

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 4 فبراير 2025 (أرشيفية - إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 4 فبراير 2025 (أرشيفية - إ.ب.أ)

نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصدر قوله، يوم الأحد، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض فتح معبر رفح الذي تسيطر عليه إسرائيل بين مصر وغزة في كلا الاتجاهين كبادرة حسن نية قبل اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

لكن المصدر أضاف أن نتنياهو تراجع عن الفكرة بعد معارضة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

كان موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي قد نقل عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إنهم يخشون أن يعمل نتنياهو على عرقلة عملية السلام واستئناف الحرب مع «حماس».

كما صرّح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، بأن نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وتتواصل المحادثات لدفع المرحلة التالية من خطة الرئيس ترمب لإنهاء الصراع المستمر منذ عامين في غزة.

وتنص الخطة على إدارة فلسطينية تكنوقراط مؤقتة في القطاع، يشرف عليها «مجلس سلام» دولي، وتدعمها قوة أمنية متعددة الجنسيات.


ترشيح هيبت الحلبوسي لرئاسة البرلمان العراقي

هيبت الحلبوسي (صورة من صفحته على إكس)
هيبت الحلبوسي (صورة من صفحته على إكس)
TT

ترشيح هيبت الحلبوسي لرئاسة البرلمان العراقي

هيبت الحلبوسي (صورة من صفحته على إكس)
هيبت الحلبوسي (صورة من صفحته على إكس)

ذكرت وكالة الأنباء العراقية، اليوم (الأحد)، أن المجلس السياسي الوطني أعلن ترشيح «هيبت الحلبوسي» لرئاسة البرلمان.

كان رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان قد أكد أهمية احترام المواعيد الدستورية لانتخاب الرئاسات الثلاث لمجلس الوزراء ومجلس النواب والجمهورية.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن زيدان قوله: «جلسة مجلس النواب الجديد الأولى في 29 ديسمبر (كانون الأول) يجب أن تنتهي بتسمية رئيس مجلس النواب ونائبيه، ولا يمكن دستورياً وقانونياً تأجيلها او تمديدها».