إغلاقات الصين وإعادة فتحها تتلاعبان بأسعار النفط

عامل توصيل بفرز الطرود خارج شقة بعد أن أمرت السلطات بمنعهم من دخول المبنى بسبب الإجراءات الوبائية يوم الاثنين 23 مايو (أيار) 2022 في بكين (أ.ب)
عامل توصيل بفرز الطرود خارج شقة بعد أن أمرت السلطات بمنعهم من دخول المبنى بسبب الإجراءات الوبائية يوم الاثنين 23 مايو (أيار) 2022 في بكين (أ.ب)
TT

إغلاقات الصين وإعادة فتحها تتلاعبان بأسعار النفط

عامل توصيل بفرز الطرود خارج شقة بعد أن أمرت السلطات بمنعهم من دخول المبنى بسبب الإجراءات الوبائية يوم الاثنين 23 مايو (أيار) 2022 في بكين (أ.ب)
عامل توصيل بفرز الطرود خارج شقة بعد أن أمرت السلطات بمنعهم من دخول المبنى بسبب الإجراءات الوبائية يوم الاثنين 23 مايو (أيار) 2022 في بكين (أ.ب)

تراجعت أسعار النفط خلال النصف الثاني من جلسة أمس الاثنين، بسبب المخاوف بشأن جهود الصين لمكافحة جائحة «كوفيد» من خلال عمليات الإغلاق، حتى مع إعادة فتح شنغهاي أبوابها في أول يونيو (حزيران).
وأضر الإغلاق في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بالإنتاج الصناعي والبناء، مما دفع إلى اتخاذ خطوات لدعم الاقتصاد، منها خفض معدل الرهن العقاري أكبر من المتوقع يوم الجمعة الماضي.
كما أدى عدم قدرة الاتحاد الأوروبي على التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن حظر النفط الروسي لغزو أوكرانيا، إلى الحيلولة دون تعزيز ارتفاع أسعار النفط، الذي بدأه في التعاملات المبكرة.
وارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة، نتيجة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة وشح الإمدادات وتراجع طفيف للدولار، في الوقت الذي تستعد فيه شنغهاي للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد إغلاق دام شهرين، مما أثار مخاوف بشأن تباطؤ حاد في النمو.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 0.11 في المائة إلى 112.33 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.49 المائة إلى 109.80 دولار للبرميل.
في غضون ذلك، بدأت شركات حكومية إيرانية الاستعداد لتجديد مركز باراغوانا لتكرير النفط، أكبر مصفاة نفط في فنزويلا، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 955 ألف برميل يومياً، بعدما أبرمت عقداً لإصلاح أصغر مصفاة هناك.
ومن شأن هذه الصفقة تعميق العلاقات التي أصبحت شريان حياة لقطاع النفط المتداعي في فنزويلا وسط أزمة نتجت عن سوء الإدارة ونقص الاستثمار وعقوبات أميركية صارمة على مدى عقود.
كانت إيران، التي ترزح كذلك تحت وطأة عقوبات أميركية، قد أمدت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بالوقود ومواد التخفيف، التي تستخدم في تقليل كثافة الخام ليصبح قابلاً للتصدير، وتقدم لها منذ عام 2020 قطع الغيار لإصلاح وتحديث شبكة التكرير الفنزويلية التي تبلغ طاقتها 1.3 مليون برميل يومياً.
ووقعت وحدة تابعة للشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط عقداً هذا الشهر بقيمة 110 ملايين يورو (116 مليون دولار) مع شركة النفط الحكومية الفنزويلية «بي ديفي إس إيه» لإصلاح وتوسعة مصفاة «إل باليتو» التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 146 ألف برميل يومياً.
ومشروعها التالي هو باراغوانا، وهو مجمع يضم مصفاتين من بين أكبر مصافي العالم، وقالت المصادر إن العقد يجري التشاور عليه في الوقت الراهن. وعمل مجمع التكرير، المعروف باسم «سي آر بي»، بنحو 17 في المائة فقط من طاقته في أبريل (نيسان)، حسب تقديرات مستقلة.
وقال أحد المصادر، «خلال عام واحد ستكون إيران قادرة على إحضار رجالها إلى باراغوانا... كانوا يركزون بدرجة كبيرة على التحضير بما في ذلك تسكين العاملين».


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.