قوانين كرة القدم ليست مثالية وتستحق محاولة جدية لتغييرها للأفضل

ضربات الجزاء بسبب لمسة اليد... منع الهجمات الواعدة... الاعتناء بصحة الرأس... أمور تتطلب تعديلات ضرورية من أجل اللعبة

حكام الفيديو لا بد أن يتدخلوا بأثر رجعي لتنبيه الحكم عن المخالفات (رويترز)
حكام الفيديو لا بد أن يتدخلوا بأثر رجعي لتنبيه الحكم عن المخالفات (رويترز)
TT

قوانين كرة القدم ليست مثالية وتستحق محاولة جدية لتغييرها للأفضل

حكام الفيديو لا بد أن يتدخلوا بأثر رجعي لتنبيه الحكم عن المخالفات (رويترز)
حكام الفيديو لا بد أن يتدخلوا بأثر رجعي لتنبيه الحكم عن المخالفات (رويترز)

هناك بعض القوانين المثيرة للجدل في كرة القدم، ومن أبرزها بالطبع القانون المتعلق باحتساب ركلات الجزاء عندما تصطدم الكرة بيد المدافع، وخير مثال على ذلك ما حدث الأسبوع الماضي في الدوري الإنجليزي عندما تم احتساب ركلة جزاء لتوتنهام أمام بيرنلي بعدما اصطدمت الكرة التي سددها اللاعب الكولومبي دافينسون سانشيز بذراع آشلي بارنز. فهل كان ذراع بارنز في وضعه الطبيعي، أم أنه حركه ليغير اتجاه الكرة؟
الآن، بموجب نص القانون - أو بعبارة أخرى، بموجب القانون فقط - احتسبت ركلة جزاء ضد لاعب بيرنلي كان لها تأثير فيما يتعلق بالصراع الذي يخوضه الفريق من أجل الهروب من شبح الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، وكذلك على منافسة توتنهام على احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
لكن هذا يجعلنا نطرح الأسئلة التالية: هل مد بارنز يده ليجعل نفسه أكبر حجماً بشكل غير طبيعي؟ أو أن الحركة جاءت بشكل طبيعي؟ أم أنه ظل بالحجم نفسه بشكل طبيعي ولكن بشكل مختلف قليلاً؟ وهل الحيز الذي يشغله أشلي بارنز ثابت أم أنه يتغير باستمرار؟ وكيف يمكن أن يكون هذا غير طبيعي؟
ينص القانون الفعلي على ما يلي: «يُعتبر أن اللاعب قد جعل جسمه أكبر بشكل غير طبيعي عندما لا يكون وضع يده/ ذراعه نتيجة طبيعية أو مبررة لحركة جسمه في هذا الموقف المحدد».
في الحقيقة، يبدو أن هذا التفسير لم يأتِ من قبل أشخاص لم يمارسوا اللعبة من قبل فقط، ولكن من قبل أشخاص لم يتحركوا أو يتنقلوا بشكل طبيعي على الإطلاق! ولكي تدرك ذلك حاول فقط الدخول في صراع مع رجل كولومبي كبير الحجم بعض الشيء وانظر إلى أين ستذهب يدك!
لقد وصلنا إلى مرحلة لم يشاهد فيها أي لاعب تقريباً، ولا أي شخص في الملعب، ولا أي شخص في المنزل - ولا حتى أكثر مشجعي توتنهام تعصباً - كرة اليد وهي تصطدم بيد بارنز، لكن احتسبت ركلة جزاء على اللاعب بعد العودة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)!
هناك كثير من الطرق لإزعاج مشجعي كرة القدم بسهولة هذه الأيام، ومن بين هذه الطرق السهلة الاقتراح بضرورة تغيير قوانين اللعبة. قد لا يرى البعض ضرورة للتغيير ما دامت الأمور تسير على ما يرام دون حدوث مشكلات كبرى، لكن الحقيقة أن القوانين في عالم كرة القدم ليست مثالية وبها كثير من الأخطاء. من المؤكد أن الأمر يستحق التفكير بشدة من أجل الوصول إلى أفكار جديدة في هذا الشأن.

                                                             لجوء الحكم للبطاقات الحمراء محتاج مراجعة للفيديو (رويترز)
ولنبدأ بالحديث عن القانون المثير للجدل المتعلق باحتساب لمسات اليد. فحتى عام 1912، كان بإمكان حارس المرمى أن يمسك الكرة بيديه في أي مكان في نصف ملعب فريقه، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل الآن عن الشكل الذي كانت عليه مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي في تلك الفترة، في ظل عدم وجود قوانين تمنع حراس المرمى من الإمساك بالكرات التي يستقبلونها من زملائهم في الفريق وكذلك أن تمنعهم من الإمساك بالكرة في أي جزء من منتصف ملعب فريقهم! أما الآن، فحتى الأطفال الذين يلعبون في الشوارع يدخلون في مشاحنات ومناقشات حول لمسات اليد المثيرة للجدل، وما إذا كانت الكرة قد اصطدمت بذراع اللاعب أم إبطه!
وبالتالي، فإن أول فكرة قد يمكننا التوصل إليها هي أنه لا يتعين علينا العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع في عام 1911، ولكن يتعين علينا أن نعيد احتساب لمسات اليد المتعمدة فقط، إلا إذا كانت تتسبب في منع هدف محقق.
ثانياً، اسمحوا لي أن أعيد تقديم قانون بول دويل، الذي اقترح فيه الصحافي السابق بـ«الغارديان» أن يتم احتساب ركلة جزاء على اللاعب الذي يمنع فرصة تسجيل الأهداف من أي مكان على أرض الملعب حال إيقاف مهاجم في طريقه للانفراد. فعلى سبيل المثال، هل تتذكرون الخطأ الشهير الذي ارتكبه النرويجي أولي غونار سولسكاير مهاجم مانشستر يونايتد بالقرب من خط المنتصف؟ هذا الخطأ - وفق هذا القانون المقترح - يتطلب احتساب ركلة جزاء ضد اللاعب ومنحه بطاقة صفراء وليست حمراء، وتستمر المباراة بين فريقين يلعب كل منهما بـ11 لاعباً.
والأهم من ذلك، لا تحتسب ركلة جزاء مقابل كل خطأ يتم ارتكابه داخل منطقة الجزاء، نظراً لأن ذلك الأمر يتسبب في احتساب عدد هائل من ركلات الجزاء. فإذا لم يكن اللاعب يسدد الكرة عندما تم دفعه أو عرقلته، فحينئذ يجب احتساب ركلة حرة مباشرة فقط. ولعل أبرز مثال يتبادر إلى الذهن في هذا الأمر هو ركلة الجزاء التي حصل عليها ليفربول في عام 2020 على استاد لندن، حيث ركل آرثر ماسواكو قدم محمد صلاح بينما كان اللاعب المصري بعيداً عن المرمى. بموجب قانون بول دويل، يجب احتساب هذه اللعبة ركلة حرة مباشرة داخل منطقة الجزاء. من المؤكد أن مثل هذه المقترحات ستكون مفيدة لكرة القدم في نهاية المطاف.
وهل تتذكرون أيضاً تلك اللعبة الشهيرة في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية الأخيرة التي قام فيها المدافع الإيطالي جورجيو كيلليني بعرقلة لاعب المنتخب الإنجليزي بوكايو ساكا وسحبه من قميصه بالقرب من خط المنتصف وهو في طريقه نحو المرمى في شبه انفراد قبل نهاية المباراة بعشر دقائق تقريباً؟ لم يحاول المدافع الإيطالي الحصول على الكرة، لكنه سحب ساكا من قميصه ومنعه من فرصة هدف محقق، فهل هذا جيد أم سيئ للعبة؟
وعلاوة على ذلك، يجب السماح لتقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) بالتدخل فيما يتعلق بالبطاقات الصفراء والحمراء، والسماح للحكام بإشهار البطاقات وطرد اللاعبين بأثر رجعي، والسماح بالطعن على البطاقات الصفراء، وتشجيع الحكام على إشهار البطاقات في وجه اللاعبين الذين يحاولون خداعهم حتى لو تعرضوا لارتكاب أخطاء. هل تتذكرون أيضاً ما قام به دييغو سيميوني عندما خدع حكم المباراة وتسبب في طرد ديفيد بيكهام في المباراة التي جمعت الأرجنتين وإنجلترا في نهائيات كأس العالم عام 1998؟ فحتى بعد طرد بيكهام، واصل سيميوني التمثيل، وهو الأمر الذي كان يتطلب حصوله على بطاقة صفراء، ثم حصوله على بطاقة أخرى بسبب تدخله من الخلف، وهو ما يعني طرده وزيادة فرص فوز المنتخب الإنجليزي بالمباراة.
دعونا نفكر أيضاً في ضربات الرأس. في مرحلة ما في المستقبل - بعد 20 أو 50 أو 100 عام - لن يصدق أحد أن اللاعبين كانوا يلعبون الكرة برؤوسهم على الإطلاق. لذلك دعونا نرى كيف تبدو الأمور، ودعونا نفكر في كيفية التخلص التدريجي من لعب الكرة بالرأس. من الممكن أن نبدأ هذا الأمر بأن نمنع لعب الكرة بالرأس باستثناء محاولات تسجيل الأهداف أو محاولات الوصول إلى المرمى - أي المحاولات على المرمى من الكرات العرضية. سيكون من الممكن تسجيل الأهداف بضربات الرأس، لكن ستنتهي مثلاً ضربات الرأس التي يلعبها اللاعبون في منتصف الملعب عند استقبال ركلات المرمى أو تشتيت الكرات بالرأس.
دعونا نجرب كل هذه التغييرات المقترحة أثناء مباريات كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، لأنها بطولة رفيعة المستوى من جهة، لكنها ليست بنفس أهمية البطولات الكبرى من جهة أخرى. قد تنجح بعض هذه التغييرات، وقد لا تنجح بعض التغييرات الأخرى، لكنها ستسهم حتماً في تطوير وتحسين اللعبة، بدلاً من ترك الأمور على وضعها الحالي!


مقالات ذات صلة

«فيفا»: الأندية دفعت 125 مليون دولار في انتقالات اللاعبين... والسعودية وإنجلترا الأكثر إنفاقاً

رياضة عالمية الاتحاد الدولي لكرة القدم (د.ب.أ)

«فيفا»: الأندية دفعت 125 مليون دولار في انتقالات اللاعبين... والسعودية وإنجلترا الأكثر إنفاقاً

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن أندية كرة القدم في جميع أنحاء العالم حصلت على 125 مليون دولار من الأموال المستحقة لها من انتقالات لاعبيها السابقين.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية تقنية «إف ڤي إس» ستكون إضافية لـ«الڤار» لحسم القرارات التحكيمية المثيرة للجدل (الشرق الأوسط)

«فيفا» يوسع تجارب التحديات التقنية للمدربين على غرار «الڤار»

يأمل «فيفا» في الحصول على إذن من «المجلس الدولي لكرة القدم (إيفاب)» لمواصلة تجارب «الدعم بالفيديو في كرة القدم (إف ڤي إس)»، وهو نظام بديل لـ«تقنية الفيديو».

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الشرق الأوسط)

«فيفا» يخطط لإصلاح شامل في نظام حكم الفيديو المساعد

يسعى «فيفا» إلى تطوير نظام بديل لـ«في إيه آر» واستبداله بنظام جديد يُدعى «إف في إس» سيسمح للمدربين بتحدي قرارات التحكيم التي يعدّونها خاطئة.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية روبرت إنكه (الشرق الأوسط)

«فيفا» يحيي ذكرى الحارس الألماني الراحل روبرت إنكه

تتذكر كرة القدم العالمية الوفاة المأساوية لروبرت إنكه، حارس مرمى منتخب ألمانيا السابق، الذي انتحر قبل نحو 15 عاماً وهو في عمر الـ33.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية الهدف من فريق عمل «الفيفا» دراسة كيفية تقديم الضمانات المناسبة والفعالة للاعبين (رويترز)

فينغر يترأس فريق عمل تابعاً لـ«الفيفا» لرعاية مصالح اللاعبين

قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أمس الاثنين إن الفرنسي أرسين فينغر مدرب آرسنال السابق سيترأس مجموعة عمل تابعة للاتحاد تركز على رعاية مصالح اللاعبين.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.