كشف باتريك سيمونيه، سفير مفوضية الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وسلطنة عمان، أن الدول الأوروبية تدرس حالياً 6 عقوبات على روسيا لإيقاف الحرب الأوكرانية، مشيراً إلى أن الحزمة المقبلة من العقوبات ستركز على الطاقة. وقال سيمونيه لـ«الشرق الأوسط» إن «العدوان الروسي على أوكرانيا غير مبرر، بل مستفز، ولهذا دفعنا نحو رد دولي قوي؛ حيث صوّت 140 دولة لإدانة هذا العدوان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أبريل (نيسان)، وكان ذلك ردّ فعل دولياً قوياً للغاية». وتابع أن «العدوان يهدد الاستقرار والأمن الأوروبيين»، وأن «أوكرانيا لديها قبول داخل العائلة الأوروبية حيث قدّمت طلب عضوية داخل الاتحاد الأوروبي، وهو أمر سيتم (البتّ فيه) لاحقاً».
وشدّد سيمونيه على ضرورة التنسيق مع الدول الصديقة والحليفة للاتحاد الأوروبي، بأن تتخذ رداً قوياً وحازماً لإيقاف الحرب في أوكرانيا، مبيناً أن دول الاتحاد الأوروبي أطلقت حزمة عقوبات من 5 محاور مختلفة ضد موسكو. وأوضح أن النقاش يدور حالياً داخل الاتحاد الأوروبي حول 6 عقوبات جديدة مختلفة على روسيا، من أجل تقليل تدفق النفط إلى دول الاتحاد الأوروبي. وأكد سيمونيه أن الدعم السياسي والإنساني لما يتعلق بالمساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا لن يتوقف، مع مواصلة الدعم العسكري للقوات الأوكرانية المسلحة، حتى تتواصل الحياة في البلاد، وتتوقف الحرب. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى إطلاق مفاوضات بين الجانبين، وليس على حساب احترام سيادة أوكرانيا واستمراريتها وتعزيز استقرارها وأمنها، مشدداً على أن أوروبا حريصة على مواصلة هذا النهج الداعم لأوكرانيا.
وعلى صعيد التعاون الأوروبي - السعودي، قال سيمونيه: «لدينا تعاون استراتيجي شامل مع المملكة، إذ الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة». ورأى أن المملكة العربية السعودية «أكبر من كونها مجرد مزود للطاقة، فهي شريك استراتيجي في التجارة والاستثمار، ودولة مهمة في المنطقة، والشراكة مهمة معها للصناعات الأوروبية، وتنسيق سياساتنا دائماً في المنطقة يكون مع الرياض». وتابع سفير مفوضية الاتحاد الأوروبي لدى السعودية والبحرين وسلطنة عمان: «نتشارك بشكل كبير مع السعودية نفس وجهات النظر تجاه كثير من القضايا في منطقة الشرق الأوسط واليمن، ونعمل سوياً لحل الوضع في سوريا وليبيا. هناك كثير من نقاط الاهتمام المشتركة، على غرار مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية والتطرف والاستقرار السياسي». وأضاف: «فيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، أعتقد أن هناك فرصة لإعادة تطوير علاقاتنا التي تتمحور حول الطاقة المتجددة، إذ نحن مهتمون بتوجهات المملكة، لتصبح أهم مصدر للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، سيصبح هذا الوضع نوعاً من التبادل، وسنواصل استيراد النفط، ونحتاج أيضاً لاستيراد بعض الطاقة المتجددة من المملكة، وهو الشيء نفسه مع دول مجلس التعاون الخليجي. هناك عامل آخر لكل دول التعاون، يتمثل في مزيد من واردات الغاز، وهو أمر سنناقشه».
وألقى سيمونيه، مساء السبت، خطاباً في الرياض مناسبة «يوم أوروبا»، قال فيه إن«الشراكة الاستراتيجية مع الخليج بلغت مستوى أعلى من التنسيق السياسي بين هيئاتنا المختلفة، فيما يتعلق بالاستراتيجيات الاقتصادية لكلٍ منا، سواء أكانت الاتفاق الأخضر الأوروبي أو رؤية السعودية 2030، ونتواصل بشأن مسائل الأمن الإقليمي، وأفضل الطرق لدفع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية المزدهرة، مع رؤية جديدة للطاقة المتجددة المشتركة بين أوروبا والخليج».
الحزمة المقبلة من العقوبات الأوروبية على روسيا تستهدف الطاقة
باتريك سيمونيه لـ«الشرق الأوسط»: السعودية ستبقى شريكنا الاستراتيجي وملاذنا الطاقوي
الحزمة المقبلة من العقوبات الأوروبية على روسيا تستهدف الطاقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة