بكين تتأهب لتفشي «كوفيد» وشنغهاي تتنفس جزئياً

عامل طبي يأخذ عينة من عامل في موقع اختبار مؤقت خارج مركز التسوق في بكين أمس (أ.ب)
عامل طبي يأخذ عينة من عامل في موقع اختبار مؤقت خارج مركز التسوق في بكين أمس (أ.ب)
TT

بكين تتأهب لتفشي «كوفيد» وشنغهاي تتنفس جزئياً

عامل طبي يأخذ عينة من عامل في موقع اختبار مؤقت خارج مركز التسوق في بكين أمس (أ.ب)
عامل طبي يأخذ عينة من عامل في موقع اختبار مؤقت خارج مركز التسوق في بكين أمس (أ.ب)

أعادت شنغهاي فتح جزء صغير من أطول شبكة لمترو الأنفاق في العالم، بعد إغلاق لما يقرب من شهرين، فيما تمهد المدينة الطريق أمام مواصلة رفع قيود الإغلاق الصارمة بسبب «كوفيد - 19» الأسبوع المقبل.
وأعيد فتح أربعة من خطوط المترو العشرين، بالإضافة إلى 273 مساراً للحافلات. وأغلق بعض هذه الخطوط في أواخر مارس (آذار)، والبعض الآخر في وقت لاحق، رغم استمرار الخدمة على نحو متقطع بعدد محدود من المحطات.
وتتوقع المدينة التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة أن ترفع قيود الإغلاق على مستوى المدينة، والعودة إلى الحياة الطبيعية بصورة أكبر اعتباراً من أول يونيو (حزيران). وستظل معظم القيود المفروضة على الحركة سارية هذا الشهر. ومع عدم السماح لمعظم السكان بمغادرة منازلهم وتشديد القيود في أجزاء من المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الصين، احتاج المسافرون في وقت مبكر أمس إلى أسباب قوية للسفر، حسب «رويترز».
بخلاف غيرها من الاقتصادات الرئيسية، تمسكت بكين بنهج «صفر إصابات كوفيد» القائم على القضاء على مجموعات الإصابات فور ظهورها، وهي مهمة ازدادت صعوبتها في ظل انتشار المتحورة «أوميكرون» شديدة العدوى.
وترك إغلاق شنغهاي، والقيود المفروضة على مدن أخرى، أثراً سلبياً على الاستهلاك والإنتاج الصناعي وقطاعات أخرى من الاقتصاد الصيني في الأشهر الأخيرة، مما دفع صناع القرار إلى التعهد بتقديم الدعم. لكن مع تباطؤ وتيرة تسجيل إصابات جديدة، خففت شنغهاي القيود بحذر، فاستأنفت بعض المعامل عملياتها، بينما سُمح لسكان المناطق الأقل عرضة للخطر بمغادرة منازلهم.
وسيتعين على مرتادي وسائل النقل العام إبراز فحص «كوفيد» بنتيجة سلبية أجري في غضون 48 ساعة، وبأن تكون درجات حرارتهم «طبيعية»، وفق ما ذكر مسؤولون السبت. لكن رغم مساعي تخفيف القيود بشكل عام، أعيد فرض إغلاق على منطقة جينغان (وسط) الأحد، وفق مذكرة رسمية.
وجاء في المذكرة، السبت، «سيتم تعليق تصاريح الخروج التي تم استصدارها»، بينما طمأنت السلطات، السكان، بأن «النصر ليس ببعيد»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وارتدى العديد من الذين غامروا بالخروج في شنغهاي ملابس واقية، ووضعوا دروعاً على الوجه. وشوهد الركاب داخل عربات المترو وقد تركوا بعض المقاعد الخاوية فيما بينهم.
ووصل شو جيهوا، وهو عامل بناء، إلى إحدى محطات مترو الأنفاق قبل بدء العمل فيها الساعة السابعة صباحاً على أمل الوصول إلى محطة السكة الحديد، ثم إلى مسقط رأسه في إقليم أنهوي بشرق الصين.
وقال شو «توقف العمل في 16 مارس»، مضيفاً أنه لم يعد قادراً على كسب دخله الشهري الذي كان يتراوح بين سبعة آلاف وثمانية آلاف يوان (1000 - 1100 دولار) منذ ذلك الحين، وسيعود إلى شنغهاي فقط بمجرد التأكد من أنه يستطيع العثور على عمل.
وبلغ متوسط رحلات شبكة مترو شنغهاي التي تمتد 800 كيلومتر 7.7 مليون رحلة يومياً في عام 2020، وفقاً لأحدث البيانات، وتنقل 2.8 مليار راكب سنوياً.
وستعمل القطارات بفارق 20 دقيقة عن بعضها بعضاً لساعات محدودة. ويجب أن يفحص الركاب درجة حرارة أجسادهم قبل دخول المحطات وإظهار نتيجة سلبية لاختبار «بي سي آر» في آخر 48 ساعة.
وسجلت شنغهاي أقل من 700 حالة أمين. وبشكل ملحوظ، لم يكن أي من هذه الحالات خارج مناطق الحجر الصحي، كما كان الحال في معظم الأسبوع الماضي. لكن تواصل فرض قيود في عدة مدن صينية أخرى سجلت فيها إصابات بـ«كوفيد»، بما فيها العاصمة بكين، حيث منع السكان من تناول الوجبات خارج منازلهم وأجبروا على العمل عن بعد. وسجلت بكين 61 حالة، انخفاضاً من 70 في اليوم السابق، لكنها ما زالت تكافح من أجل القضاء على انتشار المرض الذي يسفر عن عشرات الإصابات الجديدة يومياً.
حتى السبت، تم نقل حوالي 5000 شخص في مجمع نانشينيوان السكني في بكين إلى فنادق للحجر الصحي بعد اكتشاف 26 إصابة جديدة في الأيام الأخيرة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وتسري مخاوف من إمكانية تحول الوضع في العاصمة إلى حال يشبه ذاك الذي عاشته شنغهاي، حيث حرم الإغلاق كثيرين من إمكانية الوصول بشكل مناسب إلى الغذاء والرعاية الصحية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.