الكويت تدلل أطفالها.. ثقافيًا

مهرجان مسرحي عربي ومسابقة دولية لأدب الطفل

مشهد من العرض الذي قدم في افتتاح المهرجان
مشهد من العرض الذي قدم في افتتاح المهرجان
TT

الكويت تدلل أطفالها.. ثقافيًا

مشهد من العرض الذي قدم في افتتاح المهرجان
مشهد من العرض الذي قدم في افتتاح المهرجان

تتجه البوصلة الثقافية في دولة الكويت حاليًا إلى عالم الطفل، وتكثف المؤسسات الثقافية جهودها بشكل لافت آخذ بالازدياد عامًا تلو العام، حتى وصل هذه الأيام إلى ذروته.
فقد افتتح يوم الأربعاء المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الثالثة، ويأتي برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وحضر نيابة عنه هذا العام الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة.
وتستضيف الكويت من خلاله عروضًا مسرحية تقدمها عدد من الدول العربية، وقد شارك في هذا العام إلى جانب الكويت كل من البحرين وتونس ومصر والعراق ولبنان ويستمر المهرجان عشرة أيام وتقام العروض ما بين مسرح الدسمة ومسرح التحرير في كيفان. حيث تقدم دولة الكويت مسرحية «نور والبئر المسحور» تأليف محمود أبو العباس وإخراج إبراهيم نوري إبراهيم، ومسرحية «ليلى والكنز» تأليف روضة الهدهد وإخراج حسين سالم والمخرج المنفذ حمد الداود، ومسرحية «شجرة العجائب» تأليف عثمان الشطي وإخراج يوسف الحربي وعرض مسرحي بعنوان «خيال طفلة» للمخرج محمد راشد الحملي، وتشارك تونس في مسرحية «الساحرات» تأليف وإخراج حاتم المرعوب، وتقدم البحرين مسرحية «سحر البنفسج» تأليف وإخراج نضال العطاوي، وتعرض مصر مسرحية «فركش لما يكش» تأليف وإخراج شوقي حجاب ويشارك العراق في مسرحية «أليس في بلاد العجائب» تأليف لويس كارول وإخراج حسين علي صالح، ويشارك لبنان في مسرحية «ألف وردة ووردة» سيناريو وإخراج كريم دكروب.
ونلاحظ أن الكثير من مسرحيات الأطفال لم تخرج عن العناوين النمطية بينما المفترض في مهرجانات كبيرة مثل هذا المهرجان على مستوى الوطن العربي أن تطرح التجارب الجديدة التي تحمل عناوين غير مسبوقة تجنبًا لتكرار عناوين مطروحة بكثرة، وخلق أفكار جديدة لطفل اليوم، رغم أن المهرجان لديه ضوابط علمية، فهو لا يقبل كل العروض المقدمة له، فقد تم اختيار أربعة عروض فقط من بين تسعة تقدمت للمسابقة. وقد وعد المؤسس والمنسق العام للمهرجان المخرج المعروف د. حسين المسلم بورش مسرحية تحقق الفائدة لتنمية عقل الطفل.
وعلى صعيد متصل في عالم الطفل، ولكن لدى جهة أخرى فقد طرحت الأمانة العامة للأوقاف «مسابقة الكويت الدولية لتأليف قصص للأطفال»، لعام 2015 - 2016م وتقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح. وهي مسابقة دولية تعقد كل سنتين وتبلغ قيمة الجائزة في هذه المسابقة 30 ألف دولار أميركي موزعة على ثلاثة مراكز، يحصل الأول فيها على 15 ألف دولار والثاني 10 آلاف دولار والثالث 5 آلاف دولار.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».