الركود يطرق أبواب بريطانيا على «صهوة» التضخم التاريخي

تراس: الوضع الاقتصادي شديد الصعوبة

فئات نقدية للعملة البريطانية في سوق الأسماك بالعاصمة لندن (إ.ب.أ)
فئات نقدية للعملة البريطانية في سوق الأسماك بالعاصمة لندن (إ.ب.أ)
TT

الركود يطرق أبواب بريطانيا على «صهوة» التضخم التاريخي

فئات نقدية للعملة البريطانية في سوق الأسماك بالعاصمة لندن (إ.ب.أ)
فئات نقدية للعملة البريطانية في سوق الأسماك بالعاصمة لندن (إ.ب.أ)

قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، يوم الأربعاء، إن بلدها يواجه «وضعاً اقتصادياً شديد الصعوبة»، بعد أن سجل التضخم معدلاً سنوياً بلغ 9 في المائة في أبريل (نيسان)، وهو الأعلى منذ بدء التقديرات الرسمية في أواخر الثمانينات.
وقالت تراس لشبكة سكاي نيوز: «نحن في وضع اقتصادي شديد الصعوبة. نواجه بعض الرياح المعاكسة العالمية الخطيرة جداً... والتضخم مرتفع للغاية».
وجراء الزيادة الكبيرة في أسعار مصادر الطاقة، بلغ مؤشر تضخم أسعار الاستهلاك 9 في المائة في أبريل، مقابل 7 في المائة في مارس (آذار)، على ما أفادت هيئة الإحصاءات الوطنية، في بيان. واعتبرت الهيئة أن هذا المستوى هو الأعلى منذ 1982، مع أسرع وتيرة منذ بدء تدوين البيانات على النسق الحالي في عام 1989.
ويرجع ارتفاع التضخم إلى حد كبير إلى ارتفاع أسعار فواتير الطاقة، التي ارتفعت بنسبة 54 في المائة بالنسبة للأسر العادية في بداية أبريل. وقال غرانت فيتزنر، كبير الخبراء الاقتصاديين في مكتب الإحصاءات الوطنية: «ارتفع التضخم بشكل حادّ في أبريل، مدفوعاً بالارتفاع الحاد في تكلفة الكهرباء والغاز، مع دخول رفع سقف الأسعار حيز التنفيذ... وجاء نحو 75 في المائة من الزيادة في المعدل السنوي هذا الشهر بسبب فواتير الخدمات العامة».
وتعاني دول كثيرة عبر العالم من مستويات تضخم غير مسبوقة منذ عقود، مع ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية بسبب النزاع في أوكرانيا. ودفع الوضع بنك إنجلترا المركزي والاحتياطي الفيدرالي الأميركي ومصارف مركزية أخرى إلى رفع نسب الفائدة.
وقد عانت ميزانيات الأسر البريطانية أيضاً في أبريل من زيادة في الضرائب. وقال وزير المال البريطاني ريشي سوناك: «تواجه دول العالم تضخماً متفاقماً. أرقام التضخم اليوم عائدة إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أبريل». وأضاف: «لا يمكننا أن نحمي المواطنين كلياً من هذه التحديات العالمية، لكننا نوفر دعماً كبيراً حيث نحن قادرون على ذلك، ونحن جاهزون للتحرك أكثر».
ويريد حزب العمال المعارض الرئيسي اعتماد ميزانية طوارئ لمساعدة البريطانيين على الصمود في وجه تراجع قدرتهم الشرائية. ورأت الناطقة باسم الحزب للشؤون الاقتصادية، رايتشل ريفز، أن أرقام التضخم «تشكل مصدر قلق هائل للأسر التي تعاني أصلاً».
وكان حاكم مصرف إنجلترا المركزي، أندرو بايلي، توقع «وضعاً كارثياً» على صعيد أسعار المواد الغذائية التي أكد أنها ترتفع بسبب عجز أوكرانيا، وهي منتج رئيس للقمح وزيت الطهو، عن تصدير سلعها.
وقد تسجل بريطانيا ركوداً مع توقع أن يصل التضخم إلى نسبة 10 في المائة بحلول نهاية العام الحالي، على ما حذّر بنك إنجلترا خلال الشهر الحالي. وكان البنك المركزي رفع نسبة الفائدة الرئيسية بربع نقطة مئوية لمواجهة التضخم، للمرة الرابعة على التوالي، وباتت الأعلى منذ 2009.
وفي غضون ذلك، كشف استطلاع أجرته «رويترز» أن أسوأ أزمة تكاليف تشهدها بريطانيا في 3 عقود ستبلغ ذروتها قرب نهاية هذا العام، لكن بنك إنجلترا سيكون أكثر تشدداً في رفع سعر الفائدة عن المتوقع، في إطار سعيه للحد من ارتفاع التضخم.
وقد يؤدي تجدد الإغلاق في الصين لمكافحة الجائحة، والغزو الروسي لأوكرانيا، في تفاقم أزمات سلاسل الإمداد التي بدأت التعافي للتوّ من الفوضى التي خلّفتها الجائحة. الأمر الذي يؤدي لزيادة كبيرة وسريعة في الأسعار العالمية.
كما يواجه البريطانيون أزمة جديدة تتمثل في ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة الضرائب والتداعيات الراهنة للانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
ورداً على سؤال بشأن الموعد المتوقع لذروة أزمة تكاليف المعيشة، قال 7 من بين 13 مشاركاً في استطلاع الرأي إن هذا سيكون في الربع الأخير من العام. وقال 3 مشاركين إنها ستكون في الربع المقبل، في حين يرى 3 آخرون إنها ستكون بحلول نهاية الشهر المقبل.
وتواجه الحكومة ضغوطاً متزايدة لدعم دخل الأسر، وذكر 9 من 12 مشاركاً في الاستطلاع أنه يتعين على الحكومة فعل مزيد الآن. وقال جميعهم إن الدعم يتعين أن يستهدف الأسر الأقل دخلاً.
وكشف متوسط توقعات نحو 70 من خبراء الاقتصاد أن الاقتصاد البريطاني سينمو بنسبة 3.7 في المائة في المتوسط خلال 2022، ثم سيسجل معدل نمو 1.3 في المائة في العام المقبل، انخفاضاً من 3.8 و1.7 في المائة على الترتيب في استطلاع أُجري الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد ضخمة على الملياردير إيلون ماسك، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».

وأصبح أغنى شخص في العالم أكثر ثراءً يوم الجمعة؛ إذ بلغ صافي ثروة ماسك رقماً قياسياً وصل إلى 347.8 مليار دولار. وهذا يتفوق على رقمه القياسي السابق الذي سجله في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021، عندما تجاوز صافي ثروة مؤسس شركة «تسلا» 340 مليار دولار، وفقاً لمؤشر «بلومبرغ» للمليارديرات.

وانتعشت أسهم «تسلا» منذ انتخابات 5 نوفمبر، وارتفعت بنسبة 3.8 في المائة يوم الجمعة. ومنذ الانتخابات، ارتفع السهم بنحو 40 في المائة على اعتقاد المستثمرين أن نفوذ ماسك في إدارة دونالد ترمب سيبشر بعصر من إلغاء القيود التنظيمية الذي سيفيد الشركة.

وماسك، أكبر مساهم فردي في «تسلا»، أصبح أغنى بنحو 83 مليار دولار منذ يوم الانتخابات، بحسب «بلومبرغ».

وقد دفع التحالف مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب ماسك ومشاريعه إلى الصدارة. والملياردير الأميركي هو الرئيس التنفيذي لشركتَي «تسلا» و«سبيس إكس»، بالإضافة إلى كونه مالك منصة «إكس» والرئيس التنفيذي لمشاريع أخرى، بما في ذلك «نيورالينك». الآن، جنباً إلى جنب مع فيفيك راماسوامي، سيشرف على وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) الجديدة.

كما تضاعفت قيمة شركة ماسك الناشئة للذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي»، هذا الأسبوع في جولة تمويل جديدة، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال».

وازدادت ثروة ماسك بشكل كبير؛ مما دفعه إلى تجاوز أقرانه في تصنيفات المليارديرات، والتي غالباً ما تشهد تبادل المتنافسين الأوائل للأماكن. واعتباراً من يوم الثلاثاء، كان ماسك أغنى بمقدار 100 مليار دولار من ثاني أغنى شخص بالعالم؛ مؤسس «أمازون» جيف بيزوس.