مقررة أممية تتحدث عن أثر «مدمِّر» في إيران للعقوبات الأميركية

المقررة الأممية الخاصة ألينا دوهان تتحدث خلال مؤتمر صحافي في طهران (أ.ف.ب)
المقررة الأممية الخاصة ألينا دوهان تتحدث خلال مؤتمر صحافي في طهران (أ.ف.ب)
TT

مقررة أممية تتحدث عن أثر «مدمِّر» في إيران للعقوبات الأميركية

المقررة الأممية الخاصة ألينا دوهان تتحدث خلال مؤتمر صحافي في طهران (أ.ف.ب)
المقررة الأممية الخاصة ألينا دوهان تتحدث خلال مؤتمر صحافي في طهران (أ.ف.ب)

قالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بالأثر السلبي للتدابير القسرية الأحادية على حقوق الإنسان، ألينا دوهان، إنها لمست في إيران أثراً «مدمِّراً» للعقوبات الأميركية، وذلك في ختام زيارتها إلى إيران التي واجهت انتقادات من منظمات معنية بحقوق الإنسان في إيران.
وامتدت زيارة دوهان 12 يوماً، وتخللها لقاء مسؤولين حكوميين ومنظمات غير حكومية وممثلين لقطاعات صحية واقتصادية ومالية، كانت الأولى لمقرر أممي إلى إيران منذ عام 2005، والأولى لمقرر معني بالآثار السلبية للتدابير القسرية الأحادية، وهو منصب استحدثه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2014.
جاءت الزيارة في حين ترفض إيران منذ 17 عاماً مطالب المقرر الأممي الخاص بحالة حقوق الإنسان في إيران.
وقالت دوهان: «خلال زيارتنا، تمكنا من تحديد الأثر الإنساني المدمر للعقوبات؛ والعقوبات الثانوية، والإفراط في الالتزام» بهذه العقوبات من قبل الأطراف الأخرى، على مجالات اقتصادية وصحية واجتماعية، وعلى قدرة الحكومة على تأمين «الغذاء والحماية الاجتماعية والتعليم»؛ على حد ما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية.
وعدّت دوهان أن «الإجراءات المفروضة على إيران تخالف القانون الدولي، وهي غير قانونية، لذا الحل الأمثل هو أن يتم رفعها (...). للأسف نحن نتحدث عن الواقع، ولا أتوقع أن يتم رفعها فوراً أو خلال شهر. هدفي هنا وهدف زيارة البلد هو تحليل الوضع ونقل الوقائع من أجل نقاش في المجتمع الدولي».

* توقيت حساس

وأتت زيارة دوهان في وقت تُبذل فيه جهود دبلوماسية لإحياء اتفاق عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي.
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات دولية عن طهران مقابل تقييد أنشطتها النووية. إلا إن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات على طهران ضمن سياسة «ضغوط قصوى».
وعدّت دوهان أنه بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق «أصبح مجال العقوبات التي فُرضت على إيران أوسع بكثير مما كان عليه في 2010 – 2015»، في إشارة إلى العقوبات التي كانت مفروضة حينها بقرارات من مجلس الأمن.
وحذرت من أن «آثار العقوبات لا تطال الإيرانيين فقط، بل يتأثر خصوصاً بها اللاجئون الأفغان الذين تستضيفهم إيران»، وكررت دوهان أرقاماً يقدمها المسؤولون الإيرانيون بأن عددهم بين 5 ملايين و8 ملايين شخص».
ولفتت إلى أثر العقوبات على مجالات تصدير النفط والتحويلات المالية والسياحة. وأوضحت: «لا يمكن للسياح استخدام البطاقات المصرفية. كان عليّ أن أحضر معي مالاً نقدياً لدفع أجرة الفندق».
ومن المقرر أن تقدم دوهان تقريراً إلى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في سبتمبر(أيلول) المقبل.

* دفاع عن الزيارة

وردت المقررة الأممية على الانتقادات بالقول إن كثيرين «طرحوا عليّ أن أنسى تفويضي وأتعامل مع تفويضات أخرى؛ مع وضع حقوق الإنسان بشكل عام، ووضع السجناء (...)، ومسألة التعامل مع الاحتجاجات، وكثير غيرها».
لكنها شددت على أن لكل مقرر خاص مجالاً محدداً، موضحة: «أنا لست المفوضة السامية لحقوق الانسان (...) أنا لديّ تفويض من مجلس حقوق الإنسان للتعامل مع هذا الأمر فقط»، في إشارة إلى آثار التدابير القسرية الأحادية.
وأضافت أن «الدول التي تفرض العقوبات لا تريد مني أن أظهر الأدلة على تأثيرها»، مضيفة: «هذه مهمتي؛ أن أظهر وقائع، وهي للأسف مؤسفة، لدفع الناس من أجل الإقرار بأن التأثير واقع؛ بأن التأثير مخيف، وحقوق الانسان الأساسية يتم انتهاكها».
وباتت دوهان أول مقررة أممية تزور إيران منذ 17 عاماً، وأبدت أملها في أن تمهد الزيارة لتعاون مستقبلي أوسع بين طهران والمنظمة الدولية.
وأوضحت: «أدرك أنه لم تحدث زيارة للبلد (من قبل مقرر خاص) منذ 17 عاماً (...) وآمل أن تكون هذه الزيارة الأولى وليست الأخيرة».
وتابعت: «أعرف أن الحكومة تتعاون حالياً مع الأمم المتحدة من أجل تحضير برنامج تعاون، وإحدى التوصيات التي تقدمت بها الانخراط بشكل نشط أكثر مع الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة».

* تحذيرات من استغلال سياسي

أثارت زيارة دوهان انتقادات منظمات حقوقية خارج إيران، حذرت من أن طهران قد تسعى إلى استغلالها لتجنّب المحاسبة على انتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت مجموعة تضم 11 منظمة حقوقية في بيان إن الزيارة تأتي «بعد 17 عاماً من عدم السماح بالزيارة لأي من مراقبي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة الـ14 الذين طلبوا زيارة البلاد».
ولفت البيان الذي وقعته مجموعات؛ بما فيها «اتحاد من أجل إيران» و«آرتيكل19» و«مركز وثائق حقوق الإنسان»، إلى أنه «من خلال دعوة الخبيرة الوحيدة المكلفة النظر في مسؤولية الجهات الخارجية عن انتهاكات الحقوق في البلاد، تستغل السلطات الإيرانية هذه الزيارة في محاولة مبيتة لجعل التدقيق صورياً في سجلها من عدم التعاون مع نظام حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة».


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية كوهين يتحدث عن تقارب مع أوروبا لمواجهة طهران

كوهين يتحدث عن تقارب مع أوروبا لمواجهة طهران

قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن أوروبا تقترب أخيراً من الموقف الإسرائيلي بشأن إيران، بعدما أجرى مشاورات مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل. وتأتي مشاورات وزير الخارجية الإسرائيلي في سياق جهود تل أبيب لدفع الاتحاد الأوروبي باتخاذ سياسة أكثر حزماً مع إيران، حسبما أورد موقع «إسرائيل أوف تايمز». وقال كوهين إنه ناقش مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات «الإرهابية»، بالإضافة إلى «محاولات إيرانية لاستهداف يهود وإسرائيليين على الأراضي الأوروبية». وذكر كوهين في حسابه على «تويتر» أنه بحث في لقائه مع ميتسول

الولايات المتحدة​ واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران لاحتجاز رهائن أميركيين

واشنطن تفرض عقوبات على روسيا وإيران لاحتجاز رهائن أميركيين

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم (الخميس)، فرض عقوبات استهدفت روسيا وإيران لقيامهما باحتجاز أميركيين رهائنَ، بهدف ممارسة الضغط السياسي أو الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة. طالت العقوبات جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) لكونه المسؤول بشكل مباشر وغير مباشر في الاحتجاز غير المشروع لمواطنين أميركيين.

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية عقوبات غربية جديدة على طهران بسبب الاحتجاجات

عقوبات غربية جديدة على طهران بسبب الاحتجاجات

أقرَّت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، أمس، حزمة جديدة من العقوبات المنسقة على طهران، في إطار القيود التي استهدفتها خلال الشهور الستة الأخيرة، على خلفية قمع الحراك الاحتجاجي الذي عصف بالبلاد منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وقالت وزارة الخزانة الأميركية، إنَّها عاقبت أربعة من قادة «الحرس الثوري» والشرطة الإيرانية لدورهم في قمع الاحتجاجات. وشملت القيود الأميركية شركة مختصة بحجب مواقع الأخبار وشبكات التواصل، والتجسس على المعارضين في الخارج. وبدوره، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ثمانية إيرانيين، بينهم نائبان في البرلمان، وضابط برتبة رائد في «الحرس الثوري».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عقوبات غربية «منسقة» تستهدف طهران على خلفية قمع الاحتجاجات

عقوبات غربية «منسقة» تستهدف طهران على خلفية قمع الاحتجاجات

في خطوة منسقة، أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، فرض حزمة سابعة من العقوبات على مسؤولين وكيانات إيرانية، بينهم عناصر من «الحرس الثوري»، في إطار قيود جديدة على طهران فرضتها القوى الغربية ضد قمع الحركة الاحتجاجية في إيران. قالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة استهدفت 4 من قادة «الحرس الثوري» الإيراني والشرطة على خلفية قمع الاحتجاجات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إيران تعتقل مغنية بثت حفلاً على «يوتيوب» دون حجاب

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تعتقل مغنية بثت حفلاً على «يوتيوب» دون حجاب

عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الشرطة الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

اعتقلت السلطات الإيرانية مغنية بعد أن أدت حفلاً افتراضياً على «يوتيوب»، حسبما أفاد محامٍ.

وقال ميلاد بناهيبور، المحامي الإيراني، إن باراستو أحمدي (27 عاماً)، اعتُقلت في مدينة ساري، عاصمة محافظة مازندران الشمالية، يوم السبت.

يوم الخميس، أقامت السلطة القضائية قضية تتعلق بأداء باراستو أحمدي في الحفل؛ حيث غنت مرتدية فستاناً أسود طويلاً بلا أكمام ولا ياقة ودون حجاب، وكان برفقتها 4 موسيقيين ذكور.

ونشرت باراستو أحمدي حفلها على «يوتيوب» قبلها بيوم، قائلة: «أنا باراستو، فتاة تريد أن تغني للناس الذين تحبهم. هذا حق، الغناء لأرض أحبها بشغف». وقد تمت مشاهدة الحفل الافتراضي أكثر من 1.4 مليون مرة.

قال بناهيبور، لوكالة «أسوشييتد برس»: «للأسف، لا نعرف التهم الموجهة ضد باراستو أحمدي، أو من اعتقلها، أو مكان احتجازها، لكننا سنتابع الأمر من خلال السلطات القانونية».

وأضاف أن اثنين من الموسيقيين في فرقة أحمدي، هما سهيل فقيه نصيري وإحسان بيرغدار، اعتُقلا في طهران يوم السبت.

شهدت إيران احتجاجات في عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في البلاد بسبب عدم ارتدائها الحجاب.