التدخل السريع يحدث فرقاً: ما علامات السكتة الدماغية... وكيف نمنعها؟

شخص واحد في الولايات المتحدة يصاب بسكتة دماغية كل 40 ثانية (رويترز)
شخص واحد في الولايات المتحدة يصاب بسكتة دماغية كل 40 ثانية (رويترز)
TT

التدخل السريع يحدث فرقاً: ما علامات السكتة الدماغية... وكيف نمنعها؟

شخص واحد في الولايات المتحدة يصاب بسكتة دماغية كل 40 ثانية (رويترز)
شخص واحد في الولايات المتحدة يصاب بسكتة دماغية كل 40 ثانية (رويترز)

عندما يتعلق الأمر بالسكتة الدماغية، فإن التصرف السريع هو مفتاح النجاة.
وفقاً لـ«المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها»، فإن «الوقت الضائع هو دماغ ضائع. كل دقيقة مهمة».
قال الدكتور آندرو فريمان، مدير طب القلب السريري والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في أحد مستشفيات أميركا، إن السكتة الدماغية حدث طبي خطير، وإنها يمكن أن تؤدي إلى الإعاقة أو حتى الموت إذا لم تعالَج بسرعة، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».
وتعدّ هذه الحالة شائعة: شخص واحد في الولايات المتحدة يصاب بسكتة دماغية كل 40 ثانية.
أعلن السيناتور الأميركي، كريس فان هولين، وهو ديمقراطي من ولاية ماريلاند، يوم الأحد، أنه أصيب «بجلطة دماغية طفيفة». في اليوم نفسه، أعلن حاكم ولاية بنسلفانيا جون فيترمان أنه يتعافى بعد إصابته بجلطة دماغية.
في ضوء الأخبار - و«الشهر الوطني للتوعية بالسكتة الدماغية» - يحث الخبراء الناس على معرفة المزيد عن علامات السكتة الدماغية، حتى يتمكنوا من التعرف عليها والحصول على المساعدة الطبية في وقت مبكر.

* ما السكتة الدماغية؟

قال فريمان: «النوبة الدماغية عبارة عن سكتة؛ وعادة ما يحدث الأمر بسبب انخفاض مفاجئ في تدفق الدم إلى الدماغ».
يمكن أن يعني ذلك أن شيئاً ما يمنع الدم من الوصول إلى الدماغ، أو أن أحد الأوعية الدموية في الدماغ ينفجر، وفقاً لـ«مراكز السيطرة على الأمراض».
وهناك نوعان رئيسيان من السكتات: إقفاري، ونزفي. قالت «مراكز السيطرة على الأمراض» إن معظم السكتات الدماغية إقفازية وتحدث عندما يتم حظر الدم إلى الدماغ عن طريق الجلطات أو الجزيئات مثل الترسبات الدهنية التي تسمى اللويحات.
وأشارت إلى أنه عندما يتسرب أو ينفجر شريان دماغي، فإن ذلك يطلق عليه «السكتة الدماغية النزفية».
في بعض الأحيان يتم حظر الدم لفترة قصيرة فقط - عادة 5 دقائق على الأكثر - وهذا ما يسمى نوبة عابرة (TIA) أو سكتة دماغية صغيرة. قالت «مراكز السيطرة على الأمراض» إن هذه الحوادث لا تزال تعدّ حالة طبية طارئة، وقد تكون علامة تحذير لحدوث سكتة دماغية أكبر في المستقبل.

*ماذا يحدث للدماغ؟

أوضحت «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها»، أنه في «السكتة الدماغية النزفية»؛ الدم الذي ترك الشريان يضر بخلايا الدماغ عندما يضغط بشدة.
عندما ينقطع تدفق الدم بسبب «السكتة الدماغية الإقفارية»، لا تستطيع خلايا الدماغ الحصول على الأكسجين والمواد المغذية التي تحتاجها. قالت مجموعة «مايو كلينك» الطبية إن الخلايا يمكن أن تبدأ في الموت خلال دقائق.

* أبرز الأعراض

غالباً ما يتم التعرف على السكتات الدماغية من خلال صداع مفاجئ وحاد، ومشكلات في الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، وصعوبة في المشي، وشلل أو تنميل في الوجه أو الأطراف، وصعوبة في التحدث أو فهم الآخرين، وفقاً لـ«مايو كلينك».
يستخدم الخبراء الاختصار «فاست» (الوجه والذراعان والكلام ووقت الاتصال بالطبيب) لوصف ما يجب القيام به في حال حدوث سكتة دماغية.
أولاً: اطلب من الشخص أن يبتسم ومعرفة ما إذا كان جانب واحد من وجهه يختلف عن الآخر.
ثانياً: اطلب منه رفع كلتا الذراعين؛ ولاحظ ما إذا كانت إحدى الذراعين تنجرف إلى أسفل.
ثالثاً: تحقق من وجود كلام غريب أو غير واضح من خلال مطالبة المريض بتكرار عبارة بسيطة.
قالت «مايو كلينك» إنه إذا أثار هذا الفحص أياً من هذه المخاوف، فاطلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور.

* كيفية علاج السكتة الدماغية

يعتمد العلاج والشفاء على شدة السكتة الدماغية ومدى سرعة تلقي المريض الرعاية الطبية.
قال فريمان إن السكتات الدماغية الصغيرة قد تترك تأثيراً أقل، لكن السكتات الدماغية الأكبر يمكن أن تغير كثيراً من حياة الشخص.
وأضاف أن مكان حدوث السكتة الدماغية في الدماغ يمكن أن يؤثر على النتائج، مثل ما إذا كان الشخص بحاجة إلى إعادة تعلم المشي أو التحدث أثناء تعافيه.

وتعدّ السكتات الدماغية سبباً رئيسياً للوفاة في الولايات المتحدة، ويمكن أن تسبب إعاقات، لكنها قابلة للعلاج، وفقاً لـ«مراكز السيطرة على الأمراض». قال فريمان: «إذا كنت مصاباً بجلطة دماغية، فإن الوصول فوراً إلى مستشفى أو مرفق يمكنه التدخل قد يحسن النتائج بشكل كبير من خلال استعادة تدفق الدم بسرعة».

* كيفية منع السكتة الدماغية

قال فريمان إن ارتفاع ضغط الدم والعمر وتاريخ الأحداث الوعائية كلها عوامل خطر كبيرة للإصابة بسكتة دماغية. قال الدكتور جيني تافي، رئيس قسم طب الأعصاب والصحة السلوكية، إن داء السكري وتعاطي الكحول بكثرة يمكن أن يزيد أيضاً من مخاطر إصابتك.
وهناك 6 أشياء أوصى فريمان الأشخاص بالقيام بها ليس فقط للوقاية من السكتة الدماغية، ولكن أيضاً لمنع مخاطر أمراض الأوعية الدموية الأخرى.
وأوضح: «الشيء نفسه الذي يقي من أمراض القلب يمنع أيضاً أمراض الأوعية الدموية الدماغية».
وأشار إلى أن عدم التدخين هو مفتاح الحد من المخاطر. يوصي فريمان أيضاً بتناول نظام غذائي كامل؛ قليل الدسم في الغالب لتقليل تراكم الترسبات، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يومياً (طالما يراها الطبيب آمنة بالنسبة لك)، وتقليل التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
وأضاف أن البالغين يحتاجون في المتوسط إلى 7 ساعات من النوم المستمر كل ليلة.
أخيراً؛ أكد فريمان أنه من المهم لصحتك بناء شبكة من الحب والدعم.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري  للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
TT

هل هناك تنسيق تركي أميركي روسي لإبعاد الأسد عن إيران؟

مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري  للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)
مقاتل من المعارضة يعبر الجدار المطلي بألوان العلم الإيراني في مدينة خان شيخون بريف إدلب حيث موقع عسكري للقوات الإيرانية بعد سيطرة المعارضة السورية على البلدة (إ.ب.أ)

حتى الآن، لا تزال «التخمينات» تهيمن على قراءة المشهد المتفجر في سوريا لفهم أسبابه ودلالاته، وموقف الولايات المتحدة منه. فالهجوم المفاجئ الذي شنته مجموعات سورية معارضة، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، المصنفة إرهابية من واشنطن، وأدى إلى تغيير خريطة الحرب الأهلية في سوريا، كان لافتاً بتوقيته، فقد بدأ بعد يومين من إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، بين إسرائيل و«حزب الله».

ورغم ما يراه معلقون أن تركيا قد تكون هي التي تقف وراء اندلاع هجوم المعارضة المسلحة في سوريا، فإنهم يلاحظون وجود «غض نظر» من إدارة بايدن على الحدث، قد يكون من بين أهدافه، ليس فقط الضغط على إيران وروسيا، بل ومحاولة التأثير على إدارة ترمب المقبلة، لضمان عدم سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، والحفاظ على مظلتها لحماية الأكراد من أي هجوم تركي، في حال لم تفلح محاولات التوصل إلى صيغة مقبولة للحل في سوريا.

يلفت برايان كاتوليس، كبير الباحثين في «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، إلى إن الحرب الأهلية في سوريا «لم تنتهِ حقاً، فقد استمرت لسنوات دون أن يلاحظ العالم ذلك، ولكنها كانت تجري بمستوى أقل من الشدة».

ويتابع في حديث مع «الشرق الأوسط» أن نظام الأسد واصل قتل شعبه بدعم من روسيا وإيران وجماعات مثل «حزب الله»، لكن الصراع المتجدد (في المنطقة) أدى إلى تعقيد الأمور بالنسبة لمجموعة أخرى معارضة للأسد: المقاتلون الأكراد الذين كانوا قد سيطروا على أجزاء من محافظة حلب، وقال مسؤولون من المهاجمين، يوم الاثنين، إنهم يخلون المنطقة بالحافلات.

معارك عنيفة بين الجيش السوري والفصال المسلحة في حماة (أ.ب)

ويرى كاتوليس أن المحرك الرئيسي للأحداث الأخيرة «داخلي»؛ لأن الوضع لم يصل قط إلى فترة من الاستقرار المستدام، «فقد استغلت قوات المعارضة نقاط الضعف في بنية النظام، بسبب الفساد والركود والافتقار إلى الشرعية السياسية في أجزاء من سوريا، وتمكنت من إعادة تجميع صفوفها. فملايين السوريين يريدون العيش في حرية، وهذا لم يتغير، ويبقى أن نرى ما إذا كانوا سيحققون هذه الطموحات».

ويقول كاتوليس إن العوامل الخارجية مثل تركيا وروسيا وإيران مهمة، لكن التحدي المركزي يظل الانقسامات الداخلية في سوريا والصراع على السلطة والنفوذ بين مجموعة واسعة من الجماعات المتنافسة.

لا إزاحة للأسد

ورغم الأوضاع التي تحدث عنها الباحث الأميركي فإن الموقف الأميركي لم يتغيّر كثيراً على مدى عقد من الزمن، وأكده مجدداً المتحدث باسم الخارجية الأميركية قبل يومين. إذ وعلى الرغم من خسارة الأسد مصداقيته، فإن الولايات المتحدة لا ترى إزاحته من السلطة أولوية، مثلما أنها لا تدعم الفصائل المعارضة أيضاً.

صحيفة «نيويورك تايمز»، من جهتها، تحدثت عن أن المبادرات التي جرى تقديمها للأسد من الولايات المتحدة وبعض دول الخليج وحتى إسرائيل، للتخلي عن تحالفه الإقليمي الأكثر أهمية مع «حزب الله» وإيران، قد تنحرف عن مسارها بسبب هجوم الفصائل المستمر. لافتة إلى أن الأسد سيكون الآن «أكثر تردداً في التخلي عن إيران وحلفائها، الذين ما زالوا أفضل رهان له للقتال مرة أخرى، من أجل بقاء نظامه».

صورة من لقاء الأسد وعراقجي يوم 1 ديسمبر 2024 (الخارجية الإيرانية)

من جهة أخرى، تحدثت أوساط مطلعة في واشنطن، عن واقع مختلف على الأرض، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الأسد أكثر استعداداً الآن للتجاوب مع تلك المبادرات لفك الارتباط مع إيران.

وألمحت إلى اتفاق أوّلي لفتح مسار التفاوض بين الأسد مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بضغط من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشارت المصادر إلى أن «تلقي الجيش النظامي مساعدات روسية في الدفاع عن حماة، هو «للقول إنه لن يتم التخلي عن النظام».

تابعت المصادر أنه، في الوقت نفسه، يجري الحديث عن ضمانات لانسحاب المسلحين من حلب، قد تتم إما قبل تسلم ترمب منصبه، وإما بعده بقليل، على أن يتم التخلص من العناصر غير السورية في الفصائل، وتشكيل فيلق تابع لوزارة الدفاع السورية يضم العناصر السورية المسلحة، بضمانة تركية روسية، وفتح مسار نهائي لإخراج إيران من المعادلة في سوريا.

دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)

ورغم أن هجوم الفصائل الذي يقال إن تركيا تتعاون ضمناً معها عبر حدودها في شمال سوريا، قد تكون من بين أهدافه تحقيق أهداف تكتيكية لأنقرة، حيث تحظى بنفوذ أكبر في الصراع، لكن لا يخفى أيضاً أنه جاء أيضاً في الفترة الانتقالية بين إدارتي الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب.

ويرى مراقبون أن تركيا قد تكون تحاول استغلال هذه الفترة، لتوجيه ضربة للنفوذين الروسي والإيراني في سوريا، بعدما أضعفت إسرائيل إيران و«حزب الله» اللبناني، الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد، وانشغال روسيا بحربها في أوكرانيا. وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، (الأربعاء)، قائلاً إن رفض الرئيس السوري بشار الأسد المشاركة «بأي شكل ملموس» في عملية سياسية، فتح المجال لهجوم تلك الفصائل وتقدمها يظهر أن داعميه، مثل روسيا وإيران، مشتتون.

وقال مراقبون إن المقاتلين الأكراد الذين تعدهم تركيا عدواً تاريخياً وضعيفاً للغاية لمواجهة الفصائل التي تدعمها ويقودون الهجوم، لم يكن لديهم خيار سوى قبول عرض الخروج الآمن إلى شمال شرقي سوريا، حيث أشركتهم الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم «داعش»، خلال العقد الماضي.

ومع مراوحة هجوم الفصائل على أبواب مدينة حماة، في تغيير جذري لاستجابة دمشق للهجوم على حلب، بدا أن شبح تجدد الحرب الأهلية صار حقيقياً، وقلب المعادلة بالنسبة للولايات المتحدة التي حاولت قبل سنوات طي صفحة الحرب من دون أن يثمر ذلك عن أي نتائج إيجابية تذكر.