القضاء ساحة جديدة للسجال بين بغداد وأربيل

محكمة الكرخ تصدر قراراً باستدعاء هوشيار زيباري

صياد سمك على ظهر قاربه وسط عاصفة ترابية في البصرة أول من أمس (أ.ف.ب)
صياد سمك على ظهر قاربه وسط عاصفة ترابية في البصرة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

القضاء ساحة جديدة للسجال بين بغداد وأربيل

صياد سمك على ظهر قاربه وسط عاصفة ترابية في البصرة أول من أمس (أ.ف.ب)
صياد سمك على ظهر قاربه وسط عاصفة ترابية في البصرة أول من أمس (أ.ف.ب)

يبدو أن القضاء بات أخيراً الساحة المفضلة للسجال بين بغداد وإقليم كردستان العراق حول القضايا محل الخلاف، بعد أن كانت السياسة (بعد 2003) وقبلها فوهة البندقية (قبل 2003) ساحتين مفضلتين للصراع بين الجانبين.
ورغم الاعتقاد الشائع في السياق العراقي بعدم إمكانية الفصل التام بين ما هو سياسي وقضائي، لكن الظروف الهادئة والإيجابية التي طبعت العلاقة بين حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحكومة أربيل خلال السنتين الأخيرتين ربما تسمح بالقول إن الصراع السياسي التقليدي تراجع لصالح صراع محتدم ساحته القضاء.
بدأ الصراع القضائي مع أربيل مطلع فبراير (شباط) الماضي، حين قضت المحكمة الاتحادية بحرمان القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، من حق الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية على خلفية اتهامه بقضايا فساد لم يصدر حكم قاطع فيها. وبعد نحو ثلاثة أيام من ذلك الحكم، عادت المحكمة الاتحادية لتصدر حكماً ببطلان قانون النفط والغاز في إقليم كردستان. وأول من أمس أصدرت محكمة الكرخ في بغداد قرار استقدام بحق زيباري بناءً على شكوى من المحكمة الاتحادية بـ«الإساءة إليها».
وما زال قانون النفط والغاز في إقليم كردستان الذي قضت المحكمة الاتحادية ببطلانه يمثل إحدى أعمق المشاكل التي تسبب بها القضاء لإقليم كردستان بالنظر للتعاملات العديدة وعقود النفط التي أبرمها مع شركات النفط العالمية وما يترتب على ذلك من التزامات مالية وقانونية معقدة، فضلاً عن تسببه بتعقيد العلاقات الإيجابية بين حكومتي المركز والإقليم.
وتستثمر قوى «الإطار التنسيقي» قرار المحكمة في إطار صراعها مع تحالف «إنقاذ وطن» الذي يتحالف فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الكتلة الصدرية وتحالف «السيادة» السني. وأمس، اعتبر «الإطار التنسيقي» وفي سياق رده على إلغاء المحكمة الاتحادية لمشروع قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية، أوضح أنه «مشروع بديل عن قانون الموازنة لجأت إليه الحكومة لتفادي تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية الخاص بنفط إقليم كردستان»، الأمر الذي دفع مجلس قضاء إقليم كردستان للرد ببيان مطول أكد فيه من جديد عدم مخالفة قانون نفط الإقليم مع الدستور العراقي. وقال المجلس في بيان: إن «تصرفات حكومة إقليم كردستان - العراق فيما یتعلق بملف النفط والعمليات النفطية تتوافق مع الدستور العراقي لعام 2005 وإن أحكام قانون النفط والغاز رقم (22) لسنة 2007 الصادر من برلمان إقليم كردستان لا تخالف أحكام الدستور العراقي». وأضاف: «یتوجب استمرار العمل بأحكامه إذ لم يرد ملف النفط والغاز ضمن الاختصاصات الحصرية للسلطات الاتحادية المنصوص عليها في المادة (110) وبالنظر لأن المادة 112 من الدستور العراقي تنص على أن تقوم الحكومة الاتحادية بإدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع حكومات الأقاليم والمحافظات المنتجة على أن توزع وارداتها بشكل منصف يتناسب مع التوزيع السكاني في جميع أنحاء البلاد».
وتابع مجلس قضاء كردستان: «وبمقتضى ذلك فإن الحقول النفطية التي أُوجدت في إقليم كردستان بعد عام 2005، تقع ضمن الاختصاصات الحصرية للإقليم، أن نصوص قانون النفط والغاز لإقليم كردستان العراق متوافقة مع أحكام الدستور العراقي ولا تخالفها».
وبالعودة إلى قرار استدعاء زيباري قضائياً، هاجم القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني أول من أمس مجدداً المحكمة الاتحادية عبر تغريدة جاء فيها: «مرة أخرى تنصب المحكمة الاتحادية المشكوك في دستوريتها أصلاً، نفسها حاكماً على العملية السياسية والانتخابية وتتصرف كأنها وصية ولديها صك الغفران على السلطتين التنفيذية والتشريعية على البلاد». وأضاف: «لذا لا بد من تصحيح الوضع ومنع طغيان القضاء المسيس وأنه لا سلطان على القضاء إلا القانون». ثم عاد زيباري، أمس، عبر تغريدتين ليحذر من «مأزق أمني وسياسي خطير» نتيجة «فشل الرئاسات وانجرار القضاء إلى قرارات منحازة» وحذر من «انتفاضة شعبية شبابية قادمة ضد الانسداد السياسي».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام الأسد لا تزال داخل سوريا

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
TT

غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام الأسد لا تزال داخل سوريا

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)

علم «المرصد السوري» من مصادر موثوقة، أن غالبية القيادات العسكرية والأمنية التابعة لنظام الأسد لا تزال داخل الأراضي السورية، لكن خارج العاصمة دمشق، باستثناء قلة قليلة تمكنت من المغادرة إلى الخارج.

سهيل الحسن المعروف بالنمر

وقال مدير «المرصد» لـ«الشرق الأوسط» إن سهيل الحسن الذي يلقب بالنمر، والذي كان قائد «لواء 25» في القوات المسلحة السورية، أو ما يعرف بـ«قوات النمر النخبوية» التابعة له، كان قد التجأ إلى مطار حميميم (القاعدة الجوية الروسية قرب اللاذقية) ليلة سقوط النظام، لكن لا مزيد من الأخبار تسربت عن مصيره إن كان الروس نجحوا في نقله إلى موسكو أو أنه لا يزال في «حميميم»، بحسب مدير المرصد.

وتقول التسريبات إن بشار الأسد رفض إلقاء خطاب التنحي عن السلطة بعد تسارع الأحداث التي ابتدأت بسيطرة إدارة العمليات العسكرية بقيادة «هيئة تحرير الشام» على حلب.

وتتقاطع هذه المعلومة مع ما نشرته «الشرق الأوسط» بعد انطلاق الهجوم الذي «توفرت لموسكو معلومات دقيقة حول توقيته، وحجمه، وأهدافه، وأنه سرعان ما اتُّخذ القرار في موسكو بترتيب خروج آمن».

ووفقاً للمستشار رامي الشاعر، المقرب من أوساط اتخاذ القرار الروسي: «كان القرار صعباً بسبب أن المعطيات الاستخباراتية المتوفرة أكدت أن الأمر لا يتعلق فقط بدرجة الإعداد للهجوم من جانب الفصائل، بل بوجود حاضنة شعبية واسعة النطاق تؤيد هذا التحرك، ووفقاً لتلك المعطيات فإنه (في حال حصول تقدم واسع النطاق فإن نحو 80 في المائة من السوريين سوف يدعمونه بقوة)».

الرئيس بوتين ينظر إلى الأسد وهو يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)

المصادر الخاصة المطلعة على تفاصيل ليلة هروب بشار الأسد وسقوط نظامه في 8 ديسمبر (كانون الأول)، قالت لـ«المرصد» إن الأسد كان يعول على دعم إيران ومساندتها في حربه الأخيرة مع شعبه، لكن الميليشيات الإيرانية تخلت بعد معركة حلب، كما تخلى عنه الروس عسكرياً بعد انكسار قوات النظام السابق في حماة.

وقالت المصادر إنه بعد منتصف ليلة الأحد الماضي، أي الليلة الأخيرة قبل هروبه من سوريا، حلّ الأسد الجيش بأوامر منه، ثم وصل الأمر إلى القطعات العسكرية عبر اللاسلكي بحل الجيش وخلع البزة العسكرية وارتداء اللباس المدني ومغادرة القطعات والثكنات العسكرية إلى منازلهم.

سهيل الحسن مع عناصر لواء 25 المدربة في روسيا

وهرب الأسد بطائرته رافضاً إلقاء خطاب التنحي عن السلطة، ومنحته روسيا حق اللجوء الإنساني مع عائلته، كما هو معروف.

ومن المعلومات التي تسربت، أنه مع تسارع الأحداث يوم السبت 7 ديسمبر، وتعنت الأسد ورفضه إلقاء خطاب التنحي، غادرت قيادات الجيش والأفرع الأمنية الضباط والمسؤولين من دمشق إلى منازلهم في القرى، عصر السبت، خوفاً من عمليات الاغتيال.

تدمير الترسانة

في سياق متصل، أكدت مصادر «المرصد السوري» أن قرار تدمير ترسانة الجيش السوري من قِبَل إسرائيل، جاء بموافقة روسية، وقد نفذت إسرائيل منذ هروب بشار الأسد، أكثر من 352 غارة جوية على 13 محافظة سورية، ودمرت أهم المواقع العسكرية في أنحاء البلاد، شملت مطارات سورية، وما تحتويه من مستودعات، وأسراب طائرات، ورادارات، ومحطات إشارة عسكرية، والعديد من مستودعات الأسلحة والذخائر في مواقع مختلفة بمعظم المحافظات السورية، إضافة إلى مراكز أبحاث علمية أسفرت عن تدميرها بشكل كامل وتعطيل أنظمة الدفاعات الجوية وإخراج تلك المواقع عن الخدمة.