واشنطن تقرر نشر 500 جندي أميركي داخل الصومال

واشنطن تقرر نشر 500 جندي أميركي داخل الصومال
TT

واشنطن تقرر نشر 500 جندي أميركي داخل الصومال

واشنطن تقرر نشر 500 جندي أميركي داخل الصومال

لن تضطر القوات الأميركية المكلفة بمكافحة «حركة الشباب» التابعة لتنظيم «القاعدة» في الصومال، إلى تنفيذ عملياتها من دول الجوار، بعد أن قررت إدارة الرئيس جو بايدن إعادة تمركز نحو 500 جندي أميركي داخل البلاد. وينهي القرار الجديد، قراراً اتخذه الرئيس السابق دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) 2020 بسحب نحو 700 جندي من القوات الخاصة التي تم نشرها في الصومال للعمل مع الجيش الصومالي، في إطار سياسة إنهاء التورط في «حروب لا تنتهي»؛ مما أجبر القوات الأميركية على تنفيذ عملياتها من خارج الحدود بشكل دوري للمساعدة، وهي خطوة وصفتها الإدارة الحالية بأنها كارثية. وقال مسؤول في إدارة بايدن، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته «للأسف، منذ ذلك الحين، نمت (حركة الشباب) فقط أقوى». وأضاف المسؤول، أن «(حركة الشباب) زادت من وتيرة هجماتها بما في ذلك ضد أفراد أميركيين». وقال «نحن قلقون بشأن احتمال أن تؤدي ساحة معركة (الشباب) المتصاعدة ومسار تمويلها إلى توفير مساحة أكبر للجماعة للتخطيط وتنفيذ هجمات خارجية في نهاية المطاف». ولطالما وصف المسؤولون العسكريون الأميركيون ومسؤولو مكافحة الإرهاب، «حركة الشباب» بأنها أكبر وأغنى جماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي وأكثرها دموية. وقالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين «هذه إعادة تمركز لقوات موجودة بالفعل في مسرح العمليات، تدخل إلى الصومال وتخرج منه بين الحين والآخر». وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن القوات لن تشارك بشكل مباشر في العمليات القتالية، لكنها ستعمل على تدريب القوات الصومالية وتجهيزها وتقديم المشورة لها. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين، إن «وجهة نظر الوزير (أوستن) هي أن نموذج المشاركة العرضية كان غير فعال وغير مستدام على نحو متزايد». وتشير المعلومات الاستخباراتية الأخيرة، إلى أن الجماعة نمت أكثر قوة منذ انسحاب القوات الأميركية من الصومال. وعندما أعلن ترمب قرار سحب القوات الأميركية من الصومال، ذكرت تقديرات المخابرات الأميركية، أن «حركة الشباب» لديها ما بين 5 آلاف و10 آلاف مقاتل. ومع ذلك، تشير المعلومات الاستخبارية الأحدث التي جمعتها دول مختلفة وشاركتها مع الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام، إلى أن عدد قوات «الشباب» يتراوح بين 7 آلاف و12 ألف مقاتل. كما حذرت هذه التقديرات نفسها من أن «حركة الشباب» كانت تجني مبالغ كبيرة من المال، تصل في بعض الحالات إلى 10 ملايين دولار شهرياً. كما كانت الحركة أكثر عدوانية، حيث قتلت أخيراً ما لا يقل عن 30 جندياً بوروندياً، خلال هجوم على قاعدة للاتحاد الأفريقي في جنوب الصومال في وقت سابق من هذا الشهر. وأكدت مصادر لهذه القوات، أنها تشعر بتهديد كبير؛ الأمر الذي اضطرها إلى مغادرة قاعدة واحدة على الأقل، ولديها خطط لإخلاء قاعدتين أخريين.
وتسعى «حركة الشباب» الصومالية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» للإطاحة بالحكومة والتأسيس لحكم مبني على تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في الصومال. وتنفذ الحركة بشكل متكرر تفجيرات وهجمات في مقديشو ومناطق أخرى في إطار حربها على الحكومة المركزية هناك. ورحب العقيد أحمد شيخ، القائد السابق لوحدة القوات الخاصة الصومالية (داناب)، بالقرار الأميركي الجديد، وقال «إنه لأمر جيد أن تكون هناك قوات أميركية على الأرض بما يمكن من استئناف جهود مكافحة الإرهاب». وأضاف «ستكون هذه دفعة كبيرة للرئيس الجديد... هناك مهمة كبيرة في انتظاره». وفاز الزعيم الصومالي السابق حسن شيخ محمود بالرئاسة مرة أخرى في تصويت لأعضاء البرلمان يوم الأحد. وهنأت الولايات المتحدة شعب الصومال على اختتام «عمليته الانتخابية الوطنية»، كما هنأت حسن شيخ محمود على انتخابه رئيساً. وقال بيان لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة، تتطلع إلى العمل معه ومع الحكومة الجديدة عن كثب. وأضاف البيان، أنه مع اختتام هذه العملية، فقد سنحت للصومال فرصة للتركيز على الإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية اللازمة لتعزيز مصالح الشعب الصومالي. وشجع البيان الرئيس محمود وقادة البلاد كافة على إعطاء الأولوية لتعزيز الحكم الديمقراطي والمؤسسات، وتطوير قوات الأمن لمنع الإرهاب ومكافحته، وتولي المسؤولية الأمنية الكاملة من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، وتفعيل الإصلاحات الاقتصادية لإكمال طريق البلاد نحو تخفيف عبء الديون وتقوية الاقتصاد، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لملايين الصوماليين الذين يعانون من الجفاف المدمر. وأكد البيان، أن المصالحة والتسوية والحوار المعزز بين مستويات الحكومة كافة ومختلف المجتمعات، ستكون أمراً حيوياً لنجاح هذه الجهود. ودعا البيان إلى تشكيل حكومة جديدة بسرعة وإلى الشراكة مع قادة الصومال لتحقيق «هدفنا المشترك المتمثل في السلام والديمقراطية والازدهار في البلاد». ويعاني الصومال من صراعات ومعارك قبلية وسط غياب حكومة مركزية قوية منذ الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري في 1991، وليس للحكومة سيطرة تذكر خارج حدود العاصمة وتقوم قوات من الاتحاد الأفريقي بالحراسة في «منطقة خضراء» في العاصمة على غرار المتبع في العاصمة العراقية بغداد.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

قدامى المحاربين يطالبون ترمب بإعادة توطين الأفغان المعرضين للخطر

أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)
أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)
TT

قدامى المحاربين يطالبون ترمب بإعادة توطين الأفغان المعرضين للخطر

أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)
أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)

أظهرت رسالة اطلعت عليها رويترز أن المئات من المحاربين القدامى والمسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين يريدون من الرئيس المنتخب دونالد ترمب الإبقاء على البرامج الأميركية الخاصة المتعلقة بالتأشيرات وإعادة توطين الأفغان المعرضين لخطر الانتقام بسبب عملهم لصالح الولايات المتحدة خلال الحرب التي استمرت 20 عاما ضد حركة طالبان.

وسيتم إرسال الرسالة، التي وقعها محاربون قدامى ومسؤولون وآخرون، إلى ترمب وقادة الكونغرس. وقد أعدها تحالف (#أفغان إيفاك) الرائد للمجموعات التي تعمل مع الحكومة الأميركية لمساعدة الأفغان على بدء حياة جديدة في الولايات المتحدة.

وجاء في مسودة للرسالة «لقد عمل العديد منا عن قرب مع مترجمين وجنود وأسر أفغانية، وقد خاطروا بكل شيء لحمايتنا وإرشادنا... والتخلي عنهم الآن سيكون خيانة للقيم التي ناضلنا للدفاع عنها والثقة التي بنيناها عبر سنوات من النضال والتضحية المشتركة». وتحث الرسالة ترمب وقادة الكونغرس على مواصلة تمويل إعادة توطين الأفغان المعرضين للخطر وأسرهم، كما تدعو الكونغرس إلى الموافقة على 50 ألف تأشيرة هجرة خاصة إضافية.

ومن المتوقع أن يتم استخدام الحد الأقصى الحالي البالغ 50500 تأشيرة هجرة خاصة إضافية بحلول أواخر الصيف القادم أو أوائل الخريف. ولم يرد فريق ترمب الانتقالي على الفور على طلب للتعليق. وجعل ترمب من الهجرة قضية رئيسية في حملته الرئاسية، ووعد بتعزيز الأمن على الحدود وترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير الشرعيين. وقد حاول خلال فترة ولايته الأولى وضع قيود على الهجرة الشرعية.

ووفقا لوزارة الخارجية، فقد جرت إعادة توطين أكثر من 183 ألف أفغاني وأفراد عائلاتهم المعرضين للخطر في الولايات المتحدة منذ سيطرة طالبان على كابول مع انسحاب آخر القوات الأميركية في أغسطس (آب) 2021. ولا يزال الأفغان الذين عملوا لصالح الجيش الأميركي أو الوكالات المدنية أو غيرها من المنظمات التابعة للولايات المتحدة يواصلون السعي للحصول على إعادة توطين وسط تقارير من الأمم المتحدة تفيد بأن طالبان قتلت واعتقلت وعذبت مئات المسؤولين والجنود السابقين.

وتنفي حركة طالبان، التي أعلنت عفوا عاما عن المسؤولين والقوات التابعة للحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، اتهامات الأمم المتحدة.