لم تكتف إسرائيل ببناء الجدار العازل (جدار الفصل العنصري)، الذي يفصل الضفة الغربية عن الأراضي المحتلة، بحجة حماية شعبها ومستوطناتها من الهجمات، بل أصدرت قرارا اليوم أكثر عنصرية يمنع الفلسطينيين من ركوب حافلات إسرائيلية؛ الأمر الذي يزيد من عملية العزل العنصري ضدّهم.
وعلى ما يبدو أنّ المقارنة التي أجراها البروفيسور جون دوغارد، أستاذ القانون الذي تسلم أيضا منصب مقرر خاص لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض المحتلة، بين انتهاكات حكومة جنوب أفريقيا لحقوق الانسان والفصل العنصري وبين انتهاكات الحكومة الإسرائيلية التي تمارسها ضدّ الشعب الفلسطيني، أصدق صورة لإظهار مدى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، عندما استطاع أن يجد في نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا عنصر "إفادة" من خلال تأمينه لمؤسسات تسعى وعلى الرغم من هذا الفصل، إلى إعطائهم بعض الحقوق كبناء المدارس وإنشاء المستشفيات، والمصانع في أماكن مخصصة لهم بغية توفير فرص عمل للسود. بينما النظام في إسرائيل فشل بتوفير جميع هذه العناصر للفلسطينيين. مضيفا أنّ ممارسات إسرائيل الاستعمارية في الأرض الفلسطينية المحتلة هي الأسوأ.
وجاء قرار اليوم ليظهر مدى تجاوزات اسرائيل لأبسط حقوق الانسان، عندما أفادت مسؤولة في وزارة الدّفاع الاسرائيلية اليوم، بأنّ إسرائيل منعت فلسطينيي الضفة الغربية الذين يتوجهون يوميا للعمل في أراضيها، من ركوب الحافلات ذاتها مع الاسرائيليين اعتبارا من اليوم للعودة إلى منازلهم.
وفي حديثها لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبة عدم كشف اسمها، قالت إنه "بموجب إجراء يدخل قيد التجربة لثلاثة أشهر سيترتب على الفلسطينيين العاملين في إسرائيل اعتبارا من الاربعاء العودة إلى منازلهم عبر نقاط العبور ذاتها من دون أن يركبوا الحافلات التي يستخدمها المقيمون" الاسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة.
وبذلك سيضطر الآف العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل إلى المرور عبر أربع نقاط تفتيش للذهاب إلى أماكن عملهم، وعند عودتهم إلى الضفة الغربية المحتلة سيترتب عليهم ركوب حافلات فلسطينية وليست إسرائيلية للوصول إلى منازلهم، حسب المسؤولة.
ويريد وزير الدفاع موشيه يعالون الذي يقف وراء هذا القرار "استخلاص الدروس من هذه التجربة بعد انتهاء فترة الاختبار لثلاثة اشهر"، حسبما قالت الاذاعة العامة الاسرائيلية.
وأكملت الاذاعة قائلة إن الوزير يرى أن هذا الاجراء سيسمح "بالسيطرة بشكل أفضل على الفلسطينيين ومن يخرج من إسرائيل وسيحد من المخاطر الأمنية".
وكان لوبي المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة يدعو لسنوات لمثل هذا الاجراء الذي سيجعل تنقل الفلسطينيين يستغرق المزيد من الوقت.
من جهته، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم بوقف اجراء يمنع الفلسطينيين من ركوب الحافلات ذاتها مع المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسؤول في مكتب نتنياهو لوكالة الصحافة الفرنسية، "الاقتراح غير مقبول بالنسبة لرئيس الوزراء. وتحدث هذا الصباح مع وزير الدفاع وتقرر أن يجري تجميد هذا الاقتراح".
وأمر نتنياهو جاء بعد ساعات من الاعلان عن هذا الإجراء، حسب ما افادت مسؤولة في وزارة الدفاع.
من ناحية اخرى، انتقدت منظمات حقوقية والمعارضة الاسرائيلية، المنع ووصفته بالخطوة "غير المسبوقة" التي ستسبب إذلالا غير ضروري للفلسطينيين وستضر بإسرائيل في نهاية المطاف.
ماذا بعد جدار الفصل العنصري ومنع الفلسطينيين من ركوب حافلات إسرائيلية؟
ماذا بعد جدار الفصل العنصري ومنع الفلسطينيين من ركوب حافلات إسرائيلية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة