غبار الرياض يتسبب في تدني الرؤية الأفقية إلى 500 متر

مشهد لأفق وسط العاصمة الرياض خلال عاصفة ترابية شديدة شهدته اليوم (أ.ف.ب)
مشهد لأفق وسط العاصمة الرياض خلال عاصفة ترابية شديدة شهدته اليوم (أ.ف.ب)
TT
20

غبار الرياض يتسبب في تدني الرؤية الأفقية إلى 500 متر

مشهد لأفق وسط العاصمة الرياض خلال عاصفة ترابية شديدة شهدته اليوم (أ.ف.ب)
مشهد لأفق وسط العاصمة الرياض خلال عاصفة ترابية شديدة شهدته اليوم (أ.ف.ب)

ضربت موجة غبار كثيفة، العاصمة السعودية (الرياض) في وقت مبكر، اليوم (الثلاثاء)، تسببت في شبه انعدام مستوى الرؤية الأفقية.
ويشير أحدث المؤشرات الجوية إلى التدني الكبير في مدى الرؤية الأفقية في أجزاءٍ واسعة من المملكة؛ نتيجة تعمُق موجة الغبار الكثيف في أجواء المملكة.

وحسب آخر القراءات الجوية، يسجل مختلف مراكز القراءات في المنطقتيْن الشرقية والوسطى رؤية أفقية متدنية بشكلٍ لافت، وصلت إلى ما دون الـ500 متر في الدمام والجبيل ومدينة الرياض، فيما انخفضت لما دون 300 متر في الأحساء.
ويتوقع «طقس العرب»، استمرار تأثر هذه المناطق من المملكة بالأجواء المغبرة خلال الساعات القليلة المقبلة؛ ما يستوجب من مرضى الجهاز التنفسي والعيون أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
بدوره، واصل المركز الوطني للأرصاد، تنبيهاته حول استمرار تأثر أجواء المملكة بـ«العاصفة الترابية»، فيما تفاعل الدفاع المدني، داعياً إلى توخي الحيطة والحذر.

وتوقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس لهذا اليوم نشاطاً في الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار تؤدي إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية على المنطقة الشرقية وأجزاء من منطقة الرياض، في حين يستمر تأثير العوالق الترابية التي تحد من مدى الرؤية الأفقية على أجزاء من مناطق القصيم، حائل، المدينة المنورة، مكة المكرمة ونجران قد يمتد تأثيرها إلى الأجزاء الشرقية من منطقتي الباحة وعسير، كما تكون السماء غائمة جزئياً على أجزاء من مناطق تبوك، الجوف والحدود الشمالية.

وأشار التقرير إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر شمالية إلى شمالية غربية بسرعة 25 - 45 كم/ساعة على الجزء الشمالي والأوسط، وغربية إلى شمالية غربية على الجزء الجنوبي بسرعة 15 - 30كم/ساعة، وارتفاع الموج من متر إلى مترين ونصف المتر على الجزء الشمالي والأوسط، ومن نصف متر إلى متر ونصف المتر على الجزء الجنوبي، وحالة البحر خفيف إلى متوسط الموج على الجزء الجنوبي، ومتوسط الموج إلى مائج على الجزأين الشمالي والأوسط، فيما تكون حركة الرياح السطحية على الخليج العربي غربية إلى شمالية غربية بسرعة 25 - 45 كم/ساعة، وارتفاع الموج من متر إلى مترين، وحالة البحر متوسط الموج إلى مائج.
وأعلن الدفاع المدني السعودي في وقت سابق أن المركز الوطني للأرصاد يحذر من عواصف رملية على منطقة الرياض حتى الثالثة من فجر اليوم الثلاثاء.
وقال الدفاع المدني السعودي عبر حسابه على «تويتر»، إن من المتوقع أن تتسبب العواصف الرملية في انعدام الرؤية الأفقية، إضافة لوجود نشاط في الرياح السطحية.
من جهته، توقع مختص التوقعات في المركز الوطني للأرصاد عقيل العقيل، اليوم (الثلاثاء)، أن تنحسر العاصفة الترابية التي ضربت المملكة، خصوصاً المنطقة الوسطى تدريجياً خلال 24 إلى 48 ساعة.
https://twitter.com/alekhbariyatv/status/1526467638137847809?s=20&t=e5ApCCayzyagEajKzC51Xg
وأوضح العقيل خلال حديثه لقناة «الإخبارية»، أن العاصفة الترابية بدأت من شمال شرقي المملكة وتؤثر حالياً على الرياض، ثم تتحرك تدريجياً لتؤثر على مناطق الجنوب، مشيراً إلى أنه يتوقع استمرار رياح الشمال على الساحل الشرقي من المملكة لتؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار.
https://twitter.com/SaudiNews50/status/1526349663510614017?s=20&t=8AA-PeQTIxGtBpvB36OFVg
وفي هذه الأثناء، تستمر الموجة الغبارية على مدينة الرياض، وأجزاء من المنطقة الشرقية، وهو ما أثر على مدى الرؤية، حيث حذرت الجهات المعنية قائدي المركبات من تأثيرات تلك الموجة على الطرق.


مقالات ذات صلة

مدن خليجية تسجِّل درجات حرارة تحت الصفر

يوميات الشرق الثلوج تغطي جبل اللوز في منطقة تبوك السعودية خلال موسم شتاء سابق (أ.ف.ب)

مدن خليجية تسجِّل درجات حرارة تحت الصفر

شهد عدد من المناطق في دول الخليج والعالم العربي انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة خلال الأسبوع الحالي، وسجّل بعض تلك المناطق انخفاضاً لما دون الصفر المئوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق بلدان عربية على موعد مع عاصفة قطبية (أ.ف.ب)

«آدم» لبنان و«جلمود» الأردن... دوامة قطبية تضرب دولاً عربية وسط تحذيرات

تشهد عدة دول عربية أحوالاً جوية غير مستقرة هذا الأسبوع، وسط حالة من القلق وتحذيرات رسمية تدعو إلى توخي الحيطة والحذر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ معظم القتلى في كنتاكي غرقوا عندما حوصروا في سياراتهم بسبب مياه الفيضانات (أ.ب)

ارتفاع حصيلة العواصف العاتية في الولايات المتحدة إلى 14 قتيلا

ارتفعت حصيلة العواصف العاتية في وسط الولايات المتّحدة وشرقها إلى 14 قتيلا على الأقلّ بعد أن شهدت المنطقة فيضانات ورياحا هوجاء ودرجات حرارة جليدية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية كنتاكي يطالب بإنقاذ مئات الأشخاص الذين حوصروا جراء الفيضانات (أ.ف.ب)

مقتل 9 أشخاص على الأقل بينهم 8 في كنتاكي في أحدث موجة من الطقس الشتوي

لقي 9 أشخاص على الأقل حتفهم في أحدث موجة من الطقس القاسي الذي ضرب الولايات المتحدة، بينهم 8 أشخاص في ولاية كنتاكي.

«الشرق الأوسط» (كنتاكي)
بيئة رجل يشرب المياه تحت درجات الحرارة المرتفعة في البرازيل (أ.ف.ب)

تحذيرات من دخول العالم «عصراً مناخياً جديداً» من الاحترار

في عام 2024 شهد العالم احتراراً تخطّى 1.5 درجة مئوية، وقد أكدت دراستان نُشرتا الاثنين أن تجاوز هذه العتبة التي حددها «اتفاق باريس للمناخ» وارد على المدى البعيد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
TT
20

مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»

جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)

استحضر الفنان المصري مصطفى الرزاز عناصر ورموزاً من الأساطير والفولكلور الشعبي المصري، واستدعى مَشاهد وذكريات مرَّ بها لسنوات طويلة، ثم مزج ذلك كله بفرشاته وخطوطه وخاماته المختلفة على مسطح أعماله؛ ليقدم مجموعة جديدة من اللوحات، والمنحوتات تنبض بالحياة، وتدعو إلى الاستمتاع بها.

في معرضه «رزق البحر» المُقام في «قاعة الزمالك للفن»، يترك الرزاز للمتلقي الفرصة للانغماس مع عالمه الذي جسَّده في أعماله، متنقلاً ما بين البحر والصيد والمرأة والأسماك؛ وخلال ذلك تتشبَّع عين الزائر بجماليات أعماله، ويتزوَّد وجدانه بدفء حكاياته.

الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)
الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)

يضمّ المعرض نحو 60 لوحة كبيرة، و64 لوحة صغيرة، فضلاً عن 45 قطعة نحتية، تتميّز بأنَّ «البطولة المطلقة» فيها للأسماك في المقام الأول؛ فهي ليست مجرّد عنصر رمزي، أو مفردة من البيئة تزدان بها الأعمال، لكنها ذات حضور طاغٍ، فتلتقيها على مسطّح اللوحات محمولة بعناية بين الأيدي، أو عروس للبحر، أو في صورة فرس البحر الذي يبدو صديقاً حميماً للإنسان، ورمزاً لحمايته، كما جاء في الحضارة المصرية القديمة، وغير ذلك من مَشاهد تُعزّز مكانتها.

عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)
عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)

اللافت أنَّ الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بعناصر العصفورة والهدهد والنبات في أعماله؛ في رمز للسلام والنماء، والتماهي مع البيئة المصرية. وبدا واضحاً أنّ لإقامته طويلاً في حي المنيل المطلّ على النيل بالقاهرة بالغ الأثر في أعماله بالمعرض؛ فقد قدَّم مَشاهد حياتية يومية عن قرب لمناظر الصيد والمراكب. يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تُشرق الشمس في صباح كل يوم، أحبُّ النظر إلى نهر النيل حيث جمال المنظر والحضارة والتاريخ».

ومن أكثر المَشاهد التي استوقفته في الصباح الباكر، حركة المراكب والاستعداد للصيد. لذلك استخدم «النظارة المُعظمة» ليتأمّلها عن قرب، فإذا به يكتشف أنَّ مَن يقُمن بالصيد في هذه المنطقة نساء.

لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)
لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)

يواصل الفنان المصري حديثه: «وجدتُ أنهن قبل الصيد يُحضّرن الفطور، ويتناولنه مع أطفالهن وجاراتهن بشكل جماعي يومياً قبل التوجه إلى العمل».

أثار ذلك اهتمام الرزاز، فتوجَّه إلى نقطة تجمعهن، والتقى معهن، ومن خلال حديثه معهن، اكتشف أنّ الرجال لا يشاركونهن الصيد في هذا المكان؛ فيقتصر الأمر عليهن لانشغال أزواجهن بالعمل في مجالات أخرى.

كما اكتشف الفنان أنّ المراكب التي يخرجن للصيد بها هي بيوتهن الدائمة؛ حيث يقمن بها، ولا مكان آخر يؤوي هذه الأسر.

«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)
«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)

استهوته هذه الحكايات الإنسانية، وفجَّرت داخله الرغبة في تجسيد هذا العالم بفرشاته. يقول: «كانت تجربة غنية ومفيدة جداً بالنسبة إليّ؛ مثلت منبعاً للإلهام. من هنا جاء اهتمامي بتناول البحر والأسماك والصيد في عدد من معارضي؛ منها هذا المعرض الجديد، ولا أعني هنا البحر والصيد فيه وحده، إنما نهر النيل كذلك؛ إذ إنَّ كلمة البحر في اللغة المصرية الدارجة تشير إليهما معاً».

واتخذ الرزاز قراراً بتخصيص المعرض كله للصيد، من دون الاقتصار على تجربة الصيادات الإنسانية؛ فثمة قصص أخرى للصيد في الوجه القبلي، وفي المناطق الساحلية حيث يقتصر الصيد على الرجال.

من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)
من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)

ويتابع: «سافرت إلى الإسكندرية (شمال مصر) وشاركتهم رحلة للصيد، وتأثّرت جداً بعملهم، فتشرَّبت تفاصيل حياتهم، وطريقة عملهم، وصوَّرتهم فوتوغرافياً، إلا أنني تركتها جانباً، ورسمت التكوينات من خيالي، حتى تختلف عن الرؤية المباشرة أو التسجيل».

لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)
لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)

ويرى الرزاز أنه عندما يرسم الفنان الواقع كما هو، يُفقده جمالياته وحرّيته في التعبير. لكن لماذا يمثّل البحر والصيد كل هذا الاهتمام من جانب الدكتور مصطفى الرزاز؟ يجيب: «البحر بالمفهوم الذي أشرت إليه هو نصف الدنيا، وهو مختلف تماماً عن اليابسة، وأكثر غموضاً، وسحراً، بالإضافة إلى اختلاف الكائنات التي تعيش فيه عن الأرض».

ويؤكد الفنان المصري أنّ «لمهنة الصيد خصوصيتها؛ ونموذج حقيقي لسعي الإنسان؛ فالصياد يتوجَّه إلى البحر على وجه الكريم، من دون أن يحظى براتب، ولا يمكن أن يعرف حجم أرباحه التي سيجنيها، ويرمي نفسه في البحر طوال النهار، وربما لأيام، وقد يعود بما يرضيه، وقد لا يرجع بشيء على الإطلاق».

علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)
علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)

ومن هنا، فإن حلم الصياد أن يجني سمكة ضخمة، أو سمكة تُكلّمه، أو تكون في صورة امرأة جميلة، أو داخلها «خاتم سليمان) يحقّق له كل ما يتمناه. لذلك أيضاً، كان للسمك نصيب كبير في الأساطير والحكايات الشعبية؛ فكانت هناك «أم الشعور»، و«عروسة البحر»، وغيرهما مما يُعدّ فانتازيا علاقة الإنسان بالسمك، وفق الرزاز الذي يرى أن هذه العلاقة هي مصدر إلهام للفنان، ومنبع حكايات تحفّز أي شخص على الانطلاق والسعي في الحياة.

الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)
الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)

وربما لم تُنافس الأسماك في أعمال المعرض -المستمر حتى 15 مارس (آذار) الحالي- سوى المرأة الجميلة بعيونها الواسعة وملابسها المزدانة بالموتيفات والنقوش الشعبية؛ انعكاساً لاهتمام الفنان بمكانتها والفولكلور المصري في أعماله من جهة، ومن جهة أخرى تعبيراً عن قوة الوطن.

فتأتي على سبيل المثال لوحة المرأة الفلسطينية التي تطلّ علينا بزيها التقليدي، حاملة صينية الأسماك الطازجة فوق رأسها، كأنها جاءت للتوّ من رحلة للصيد، تضامناً مع أهل غزة. يقول الرزاز: «يرمز هذا العمل إلى أنّ أهل القطاع المعروفين بالصيد سيستمرّون في مهنتهم، وسيبقون في مدينتهم، ولن يستطع أحد أن يغيّر شيئاً من هذا الواقع».