هل يشكل الفائزون الجدد كتلة معارضة داخل البرلمان اللبناني؟

10 شخصيات من «مجموعات الانتفاضة» مفاجأة المعركة الانتخابية

إبراهيم منيمنة يدلي بصوته في أحد أقلام بيروت (الشرق الأوسط)
إبراهيم منيمنة يدلي بصوته في أحد أقلام بيروت (الشرق الأوسط)
TT

هل يشكل الفائزون الجدد كتلة معارضة داخل البرلمان اللبناني؟

إبراهيم منيمنة يدلي بصوته في أحد أقلام بيروت (الشرق الأوسط)
إبراهيم منيمنة يدلي بصوته في أحد أقلام بيروت (الشرق الأوسط)

(تحليل إخباري)
شكلت النتائج الأولية للانتخابات النيابية اللبنانية، التي أجريت أول من أمس (الأحد)، مفاجآت على أكثر من صعيد، لا سيما فيما يتعلق بتمثيل «مجموعات الانتفاضة» (تشكلت بعد انتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول 2019) التي يبدو أنها حصلت على أكثر من عشرة نواب، بعدما كانت التقديرات والتوقعات الانتخابية تستبعد وصولها إلى هذا الرقم نتيجة تشرذمها وخوضها المعركة عبر لوائح متعددة ومختلفة.
المفاجأة انسحبت أيضاً على من يعرفون بالشخصيات والأحزاب التقليدية المعارضة، والذين وإن تلاقوا في بعض العناوين مع مجموعات المجتمع المدني، فإن تحالفهم في كتلة موحدة بدا أمراً صعباً، لأسباب مرتبطة بالشعارات التي رفعتها بعض المجموعات لجهة رفض التحالف مع الأحزاب والشخصيات السياسية التقليدية، إضافة إلى بعض الاختلاف فيما بينهم حيال مقاربة موضوع «حزب الله» والمطالبة بنزع سلاحه.
وبانتظار ما ستكون عليه صورة المجلس المقبلة مع إعلان نتائج الانتخابات النهائية رسمياً، فإنه من المؤكد أنه سيضم عدداً لا بأس به من النواب المعارضين، يتوزعون بين دوائر بيروت والشوف والجنوب والشمال والبقاع، إضافة إلى أحزاب تقليدية معارضة على غرار حزب «الكتائب اللبنانية»، والنائب ميشال معوض، والوزير السابق أشرف ريفي، والنائب أسامة سعد، الذي كان متحالفاً مع الدكتور عبد الرحمن البزري في دائرة صيدا - جزين، وغيرهم.
وبالتالي، فإن التحدي الأساس بالنسبة إلى هؤلاء يبقى العمل سوياً من داخل البرلمان بهدف الوصول إلى التغيير الذي خاضوا المعركة لأجله، وهو ما يؤكد عليه عدد من المعارضين الذي نجحوا في المعركة، وباتوا اليوم أعضاء في البرلمان، على غرار إبراهيم منيمنة عن دائرة بيروت الأولى، والبزري عن دائرة صيدا - جزين، مع تأكيدهما على أن النتائج بالنسبة إليهما كانت متوقعة.
وفي هذا الإطار يقول منيمينة لـ«الشرق الأوسط»، «النتائج لم تكن بعيدة عن توقعاتنا، والحسابات قبل الانتخابات كانت تشير إلى معدل وسطي بالفوز بعشرة نواب»، مؤكداً في الوقت عينه أن «المهمة الأولى التي علينا القيام بها بعد إعلان النتائج النهائية، هي العمل على تشكيل كتلة نيابية موحدة تجمع ممثلي المجموعات التغييرية».
وفي حين يؤكد أن «هذه المجموعات تلتقي مع المعارضة التقليدية في بعض العناوين والقضايا، يستبعد أن يجتمعوا جميعاً ضمن كتلة نيابية واحدة»، يقول إن «القرار النهائي يعود للكتلة التي يفترض تشكيلها»، معتبراً أن هذه المرحلة هي تأسيسية لمرحلة التغيير التي بدأت في لبنان وعكستها أصوات الشعب في صناديق الاقتراع».
من جانبه، يعد البزري الذي يصل للمرة الأولى إلى البرلمان، وهو يتحدر من عائلة سياسية وابن النائب والوزير السابق الدكتور نزيه البزري، أنه لا يمكن الحديث عن مفاجآت في النتائج، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، «المفاجأة كانت لو تم التجديد للطبقة السياسية بعد المآسي التي تسببت بها في لبنان في وقت كانت هذه الطبقة تظن نفسها محصنة».
ويضيف: «نحن اخترنا المواجهة، والناس رغم مساوئ القانون (النسبي الذي أجريت الانتخابات على أساسه) كان لها رأيها وأثبتت لهم أنهم فقدوا أحجامهم»، معتبراً أن «مجلس النواب اليوم سيكون له دور مختلف، حيث المعارضة الواضحة للطبقة السياسية والتي سيكون لها دور مختلف ومسؤولية كبيرة بعدما منحتنا الناس ثقتها وتراهن علينا في أحداث التغيير».
وعن طبيعة العمل في المستقبل بين هذه المعارضة وهل تشكل كتلة موحدة، يجيب البزري: «نية التعاون موجودة والقواسم المشتركة كذلك، وبالتالي فلنضع أولاً الهدف وهو أن نكون صوتاً جامعاً في مواجهة المنظومة السياسية لأي معسكر انتمت إليه، ثم ستكون علينا مسؤولية تمييز أنفسنا عبر إيجاد صيغة تعاون مشتركة في البرلمان تنسجم مع مزاج اللبنانيين وتوجهاتهم نحو الإصلاح».


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
TT

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)
إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مقترحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون 16 عاماً، وتغريم المنصات بما يصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (32 مليون دولار) بسبب الخروقات النظامية.

وطرحت الحكومة الأسترالية المنتمية ليسار الوسط مشروع القانون في البرلمان، أمس (الخميس)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتخطط الحكومة لتجربة نظام للتحقق من العمر للسماح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أحد أكثر الضوابط صرامة تفرضها دولة حتى الآن.

وقال ماسك، الذي يُعدّ نفسه مدافعاً عن حرية التعبير، رداً على منشور رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي على منصة «إكس»: «تبدو كأنها وسيلة غير مباشرة للتحكم في اتصال جميع الأستراليين بالإنترنت».

وتعهَّدت عدة دول بالفعل بالحد من استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال تشريعات، لكن سياسة أستراليا واحدة من أكثر السياسات صرامة، ولا تشمل استثناء بالحصول على موافقة الوالدين أو باستخدام حسابات موجودة سلفاً.

واصطدم ماسك سابقاً مع الحكومة الأسترالية بشأن سياساتها الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي ووصفها بأنها «فاشية» بسبب قانون المعلومات المضللة.