انتخاب حسن شيخ محمود رئيساً للصومال للمرة الثانية

البرلمان يحسم اختيار الرئيس العاشر للبلاد

محمد عبد الله فرماجو (يمين) يهنئ حسن شيخ محمود (رويترز)
محمد عبد الله فرماجو (يمين) يهنئ حسن شيخ محمود (رويترز)
TT

انتخاب حسن شيخ محمود رئيساً للصومال للمرة الثانية

محمد عبد الله فرماجو (يمين) يهنئ حسن شيخ محمود (رويترز)
محمد عبد الله فرماجو (يمين) يهنئ حسن شيخ محمود (رويترز)

عاد الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود إلى منصبه مجدداً للمرة الثانية بعدما تغلب في تصويت أجراه نواب برلمان البلاد بالعاصمة مقديشو على الرئيس الحالي محمد عبد الله فرماجو في جولة أخيرة. وألقى شيخ محمود الذي سبق أن تقلد المنصب لمدة خمس سنوات ما بين عامي 2012 و2017 خطاباً اعتمد فيه «لهجة تصالحية» بعدما أدى القسم الرئاسي، إثر إعلان النتائج، حيث حصل على 214 صوتاً، بينما حصل منافسه فرماجو المنتهية ولايته، على 110 أصوات، في الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها 36 مرشحاً.
وتعهد شيخ محمود، وهو أول رئيس صومالي يفوز بولاية رئاسية ثانية، بتحويل الصومال إلى «بلد ينعم بالسلام ومتصالح مع العالم»، مشدداً على «ضرورة المضي قدماً»، ومشيداً بإنجاز الاستحقاق الذي طال انتظاره. كما استبعد الانتقام من أنصار النظام السابق، وقال إنه «يعتزم فرض استقرار سياسي يخدم مصلحة البلاد وفق القوانين والدستور وحل جميع الخلافات سلمياً». واستقبل المؤيدون النتيجة بالهتاف وإطلاق النار في الهواء في أنحاء العاصمة مقديشو بعد ثلاث جولات من التصويت شارك فيها ساسة بحظيرة طائرات تخضع لحراسة مشددة بالمطار.
وبعد انتخابات ماراثونية، بث التلفزيون الرسمي وقائعها مباشرة، نال شيخ محمود أكثر من العدد المطلوب للفوز، حيث أعلن رئيس الغرفة الثانية للبرلمان، شيخ عدن محمد نور، المعروف باسم مادوبي، «فوز حسن شيخ محمود في الانتخابات الرئاسية في جمهورية الصومال الاتحادية». من جهته، قال فارمجو: «أرحب بأخي حسن شيخ محمود وأتمنى له التوفيق في مهمته»، مؤكداً «التضامن» معه.
وهنأ قادة البلاد، وفقاً لما بثته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية الرئيس الجديد، وتمنوا له التوفيق في أداء مهامه لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الصومالي.
بدورها، هنأت بعثة الأمم المتحدة أمس الرئيس الجديد بمناسبة انتخابه الرئيس العاشر للبلاد، وأعربت عن تطلعها في بيان مقتضب عبر تويتر إلى «العمل معه وفريقه للنهوض بالأولويات الوطنية، مثل السلام والأمن والاستقرار، في السنوات المقبلة». وتعهدت الجامعة العربية على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط بمواصلة وقوفها ودعمها للصومال في مسيرته التنموية وجهوده الحثيثة لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء مؤسساته، وأعرب عن تقديره للجهود التي بذلها الرئيس فرماجو في إدارة البلاد خلال فترة توليه المسؤولية وروح الديمقراطية التي أبداها في تقبل نتيجة الانتخابات.
بدوره اعتبر الأمين العام لمنظمة الهيئة الحكومية للتنمية «الإيجاد»، وركنيه جيبياهو، أن فوز حسن شيخ محمود، دليلاً واضحاً على الثقة التي يتمتع بها بين الشعب الصومالي، معرباً عن ثقته في أنه سيعمل جاهداً على تشكيل حكومة شاملة، ويبدأ المهمة الهائلة لتوحيد الشعب الصومالي ومعالجة الأولويات الوطنية العاجلة بما في ذلك الحفاظ على المكاسب الأمنية، ومواصلة التركيز على محاربة حركة الشباب، ومعالجة الوضع الإنساني المتردي.
ومع إدلاء النواب بأصواتهم في ظل إجراءات أمنية مشددة داخل خيمة، في مجمع المطار المحصن في مقديشو، سُمع دوي انفجارات، في مؤشر إلى هشاشة الوضع الأمني في البلاد التي شهدت في الأشهر الأخيرة هجمات متزايدة لحركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. وسيتعين على الرئيس الجديد معالجة تداعيات أشهر من الفوضى السياسية جراء التناحر الداخلي، سواء داخل الحكومة أو بين الحكومة المركزية وسلطات الولايات، كما أنه سيرث من سلفه تحديات كثيرة، لا سيما الجفاف الحاد الذي يجعل خمسة ملايين من أبناء البلاد عرضة لخطر المجاعة. وحذرت وكالات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية ما لم تُتخَذ إجراءات مبكرة، حيث تخشى تكرار مجاعة 2011 التي أودت بـ260 ألف شخص، نصفهم أطفال دون السادسة.
في غضون ذلك، قال مسؤولان أميركيان أمس الاثنين إن الرئيس الأميركي جو بايدن أذن بإعادة نشر بضع مئات من القوات الأميركية في الصومال، بعد مرور ما يزيد على عام على أمر سلفه دونالد ترمب بسحبهم. وقبل قرار ترمب، كان للولايات المتحدة نحو 700 جندي في الصومال يركزون على مساعدة القوات المحلية في إلحاق الهزيمة بحركة الشباب المتمردة المرتبطة بتنظيم القاعدة.


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

العالم العربي الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

الجيش الصومالي يعلن مقتل 60 عنصراً من «الشباب» في عملية عسكرية

أعلن الجيش الصومالي نجاح قواته في «تصفية 60 من عناصر حركة (الشباب) المتطرفة»، في عملية عسكرية مخططة، جرت صباح الثلاثاء، بمنطقة علي قبوبي، على مسافة 30 كيلومتراً جنوب منطقة حررطيري في محافظة مذغ وسط البلاد. وأكد محمد كلمي رئيس المنطقة، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية، أن «الجيش نفذ هذه العملية بعد تلقيه معلومات عن سيارة تحمل عناصر من (ميليشيات الخوارج) (التسمية المتعارف عليها حكومياً لحركة الشباب المرتبطة بالقاعدة) وأسلحة»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن «مقتل 60 من العناصر الإرهابية والاستيلاء على الأسلحة التي كانت بحوزتهم وسيارتين عسكريتين». ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب» بدعم من مقات

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار

رئيس وزراء الصومال: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

(حوار سياسي) بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إليها مستقبلاً...

خالد محمود (القاهرة)
العالم رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش

رئيس وزراء الصومال لـ«الشرق الأوسط»: نأمل في رفع الحظر عن تسليح الجيش لاستعادة الاستقرار حمزة بري أكد ضرورة القضاء على أزمة الديون لإنقاذ وطنه من المجاعة والجفاف بين مواجهة «إرهاب» غاشم، وجفاف قاحل، وإسقاط ديون متراكمة، تتمحور مشاغل رئيس وزراء الصومال حمزة بري، الذي قال إن حكومته تسعى إلى إنهاء أزمتي الديون و«الإرهاب» بحلول نهاية العام الحالي، معولاً في ذلك على الدعم العربي والدولي لإنقاذ أبناء وطنه من مخاطر المجاعة والجفاف. «الشرق الأوسط» التقت المسؤول الصومالي الكبير بالقاهرة في طريق عودته من الأراضي المقدسة، بعد أداء مناسك العمرة، للحديث عن تحديات يواجهها الصومال حاضراً، وآمال كبيرة يتطلع إ

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

واشنطن: مجلس النواب يرفض مشروعاً لسحب القوات الأميركية من الصومال

رفض مجلس النواب الأميركي مشروع قانون، قدمه أحد النواب اليمينيين المتشددين، يدعو الرئيس جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأميركية من الصومال في غضون عام واحد. ورغم هيمنة الجمهوريين على المجلس، فإن المشروع الذي تقدم به النائب مات غايتس، الذي لعب دوراً كبيراً في فرض شروط الكتلة اليمينية المتشددة، قبل الموافقة على انتخاب كيفن مكارثي رئيساً للمجلس، رفضه غالبية 321 نائباً، مقابل موافقة 102 عليه. وعلى الرغم من أن عدد القوات الأميركية التي تنتشر في الصومال، قد تراجع كثيراً، عما كان عليه في فترات سابقة، خصوصاً منذ عام 2014، فإن البنتاغون لا يزال يحتفظ بوجود مهم، في الصومال وفي قواعد قريبة.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

الصومال يستعد لرحيل «قوات أتميس» الأفريقية

عقدت الدول المشاركة في بعثة قوات الاتحاد الأفريقي العاملة في الصومال (أتميس)، اجتماعاً (الثلاثاء)، بالعاصمة الأوغندية كمبالا، لبحث «سبل تعزيز العمليات العسكرية الرامية إلى القضاء على (حركة الشباب) المتطرفة». ويأتي الاجتماع تمهيداً للقمة التي ستعقد في أوغندا خلال الأيام المقبلة بمشاركة رؤساء الدول المنضوية تحت بعثة «أتميس»، وهي (جيبوتي، وأوغندا، وبوروندي، وكينيا، وإثيوبيا)، وفقاً لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وناقش الاجتماع «سبل مشاركة قوات الاتحاد الأفريقي في العمليات العسكرية الجارية للقضاء على فلول (حركة الشباب)، كما تم الاستماع إلى تقرير من الدول الأعضاء حول ذلك»، مشيدين بـ«سير العمليات

خالد محمود (القاهرة)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.