البقاع الغربي: ضعف المشاركة السنية يقلب موازين الحسابات

مسن في البقاع يظهر الحبر الانتخابي على إبهامه بعد اقتراعه (إ.ب.أ)
مسن في البقاع يظهر الحبر الانتخابي على إبهامه بعد اقتراعه (إ.ب.أ)
TT

البقاع الغربي: ضعف المشاركة السنية يقلب موازين الحسابات

مسن في البقاع يظهر الحبر الانتخابي على إبهامه بعد اقتراعه (إ.ب.أ)
مسن في البقاع يظهر الحبر الانتخابي على إبهامه بعد اقتراعه (إ.ب.أ)

قلب الصوت السنّي والمشاركة المتدنية التي سجّلت في دائرة البقاع الغربي - راشيا (جنوب شرقي لبنان) كل الموازين والحسابات، حيث سيطر الإرباك على معظم الماكينات الانتخابية في المنطقة، وبات ترقّب إقفال صناديق الاقتراع، سيد الموقف.
ففي هذه الدائرة التي تلعب فيها الطائفة السنية الدور الأبرز في قلب موازين قوى اللوائح، سجّلت مشاركة منخفضة لم تتجاوز حتى ساعات بعد الظهر، الـ28 في المائة، فيما قُدّرت المشاركة السنية بالـ22 في المائة، بعدما كانت قد وصلت المشاركة العامة في هذه الدائرة عام 2018 إلى 49 في المائة.
وتضم دائرة البقاعي الغربي، أو ما تُعرف بالبقاع الثانية، 6 مقاعد هي: 2 من الطائفة السنية، وأرثوذكسي وماروني ودرزي شيعي، ويتنافس فيها خمس لوائح انتخابية، اثنتان رئيسيتان، هما تلك التي تضم «الحزب التقدمي الاشتراكي»، عبر النائب وائل أبو فاعور، والنائب في كتلة «تيار المستقبل»، محمد القرعاوي، وعدد من المرشحين المستقلين.
اللائحة الأخرى تضم الوزير السابق حسن مراد، و«الخصمين اللدودين»: «التيار الوطني الحر»، عبر مرشح له، ونائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي، وهما اللذان يخوضان معركة انتخابية داخلية ضمن اللائحة الواحدة، وذلك مقابل لائحة أخرى تخوضها «القوات» شبه منفردة، بعدما انسحب المرشحان السنّيان منها؛ أحدهما منسق «تيار المستقبل» في البقاع الغربي، العميد محمد قدورة، بعد ساعات قليلة على تسجيل اللائحة في وزارة الداخلية، نظراً لما يُعرف بالنقمة السنية ضد «القوات»، ما اعتبر ضربة قاسية للائحة التي لا تضم من الأساس أي مرشح درزي، وهو السبب الذي حال دون اجتماع «القوات» مع «الاشتراكي» والقرعاوي في لائحة واحدة، لرفض الأخير هذا الأمر.
أما حضور مجموعات المعارضة فيُسجل عبر لائحتين، هما «قادرين» و«سهلنا والجبل» التي برز حضورها يوم أمس مع التقديرات التي أشارت إلى إمكانية فوزها بمقعد، لا سيما بعد انسحاب «حزب الكتائب» من المعركة قبل أيام، وتجيير أصواته لها، وهذا ما لفتت إليه المعلومات، أمس، نقلاً عن مصادر في الماكينات الانتخابية في المنطقة، مشيرة إلى نسبة عالية من الأصوات حصل عليها في فترة قبل الظهر رئيس اللائحة ياسين ياسين، المرشّح عن المقعد السني.
وفيما اتسمت الأجواء في «البقاع الثانية» بالهدوء في معظم المناطق، باستثناء بعض الإشكالات البسيطة التي حُلّت سريعاً، كان لافتاً حضور «القوات» التي، رغم استبعاد التقديرات بفوز مرشحّها، ظهر أنها تخوض معركة إثبات وجود في البقاع الغربي، مقابل مَن اعتبرت أنهم يخوضون ضدها حرب إلغاء في المنطقة، وتبيّن امتلاكها لماكينة انتخابية منظمة، مقابل تراجع لافت لحضور «التيار الوطني الحر».
ومع الغموض والإرباك الذي ساد أجواء الانتخابات في «البقاع الثانية»، حيث كان للصوت السنّي الكلمة الفصل في إيصال المرشحين إلى الندوة البرلمانية، يبدو أن تراجع المشاركة في استحقاق هذا العام رغم كل النداءات التي أُطلقت للمشاركة، سيجعل من أصوات الطوائف الأخرى دورها الأساسي في حسم المعركة، وهي تتوزع بين المسيحيين والدروز والشيعة بنسبة أقل.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ضربات أميركية على منشأتين لتخزين أسلحة تابعتين للحوثيين

شنت واشنطن عشرات الغارات على مواقع الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
شنت واشنطن عشرات الغارات على مواقع الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
TT

ضربات أميركية على منشأتين لتخزين أسلحة تابعتين للحوثيين

شنت واشنطن عشرات الغارات على مواقع الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
شنت واشنطن عشرات الغارات على مواقع الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

نفذ الجيش الأميركي ضربات ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس» إنها شنت الضربات، الأربعاء، وكانت «دقيقة»، ولم تقع إصابات أو أضرار في أفراد أو معدات أميركية.

وأضافت: «استخدم الحوثيون المنشأتين لشن هجمات ضد سفن حربية وسفن تجارية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن».

وتابعت: «تشكل الضربات جزءاً من جهود القيادة المركزية الأميركية لتقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران لتهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة».

وبعيد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل و«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بدأ الحوثيون استهداف سفن قبالة السواحل اليمنية، قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار مساندة الفلسطينيين.

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

وأدت الهجمات إلى تراجع كبير في حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وصولاً إلى قناة السويس، وهو ممر أساسي لحركة التجارة الدولية. وفي محاولة لردعهم، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين منذ يناير (كانون الثاني) 2024.