يواجه المجتمع الباكستاني في الوقت الحاضر موجة جديدة من العنف والإرهاب، في الجزأين الشمالي الغربي والجنوبي من البلاد، والتي تُعزى بوجه عام إلى إحياء حركة «طالبان» الباكستانية ذات الدوافع الدينية، وتشكيلها تحالفاً مع الجماعات العلمانية المسلحة من الانفصاليين البلوش.
في شمال غربي البلاد، شنت «طالبان» الباكستانية هجمات ضد أفراد عسكريين وأهداف مدنية منذ أغسطس (آب) 2021، عندما سيطرت حركة «طالبان» الأفغانية على كابل. وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن انتحارياً فجَّر نفسه بالقرب من مركبة عسكرية، بينما كان الجنود يقومون بدورية في المنطقة في وقت متأخر أول من أمس.
وكثفت «طالبان» الباكستانية التي تعرف أيضاً باسم «تحريك طالبان»، عمليات العنف في الشهور الماضية». وتتمركز «طالبان» باكستان على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، وتتبنى التفسير المتشدد للإسلام السني نفسه الذي تتبناه نظيرتها الأفغانية التي وصلت إلى السلطة العام الماضي؛ لكن مع اختلاف الهيكل التنظيمي.
وبالمثل، زاد الانفصاليون البلوش من هجماتهم ضد قوات الأمن الباكستانية في جنوب البلاد. وسيطر الخوف والتوجس على المجتمع الباكستاني، عندما انفجرت قنبلة في مسجد شيعي في بيشاور في 4 مارس (آذار) 2022. وبعد 3 أيام، استهدف هجوم انتحاري آخر مهرجاناً ثقافياً، ما أسفر عن سقوط 5 أفراد من قوات الحدود شبه العسكرية في سيبي بإقليم بلوشستان. ولقي 6 أشخاص على الأقل حتفهم في هجوم انتحاري في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان؛ حيث ازدادت الهجمات التي يشنها مسلحون ضد قوات الأمن.
وقالت العلاقات العامة المشتركة بين الخدمات في باكستان، وهي الجناح الإعلامي للجيش، في بيان أمس الأحد، إن «ثلاثة جنود وثلاثة أطفال قتلوا في هجوم انتحاري». وقال الجيش الباكستاني، في بيان، إن الانفجار وقع بالقرب من ميرانشاه، عاصمة منطقة وزيرستان الشمالية المضطربة، والتي كانت معقلاً سابقاً لحركة «تحريك طالبان باكستان».
جدير بالذكر أن هناك أكثر من 40 مجموعة مسلحة نشطة في باكستان منذ ما يقرب من عقدين. وتعمل معظم هذه الجماعات تحت مظلة منظمة «تحريك طالبان باكستان». ومع ذلك، يتمركز عدد كبير من الجماعات المسلحة في بلوشستان؛ حيث يشن مسلحون من البلوش حركة تمرد منخفضة المستوى، ويقاتلون قوات الأمن الباكستانية منذ سبعينات القرن الماضي.
وبالإضافة إلى المسافة الجغرافية الفاصلة بين مناطق عملياتهم، تختلف حركة «طالبان» الباكستانية عن الجماعات الانفصالية البلوشية كذلك من المنظور الآيديولوجي، ففي الوقت الذي تتبع «طالبان» الباكستانية دوافع دينية، يلتزم الانفصاليون البلوش في معظمهم توجهات ماركسية. وخلال الأشهر الأخيرة، لاحظ عدد من الخبراء إشارات توحي بأن «طالبان» الباكستانية والانفصاليين البلوشيين ربما يتعاونون في شن هجمات إرهابية تستهدف قوات الأمن الباكستانية وقوى أجنبية صديقة لباكستان.
وكان خبراء معنيون بقضايا الإرهاب قد أطلقوا أجراس الإنذار في هذا السياق، عندما أعلنت حركة «طالبان باكستان» استهدافها عمالاً صينيين؛ بل وربما السفير الصيني لدى باكستان أثناء زيارته بلوشستان. يذكر أن التخطيط لمثل هذه العمليات عادة ما يجري على يد «جيش تحرير البلوش»، وهي جماعة انفصالية تزعم أنها تقاتل من أجل حقوق السكان الأصليين في الموارد الطبيعية التي يحظى بها الإقليم. ومع ذلك، يشي الارتفاع الحاد في الحوادث الإرهابية على غرار الهجمات المميزة لحركة «طالبان باكستان» -خصوصاً التفجيرات الانتحارية- التي تستهدف مشروعات الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان وقوات الأمن في بلوشستان، بوجود علاقة بين «طالبان» الباكستانية و«جيش تحرير البلوش» على نحو أصبح واضحاً دونما شك. ويعود الفضل في عودة «طالبان» إلى صعود زعيم «طالبان» الجديد نور والي، ودوره في توحيد الجماعات المتشددة والساخطين في جميع أنحاء البلاد، وإعادة تأسيس الحركة الأصولية كمجموعة شاملة، تماماً مثلما فعل بيت الله محسود، أول زعيم لها، حسبما ذكر أحد الخبراء.
موجة جديدة من العنف والإرهاب تضرب باكستان
https://aawsat.com/home/article/3647356/%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D8%B6%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
موجة جديدة من العنف والإرهاب تضرب باكستان
مقتل 6 أشخاص جراء تفجير انتحاري في وزيرستان
- إسلام آباد: عمر فاروق
- إسلام آباد: عمر فاروق
موجة جديدة من العنف والإرهاب تضرب باكستان
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة