لبنان: الاصطفافات السياسية تظلل انتخابات لم تخلُ من العنف والتوتّر

احتدام الشعارات السيادية... والرهانات على إيصال المستقلين تنتكس

جانب من عملية فرز الأصوات في أحد الأقلام الانتخابية في بيروت اليوم (أ.ب)
جانب من عملية فرز الأصوات في أحد الأقلام الانتخابية في بيروت اليوم (أ.ب)
TT

لبنان: الاصطفافات السياسية تظلل انتخابات لم تخلُ من العنف والتوتّر

جانب من عملية فرز الأصوات في أحد الأقلام الانتخابية في بيروت اليوم (أ.ب)
جانب من عملية فرز الأصوات في أحد الأقلام الانتخابية في بيروت اليوم (أ.ب)

خالفت وقائع العملية الانتخابية التي أجريت في لبنان، اليوم (الأحد)، توقعات اللبنانيين بتغيير جذري يطيح بنفوذ القوى السياسية في ظل أسوأ أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية تعيشها البلاد، حيث تضاءل الصوت التغييري خارج الاصطفافات السياسية إلى حد كبير في معظم الدوائر الانتخابية، في مقابل احتدام سياسي تركز بين «القوات اللبنانية» و«حزب الله» لم يخلُ من العنف والتوتر وخروقات كثيرة.
وبعد أشهر من التشكيك بإجراء الانتخابات إثر تغير مزاج الناخبين، فتحت صناديق الاقتراع في السابعة صباحاً، وأقفلت في السابعة مساء في أول انتخابات نيابية عامة تلت تفجر الاحتجاجات في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 على خلفية الأزمة الاقتصادية، وتنافست فيها قوى سياسية تقليدية، وشخصيات مستقلة وناشطون مدنيون أفرزتهم احتجاجات 2019، وشهدت انقساماً على الشعارات السيادية والمعيشية.
وراهن اللبنانيون منذ نحو عامين على الانتخابات بوصفها وسيلة ديمقراطية لمواجهة طبقة سياسية يتهمها اللبنانيون بالوقوف وراء الأزمة المعيشية، لكن أرقام الاقتراع حتى فترة بعد الظهر، عكست إقبالاً منخفضاً، حيث أعلنت وزارة الداخلية أن نسبة الاقتراع بلغت 32 في المائة قبل ساعتين من إغلاق الصناديق، التي فتحت أمام أكثر من 3.9 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع.
وشهدت المناطق التي يتقاسم فيها «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» من جهة، و«القوات اللبنانية» من جهة ثانية، النفوذ السياسي، احتداماً في المعركة وإقبالاً كثيفاً على صناديق الاقتراع، تركز في دوائر البقاع في شرق لبنان، وبعبدا في الجبل، وبيروت، فيما تراجع الإقبال السني إلى مستويات كبيرة في الانتخابات الحالية، وشهدت دوائر صيدا وبيروت وطرابلس والبقاع إقبالاً ضعيفاً للناخبين السنة، خلافاً لما جرت عليه العادة في السابق.
غير أن أمّ المعارك، شهدتها دائرة الشمال الثالثة التي تضم أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا، إذ سُجل فيها إقبال غير مسبوق تخطى في فترة بعد الظهر ما سجلته نسبة الاقتراع في الدورة الماضية، وذلك بسبب خصوصية الدائرة التي يتحدر منها ثلاثة مرشحين محتملين للرئاسة هم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فضلاً عن منافسين منظمين وأقوياء في القوى المدنية. ووصلت نسبة التصويت في الدائرة بعد الظهر، إلى نحو 40 في المائة، وهو رقم قياسي للتصويت في الدوائر المسيحية في جبل لبنان.
وخاض عدد كبير من المرشحين الانتخابات تحت شعارات «سيادية» منددة بـ«حزب الله» الذي يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، ويطالبون بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني. وظلل الشحن الطائفي والسياسي، أجواء الانتخابات للمرة الأولى منذ عام 2009 بهذا الشكل اللافت، نتيجة انفراط التحالفات السياسية بين أبرز المكونات السياسية التقليدية خلال الأزمة الاقتصادية قبل عامين، وانعكس توتراً في الشارع، حيث سجلت إشكالات كثيرة في مناطق متفرقة، أبرزها إشكال بين مناصري «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» لحظة وصول رئيس التيار النائب جبران باسيل إلى مركز انتخابي في شكا، بموازاة توترات متنقلة في أكثر من دائرة انتخابية بين مناصري «حزب الله» و«القوات».
وشهدت بعض الأقلام إقبالاً بعد الظهر، دفع وزارة الداخلية اللبنانية للطلب من رؤساء الأقلام إدخال كل الموجودين في مراكز الاقتراع للانتخاب بعد إغلاق أقلام الاقتراع في السابعة سابعاً. وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزارة الداخلية بعد إغلاق صناديق الاقتراع، حيث تمنى أن «تُفرز هذه الانتخابات مجلساً نيابيّاً جديداً متعاوناً لانتشال لبنان من هذه الأزمة». وأكد ميقاتي أن «اليوم الانتخابي نصر للبنان وللمواطنين»، وقال: «كل انتخابات تحصل فيها شوائب وتمكّن الفريق من معالجتها وخرجنا بنصر كبير للدولة اللبنانية وللمواطنين».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الشرع يكلف لجنة بمهة صياغة مسودة الإعلان الدستوري

الرئيس السوري أحمد الشرع (رويترز)
الرئيس السوري أحمد الشرع (رويترز)
TT

الشرع يكلف لجنة بمهة صياغة مسودة الإعلان الدستوري

الرئيس السوري أحمد الشرع (رويترز)
الرئيس السوري أحمد الشرع (رويترز)

كلف الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم (الأحد)، لجنة من سبعة اعضاء، بينهم سيدة، بمهمة صياغة مسودة الإعلان الدستوري، في إطار تنظيم مرحلة الانتقال السياسي في سوريا عقب إطاحة حكم بشار الاسد، من دون تحديد مهلة زمنية لإنجاز عملها.

وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية انه «انطلاقا من تطلعات الشعب السوري في بناء دولته على أسس القانون وبناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني»، قرر الرئيس تشكيل لجنة من الخبراء تتولى مهمة صياغة «مسودة الإعلان الدستوري الذي ينظم المرحلة الانتقالية».

وكانت السلطات الجديدة أعلنت في يناير (كانون الثاني) تفويض الشرع «تشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقائية، يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذي»، بعد «إلغاء العمل بدستور سنة 2012، وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية».

وأكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في مقابلة تلفزيونية سابقة أن «الدستور المعلق لم يكن الدستور المرغوب فيه، والإدارة الجديدة تريد أن يعمل الشعب السوري معاً على وضع الدستور الجديد للبلاد».