خالد سرحان: البطولة الثانية تستهويني أكثر من المُطلقة

الفنان المصري خالد سرحان
الفنان المصري خالد سرحان
TT

خالد سرحان: البطولة الثانية تستهويني أكثر من المُطلقة

الفنان المصري خالد سرحان
الفنان المصري خالد سرحان

قال الفنان المصري خالد سرحان إنه تراجع عن خطوة البطولة المُطلقة بعد خوضها في أعمال سابقة، لصعوبة تقديمها أحياناً. وأوضح في حواره مع «الشرق الأوسط» أن «البطولة المُطلقة في مصر صعبة، ولا بد لها من إمكانات وعناصر من تأليف وإخراج وإنتاج متميز»، لافتاً إلى أن «فكرة تقديم بطولة هي منظومة لا تسير بالشكل العادي، لكن الأمر عشوائي نوعاً ما، لذلك التركيز والاستمتاع بالأدوار الثانية يحمسني ويجذبني أكثر، وهذا لا يمنع تقديمي للبطولة إذا سنحت لي الفرصة، وأخيراً قدمت بطولة حكاية (لحظة ضعف) ضمن مسلسل (ورا كل باب - الجزء الثاني) في 5 حلقات».
سرحان يرى أن «تقديمه دورين في عملين مختلفين مثلما حدث في شهر رمضان الماضي، متعة كبيرة وفرصة للوجود في أكثر من عمل». ويتابع: «هذا أفضل من حصري في مسلسل واحد فقط، لا تتوفر فيه عناصر النجاح من إخراج وإنتاج».
وعن رأيه في منظومة الإنتاج في مصر. قال سرحان إن «الإنتاج الفني أصبح قليلاً عكس السابق، ولا بد من زيادة السوق الدرامي وانتشاره وتوزيعه أكثر بالخارج بأفكار متنوعة تناسب الشاشات والمنصات»، مؤكداً أنه «يرفض تقديم أعمال السير الذاتية؛ لكنه يطمح في إعادة تقديم رواية (اللص والكلاب) لأديب نوبل نجيب محفوظ على الشاشة مجدداً».
ويرى سرحان أنه «مُقصر في السينما بشكل كبير بسبب انشغاله بالوجود الدرامي»، قائلاً: «تصوير الأعمال الدرامية يستغرق وقتاً كبيراً؛ لكن قريباً لدي فيلم أعود به للسينما».
وأشاد الفنان خالد سرحان بـ«اهتمام القائمين على موسمي الرياض وجدة بالعروض المسرحية»، لافتاً إلى أن «الأعمال المسرحية التي تعرض بموسمي الرياض وجدة رائعة، وفرصة لتشغيل عدد كبير من العاملين بالمجال الفني في هذه الأعمال المبهجة». وتمنى أن «يتم إحياء المسارح في القطاعين العام والخاص بمصر وتشغيل طاقات فنية في هذا الجانب الفني المهم».
سرحان تحدث عن دوره وردود الفعل تجاه مسلسل «المداح 2» الذي شارك به في رمضان الماضي. وقال: «توقعت النجاح الكبير لمسلسل (المداح 2) رغم التخوف من فكرة تقديم جزء ثانٍ من عمل نجح مسبقاً، فقد اعتمدنا (توليفة مكتملة) منذ البداية، لذلك الاستمرارية في النجاح لم تكن سهلة، ونطمح في تقديم ما هو أفضل بالجزء الثالث، وهذا كله يتطلب مجهوداً ذهنياً وبدنياً أكثر؛ حيث إن عوامل النجاح لأي عمل، هي السيناريو والأبطال، بالإضافة إلى أن عرض العمل على قناة (إم بي سي مصر) رفع نسبة مشاهدته بشكل لافت».
وكشف سرحان أنه كان يزور إحدى المحاكم بمعدل يومين أسبوعياً على مدار شهرين، من أجل التجهيز لدوره في «فاتن أمل حربي»: «تعمدت الدقة في التفاصيل كافة لحساسية وضع القاضي ولمعايشة الأمر واقعياً، واستشرت أصدقاء، وعرضت عليهم دوري بالسيناريو لمراجعته، لأن الموضوع شائك، رغم أنه دور صغير؛ فإنه محوري بشكل كبير، وأحدث علامة مهمة بمشواري، وبسببه تعرضت لبعض المضايقات على (السوشيال ميديا) بعد إيداع (فاتن أمل حربي) قفص الاتهام لمدة 24 ساعة في أحد المشاهد».
وعن تقديمه دورين مختلفين بمسلسلي «المداح 2»، و«فاتن أمل حربي»، خلال شهر رمضان، أكد سرحان أن «الفصل بينهما كان صعباً؛ لكن شخصيتي في (المداح 2) بزيها وتفاصيلها كانت قريبة لي بشكل كبير، فهي متشعبة، وشعرت بأريحية، خاصة مع ارتداء الجلباب، ومواقف حسن سلام الكوميدية التي أحبها؛ لكنني في الوقت ذاته أرفض مطلقاً تصنيفي كفنان كوميدي، لأنني قادر على تقديم الألوان الفنية كافة».
وعلى الرغم من أهمية شخصية حسن سلام في «المداح 2» عند سرحان؛ فإنه تحدث عن مميزات «فاتن أمل حربي» بقوله: «العمل عرض الواقع بشكل كبير، وأنا شخصياً تعاطفت مع القصة وسعدت بردود الفعل الإيجابية حولها».
وتحدث سرحان عن كواليس تمرير الرقابة لأولى بطولاته المطلقة بالسينما من خلال فيلم «الديكتاتور» الذي قدمه عام 2009، وقال إن «الفيلم حقق نجاحاً ملحوظاً بالسينما؛ لكنه حقق نجاحاً أكبر بعد عرضه مجدداً بالقنوات... أما عن تمريره من الرقابة، خاصة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، نحن لم نقصد طرح فكرة (التوريث) مطلقاً؛ لكننا تحدثنا عن (جمهورية بمبوزيا)، والإسقاط كان هدفه العالم الثالث، وليس مصر، فالفن مرآة الواقع، ونحن قدمنا أعمالاً كبيرة بها حرية إبداع، لذلك الرقابة وافقت على الفيلم بعد إيضاح وجهة نظر صناع العمل».
وأشار سرحان إلى أن تقديمه دور «تايسون» من خلال فيلم «كابتن مصر» كان دعماً للفنان محمد عادل إمام، فـ«الدور نجح بشكل كبير، وكنت على اقتناع تام به، رغم أن الدور لم يتعد 3 مشاهد»، مضيفاً: «لم أقدم دوراً خلال مشواري مُجاملة لمخرج أو منتج؛ لكن فكرة أن أقدم 3 مشاهد في فيلم جديد كانت مخاطرة؛ لكن رغبتي في دعم الفنان محمد عادل إمام كانت الأهم، ولم أكن أتخيل أبداً أن يعلق الدور هكذا في أذهان الناس». وكشف عن أن «الجزء الخامس من مسلسل (يوميات زوجة مفروسة)، والجزء الثاني من فيلم (حريم كريم) لن يتم العمل عليهما كما يعتقد البعض».


مقالات ذات صلة

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق مريم الجندي في مشهد يجمعها بأحد أبطال المسلسل (لقطة من برومو العمل)

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

في أجواء لا تخلو من التشويق والإثارة جذب المسلسل المصري «ساعته وتاريخه» الاهتمام مع الكشف عن «البرومو» الخاص به الذي تضمن أجزاء من مشاهد مشوقة.

انتصار دردير (القاهرة )

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
TT

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)

استقبل مسرح «الطليعة» في مصر أحد العروض الشهيرة للكاتب الآيرلندي الراحل صمويل بيكيت (1906- 1989)، «لعبة النهاية»، الذي رغم احتفاظه بالروح الأصلية للعمل الشهير المنسوب إلى مسرح العبث، فقد شكَّل إضاءة على مشاعر الاغتراب في الواقع المعاصر. وهو عرضٌ اختتم مشاركته في مهرجان «أيام قرطاج المسرحي» ليُتاح للجمهور المصري في المسرح الكائن بمنطقة «العتبة» وسط القاهرة حتى بداية الأسبوع المقبل.

على مدار 50 دقيقة، يحضر الأبطال الـ4 على المسرح الذي يُوحي بأنه غُرفة منسيّة وموحشة، فيتوسّط البطل «هام» (محمود زكي) الخشبة جالساً على كرسيّه المتحرّك بعينين منطفئتين، في حين يساعده خادمه «كلوف» ويُمعن في طاعته والإصغاء إلى طلباته وتساؤلاته الغريبة التي يغلُب عليها الطابع الساخر والعبثيّ المُتكرّر عبر سنوات بين هذا السيّد والخادم.

يَظهر والد «هام» ووالدته داخل براميل قديمة وصدئة، ويجلسان طوال العرض بداخلها، ولا يخرجان إلا عندما يستدعيهما الابن الذي صار عجوزاً، فيسألهما أسئلة عبثية لا تخلو من تفاصيل عجيبة، ويخاطبهما كأنهما طفلين يُغريهما بالحلوى، في حين يبادلانه أحاديث تمتزج بالذكريات والجنون، ليبدو كأنهما خارج العالم المادي؛ محض أرواح مُحتضرة تُشارك «هام» هلوساته داخل تلك الغرفة.

الأب يؤدي دوره من داخل أحد البراميل (مسرح الطليعة)

في المعالجة التي يقدّمها العرض، يحتفظ المخرج المصري السيد قابيل بأسماء الأبطال الأجنبية التي كتبها صمويل بيكيت من دون منحها أسماء محلّية. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قدَّم المسرح المصري هذه المسرحية قبل 60 عاماً تقريباً في عرض للفنان الكبير الراحل سعد أردش، لكنه كان باللغة العربية الفصحى. اليوم، عالجتُ النص وأقدّمه بالعامية المصرية. احتفظت بالأسماء الأصلية للأبطال وهوياتهم، وكذلك بروح العمل وتفاصيل الحوار فيه، خصوصاً أنّ لهذا العرض الذي ينتمي إلى مسرح العبث فلسفته التي تمسّكتُ بها ضمن قالب جديد».

يؤدّي دور الخادم «كلوف» الفنان المصري محمد صلاح الذي اعتمد جزءٌ كبير من أدائه على الإفراط بحركات سير متعرّجة في محاولاته المُتسارعة لتلبية طلبات سيّده الأعمى، إذ يبدو كأنه في مَهمّات لا نهائية، منها ترتيب البيت الخالي بشكل فانتازي. بالإضافة إلى تردّده الدائم على نافذة الغرفة التي يظّل سيّده يطلب منه وصف ما يدور خارجها، فيصف له الضوء والبحر اللذين لا يدرك إذا كانا موجودَيْن بالفعل أم محض خيال.

على مدار العرض، يظلُّ الخادم يسأل: «لماذا أطيعك في كل شيء؟»، و«متى جئتُ إلى هذا البيت لخدمتك؟»، فيكتشف أنه قضى عمره داخل جدرانه المخيفة، فيقرّر في خطوة خلاص مغادرة خدمة سيّده، فتكون لحظة فتحه باب البيت هي عينها لحظة نهاية اللعبة، حتى وإنْ ظلّ واقفاً أمامه، متوجّساً من الخروج إلى العالم الحقيقي ومواجهة المجهول. لحظة تحدّيه سيطرة سيّده «هام» سرعان ما تبدو كأنها لا تختلف عن «الفراغ» الذي أمامه، بما يعكس فلسفة صمويل بيكيت عن سخرية الحياة، حيث لا يبدو الهروب من عبثها ممكناً أبداً.

الأب والأم في أحد مَشاهد المسرحية (مسرح الطليعة)

يشير مخرج العرض السيد قابيل إلى أنّ «للقضية التي تطرحها المسرحية صيغة إنسانية عابرة للمكان والزمان، وتصلُح لتقديمها في أي وقت؛ وإنْ كُتب النصّ الأصلي لبيكيت في الخمسينات. فكثير من نصوص شكسبير، والنصوص اليونانية القديمة العائدة إلى ما قبل الميلاد، لا تزال قابلة لإعادة تقديمها، وصالحة لطرح أسئلة على جمهور اليوم. وفي هذا العرض أدخلنا بعض الإضافات على الإضاءة والموسيقى للتعبير بصورة أكبر عن دراما الأبطال، ومساعدة المتلقّي على مزيد من التفاعُل».

الفنان محمود زكي في مشهد من العرض (مسرح الطليعة)

وعكست ملابس الممثلين الرثّة حالة السواد التي تطغى على عالمهم، في حين وُظّفت الإضاءة في لحظات المُكاشفة الذاتية التي تتوسَّط سيل الحوارات الغارقة في السخرية والتكرار العدميّ والخضوع التام. فإذا كان السيّد الأعمى والمشلول يعتمد على خادمه في مواصلة لعبة عبثية يتسلّى بها في عزلته، فإنّ الخادم يظلُّ غير قادر على تصوُّر الحياة بعيداً عن قواعد تلك «اللعبة».