ماسك: المساهمات المالية السياسية تعد شرطاً ليكون لك صوت في حكومة الولايات المتحدة

ماسك: المساهمات المالية السياسية تعد شرطاً ليكون لك صوت في حكومة الولايات المتحدة
TT

ماسك: المساهمات المالية السياسية تعد شرطاً ليكون لك صوت في حكومة الولايات المتحدة

ماسك: المساهمات المالية السياسية تعد شرطاً ليكون لك صوت في حكومة الولايات المتحدة

> إذا كان إيلون ماسك يعمل على إحداث ثورة في الفضاء، عبر شركة «سبايس أكس»، وثورة في وسائل النقل على الأرض، من خلال شركة «تسلا» لصناعة السيارات الكهربائية، فقد يكون يحضر لثورة أخرى في مجال العالم الرقمي، عبر شركة «ستارلينك».
لقد بدا أنه يعد لتقديم منتج جديد للفضاء الإلكتروني، عبر احتكار شبكة الإنترنت في العالم وسيطرته اللاحقة على تدفقات الشبكة العنكبوتية ومنصاتها الاجتماعية، التي قد لا تقوى على مواجهة طموحاته، رغم أنها تضم اليوم عمالقة كبار، مثل «فيسبوك» و«غوغل» و«آبل» و«أمازون».
وهو ما سلط الضوء على أن ماسك قد قرر استغلال «أزمة» الليبرالية، التي شعر مريدوها بأن الثقة في أن التغييرات التكنولوجية الرئيسة في القرن الحادي والعشرين، ستجعل العالم مكانا أكثر ليبرالية، عبر الربط بين التكنولوجيا والسياسة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قد تراجعت. وحقا، منذ صعود الرئيس السابق دونالد ترمب وتطويعه لاتجاهات هذه الأدوات، تضاءلت هذه الثقة أو انهارت. ومع تصاعد القيود التي تفرضها تلك المواقع والمنصات الاجتماعية، التي يهيمن عليها الليبراليون، بدا أن نظرتهم تتغير نحو الإنترنت بشكل متزايد، بعدما تحولت إلى منصات للمعلومات المضللة، ويمكن التلاعب بها بسهولة من قبل الديماغوجيين، وأرض خصبة «للمتمردين».
وفي الوقت نفسه، فإن القيم الكامنة وراء الديناميكية التي أوجدتها تلك المنصات، للتفكير الحر وحرية التعبير، باتت هي أيضا موضع شك أكبر لدى الليبراليين أنفسهم. وتزايدت الدعوات لإيجاد نظم جديدة حول الثقافة والاقتصاد، واتخاذ مواقف تجاه تداول الأفكار التي يحتمل أن تكون خطرة، وتجديد الإيمان بمؤسسات السلطة العلمية والفكرية.
قد لا يكون الافتراض بأن ماسك يريد جني الأموال من وراء استحواذه على «تويتر»، موضع شك. إلا أن مقاومته لميل الليبراليين للتخلي عن تلك الديناميكية، والعودة إلى التنظيم ومراقبة النشر، يطرح تساؤلا عن قدرته على تحقيق أهدافه، وهذا، بينما يصرح بأن تحولات مقبلة ستطرأ على السياسات التي تنظم عمليات النشر في هذا الموقع الذي يعد ساحة رقمية أساسية ومكانا مشغولا بشكل خاص من قبل الليبراليين المتعلمين، بحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
وبالتالي، إذا تمكن ماسك من النجاح في إقرار نهج أقل تشددا في إدارة محتوى «تويتر»، فقد يتمكن من منظور ديناميكي في تحقيق هدفين في وقت واحد: الحفاظ على مساحة مهمة للنقاش الحر، وفرض بصمة خفيفة مقبولة من الليبراليين والتقدميين الذين يشكلون غالبية شاغلي المنصة، لحضهم على العودة إلى رهاناتهم ومعتقداتهم السابقة حول الانفتاح، وأن الأفكار يمكن أن تعمل من دون الإشراف والقيود الآيديولوجية.
سياسياً، رغم تصريح ماسك الأخير، بأنه سيعيد تفعيل حساب ترمب على منصة تويتر، فإنه لطالما ردد بأنه كان «مانحا مهما للديمقراطيين» (وإن لم يكن من الدرجة الأولى)، لكنه أيضا يتبرع بكثافة للجمهوريين. وفي عام 2015 قال ماسك إن المساهمات المالية السياسية تعد شرطا «ليكون لك صوت في حكومة الولايات المتحدة». ورغم ذلك انتقد ماسك ترمب بسبب انسحابه من «اتفاقية المناخ»، واستقال من المجلسين الاستشاريين اللذين شكلهما ترمب في 2017 احتجاجا. وفي حين انتقد اقتراحات الديمقراطيين لزيادة الضرائب على المليارديرات، تعرض للانتقادات بعدما سخر من السناتور اليساري بيرني ساندرز على تويتر، الذي نشر تغريدة قال فيها «يجب أن نطالب الأثرياء للغاية بدفع نصيبهم العادل»، ليجيب ماسك: «نسيت أنك ما زلت على قيد الحياة».
وفي سبتمبر (أيلول) 2021، بعد اعتماد قيود الإجهاض الصارمة في تكساس، صرح حاكم تكساس غريغ أبوت أن ماسك و«سبايس إكس» يدعمان «السياسات الاجتماعية» في الولاية. ورداً على ذلك، قال ماسك «بشكل عام، أعتقد أن الحكومة نادراً ما تفرض إرادتها على الناس، وعند القيام بذلك، يجب أن تطمح إلى تحقيق أقصى قدر من السعادة التراكمية. ومع ذلك، أفضل البقاء بعيداً عن السياسة».


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

قدامى المحاربين يطالبون ترمب بإعادة توطين الأفغان المعرضين للخطر

أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)
أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)
TT

قدامى المحاربين يطالبون ترمب بإعادة توطين الأفغان المعرضين للخطر

أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)
أفغاني يترجم لجندي أميركي خلال حديثه مع عجوز في كابول (أرشيفية)

أظهرت رسالة اطلعت عليها رويترز أن المئات من المحاربين القدامى والمسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين يريدون من الرئيس المنتخب دونالد ترمب الإبقاء على البرامج الأميركية الخاصة المتعلقة بالتأشيرات وإعادة توطين الأفغان المعرضين لخطر الانتقام بسبب عملهم لصالح الولايات المتحدة خلال الحرب التي استمرت 20 عاما ضد حركة طالبان.

وسيتم إرسال الرسالة، التي وقعها محاربون قدامى ومسؤولون وآخرون، إلى ترمب وقادة الكونغرس. وقد أعدها تحالف (#أفغان إيفاك) الرائد للمجموعات التي تعمل مع الحكومة الأميركية لمساعدة الأفغان على بدء حياة جديدة في الولايات المتحدة.

وجاء في مسودة للرسالة «لقد عمل العديد منا عن قرب مع مترجمين وجنود وأسر أفغانية، وقد خاطروا بكل شيء لحمايتنا وإرشادنا... والتخلي عنهم الآن سيكون خيانة للقيم التي ناضلنا للدفاع عنها والثقة التي بنيناها عبر سنوات من النضال والتضحية المشتركة». وتحث الرسالة ترمب وقادة الكونغرس على مواصلة تمويل إعادة توطين الأفغان المعرضين للخطر وأسرهم، كما تدعو الكونغرس إلى الموافقة على 50 ألف تأشيرة هجرة خاصة إضافية.

ومن المتوقع أن يتم استخدام الحد الأقصى الحالي البالغ 50500 تأشيرة هجرة خاصة إضافية بحلول أواخر الصيف القادم أو أوائل الخريف. ولم يرد فريق ترمب الانتقالي على الفور على طلب للتعليق. وجعل ترمب من الهجرة قضية رئيسية في حملته الرئاسية، ووعد بتعزيز الأمن على الحدود وترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير الشرعيين. وقد حاول خلال فترة ولايته الأولى وضع قيود على الهجرة الشرعية.

ووفقا لوزارة الخارجية، فقد جرت إعادة توطين أكثر من 183 ألف أفغاني وأفراد عائلاتهم المعرضين للخطر في الولايات المتحدة منذ سيطرة طالبان على كابول مع انسحاب آخر القوات الأميركية في أغسطس (آب) 2021. ولا يزال الأفغان الذين عملوا لصالح الجيش الأميركي أو الوكالات المدنية أو غيرها من المنظمات التابعة للولايات المتحدة يواصلون السعي للحصول على إعادة توطين وسط تقارير من الأمم المتحدة تفيد بأن طالبان قتلت واعتقلت وعذبت مئات المسؤولين والجنود السابقين.

وتنفي حركة طالبان، التي أعلنت عفوا عاما عن المسؤولين والقوات التابعة للحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، اتهامات الأمم المتحدة.