مجموعات المعارضة في لبنان تسعى لتوحيد لوائحها

كلفة التنقل المرتفعة تشكل عائقاً... والعين على نسبة الاقتراع

TT

مجموعات المعارضة في لبنان تسعى لتوحيد لوائحها

قبل يومين على موعد الانتخابات النيابية في لبنان لا تزال المفاوضات بين قوى الحراك المدني لتوحيد الجهود ورص الصفوف سعياً لإحداث خروقات في لوائح أحزاب السلطة، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستكون عليه نسبة الاقتراع في ضوء الظروف التي يعيشها اللبنانيون، إنْ لجهة الوضع الاقتصادي والكلفة المادية المرتفعة للتنقل والاقتراع، أو لجهة فقدان الأمل من إمكانية التغيير.
وأُعلن مساء أول من أمس عن انسحاب لائحة «نحو التغيير» المدعومة من حزب الكتائب في البقاع الغربي – راشيا لصالح لوائح معارضة أخرى، كما انسحاب لائحة «عكار تنتفض» في شمال البلاد لمصلحة لائحة «عكار التغيير» التي تضم مرشحين محسوبين على مجموعات المعارضة بهدف توحيد الماكينات الانتخابية والأصوات التفضيلية، فيما قالت مصادر في مجموعات المعارضة لـ«الشرق الأوسط» في دائرة «الشوف – عاليه» إن مفاوضات تجري لتوحيد الصفوف والانسحاب لصالح لائحة «توحدنا للتغيير» التي تشير المعلومات إلى أنها الأوفر حظاً في إحداث خرق في الدائرة من دون التوصل إلى نتيجة حتى الساعة، علماً بأن هناك خمس لوائح تضم ناشطين ومعارضين مقابل اثنتين للأحزاب، تتنافس فيما بينها.
وقالت لائحة «نحو التغيير» في بيان انسحابها: «سنعمل مع الصوت المعارض الذي يشبه تطلعاتنا، لتعزيز فرص الفوز وضمان تشكيل قوة وازنة داخل المجلس النيابي قادرة على المواجهة واستعادة دولة السيادة والمؤسسات والحياة الكريمة لأهالي البقاع الغربي وراشيا بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام».
ويأتي انسحاب اللائحتين في البقاع الغربي وعكار بعد أيام على انسحاب لائحة «بيروت مدينتي» في دائرة بيروت الثانية لصالح لوائح المجتمع المدني أو ما تُعرف بـ«لوائح الثورة»، رغم أن حظوظ اختراق قوى التغيير تعد ضئيلة وفق التقديرات في هذه الدائرة، مع تعدد لوائحها وتشتيت أصواتها، مقابل تماسك لوائح السلطة وأحزابها.
ومع ارتفاع عدد المرشحين المعارضين من قوى التغيير والانتفاضة الشعبية تكمن المشكلة في عدم قدرة هؤلاء على التوحد وخوض المعركة موحَّدين في مواجهة أحزاب السلطة المتحالفة فيما بينها، كلٌّ وفق توجهاتها السياسية، ما يحدّ من قدرتها على قلب موازين القوى وإحداث تغيير حقيقي.
وإضافة إلى تشرذمها، تواجه مجموعات المعارضة تحديّات كبيرة لعدم تكافؤ فرص المواجهة مع أحزاب السلطة، وتحديداً لناحية القدرة على تجييش القواعد الشعبية والإعلام وإنفاق المال الانتخابي وفي ظل قانون انتخاب فصّلته القوى السياسية على مقاسها.
وحسب «مبادرة سياسات الغد»، وهي مؤسسة بحثيّة مقرها بيروت، يشكّل المرشحون المعارضون والمستقلون 284 من إجمالي 718 يخوضون السباق الانتخابي، مقارنةً مع 124 مرشحاً عام 2018.
ويتوزع هؤلاء على 48 قائمة انتخابية في الدوائر الانتخابية الـ15، بما في ذلك في المناطق في الأطراف، حيث تواجه قوى السلطة في بعض الدوائر تحدياً حقيقياً للاحتفاظ بكامل مقاعدها.
وإضافةً إلى كل ذلك يشكّل إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع معضلة، مع فقدان كثيرين الأمل في إحداث تغيير، عدا عن كلفة المواصلات الباهظة مع اضطرار الناخبين إلى التوجه إلى المناطق التي يتحدرون منها للإدلاء بأصواتهم، نتيجة عدم الاعتماد على ما يُعرف بالـ«ميغاسنتر» الذي كان من شأنه أن يسهّل المهمة على الناخبين ويمنحهم فرصة الاقتراع في مكان إقامتهم وليس في البلدة التي يتحدرون منها.
وأظهر استبيان للآراء أجرته منظمة «أوكسفام» أنّ نحو 54% من أكثر من 4670 شخصاً شملهم الاستطلاع، أبدوا استعدادهم للاقتراع في الانتخابات. وقالت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها في تقرير نشرته الشهر الماضي حول سلوك الناخبين، إنّ «تدني المعدل نسبياً... ربما يعود إلى شعور عارم بخيبة الأمل واليأس».
وأعرب أكثر من نصف من قالوا إنهم سيمتنعون عن الإدلاء بأصواتهم عن اعتقادهم بعدم وجود «مرشحين واعدين»، وفق المنظمة. في المقابل، أفاد قرابة 50% ممن سيدلون بأصواتهم بأنهم سيقترعون لصالح مرشحين مستقلين.
ويبدو أن ارتفاع سعر المحروقات سيشكل عائقاً أمام انتقال الناخبين للاقتراع في قراهم، وهو ما أشارت إليه «الدولية للمعلومات» في تقرير لها، مرجّحة أن يقتصر الاقتراع على المتحمسين والميسورين والحزبيين إضافةً إلى أولئك الذين سيحصلون على المساعدات من المرشحين.
وقالت «الدولية للمعلومات» في تقرير لها: «إن أكثرية الناخبين يقيمون خارج أماكن الاقتراع المخصصة لهم، ما يدفعهم إلى الانتقال وقطع مسافات تتراوح بين عشرات الكيلومترات وصولاً إلى المئات. ما قد يرتب عليهم كلفة مرتفعة في ضوء ارتفاع كلفة التنقل في الكيلومتر الواحد إلى 4085 ليرة (نحو 15 سنتاً)، وبالتالي فهم أمام عدة خيارات: إما تحمّل الكلفة شخصياً وهذا قد ما يقْدم عليه المتحمسون والميسورون والحزبيون، وإما المقاطعة والبقاء في البيت وعدم تحمّل كلفة الانتقال، وإما قبول المساعدة من المرشحين والأحزاب والانتقال على نفقتهم، وهذه يشرّعها القانون ويعدّها من النفقات الانتخابية بينما هي في الواقع رشوة انتخابية».
وأشار التقرير إلى أنه «بعد وصول سعر صفيحة البنزين إلى 507 آلاف ليرة وارتفاع سعر صرف الدولار إلى 27 ألف ليرة ارتفعت كلفة الانتقال بالسيارات الخاصة، وأصبحت كلفة الكيلومتر الواحد 4.085 ليرة لبنانية لسيارة متوسطة الاستهلاك. وأوضح أن تكلفة الرحلة ذهاباً وإياباً، من بيروت إلى بعض المناطق في لبنان، بين الشمال والجنوب والبقاع، تتراوح بين 205 آلاف ليرة ومليون ليرة لبنانية».


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.