لندن تهدد بالتحرك من جانب واحد بشأن آيرلندا الشمالية

TT

لندن تهدد بالتحرك من جانب واحد بشأن آيرلندا الشمالية

هددت الحكومة البريطانية، أمس (الخميس)، بالتحرك من جانب واحد، في غياب «مرونة» من الاتحاد الأوروبي لتخفيف الترتيبات الجمركية لما بعد «بريكست» في آيرلندا الشمالية، التي تشهد شللاً سياسياً، في موقف اعتبرته المفوضية غير مقبول.
وبعدما أشارت خصوصاً إلى الخلافات السياسية في المقاطعة والاضطرابات في المبادلات التجارية مع بريطانيا، تريد لندن إعادة التفاوض بعمق على البروتوكول الموقّع وقت خروجها من الاتحاد الأوروبي، بينما تقول المفوضية الأوروبية إنها مستعدة لبعض التعديلات فقط.
وحذرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، في محادثة هاتفية مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية، ماروس سيفكوفيتش، من أنه «إذا لم يُظهر الاتحاد الأوروبي مرونة للمساعدة في حل هذه المشكلات، فلن يكون أمامنا، بصفتنا حكومة مسؤولة، خيار آخر سوى التحرُّك»، حسب متحدث باسم الخارجية البريطانية.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المتحدث في بيان أن تراس شددت على أن «الوضع في آيرلندا الشمالية مسألة سلام داخلي وأمن بالنسبة للمملكة المتحدة».
وفي غياب أي تقدُّم في المفاوضات الجارية منذ أشهر، هددت لندن بتعليق جزء من النص من جانب واحد، ما قد يؤدي إلى رد تجاري أوروبي حاد.
وأعرب سيفكوفيتش عن «قلقه العميق»، مشدداً على أهمية التوصل إلى «حلول مشتركة»، ومحذراً من أنّ أي «إجراء أحادي الجانب»، من جانب لندن يتمثل «فعلياً بعدم تطبيق اتفاق دولي» سيكون «غير مقبول» بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن ذلك «سيقوض الثقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة»، وكذلك السلام في المقاطعة، الذي جلبه اتفاق الجمعة العظيمة في 1998، بعد ثلاثة عقود من الاضطرابات الدامية بين الوحدويين والجمهوريين.
وقال سيفكوفيتش إن «العمل معاً بشكل بناء يكتسي أهمية قصوى».
ويشل هذا الخلاف مؤسسات آيرلندا الشمالية؛ فالوحدويون في «الحزب الوحدوي الديمقراطي»، وهم الآن القوة الثانية في المجلس المحلي بعد انتصار قوميي «شين فين»، يرفضون المشاركة في السلطة إذا لم يتم التخلي عن هذه الضوابط بين بريطانيا وآيرلندا الشمالية، معتبرين أنها مساس بوحدة أراضي المملكة المتحدة.
وظلت آيرلندا الشمالية ملتزمة بقواعد جمارك الاتحاد الأوروبي، رغم كونها جزءاً من المملكة المتحدة بموجب اتفاق جرى إبرامه قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ونتيجة لذلك، يجب تفتيش البضائع بين بريطانيا وآيرلندا الشمالية، ما تسبب في عراقيل للشركات وأغضب الوحدويين الموالين لبريطانيا.
وأكدت تراس أن أولوية لندن هي حماية «السلام والاستقرار»، في آيرلندا الشمالية، مشيرة إلى أن البروتوكول «أصبح أكبر عقبة» أمام تشكيل هيئة تنفيذية محلية، ويسبب اضطراباً في المبادلات التجارية. ودعت الاتحاد الأوروبي إلى إظهار «مزيد من البراغماتية».
وأعربت عن أسفها لتأكيد سيفكوفيتش، على قولها إنه «لا مجال لتمديد تفويض المفاوضات للاتحاد الأوروبي أو تقديم اقتراحات جديدة لتقليص المستوى العام للخلافات التجارية».
وذكرت صحيفة «تايمز» اليومية أن تراس تنوي التحرك، الأسبوع المقبل، لا سيما تعليق الالتزام بمراقبة البضائع المقبلة من بريطانيا، والمخصصة للاستهلاك في المقاطعة.
لكن المتحدث باسم رئيس الوزراء، بوريس جونسون، قال، أمس (الخميس)، إنه «لم يتم اتخاذ قرار»، مشيراً إلى أن المحادثات مع بروكسل ستستمر في الأيام المقبلة.
ويهدف نظام الجمارك الذي أدخله البروتوكول إلى الحفاظ على السلام، من خلال تجنُّب عودة الحدود المادية بين المقاطعة البريطانية وجمهورية آيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.