سيفرين: تعديلات «يويفا» على دوري الأبطال أنهت فكرة «السوبر ليغ» تماماً

دافع عن قراراته ضد روسيا ودعم ملعب ويمبلي محذراً من تكرار فوضى نهائي أمم أوروبا

سيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي متحدثاً أمام مؤتمر يويفا (إ.ب.أ)
سيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي متحدثاً أمام مؤتمر يويفا (إ.ب.أ)
TT

سيفرين: تعديلات «يويفا» على دوري الأبطال أنهت فكرة «السوبر ليغ» تماماً

سيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي متحدثاً أمام مؤتمر يويفا (إ.ب.أ)
سيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي متحدثاً أمام مؤتمر يويفا (إ.ب.أ)

اعتبر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) السلوفيني ألكسندر سيفرين بأن التعديلات التي ستدخل على مسابقة دوري الأبطال جاءت ضربة لفكرة «السوبر ليغ» التي ولدت ميتة أصلاً العام الماضي، ولا يعتقد أن الحديث سيفتح على الأقل على مدى 20 عاماً.
وقال سيفرين في مؤتمر صحافي على هامش كونغرس الاتحاد القاري في فيينا: «أولا، لا أحب تسميتها بالسوبر ليغ لأنها كل شيء إلا سوبر ليغ».
وكان 12 نادياً من نخبة القارة الأوروبية قرّرت إطلاق دوري السوبر ليغ، لكنها واجهت انتقادات واسعة النطاق من حكومات بلادها ورابطات الدوري والاتحادات الوطنية فاضطرت إلى التراجع عن خطوتها. بيد أن ثلاثة أندية وهي يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين لا تزال تسعى إلى أحيائها من جديد من دون خطوات ملموسة في هذا الصدد.
وكان سيفرين واضحاً في معارضته للفكرة بقوله: «أعتقد أن هذا المشروع انتهى بشكل نهائي أو على الأقل على مدى 20 عاماً».
لم يشأ رئيس الاتحاد القاري الغوص في الإجراءات التأديبية لـ«يويفا» ضد الأندية الثلاثة والتي توقفت العام الماضي بسبب قرار لمحكمة إسبانية اعتبرت أن هذه الإجراءات باطلة قبل أن يرفع القضاء الإسباني الشهر الماضي الحظر على مقاضاتها، في الوقت الذي لا تزال الإجراءات سارية أمام محكمة العدل الأوروبية.
وقال سيفرين: «يتعين علينا احترام المحاكم وانتظار النتيجة النهائية... لديها (الأندية الثلاثة) الحق في خوض مسابقتها الخاصة بها، لكن بطبيعة الحال، وبحسب قوانيننا، إذا خضت مسابقة أخرى فإنك لا تستطيع المشاركة في مسابقتنا».
وكان «يويفا» خلال اجتماعاته الجارية حالياً في فينيا قد أقر تعديلات على مسابقة دوري أبطال أوروبا بداية من موسم 2024 - 2025. بإضافة أربعة أندية، ليرتفع العدد إلى 36 فريقاً.
وسيرتفع بالتالي عدد المباريات التي سيخوضها كل ناد في الدور الأول بنظام المجموعة إلى 8 أمام خصوم مختلفين (4 على أرضه و4 خارجها) بدلاً من 6 أمام ثلاثة خصوم (3 ذهاباً و3 إياباً) بحسب النظام الحالي.
وقال سيفرين: «نحن واثقون من أن النظام الجديد الذي تم اختياره يمنح التوازن الحقيقي ومن شأنه تطوير ميزان المنافسة وتوفير إيرادات صلبة نستطيع توزيعها على الأندية، رابطات الدوري وعلى كرة قدم للجذور في مختلف أنحاء قارتنا. أنا سعيد لأن القرار جاء بإجماع أعضاء اللجنة التنفيذية بالإضافة إلى موافقة رابطة الأندية الأوروبية، رابطات الأندية، الاتحادات الوطنية على هذه الاقتراحات».
وأوضح «ستتم عملية التأهل بالتالي بالاعتماد على النتائج الرياضية وحلم المشاركة يبقى قائماً لجميع الأندية».
وتعتبر هذه الإصلاحات الأكثر راديكالية منذ 20 عاماً وتأتي بعد زوبعة «السوبر ليغ» الأوروبية التي أطلقتها مجموعة من أندية النخبة في أوروبا بينها ريال مدريد وليفربول اللذان يلتقيان في النهائي القاري المقرر في 28 مايو (أيار) الحالي في باريس. وستمنح المقاعد الأربعة الجديدة وفقاً لمعايير مختلفة، مكاناً واحداً إلى النادي الذي يحتل المركز الثالث في بطولة الدوري التي تأتي بالتصنيف الخامس ليويفا (الفرنسي).
ومقعد واحد للنادي المتوج بدوري بلاده من خلال رفع عدد الأندية المتأهلة عبر «مسار الأبطال» من 4 إلى 5.
ومقعدان أخيران للاتحادات التي تحقق أنديتها أفضل نتائج جماعية في الموسم السابق (مجموع عدد النقاط الحاصلة عليها مقسومة على عدد الأندية المشاركة). وهذان الاتحادان سيحصلان على مقعد للنادي الأفضل تصنيفاً في الدوري المحلي بعد المقاعد المخصّصة لدوري الأبطال. على سبيل المثال، في نهاية الموسم الحالي، فإن الاتحادين اللذين سيضيفان ممثلاً عنهما في دوري الأبطال بالاعتماد على النتائج الجماعية لأنديتها هما إنجلترا وهولندا.
ويتأهل أول ثمانية أندية تلقائياً إلى دور الـ16. فيما تخوض ملحقاً الأندية التي تحل بين المركزين 9 و24. مع أفضلية خوض مباراة الإياب على أرض الأندية بين المركزين 17 و24. ويتم إقصاء الأندية من المركز 25 وصولاً إلى الأخير. ويتأهل الثمانية من مرحلة التصفيات إلى دور الـ16، للانضمام إلى الثمانية الأوائل. وحذر سيفرين الدول المستضيفة لبطولاته من تكرار حالة الفوضى وأحداث العنف التي شهدتها مباراة نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) التي أقيمت العام الماضي على ملعب ويمبلي.
وكشفت مراجعة مستقلة في يوليو (تموز) الماضي للأحداث التي شهدتها المباراة عن أكثر من 20 مخالفة كادت أن تؤدي إلى إصابات خطيرة أو حالات وفاة.
ولا يزال استاد ويمبلي يحظى بدعم سيفرين ويويفا، وسيحتضن للمرة الأولى لقاء «فيناليسيما» (النهائي الكبير) بين المنتخب الإيطالي بطل أوروبا والمنتخب الأرجنتيني بطل كوبا أميركا في يونيو (حزيران) المقبل، كما سيحتضن نهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات في وقت لاحق من العام الحالي.
كذلك يعد ملف طلب الاستضافة المشتركة ليورو 2028 المقدم من المملكة المتحدة وآيرلندا، مرشحاً بقوة للحصول على حق الاستضافة، رغم أنه يتضمن إقامة النهائي على ملعب ويمبلي.
لكن سيفرين قال إن الدروس التي شهدها الصيف الماضي يجب تعلمها، وأوضح: «مشاهد العنف في استاد ويمبلي خلال نهائي اليورو في العام الماضي، كانت غير مقبولة. عندما تذهب عائلة لمتابعة مباراة في البطولة الأوروبية أو أي مسابقة، فهذا يكون وقتاً للمرح والاستمتاع ومشاهدة كرة القدم». يجب أن يشعر الناس بالأمان في استادات كرة القدم وحولها. لا يفترض أن يشعروا بأي خطر. وبمساعدة السلطات، هذا لا يمكن أن يحدث مجدداً على الإطلاق. ودافع سيفرين عن عقوبات (يويفا) غير المسبوقة ضد روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، وقال: «كان ذلك ضرورياً لأن الحياد الرياضي لم يعد قابلاً للدفاع عنه في عام 2022 في ظل الحرب.
كرة القدم بلا شك هي الخاسرة، أو من بين الخاسرين، لأننا نحرم لاعبين ومدربين ومشجعين، ليس لهم علاقة بالوضع الحالي، من شغفهم وأحلامهم». وأضاف: «عندما يفرض اليويفا عقوبات غير مسبوقة، فإن كرة القدم تحاول تقديم مساهمة بسيطة إلى المجتمع والقادة في أوروبا في مساعيهم للسلام. نريد تعزيز كرة القدم في أوروبا بروح السلام، ونتمنى أن نرى إخواننا وأخواتنا في أوكرانيا وروسيا معاً قريباً».


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».