دي ميستورا يلتقي الائتلاف المعارض في إسطنبول لاستيعاب مقاطعته «مشاورات جنيف»

تشديد على وجوب الانطلاق في المشاورات على قاعدة «جنيف1»

دي ميستورا يلتقي الائتلاف المعارض في إسطنبول لاستيعاب مقاطعته «مشاورات جنيف»
TT

دي ميستورا يلتقي الائتلاف المعارض في إسطنبول لاستيعاب مقاطعته «مشاورات جنيف»

دي ميستورا يلتقي الائتلاف المعارض في إسطنبول لاستيعاب مقاطعته «مشاورات جنيف»

قال الأمين العام للائتلاف السوري المعارض محمد يحيى مكتبي، إن الائتلاف تلقى ردًا إيجابيًا على الطلب الذي تقدم به إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، للقائه في إسطنبول، بعدما كان قد أبلغه مقاطعته «مشاورات جنيف» وسلّمه وأمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، الأسبوع الماضي، مذكرة احتجاجية على «طريقة معالجته للملف السوري وقرار الخوض في عملية مشاورات غير واضحة وغير محددة الأهداف».
وأوضح مكتبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الطرفين بصدد تحديد موعد للقاء الذي سيشدد خلاله وفد الائتلاف على وجوب «الانطلاق في أي مشاورات على قاعدة جنيف1 للدفع باتجاه عملية سياسية للانتقال السلمي للسلطة من خلال هيئة حكم انتقالي لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور فيها».
وأكد مكتبي حرص الائتلاف على استمرار عملية التواصل مع الأمم المتحدة على الرغم من احتجاجه من حيث الشكل على «مشاورات جنيف»، وقال: «دعوة إيران المشاركة بحرب الإبادة التي تُشن على الشعب السوري إلى المشاورات كما طريقة التعاطي مع الائتلاف الذي يشكل المظلة الأكبر لقوى المعارضة والمفاوض الأساسي في جنيف 2، سببان رئيسيان حالا دون مشاركتنا بهذه المشاورات». وأوضح مكتبي أن «تقدم فصائل المعارضة السورية في الميدان يُعزز الدفع باتجاه حل سياسي للأزمة، باعتبار أن التجربة مع بشار الأسد أثبتت أنّه لا يخضع إلا بالقوة»، مشددًا في الوقت عينه، على «تمسك الائتلاف بكل المساعي الهادفة لوقف شلال الدم السوري والانطلاق بمرحلة انتقالية يشارك فيها كل السوريين دون استثناء ببناء سوريا المستقبل».
وكان المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي دي ميستورا أفاد نهاية الأسبوع الماضي، عن لقاء جمعه مع رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف، هيثم المالح، وتسلم منه رسالة تضمنت شرحًا وتوضيحًا لموقفهم بشأن سبل حل الصراع في سوريا، مضيفًا أن دي ميستورا حث الائتلاف على الاستمرار في المساهمة بمشاورات جنيف.
وكان 31 من فصائل المعارضة المسلحة السورية أصدروا قبل نحو أسبوع بيانًا مشتركًا أعلنوا فيه رفضهم دعوة دي ميستورا للمشاركة في حوار موسع بجنيف خلال الشهر الحالي، مبررين رفضهم «بعدم تعامل الأمم المتحدة مع الأزمة السورية بدقة وشفافية، وتقصير المجتمع الدولي في حماية الشعب السوري من الجرائم التي يتعرض لها على يد قوات النظام، وما أسمتها أذرع إيران في المنطقة».
ويستمر دي ميستورا بمشاوراته في جنيف التي انطلقت في الخامس من مايو (أيار) الحالي وتستمر من 4 إلى 6 أسابيع. التقى المبعوث الدولي للأزمة في سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، في جنيف، أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وجرى خلال اللقاء بحث دور الدول العربية والجهود الرامية لتعزيز العملية السياسية في سوريا. وأكد العربي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، الحاجة الملحة لإنهاء الصراع السوري بعد تدهور الوضع الإنساني، داعيًا جميع الأطراف في سوريا للتعاون لإخراج سوريا من هذه الحرب المدمرة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والملايين من النازحين والمشردين واللاجئين. وجدد الأمين العام موقف الجامعة المتمثل في «ضرورة تنفيذ بيان جنيف 1، الذي يهدف إلى وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية، ووضع حد للعنف، وبدء عملية سياسية تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري. كما التقى دي ميستورا، أخيرًا، وفدًا روسيًا برئاسة الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، حيث ناقشا، بحسب بيان عن مكتب المبعوث الدولي، «سبل دعم الفرقاء السوريين في حراكهم الرامي إلى إطلاق عملية سياسية، فضلاً عن دور الأمم المتحدة والدول الإقليمية والدولية في هذا المجال». وأوضح البيان الصادر عن مكتب المبعوث الدولي، أن دي ميستورا التقى أيضا مع وفد من بريطانيا برئاسة المدير العام السياسي في وزارة الخارجية سايمون غاس، مضيفًا، أن الأخير عرض وجهات نظر حكومته بشأن سبل دعم جهود الأمم المتحدة للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي في سوريا. وكان دي ميستورا التقى الأسبوع الماضي المدير العام للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية التركية جان ديزدار، ونيكولاس دي ريفير، مدير الشؤون السياسية لوزير الخارجية الفرنسي، وعدد من الشخصيات السورية، العالمة في المجال السياسي أو المدني، من بينها حسن عبد العظيم المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة السورية.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».